العدد 2970 - السبت 23 أكتوبر 2010م الموافق 15 ذي القعدة 1431هـ

يوميات مواطن مرهق: معكم يا علماء

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

بينما كان المواطن المرهق جالساً مع مجموعة من أصدقائه في مجلسهم المعتاد الذي يتبادلون فيه الهموم، استشاط أحدهم ليهاجمه بالقول: «قرأت ما كتبته يوم الخميس الماضي في يومياتك عن ضرورة احترام دور العلماء الأفاضل والتواصل معهم من قبل المسئولين في الدولة، وأن هذا الدور لا يجب أن يبقى مهمشاً... وقلت أيضاً أن المخلصين من أبناء البلد وعلى رأسهم العلماء من الطائفتين الكريمتين، لديهم كامل الاستعداد للتحاور مع المسئولين ووضع النقاط على الحروف والعمل المشترك لما فيه المصلحة العليا للوطن وللمواطنين... أليس كذلك؟».

«بلى كذلك»... أجاب المواطن المرهق ليفاجئه صاحبه بالقول: «ولماذا لم تتطرق إلى العلاقة بين العلماء أنفسهم؟ لماذا لم تكن صريحاً لتقول إن هناك من يريد توسيع الهوة والخلاف بين العلماء أنفسهم؟ وهل يعجبك الشعار الذي يرفعه البعض وهو (معكم معكم يا علماء)، وهناك الكثير منهم من يخالف هذا الشعار؟».

هدِّئ من روعك يا أخي... هكذا أجاب المواطن المرهق صاحبه ليؤكد مجدداً على أن علماء البلد المخلصين يحملون مسئوليتهم تجاه وطنهم وتجاه الناس، أما من يرفع شعاراً ويفعل خلافه فهذه مشكلته، وكذلك بالنسبة لمن ينشط في تسقيط العلماء الأفاضل ولمزهم والإساءة إليهم... إنما هم مجموعة من الناس الذين يفتقدون للوازع الديني والأخلاقي - وإن فعلوا ذلك من باب التعبير عن الرأي ونفي (التقديس) حسب زعمهم - لكنني أجدك متفقاً معي في أن حالة التوتر التي تمر بها البلاد لا يجب أن تستمر، وتتفق معي أيضاً في أن العلماء الأفاضل لم يتأخروا في تقديم المبادرات التي تسهم في الخروج من الاحتقان والحفاظ على أمن الوطن واستقراره ونسيجه الوطني، بل وحثوا الناس على المشاركة في الانتخابات من باب المسئولية الشرعية والوطنية رغم المنغصات... فهذه كلها وغيرها كثير من المواقف التي تؤكد على أن البحرين التي عرفت على مر العصور بالتسامح والمحبة، تحتضن علماء يقومون بمسئوليتهم الكاملة الشرعية والوطنية لخدمة بلادهم، حتى وإن أوصدت الأبواب أمامهم، فلابد من حمل هذه الأمانة.

وبينما كان الصحب يتابعون ما يدور بين المواطن المرهق وصاحبه من حوار، بادر أحدهم بالقول: «لا توجد مشكلة تعاني منها البلد غير قابلة للحل... من قبل الدولة أولاً ومن ثم بالاستعانة بدور العلماء الأفاضل وقادة الرأي والناشطين في مختلف المجالات، وتصبح الأمور في غاية التعقيد والتشعب، حينما ينبري أكثر من طرف ليعمل على تسقيط العلماء والتشكيك في مواقفهم وضرب مبادراتهم ورؤاهم عرض الحائط... كلنا نحب البلد، ونلتفّ حول قيادتها الشرعية، ونقدر دول العلماء الأفاضل الذين حينما يقولون قولاً، إنما هم يشخّصون الواقع ويبحثون عن المصلحة العليا، ويقدمون استعدادهم للعمل مع المسئولين لوضع حلول لكل الملفات المثيرة للتوتر».

هاهي البلد تستعد لمرحلة جديدة بعد أن شارك من شارك في الانتخابات، وقاطع من قاطع، فلكل طرف حرية اختياره وقراره، لكن ستبقى الكثير من الهواجس قائمة، وستبقى الآمال معلقة على جهود جميع المخلصين للخروج من عنق الزجاجة، وفتح صفحة جديدة تنهي الكثير من المعاناة والألم والقلق والتوتر... لكن يتوجب على الجميع أن يحترم العلماء الأفاضل لأنهم صادقون في مساعيهم لخدمة الوطن

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2970 - السبت 23 أكتوبر 2010م الموافق 15 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 5:42 م

      واجب الأمة ان تسير في خط العلماء فهم أحرص الناس على مصلحة حقوق المؤمنين ومن يحاربهم

    • زائر 7 | 9:07 ص

      زائر 5 و6 صير بعد رقم 7 و8

      يا اخي كيفك على هونك على هونك
      نعم من سطرينك تبين عبقري..
      على راحتك.. شوي شوي
      شكرأً للأخ أحمد حميد.. كلامه هو الكلام المحترم

    • زائر 6 | 4:57 ص

      أجودي// أنا لست مع العلماء...

      أنا رجل مستقل
      لي رأي خاص بي
      وتفكير يقارع حتى بعضهم
      أنا انسان حر
      لست مرهونٌ الى احد
      ولن اكون...

    • زائر 5 | 4:55 ص

      أنا لست مع العلماء

      أنا رجل مستقل
      لي رأي خاص بي
      وتفكير يقارع حتى بعضهم
      أنا انسان حر
      لست مرهونٌ الى احد
      ولن اكون...

    • زائر 4 | 4:53 ص

      العلماء

      العلماء كرسوا حياتهم ووهبوا وقتهم ومالهم لخدمة دين الله واعلاء رايه لااله الا الله
      ومن هذا المنطلق فان حماية الوطن وحماية الدين وحمايه الانفس من واجباتهم التى تكرسوا من اجلها
      ونحن مع من جعل حياته لمرضاة الله
      ونقولها بلسان طلق غير منزلق (معكم معكم يا علماء)
      احمد حميد

    • زائر 3 | 4:51 ص

      مسلم بن غقيل في البحرين

      التاريخ يعيد نفسه في البحرين ،العلماء باعوهم في سوق النخاسة مثل ما حدث لابن عقيل في الكوفة ، اذا كانت هذه البيعة لاجل متاع دنيوي بسيط فعلى الدين السلام ، والسلام غليكم .

    • زائر 2 | 3:55 ص

      مع العلماء

      كلنا مع العلماء و لكننا نريدهم معنا أيضاً في كل الظروف والمنعطفات و لا يزايدوا على ولائنا للدين والوطن
      العلماء في كل طرف و على كل طرف احترام كل العلماء

    • زائر 1 | 12:58 ص

      معكم معكم معكم يا علماء لا مع غيركم

      الحمد لله رب العالمين.. الحمد لله حمداً كثيراً دائماً على النعم العظيمة ومنها نعمة علماءنا الأبرار الله يحفظهم.. كلمتهم الصدق ونواياهم اخلاص وهدفهم مصلحة الناس ومصلحة البلاد.. لم يقصروا ابداً الله يطيل اعمارهم، واذا كانت الدولة تصر على ابعادهم وتهميشهم فهي ومسئولينها هم المخطين.. علماءنا وعلى رأسهم الشيخ عيسى قاسم رمز بحريني أصيل..

اقرأ ايضاً