العدد 3000 - الإثنين 22 نوفمبر 2010م الموافق 16 ذي الحجة 1431هـ

اليوم المفتوح... غير مفضوح

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

تتزامن هذه الفترة مدرسيا مع تنظيم معظم المدارس لليوم المفتوح، وذلك بعد انتهاء الطلاب من تقديم امتحانات المنتصف. لكن ترى كثيرا من المدارس الأخرى قد سبقت غيرها إلى تنظيم هذا اللقاء التربوي المهم وذلك قبل المنتصف وبعد الانتهاء من الاختبارات الشهرية ويرون في ذلك حكمة وفوائد لعل أبرزها حث الطلاب أكثر قبل المنتصف لتجويد أدائهم وتحسين تحصيلهم الدراسي.

ومهما كان الموعد قبل أو بعد المنتصف يبقى هذا اللقاء فرصة سانحة للإطار التربوي والأولياء والطلاب للوقوف على حقيقة مستوى الطلاب واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحفيز أبنائنا لمواصلة مشوار الفصل الدراسي إلى نهايته بكل حماس وتفاؤل وجدية. وبقدر ما يستبشر بعض الطلاب بهذا الموعد، ترى كثيرا منهم يستثقلون قدومه والأسباب في ذا وذاك لا تخفى على أحد لكن لابد من التذكير هنا ببعض النقاط المهمة في تعامل كل الأطراف مع هذا اللقاء التربوي.

أمّا بخصوص إدارات المدارس فإنك تجد مسحة من الاجتهاد والجدية تطغى على القائمين على تنظيم هذا اليوم في كل مدرسة بما أوتيت من طاقة وقوة وإمكانات مادية وبشرية حتى أنها تحاول إرضاء جميع الأطراف بكل الطرق من ذلك محاولاتها من خلال الاستمارات والاستبانات التي توزعها على أولياء الأمور لاستقصاء آرائهم بخصوص مكان وزمان وظروف تنظيم هذا اللقاء وغيرها بقصد تجويد هذا اللقاء والرقي به نحو الأفضل مستقبلا.

لكن يشار هنا إلى ما يلي فبوصفي وليّ أمر قبل كل شيء وممارس لمهنة التعليم لم أر كبير تغيير ولا صغير تبديل بين السنوات الثلاث التي اصطحبت فيها ابني خلال اليوم المفتوح في مدرسته رغم أنهم وفي كل سنة يوزعون الاستمارة ويأخذون آراءنا حتى كدت أجزم أنها شكليات ورقية لا تغني ولا تسمن من جوع. وفي اعتقادي لا داعي لسبر آراء أولياء الأمور في الزمان والمكان لأنه لا يمكن إرضاء ولو 30 في المئة منهم لاختلاف مراكز عملهم وأوقات فراغهم.

أما من جهة تعامل أولياء الأمور مع المدرسين فهذا طبعا باب عريض لا تؤمن مداخله! ودون الدخول في تعاريجه وتضاريسه وطرقاته الملتوية نؤكد أن العلاقة بين الولي والأستاذ هي علاقة تعاون أساسها الثقة في رجل التعليم لأنه إذا فقد هذا الأساس انفرط العقد وضاعت العملية التعليمية برمّتها.

أمّا من جهة الطلاب فترى كثيرا منهم يودون الدخول في علاقات تحالف مع المدرسين قبل اليوم المفتوح حتى يتستروا على بعض العيوب وهذا طبعا لا يستغرب من الطلاب لعامل السن والفترة العمرية والنفسية ولا يحتاج الأمر تذكير المدرسين بضرورة التعامل الحذر مع هذه الحالات للسبب المذكور آنفا ألا وهو أساس العلاقة بين المربي والطالب والولي الثقة ثم الثقة ثم الثقة.

أما من جهة بعض المدرسين فتراهم ينتظرون اليوم المفتوح ويتوعدون الطلاب بأن يكون يوما مفضوحا وينتهزون الفرصة لرمي الكرة في جهة أولياء الأمور سواء من حيث سلوك الطلاب أو من حيث تدني تحصيلهم المدرسي وذلك بغاية التفصّي ولو جزئيا من المسئولية في تدهور بعض المستويات وهذا لا يقصي أولياء الأمور من تحمل المسئولية في مثل هذه المواضع.

لكن لماذا يغيب طرف مهم في هذا اليوم؟ لماذا تغيب الصحافة والإعلام عموما عن مثل هذا اللقاء؟ لماذا لا يكون لها دور إيجابي في تغطية الفعالية التربوية ذات الأهمية؟ هل ما يدور في كواليس المدرسة بين أولياء الأمور والمدرسين والطلبة سرّ لا يمكن تسريبه إلى خارج المدرسة؟

قطعا المدرسة الحديثة مفتوحة على المجتمع، وللصحافة دور مهم في تغطية هذه الفعالية فلماذا يبقى رجال الإعلام في انتظار مراسلة تجود بها هذه المدرسة أو تلك تحتوي صورا وتعليقات منتقاة لا تعكس سوى الجانب الإيجابي لهذا التنظيم أو ذاك؟

إن التغيير الإيجابي في تنظيم اليوم المفتوح لا يمكن أن يتحقق إلا إذا اقتحمت عين الصحافة المكان في الزمان الملائم وأحاطت بالحدث بعين الصحافي الموضوعي الذي لا يبغي سوى الحقيقة لا غير.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 3000 - الإثنين 22 نوفمبر 2010م الموافق 16 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 2:13 م

      علي العلي

      همسة لكل مدرس
      يجب على كل مدرس أن يظهر ايجابيات الطالب في يوم المفتوح وليس سلبياته , حتى يشعر الطالب بالثقة بالنفس ويحصل على الدعم النفسي والمعنوي الذي يزيده عزيمة واصرار لمواصلة تحصيله الدراسي..

    • زائر 6 | 1:38 م

      علي العلي

      اليوم المفتوح هو حلقة وصل بين أولياء الأمور والمدرسة , وهو بالغ الأهمية بالنسبة لأولياء الأمور وخصوصا اذا كان ولي الأمر لا يتواصل مع المدرسين بشكل مستمر , فأن هذا اليوم هو الفرصة الوحيدة للتعرف على مستوى الطالب الدراسي والتحصيلي وكذلك سلوكه في المدرسة.

    • زائر 5 | 1:27 م

      زائر

      بل يوم مفضوح

    • زائر 4 | 11:54 م

      لا اليوم المفتوح هذا مقدس

      طبعا أنا كولية أمر لازم أروح وتابع مع المعلمين
      شكرا على هذا الموضوع
      وتمنى يصير اللقاء بأولياء الامور دائم مع المدرسين

    • زائر 3 | 2:55 م

      حقا نرجو ذلك

      يا ليت أولياء الأمور يأتون بعدد غفير
      الغريب أن أولياء أمور الممتازين هم الذين يأتون بينما أولياء أمور الطلاب الضعاف قلما يأتون

    • زائر 2 | 1:18 م

      الهدف من اليوم المفتوح

      أنا مدرس بأحد مدارس البحرين
      وننتظر نحن المعلمين هذا اليوم ، لنجد حلاً لمشكلة الطالب المتأخر دراسياً أو المشاكس لنحسن سلوكه .
      فالعملية التوبوية مسئولية البيت والمعلم وإدارة المدرسة .
      وتخلي أحد الأطراف عن دوره ينتج عنه خلل في مستوى الطالب الدراسي وسلوكه .
      ولكن ... لا نرى استجابة من ولي الأمر بعد توضيح مستوى ضعف التلميذ وجوانب ضعفه التي تحتاج من ولي الأمر المتابعة
      نتمنى في السنوات القادمة أن نجني ثمار هذا اليوم

    • زائر 1 | 4:03 ص

      الشكليات أكبر من المحتوى

      أكيد أن اللقاء بأولياء الأمور مهم لكن ما لاحظته أن الاهتمام بالشكل يفوق كثيرا الاهتمام بالموضوع أو بمحتوى النقاش بين الولي والاستاذ
      ويبقى هذا اليوم ضروري
      وزاتمنى لو يكون قبل المنتصف
      واش رايكم شباب؟؟؟

اقرأ ايضاً