العدد 2960 - الأربعاء 13 أكتوبر 2010م الموافق 05 ذي القعدة 1431هـ

موسوعة تاريخ البحرين - المجلد الثاني (2)


«تنويه»

 

ينوه ملحق فضاءات، إلى أن «معجم مناطق البحرين» الذي نشر الأسبوع الماضي من إعداد الباحث والمؤرخ البحريني سالم النويدري، ويمكن للقارئ الرجوع إلى الجزء الثاني ص 317 من موسوعة تاريخ البحرين، لذا لزم التنويه.

وعلى الجزء الشمالي من هذه الجزيرة يمر (جسر الملك فهد) الذي يربط بين البحرين والمملكة العربية السعودية. وقد تم اقتتاحه في ديسمبر العام 1985م وهو يعد أطول ثاني حسر في العالم. وقد مر بها الشاعر (السيد عبدالجليل الطباطبائي) في رحلته البحرية في مناطق البحرين في 15 من رجب العام 1241هـ (22فبراير 1826م)، فضمنها أرجوزته المسماة (نزهة الجليس في وصف الديار)، وقد جاء فيها:

(أم النعسان) نحوها عبرنا

ومذ رأينا وصفها اعتبرنا

شاطئها غربا به كهف جبل

بطوله يقطر ماء للنهل

يجري إلى البحر وينبت القصب

لينهما وذاك من اوفى العجب

في الكهف حوض فيه صب الباردا

فيه ارتواء من نمير واردا

وفيه كم مغارة مضلة

ليس على الداخل بالمظلة

وبعضها يشبه نحت العمل

وموضع الباب مع القفل جلي

حوض مربع أتى في ذروته

مجرى السيول قاصدا لوجهته

وبعض عشب مزهر في سفحه

يستنشق الطيب بشم نفحه

فيها مراع شملت أكنافها

تغني ولو لم تبلغت أطرافها

وجزيرة (أم النعسان) من المواقع الأثرية في البحرين، ففيها مدافن قديمة مصممة على هيئة خلايا نحل صخرية. وعمرانها قديم، فأساسات كثير من المنازل كانت بادية للعيان في هذه الجزيرة. أما سبب تسمية الجزيرة بـ (ام النعسان)، فيرى (لوريمر) في دليله أن (اوال) كان اسما لرجل احتل البحرين، وأن له أخا اسمه (نعسان) اقتران باسم الجزيرة المعروفة بهذا الاسم. غير أنه في المتداول من المدونات التاريخية والجغرافية العربية القديمة، أن (أوال) كان اسم صنم تعبده بعض قبائل (وائل) في جاهليتها.


أوال

 

جاء في (معجم البدان) للحموي: (أوال)، بالضم، ويروى بالفتح: جزيرة بناحية البحرين، فيها نخل كثير، وليمون، وبساتين. وهي أكبر الجزر في مملكة البحرين وأهمها، يبلغ طولها 30 ميلا، وغرضها نحو 9 أميال وهي في عمومها مسطحة ومنخفضة، ولكنها ترتفع تدريجيا إلى نجد داخلي يبلغ ارتفاعه من 100 – 110 أقدام، وتسمى أيضا جزيرة (البحرين) و(المنامة).

وهي تضم اغلب مناطق البحرين، ومدنها وقراها عامرة، وفيها جل مؤسسات الدولة، حيث تقع (المنامة) عاصمة البحرين اليوم. وقد ورد ذكرها في شعر الدولة، حيث تقع (المنامة) عاصمة البحرين اليوم. وقد ورد ذكرها في شعر الأقدمين، وقد اثبت (الحموي) في معجمه نماذج من ذلك، منها: قال (ثوبة بن الحمير):

عن الناعبات المشي نعاب كأنما

يناط بجذع من (أوال) حريزها

وقال (تميم بن مقبل):

عمد الحداة بها لعارض قرية

فكانها سفن بسيف (أوال)

وقال السمهري الفلكي في وصف ناقته:

طروح مروح فوق روح كأنما

يناط بجذع من (أوال) زمامها

وفيها يقول الشاعر (أبو البحر) متشوقاً:

آه وقل على (أوال) تأوهي

فإذا جننت بها فغير كثير

وحتى في مراثيه لمعاصريه من الأماثل، لا ينسى ذكرها حيث يقول:

(اوال) سقيت صوب كل مجلل

من المزن هام لا يجف له قطر

كأنك مغناطيس كل مهذب

فما كامل إلا وفيك له قبر

وعلى العكس من هذه المشاعر المفعمة بالحب للوطن، نرى شاعراً أسبق هو (ابن المقرب العيوني) يدعو إلى هجرها، بل إلى هجر منطقة البحرين التاريخية برمتها فاسمعه إذ يقول

وخطها (الخط) إرقالا وأول قلى

(أوال) لا نادما، واهجر قرى (هجر)

ولعلك تدرك سبب هذا النفور، حين يقول

فبعدا لدار خيرها لعدوها

وقوم بأسوا كل حظ قنوعها

ويقال في سبب تسمية هذه الجزيرة بـ (أوال) أن أهلها من قبائل (وائل) مثل (بكر) وتغلب) كانت تعبد صنما في جاهليتها باسم (أوال) وكانت (أوال)، من أملاك (بني مسمار بن جذيمة) من قبيلة (عبدالقيس).


حرف الباء باربار

 

قرية أثرية قديمة تقع على ساحل البحرين الشمالي، وذلك على بعد نصف ميل إلى الجنوب الشرقي من رأس (الشريبة) وهي في المنطقة الواقعة بين قريتي (جنوسان) في الشرق، و(الدراز) في الغرب. وتشتهر (باربار) بآثارها، وبخاصة (معبد باربار) الذي يرجعه الأثريون إلى عصر تأسيس دلمون وقد بني المعبد على ثلاث مراحل، استغرقت من عام 3000 – 2ق.م.

وسكانها كانوا يعملون في صناعة النسيج وصيد الأسماك أما أشهر أعلامها في العصور الإسلامية الأخيرة فهو الشاعر (علي بن حماد) المتوفي عام 1088هـ وبها مسجده وضريحه ماثلان للعيان اليوم. وأهم مساجدها القديمة أيضا:

• مسجد عبدالصالح

• مسجد الشيخ علي الخضر

• مسجد الشيخ خلف

• مسجد المدرسة


باربار

 

واصل تسمية (باربار) في الغالب فارسي، فإن (بار) في الفارسية تعني الحمل، والمشقة، والمكان المزدحم و(بار) الثانية من اللواحق المكانية في لغة الفرس، فلفظة (باربار) معناها (المكان ذو المشقة والازدحام وحمل الأثقال. ويقال إنها كانت في سابق الزمان ميناء تجارياً في جزيرة (أوال).


البجوية

 

قرية صغيرة قديمة تقع جنوبي (مني) شرقي (السنابس) ذات بساتين ومياه، ويعمل أهلها في زراعة النخيل، ولعل أصل التسمية يرجع إلى كونها فيما مضى من الزمان مسرحاً للمبارزة والمباراة في الفروسية ونحوها، فإن قولك: (بج الرجل بجاً في المبارزة): غلبه.


البحير

 

تصغير (بحر) تقع قريباً من (الرفاع الشمالي) وهي اليوم متصلة المباني بالمناطق المجاورة وأغلب عمرانها حديث.


البدعة

 

موقع على الساحل الشمالي للبحرين بين قريتي (السنابس) و(كرباباد)، كان يلجأ إليها صيفاً سكان المدينة، ويبنون فيها بيوتاً مؤقتة من سعف النخيل.

وهذا الموقع اليوم قد غص بالمباني والمنشآت العمرانية والاقتصادية الحديثة، فلم يعد مطلاً على ساحل البحر، نتيجة لمشاريع الدفن المستمرة للشواطئ في البحرين. وأصل التسمية - كما يظهر - من بدع الشيء بدعاً أنشأه على غير مثال سابق، وبدع البئر: استنبطها وأحدثها.

ولعل بها بئراً استحدثت، فقصدها الناس طلباً للانتجاع.


البديع

 

قرية كبيرة تقع على الساحل الغربي للبحرين، وتبعد عن مدينة (المنامة) 2 و13 كم وهي طيبة الهواء، جيدة المناخ، يسكنها قوم من قبيلة (الدواسر).

وحرفة أهلها في الأعوام السابقة تجارة اللؤلؤ والغوص وصيد الأسماك.

والقرية مقسمة إلى قسمين: (البديع الشمالية)، و(البديع الجنوبية)، وفي الطريق إليها تقع (حديقة التجارب الزراعية). والبديع تصغير (بديع)، وهو ما أنشئ على غير مثال. ولقبيلة الدواسر في (نجد) بلدة باسم (البديع)، في أقصى الجنوب في منطقة الأفلاج في نجد.


بديعة

 

من نواحي قرية (عراد) بالمحرق، وسيمت باسم نخل عندها، كان مشهوراً هناك. واسمها يوحي بالنظارة والجمال، لكونها ذات زروع وثمار.


بريغي

 

بلدة صغيرة خرجت منذ زمن، موقعها بين قريتي (سار) و(عالي)، ولم يبقَ فيها اليوم سوى مقام لأحد الأولياء يدعى (مير محمد البريغي) يقصد للزيارة والاعتبار... وكان بينها وبين (سلماباد) طريق ضيقة، قد مر بها الشاعر (أبو البحر) سنة 1012هـ فقال فيها:

وطرق سلكناها فما زال ضيقها

يجوز بنا حتى ضللنا بها القصدا

فلو أن (ذا القرنين) أدرك بعضها

لصيره من دون يأجوجه سدا

ولعل اسمها (بريغي) مأخوذ من (بارباغ) الفارسي، الذي يعني (ثمر الحديقة).


بربورة

 

قرية قديمة قد خرجت منذ زمن ليس ببعيد، وتقع على بعد ميلين إلى الشمال الشرقي من مدينة (الرفاع الشرقي). وهي غرب قرية (النويدرات)، وجنوب قرية (سند) ولها اتصال بهما الآن، وذلك بعد قطع النخيل، ورصف الشوارع، واستحداث العمران في هذه المنطقة، والذي يميز هذه القرية وجود المقبرة فيها، وفيها يدفن أهل (النويدرات) موتاهم، وقبورها منحوته في الصخر. وفي هذه البلدة يلاحظ أطلال لبعض مساجدها، وقد رمم بعضها حديثاً. وربما يكون اسم (بربورة) منحوتاً من كلمتين (بر+ بورة) الأولى تعني الأرض، أو ما يقابل البحر، والثانية تعني: البائرة، أي غير الصالحة للزراعة فإن الأرض البور، هي البائرة.


بردج

 

قرية على الساحل ما بين قرية (الكورة)، وجزيرة (النبيه صالح)، وقد خربت منذ زمن وتحولت إلى بساتين، وحولها من الجنوب والغرب أطلال مساجد كبيرة. وهذه القرية لا أثر لها الآن في الموقع المذكور، فإن الساحل الذي تقع فيه مسيج بسور خلفه بساتين وأملاك خاصة. و(بردج) لعل أصله (برداج) والداج: الذين مع الحجاج من الإجراء والحاملين والخدم وبما أن هذه القرية كانت ساحلية، فيمكن أن يكون برها مستراحاً لهؤلاء القادمين بحراً برفقة الحجاج.


البرهامة

 

قرية في الجهة الشرقية من منطقة (السنابس)، وهي ليست بعيدة عن غرب (المنامة). وقد سميت باسم شجرة هناك، كان يقصدها عوام الناس للنذور فيما مضى وقد قطعت الآن، ولهذه العادة نظائر في (لبنان) تمتد جذورها إلى العصور الفينيقية السحيقة. وعلى الرغم من صغر مساحة هذه القرية نسبياً، إلا أنها تمتاز بكثرة المساجد فيها، فقد عد لها صاحب (بعض فقهاء البحرين) 14 مسجدا، منها:

• مسجد الشيخ راشد

• مسجد ابن شملان

• مسجد المسامعة

• مسجد شيتان

ولعل أصل تسمية شجرة (البرهامة): البرهمة بمعنى البرعم، وهو كم ثمر الشجر.


البسيتين

 

قرية (البسيتين) تصغير بستان، تقع شمال مدينة المحرق، وكان يشرب أهلها من ينبوع في البحر يسمى (الساية) أي (الساجة) في جهة الشمال الغربي منها، وأهلها كانوا يعملون في الغوص والحرف البحرية الأخرى. وقد شملها العمران - كغيرها من مدن البحرين وقراها - حتى طال دور العبادة فيها، فقد كان بها مسجد قديم بنيت منارته في العام 1337هـ -1918 م ، إلا أنه في الأعوام الأخيرة ازداد عدد المساجد فيها إلى ما يقارب العشرة، منها:

• جامع الخير

• مسجد أبي حتيفة النعمان

• مسجد طارق بن زياد

ومن أبرز المعالم الثقافية في هذه القرية (نادي البسيتين الرياضي والثقافي) الذي تأسس العام 1961م، ومارس دوره في المجالات الرياضية، والاجتماعية، والثقافية، والوطنية.


البلاد القديم

 

قرية كبيرة تقع على بعد ميل ونصف في الجنوب الغربي من (قلعة المنامة). وهي مكونة من عدة قرى صغيرة (كما هي مذكورة في مواقعها من هذا المعجم)، منها (أبوحفير- المويلغة - بني - حلة السوق - سوق الخميس...). وأهلها فلاحون، ويتاجر بعضهم في اللؤلؤ وأطلال مبانيها شاهد على عراقة تاريخها. ومن تلك الآثار:

• مسجد الخميس، ويسمى بـ (المشهد ذي المنارتين) قيل إنه بني في القرن الهجري الأول، وتم تجديده في 740هـ -1339م وقد بنيت منارته الغربية سنة 1100هـ - 1688م.

• مراقد العلماء في (مقبرة أبي عنبرة) شرقي (مسجد الخميس)، وهي بادية للعيان بنقوشها وزخارفها الإسلامية المتميزة.

• مسجد جمالة: يرجع تاريخ بنائه إلى العام 887هـ (1482م)، وفي محرابه آثار تدل على قدم عهده، وقد أعيد تركيب حجر المحراب الأثري في موضعه بعد تجديده العام 1971م.

• القلعة: جاء في كشكول (الشيخ يوسف العصفور) أن قلعة البحرين (في القرن الهجري الأول) كانت في (البلاد القديم).

• الكتابات والنقوش المسمارية، عثر عليها (الكولونيل ديوراند) خلال تنقيباته في البلاد القديم.

ويؤكد أحد أبناء هذه البلدة من الباحثين أنه رأى ما تبقى من آثار هذه القلعة، وكان موقعها جنوب (مدرسة الخميس) يفصل بينها الشارع، غرب (مسجد ناصر الدين). ومعظم مساجد (البلاد القديم) ذات طابع أثري قديم، وقد تم تجديد بعضها. ومما يميز هذه المساجد، أنها بنيت على أسس وقواعد رفيعة، يصل ارتفاع بعضها إلى عشرة أقدام فوق سطح الأرض، ومن تلك المساجد (مسجد العمار - مسجد الرملة - مسجد الجبل - مسجد الدارة - مسجد ناصر الدين... الخ).

وعادة تبنى المساجد في (البلاد القديم) قرب عيون أو كواكب مائية - ومن تلك العيون والكواكب (عين قصاري الكبيرة، عين قصاري الصغيرة وتسمى عين الدوبية - عين جمالة - عين أبو زيدان - عين العالي - عين الدحقانية - كوكب السيد يوسف - كوكب ابن شيبان - الكوكب الغربي - الكوكب الوسطي - حمام المقابي - حمام الشيخ - حمام الرقراق - حمام الجشي - حمام المدحوب - حمام الغنامي- حمام آل رقية).

العدد 2960 - الأربعاء 13 أكتوبر 2010م الموافق 05 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً