العدد 3037 - الأربعاء 29 ديسمبر 2010م الموافق 23 محرم 1432هـ

فهد حسين يقدم ورقة حول الــمشهد الثقافي البحريني

في «ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي» بالشارقة

شارك كل من الناقد فهد حسين والشاعر علي الجلاوي والقاص عباس عبدالله في الدورة الأولى لـ «ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي» التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالشارقة بمشاركة أكثر من 30 أديبا وأديبة من جميع دول الخليج العربي.

وأكدت رئيسة اللجنة المنظمة، نائبة رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أسماء الزرعوني أن الملتقى يمثل أحد أهم فعاليات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي يسعى إلى ترسيخ مبدأ التفاعل الثقافي بين أبناء دول منطقة الخليج والعالم العربي بشكل عام، حيث نستضيف أكثر من 30 أديبا وأديبة يمثلون جميع دول الخليج الست، يقدمون أمسيات ثقافية مشتركة في مجال الشعر والقصة إضافة إلى أوراق وحوارات تقارب المشهد الثقافي في الخليج العربي، وأضافت الزرعوني أن الملتقى سيكون سنويا، بدعم الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، حيث سيستضيف العام المقبل مبدعين من العراق واليمن وهناك خطة لتوسيعه عربيا في الدورات التالية.

استضافت جامعة الشارقة الشاعر البحريني علي الجلاوي ليلقي مجموعة من قصائده في أصبوحة شعرية بمشاركة كل من اسحاق الخنجري من عمان، والهنوف محمد، وشيخة المطيري من الإمارات، وعبدالله سالم من قطر، وذلك في يوم (الاثنين) 6 ديسمبر/ كانون الأول 2010.

وخلال الملتقى شارك الناقد فهد حسين في ندوة «المشهد الثقافي والأدبي الخليجي» في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات العربية المتحدة في الشارقة، حيث قدم فهد ورقة حول المشهد الثقافي البحريني وذلك يوم (الثلثاء) 7 ديسمبر 2010 بمشاركة كل من أسماء علي الزرعوني، ونجيب الرفاعي من الإمارات، وهيا الدرهم من قطر، وسلطان القحطاني من السعودية، وابتسام الحجري من عمان، وليلى السبعان من الكويت.

فيما شارك القاص عباس عبدالله الجزيري في الأمسية الأدبية (الأربعاء) 8 ديسمبر في: خورفكان، بالمكتبة العامة بمعية حصة السويدي من قطر، وسالم الرميضي من الكويت، وعلي الشعالي من الإمارات، ونورة بوغيث من الكويت، بإدارة محمد المزيني من السعودية.


تأملات واقعية للمشهد الثقافي البحريني

وفي ورقته التي تعنونت بتأملات واقعية للمشهد الثقافي البحريني تجارب الشباب الإبداعية والنقدية في السنوات العشر الأخيرة أشار فهـد حسين إلى أنه حين الحديث عن المشهد الثقافي في البحرين، فكأنما نتحدث عن المشهد الثقافي في أية دولة خليجية أخرى مع بعض التباينات أو الفروقات بحكم المرحلة التاريخية والفترة الزمنية لفعل التأثير والتلقي، وبخاصة أن أبناء المنطقة والمقيمين فيها على اطلاع بشكل أو بآخر بما تتصف به هذه المنطقة الإقليمية ثقافيًا وبالأخص في النصف الثاني من القرن العشرين، وبما أن الحديث حول المشهد متشعب ومتعدد الجوانب والمراحل، ومتنوع العطاء، فسأقف عند الفترة الزمنية الممتدة من 2000 حتى 2010 تقريبًا لقراءتها وتحليلها وفق العلاقة المتبادلة بين الأنساق الثقافية والأدبية التي تشكل علامة مهمة في حياتنا الثقافية والأدبية اليوم عامة، والوقوف على المنجز الإبداعي الشعري والسردي، كما أننا نتجاوز مرحلة النقد لما قبلها بعض الشيء.

وأضاف وها نحن في نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، فكيف ننظر إلى المشهد الثقافي البحريني؟ وماهية الثقافة عندنا؟ هل يعي المثقف البحريني ما يشوب الإنسان من عجز في نسج العلاقات الثقافية بين مختلف الأطياف حاليًا في ظل التباينات السياسية والطائفية والفكرية؟ وهل دور المثقف والأديب والفنان والمبدع أيًا كان مجاله وتخصصه هو دور تنويري؟ وهل يدعو المثقف البحريني إلى التخلص من الذهنية التي تعيق حالة التطور والتحديث؟ وكيف يحاول المثقف البحريني مناقشة قضايا الحريات بأنواعها المختلفة؟ وكيف لنا مناقشة طبيعة القوانين التي تتعلق بالمثقف والكاتب وقانون الجمعيات الثقافية والحقوق الأدبية والملكية الفكرية في التأليف والنشر؟ هل للإنسان البحريني عامة اليوم القدرة على اتخاذ القرار في الحياة السياسية والنيابية دون إملاءات من التيارات السياسية أو الدينية؟ وهل يستطيع حاليًا أن يفكك تلك الإشكاليات التي تعتري مشهدنا الثقافي بكل مفاصله وعلاقاته المتداخلة والمنفصلة ليجد صيغة متقاربة تشكل مشهدًا ثقافيًا متميزًا يحقق الطموحات والآمال؟! هذه مجرد أسئلة لا تختلج عندي أنا فقط، وإنما أعتقد عند كل متابع للحالة الثقافية التي لبست ثيابًا مزركشة بعد ميثاق العمل الوطني.


عوامل أسهمت في المشهد الثقافي البحريني

وأرجع فهد العوامل التي أسهمت في المشهد الثقافي البحريني إلى وجود البعثات التعليمية العربية في النصف الأول من القرن العشرين، واستمرار التعليم وانتشار المدارس الخاصة والمعاهد والجامعات دليل على ما نذهب إليه، وظهور الصحافة المحلية بعد تأثر أصحابها بالصحافة العربية والعالمية في النصف الأول من القرن العشرين، وكذلك رغبة المشاركة من قبل المثقفين البحرينيين في مناقشة قضايا المجتمع العربي، وانخراط العديد من أبناء المنطقة عمومًا والبحرين بخاصة في المد القومي الذي حرك الشعور بالعروبة والانتماء لها، والتواصل مع الثقافات الأخرى العربية والأجنبية، بالإضافة إلى عامل الانفراج السياسي، وحركة الإصلاح داخل المجتمع بدءًا من العام 1999 نحو الديمقراطية والحرية وخلق مناخ سياسي أسهم في تشكيل التجمعات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، والتكالب الكثيف على تأسيس الجمعيات الثقافية والفنية والاجتماعية والنسائية، لتعمل بحسب توجهاتها الثقافية والفكرية والدينية. مع انخراط مجاميع من الشباب في العمل الثقافي من خلال المؤسسات الدينية والاجتماعية والتعليمية والمراكز الثقافية، والإكثار من البرامج لبعض المؤسسات الثقافية، ومحاولة الظهور والتنافس في إقامة الأنشطة والفعاليات.


تشكل المؤسسات الثقافية

وتحدث فهد عن تشكل المؤسسات الثقافية فأشار بداية إلى أسرة الأدباء والكتاب في سبتمبر/ أيلول 1969، مركز عبدالرحمن كانو الثقافي – الملتقى الثقافي الأهلي سابقًا، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد الخليفة للثقافة والبحوث وبيوتاته الثقافية (بيت إبراهيم العريض – بيت الشعر، بيت عبدالله الزايد – بيت الصحافة، بيت محمد بن فارس – بيت الصوت البحريني، جمعية المنتدى، مركز جدحفص الثقافي، مركز الديه الثقافي، مركز بوري الثقافي، مركز كرزكان الثقافي، نادي باربار الرياضي والثقافي)، أما عن رصده لحركة التأليف فأضاف في السنوات العشر الأخيرة من 2000- 2010 صدر في حدود1700 كتاب، شملت الأدب والتاريخ والتراجم والعلوم والدين والسياسة والفكر والثقافة والتربية والاقتصاد والعلوم الاجتماعية والتعليم والفنون المختلفة. مقارنة بما سبق حيث كانت إصدارات البحرين ومطبوعاتها من الكتب بين 1900- 1999 بلغ بحسب إحصائية المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي 1502. وهذه هي النسبة الرسمية.

أما المجلات والدوريات فجامعة البحرين تصدر مجلة العلوم الإنسانية المحكمة، ومجلة ثقافات، ومجلة أوان والتي توقفت منذ فترة تزيد على السنوات الثلاث. أما وزارة الثقافة فقد أشرعت في إصدار مجلة البحرين الثقافية، وهناك مجلة هنا البحرين تصدرها هيئة شئون الإعلام، وهي مجلة متنوعة وخفيفة التناول، كما أصدرت أسرة الأدباء والكتاب مجلة كلمات حتى العدد التاسع عشر لتتوقف بعض الوقت، ثم تعود مرة أخرى بعددين في 2003- 2004، ولكنها تتوقف حاليًا، ومجلة أخرى باسم كرز التي اختطت لها لونًا آخر وهو الموضوع الواحد، فصدر منها خمسة أعداد هي: موضوع الحب، موضوع الحرب، موضوع الحرية والاستبداد، موضوع الوطن. وتأتي مجلة الوثيقة وهي مجلة دورية محكّمة يصدرها مركز الوثائق التاريخية لتعالج موضوعات تاريخية وتراثية مرتبطة بالتاريخ، وهي لاتزال تصدر، ومجلة الثقافة الشعبية الفصلية الصادرة عن أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر، وتهتم بالموروثات الشعبية والتراث بكل فنونه ومجالاته، بالإضافة إلى إسهامات وزارة التربية والتعليم، والمتمثلة في إصدار تجارب بعض الطلبة والمعلمين في المجال الإبداعي من شعر وقصة ومسرح.

وعن الصحف اليومية أضاف وإذا كانت جريدة الأضواء قد لفتت الأنظار في سبعينيات القرن الماضي، فإن السباق نحو إصدار الصحف يخطو سريعًا بين المستثمرين، فبالإضافة إلى جريدتي أخبار الخليج والأيام، أصبحت البحرين تحتضن جرائد أخرى، وهنا أعني الصحف الصادرة باللغة العربية، وهي: الوسط، والوطن والوقت، والعهد الأسبوعية، والميثاق التي تعتبر شبه متوقفة، وأخيرًا جريدة البلاد.

وحول الكتابة الشعرية تطرق إلى كل من علي الجلاوي، حسين فخر، أحمد الستراوي، مهدي سلمان، أحمد رضي وجاسم حاجي، إبراهيم شعبان، جعفر الديري، وفواز الشروقي، ليلى السيد ووضحى المسجن، فاطمة محسن وسوسن دهنيم، زينب الليث ونعيمة السماك وزهرة المتغوي بمجموعة بأي ذنب قتلت.

وفي مجال الكتابة السردية رصد كلا من عبدالعزيز الموسوي، حسين المحروس الروائية، أحمد المؤذن، سعاد الخليفـة، خالد سيادي، نعيمة السماك، مها المسجن، هناء مرهون، منيرة سوار، وفتحية ناصر، وهدى عواجي، وفي النقد الأدبي تحدث عن كل من عبدالله جناحي، وجعفر حسن، فهد حسين وهناك عبر الصحافة، وأضاف برزت مجموعة من الأسماء ذات الطابع الصحافي، حسام أبوأصبع، وحسين مرهون، وحبيب حيدر، وكريم رضي، وعلي الستراوي، وعلي الجلاوي، وعلي القميش، ونادية ترك في فترة من الفترات، وأحمد المؤذن، وغيرهم، وهناك تجربة حسين السماهيجي الذي كان ولايزال منشغلا بالشعر وختم بالإشارة إلى النقد الثقافي وإسهامات كل من نادر كاظم، وعلي الديري، ضياء الكعبي.

ثم ختم فهد ورقته بالتساؤل هل المثقف في البحرين مسئول عن الحالة الثقافية، هل نستطيع أن نكون مركز إشعاع ثقافي، هل يمكن لنا مراجعة الذات الكاتبة في مشهدنا الثقافي، هل فكر المبدع البحريني أن يهندس مشروعه الكتابي.

العدد 3037 - الأربعاء 29 ديسمبر 2010م الموافق 23 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً