العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ

تدهور الأوضاع الأمنية بين الحكومة والحوثيين ... و «القاعدة» توجه أنظار العالم إلى صنعاء بعد الطرود المفخخة

حصاد العام 2010 في اليمن

تدهورت الأوضاع الأمنية في اليمن خلال 2010 مع توسع نشاط تنظيم «القاعدة»، وخصوصاً في جنوب البلاد وتحوله إلى نقطة ساخنة في الحرب العالمية على الإرهاب، وذلك على الرغم من الالتفاف الدولي وتشكيل مجموعة أصدقاء اليمن.

وفيما تم احتواء العنف إلى حد كبير في الشمال حيث معقل التمرد الشيعي، بات الحراك الجنوبي الذي يحاول ترتيب بيته الداخلي أكثر شراسة في مطالبته بالانفصال.

وكانت سنة 2009 انتهت بحادثة اجتذبت أنظار العالم إلى اليمن، وهي محاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت طائرة أميركية يوم عيد الميلاد الماضي ونفذها شاب نيجيري قال إنه تلقى التدريب في اليمن.

ونتيجة لذلك، التأم المجتمع الدولي في لندن في يناير/ كانون الثاني وتشكلت مجموعة أصدقاء اليمن لتسريع تقديم المساعدات علماً أن الدول المانحة لم تصرف إلا 15 في المئة من خمسة مليارات دولار تعهدت بتقديمها لليمن خلال مؤتمر المانحين في لندن العام 2006.

وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعززت المخاوف الدولية من تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الذي يتحصن في اليمن، بعد أن تم رصد طردين مفخخين في دبي وبريطانيا موجهين إلى مراكز عبادة يهودية في شيكاغو.

ويعتقد أن الولايات المتحدة شنت هجمات صاروخية على اليمن مرتين على الأقل خلال 2010 ضمن حربها على «القاعدة»، فيما بات رجل الدين اليمني الأميركي المتشدد المختبئ في وسط البلاد، أيمن العولقي مطلوباً حياً أو ميتاً من قبل الأميركيين. وتنفي صنعاء رسمياً ذلك.

وشن تنظيم «القاعدة» عشرات الهجمات خلال 2010 داخل اليمن، أبرزها هجوم استهدف موكب السفير البريطاني في أبريل/ نيسان في صنعاء، فضلاً عن هجمات دامية على مواقع للقوات اليمنية في عدن وأبين (جنوب) أسفرت عن مقتل العشرات.

إلا أن التطور الأكثر دلالة كان المعارك القوية التي شهدتها مدينة لودر في أبين في أغسطس/آب والتي قتل خلالها نحو 33 شخصاً من الجانبين، وبدت القوات اليمنية خلالها في حرب مفتوحة مع مقاتلي «القاعدة».

وصعدت السلطات خلال 2010 حملتها ضد «القاعدة» لكن تحقيق انتصارات حاسمة في لودر التي أعلنت صنعاء تطهيرها من «القاعدة»، عادت لتشهد في مراحل لاحقة مواجهات.

كما تتهم صنعاء من قبل خصومها بتضخيم دور تنظيم «القاعدة» للاستفادة من دعم المجتمع الدولي والقضاء على خصومها.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، محمد الظاهري لوكالة «فرانس برس» في وقت سابق هذه السنة «صحيح أن القاعدة موجودة في اليمن ودورها كبر، لكن هناك الكثير من المبالغات فالحكومة تحاول أن تقوم بتضخيم مفتعل وتصطنع الفزاعات لتستدر تعاطف الخارج من الناحية المالية ومن ناحية دعم وضعها».

وفي شمال اليمن حيث دار منذ العام 2004 تمرد شيعي زيدي بزعامة آل الحوثي، تسود منذ فبراير/ شباط هدنة هشة إلا أن العشرات قتلوا بعد إعلان وقف إطلاق النار في معارك بين الحوثيين والقبائل الموالية للحكومة.

وفي فبراير، وقعت صنعاء والمتمردون الشيعة وقفاً لإطلاق النار وضع حداً للحرب السادسة، أي جولة النزاع السادسة بينهما في شمال اليمن، وذلك بعد تدهور خطير للأوضاع على الحدود مع السعودية.

وأسفر النزاع الذي اندلع في 2004 عن حركة نزوح كثيفة، و خصوصاً في منطقة صعدة.

ومن أصل 300 ألف نازح، عاد عشرون ألفاً فقط إلى مدينة صعدة، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

وفي الجنوب، كرس الحراك الجنوبي خلال العام 2010 تحوله من حركة احتجاجية مع مطالب معيشية واجتماعية إلى حركة تطالب علناً بالانفصال والعودة إلى جنوب اليمن الذي كان مستقلاً حتى العام 1994.

وأكدت قيادات الحراك في ختام سلسلة من المشاورات لتنظيم البيت الداخلي مطلب «فك الارتباط» مع شمال اليمن و»شرعية» علي سالم البيض «رئيساً» للجنوب، وقالت إن الخيار السلمي الذي يعتمده الحراك ليس الوحيد وإن يبقى الخيار الأمثل.

وأقر قادة الحراك بحسب بيان صادر عنهم تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه بوجود أزمة داخل الحراك ناتجة عن التضارب في المواقف، وذلك بعد سلسلة من المشاورات لترتيب البيت الداخلي ووضع أجندة لتحقيق مطلب الانفصال.

إلا أن هذا الحراك يضم مجموعة واسعة من الشخصيات والمكونات ذات التوجهات المختلفة، بين يساريين سابقين وإسلاميين وقبليين، ما يجعل من الصعب التكهن بقدرته على الانصهار في حركة ذات أهداف وقيادة واحدة.

وكان التطور الإيجابي السياسي الأبرز في اليمن هذه السنة اتفاق الحزب الحاكم والمعارضة البرلمانية على آلية لإطلاق حوار وطني يهدف لإجراء إصلاحات دستورية وانتخابية، إلا أن هذه الآمال تبددت.

واقر مجلس النواب اليمني في 11ديسمبر/ كانون الأول بغالبيته الواسعة الموالية لحزب الرئيس علي عبدالله صالح تعديل قانون الانتخابات على الرغم من رفض المعارضة البرلمانية المنضوية تحت لواء «اللقاء المشترك» التي قالت إن الخطوة تشكل انقلاباً على الاتفاقات معها.

وأكد الحزب الحاكم بإقراره التعديلات لقانون الانتخابات بشكل أحادي السبت الماضي، عزمه المضي في إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها في أبريل 2011، بعد إخفاقات مشروع الحوار الوطني في التوصل إلى توافق على تعديلات دستورية وإصلاحات في النظامين السياسي والانتخابي.

ودعت المعارضة إلى تحركات شعبية متواصلة وهي تنفذ اعتصاماً مفتوحاً في البرلمان.

ولكن على الرغم من التحديات، نجحت صنعاء في استضافة كأس «خليجي 20» لكرة القدم في عدن وأبين بدون تسجيل حوادث تذكر.

العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً