العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ

اتجاه المذيعين للتمثيل... تجارب محفوفة بالمخاطر

من يتابع الساحة الفنية في السنوات الخمس الأخيرة سيكتشف ظاهرة اتجاه غالبية المذيعين والمذيعات إلى التمثيل، وكل واحد منهم له أسبابه وظروفه التي دفعته إلى اتخاذ هذه الخطوة، التي غالباً ما تأتي بحثاً عن الشهرة التي لم تتحقق أمام الكاميرا وخلف الشاشة.

وفي هذا السياق، نشرت إحدى وسائل الإعلام الخليجية تقريراً ذكرت فيه: لو تتبعنا هذه الظاهرة وازدياد عدد المنتقلين من مجال الإعلام إلى التمثيل لوصلنا إلى حقيقة واحدة وهي أن الساحة الفنية بدأت تستقبل «كل من هب ودب» والسبب أن بعض المنتجين والمخرجين شرّعوا أبوابهم للباحثين عن الشهرة المتأخرة، لذلك تكون هذه التجارب محفوفة بكثير من المخاطر، والسؤال: إذا أردنا تقسيم هذه الظاهرة فما النتيجة المتوقعة؟

إن أول من بدأ في اتخاذ خطوة الاتجاه إلى التمثيل كان الثنائي بسام العثمان وفيصل الرشيد في مسلسل «القدر المحتوم» ثم انفلت الحبل على الغارب وانفرط عقد المذيعين في التلفزيون وبدأ الزحف الكبير نحو التمثيل، ومن هؤلاء مشعل الجاسر، أحمد الموسوي، نواف القطان، مشعل الشايع، مشاعل الزنكوي، زينة كرم، سالي القاضي، فاطمة الطباخ، وسوسن الهارون.. وغيرهم.

ولو تناولنا تأثير هذه الظاهرة على الحركة الفنية سنجدها سلاحاً ذا حدين، الأول يصب في صالح الحركة الفنية الكويتية وخاصة على صعيد العنصر النسائي الذي تفتقده بديهياً، ولاسيما أن دخول هذه المجموعة من «النواعم» أفسح المجال أمام المنتجين لاختيار وجوه جديدة بعدما استهلكت الوجوه القديمة، لكن هل هذه الوجوه النسائية استطاعت تعويض «الشح» الأنثوي في الدراما؟!

والإجابة عن هذا السؤال تختلف من مشاهد إلى أخرى، على رغم أن بعض الأسماء يمكنأن ينطبق عليها المثل القائل «المكتوب باين من عنوانه»، وخصوصاً من لا تجيد اللهجة الكويتية وتغصب نفسها على الحديث بها، فتظهر على الشاشة بصورة مخجلة و»تفشل»، والأولى بهن أن يبحثن عن شخصيات أخرى تناسبهن، حيث إن أبرز من نجحت في تجربتها بالاتجاه من التقديم إلى التمثيل مشاعل الزنكوي وأخيراً زينة كرم، أما البقية فقد افتقدن حظوظهن في التلفزيون وركضن إلى الفن لعل وعسى يحققن الشهرة التي لم تتحقق لهن على الشاشة الصغيرة، كما أن المسئولية الأولى تقع على المخرجين والمنتجين، لأن البحث عن وجوه جديدة لا يعني بالضرورة قبول «الغث والسمين» ولا نقصد بذلك أن تكون المذيعة «داشة» تمثيل، لكن يجب أن تمتلك «موهبة» وليس شكلاً وجسماً متناسقاً.

أما فيما يتعلق بمشاركة المذيعين الشباب، فيمكن الجزم بأنها لم تصل إلى مرحلة النضوج، نعم فيهم من يجيد التمثيل، لكن تظل التجربة بصورة عامة متواضعة، وغالبية المخرجين يدركون تماماً أن العنصر الرجالي في الساحة الفنية المحلية OVER وغالبية الشباب «مو لاقين شغل»، وأن غالبية هؤلاء المذيعين لم يتجهوا إلى التمثيل حباً فيه، بقدر ما إن بعضهم ظل يعمل في تلفزيون الكويت لسنوات من دون جدوى، باستثناء المذيعين بسام العثمان وفيصل الرشيد، فقد خاضا تجربتهما الأولى في مسلسل «القدر المحتوم» وهما في قمة شهرتهما الإعلامية، على عكس المذيع مشعل الجاسر الذي وجد ضالته في التمثيل على رغم امتلاكه للوسامة المطلوبة في التلفزيون، لكن تبقى المسألة متعلقة بـ «الكاريزما».

ومن المذيعين الشباب نواف القطان وأحمد الموسوي اللذان كانت لهما مشاركات عدة سواء على صعيد المسرح أو التلفزيون، فبالنسبة إلى القطان فتجربته لم تكن تضيف إليه شيئاً، فهو متألق في التلفزيون ويحظى بشعبية لا بأس بها واتجاهه للمشاركة في مسرح الطفل يعتبر تجربة مفيدة، لكن ما وقعها على الصعيد الشخصي، والحال نفسه ينطبق على زميله في تلفزيون «الراي» المذيع أحمد الموسوي، الذي يمتلك طاقة كبيرة في عالم التقديم كشف عنها في برنامجيه «كنز FM» و»تراي الراي» ولم تأت مشاركته في مسلسل «فتيان وذئاب» بالمستوى المتوقع.

كما يلاحظ في غالبية مشاركة المذيعين في التمثيل عدم خدمة المجال الإعلامي والقضية الإعلامية، فالغالبية يبحثون عن أدوار جديدة لا علاقة لها بالإعلام، وكان من الأولى أن يوضع هذا الجانب في الاعتبار، ناهيك عن الصورة التي يجب أن يظهر عليها المذيع خلف الشاشة، وخصوصاً أن الجمهور يتأثر بما يشاهده ويتابعه، والكثير من المذيعات ظهرن بشخصيات أثارت ردود فعل سلبية دفعت البعض للتساؤل المشروع: «معقولة يسوون جذيه في حياتهم»، ما اعتبر أنه تجارب فاشلة.

وأخيراً، شئنا أم أبينا، تظل هذه التجارب حقاً مشروعاً للجميع، والجمهور هو الحكم على نجاح هذه التجارب من عدمه.

العدد 2983 - الجمعة 05 نوفمبر 2010م الموافق 28 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً