العدد 3053 - الجمعة 14 يناير 2011م الموافق 09 صفر 1432هـ

الحرز: الوضع الأمني أهم مصاعب العمل الدبلوماسي في العراق

روى لـ «الوسط» قصة الحادث الذي تعرض له

فاضل الحرز متحدثا لـ «الوسط» (تصوير: محمد المخرق)
فاضل الحرز متحدثا لـ «الوسط» (تصوير: محمد المخرق)

أكد الدبلوماسي البحريني في العراق فاضل الحرز في لقاء مع «الوسط» أن «أكبر الصعوبات التي تواجهنا الوضع الأمني المعقد إذ تكون الحركة مقيدة جدا ما يعوق عمل الدبلوماسي ويمنعه من القيام بواجبه الكامل».

ولفت الحرز إلى أن نقل «الوسط» عبر خدمتها «الوسط أون لاين» لخبر الحادث وتغطيته بعد ذلك أولاً بأول ساهم بصورة كبيرة في طمأنة العائلة على حالته الصحية وهدأ من روعهم. وهذا نص اللقاء مع الدبلوماسي البحريني فاضل الحرز:

منذ متى بدأت العمل الدبلوماسي في العراق؟

- بدأت العمل الدبلوماسي في العراق في أكتوبر/ تشرين الأول 2008، كنت في مهمة رسمية لمرافقة السفير خلال تقديم أوراق اعتماده للقيادة السياسية في العراق، إذ مكثنا في بغداد نحو 15 يوماً، قبل أن أعود للبحرين وبقيت 10 شهور لإكمال الدراسة الجامعية إذ كنت في سنة التخرج من تخصص الحقوق وبعد ذلك توجهت لبغداد منقولا للعمل في أغسطس/ آب 2009 حتى هذا التاريخ.

ألم يصبك أي تردد عند تعيينك للعمل الدبلوماسي في العراق وخصوصاً مع الصعوبات الأمنية؟

- لم أتردد، بل فرحت كثيراً، ذلك أن العراق من الناحية السياسية يعتبر من أهم البلدان العربية، كما أن العمل القنصلي في العراق يعتبر أكثر كثافة نظرا إلى كثرة الزوار البحرينيين للعراق وخصوصا في المواسم الدينية ما يتيح لي الفرصة لخدمة بلدي وكذلك لحداثة التجربة السياسية في العراق.

ما هي أهم الصعوبات التي تواجهكم في ظل الجو الأمني الذي تعيشه العراق؟

- أكبر الصعوبات التي تواجهنا الوضع الأمني المعقد، إذ تكون الحركة مقيدة جدا ما يعوق عمل الدبلوماسي ويمنعه من القيام بواجبه الكامل إضافة إلى حداثة الوضع السياسي الجديد.

ما هي خطوات السفارة لتذليل الصعاب أمام الزوار البحرينيين؟

- بدأت السفارة بالعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه الزوار منذ افتتاحها، وتم إنهاء الكثير من المشكلات العالقة ومنها إنهاء الموافقات الأمنية وتسهيل إعطاء الإقامة، والآن بعد افتتاح القنصلية العامة في النجف سيتم إيكال الكثير من المهمات للقنصلية بحسب الموقع الجغرافي للقنصلية.

وماذا عن الطيران والمشكلات التي حدثت فيه؟

- شركات الطيران خاصة تواجه صعوبات وهي أمور فنية ليس لها علاقة بأي أمر سياسي.

ما أبرز المشكلات التي تتكرر مع الحملات والزوار؟

- أكثر المشكلات التي تتكرر تتعلق بالزوار الذين يأتون من دون تأشيرة بالإضافة إلى عدم تأكيد الحجوزات بالنسبة إلى الزوار، والتأشيرة تكون عادة مدتها 14 يوماً والزوار البحرينيون يكونون في العراق لمدة تفوق الشهر لذلك يضطرون لدفع غرامات. والسفير أكد أن المشكلة في طريقها للحل من خلال المساعي التي تبذل لزيادة مدة الإقامة بحسب الخبر الوارد من القنصلية العام في النجف الأشرف.

هل من تفاصيل عن الحادث الذي تعرضت له؟

- وصلت إلى النجف الأشرف يوم الأربعاء 24 نوفمبر/ تشرين الثاني وذلك في مهمة رسمية من أجل المساعدة في نقل سيارات السفارة مع الوفد الأمني لمقر السفارة في بغداد والمكوث في العراق لبضعة أيام لإنهاء بعض الأمور الإدارية في السفارة.

وعند وصولي لمطار النجف الأشرف كان الدبلوماسي المسئول عن أعمال القنصلية العامة في النجف الأشرف عبدالله موسى الصائغ مغادرا إلى البحرين في اليوم نفسه الذي وصلت فيه بعد أن كان هناك لمتابعة أمور الزوار البحرينيين خلال موسم زيارة عرفة، وطلب مني زيارة الفندق الذي أقاموا فيه بكربلاء المقدسة خلال فترة الزيارة وذلك لإنهاء الإجراءات مع الفندق، وفي اليوم التالي لوصولي وصل الفريق الأمني المرافق وذلك لتسلم المهمة من الفريق السابق الذي سيغادر إلى البحرين.

ولضيق الوقت فكرت أن أغادر إلى مدينة كربلاء المقدسة في اليوم نفسه لإنهاء الإجراءات المذكورة قبل المغادرة إلى بغداد لأن الطريق إلى كربلاء من النجف أكثر أمناً وسهولة منه في حال عودتي من بغداد إلى كربلاء، وفي اليوم نفسه جاءني اتصال من مكتب المفتش العام في وزارة الداخلية العراقية يدعوني فيه للمشاركة في افتتاح مدينة الزائرين في كربلاء فطلبت منه أن يبعث لي دورية ترافقني لكربلاء لتوفر الأمن ومن أجل معرفة الطريق وكان اليوم يصادف زيارة عيد الغدير الأغر وكان عدد الزوار في مدينة النجف الأشرف منقطع النظير فحتى السائر على الأقدام يعاني من الازدحام فضلاً عن موكب يتكون من عدة سيارات فتطلب رجوعنا من مطار النجف والفريق الأمني الواصل للتو ثلاث ساعات ونصف الساعة بدلاً من نصف ساعة في الوضع الطبيعي، حتى بدا الإنهاك واضحا على وجوههم بسبب السفر وما واجهناه، فاضطررت للذهاب إلى كربلاء برفقة الأمن العراقي فقط وكان برفقتي عضو مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية في البحرين علي العمران وذلك لغرض التعرف على بعض المسئولين العراقيين إذ إن الأوقاف مقبلة على تعاون بينها وبين ديوان الوقف الشيعي في العراق.

وقمت بإيصال الفريق الأمني إلى الفندق وتوجهت إلى كربلاء برفقة الأمن العراقي وأنهيت الإجراءات الإدارية مع الفندق ولبيت الدعوة الموجهة لي للمشاركة في افتتاح مدينة الزائرين في كربلاء وفي طريق العودة إلى النجف الأشرف عند الساعة التاسعة والنصف مساء كانت الطرق مظلمة وكان الطريق الذي أسير عليه خاضعاً لبعض أعمال الصيانة وفيه عدد من الحفر وتفاجأنا بإحدى هذه الحفر وفي سعيي لتفاديها ارتطمت السيارة بالرصيف المحاذي للشارع وانقلبت على الفور وفقدت الوعي في الوقت نفسه ولم أفق إلا في مستشفى الصدر في مدينة النجف الأشرف.

وهنا أسجل وقفة شكر لوزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الذي أبدى اهتماماً كبيراً بحالتي الصحية إذ بادر شخصياً بالاتصال بي والتحدث معي والاطمئنان على صحتي وكان التأثر واضحاً من كلامه ونبرات حديثه وقد عرض عليّ مشكورا العلاج في أي مكان أراه مناسباً، فأبديت رغبتي بالعودة إلى البحرين لاستكمال العلاج.

كما أود شكر كل من وزير الصحة فيصل الحمر الذي أرسل طاقماً طبياً بحرينياً للعراق لمرافقتي في رحلة العودة، ووزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة ومستشار جلالة الملك لشئون السلطة التشريعية محمد علي الشيخ منصور الستري الذي كان متواصلا معي خلال جميع المراحل منذ وقوع الحادث وحتى الآن، ورئيس مجلس النواب خليفة الظهراني بالإضافة إلى وكيل وزارة الخارجية عبدالله عبداللطيف ونائب محافظ الشمالية جاسم الوافي، والمسئول عن القنصلية العامة للبحرين في النجف الأشرف عبدالله موسى الصائغ الذي كلف الموظفين المحليين بالبقاء معي خلال مكوثي في المستشفى للوقوف على احتياجاتي كما كان دائم الاتصال وذلك لتنسيق أمور عودتي.

كما أوجه شكري لكل من قام بالسؤال عني عن طريق الزيارة أو الاتصال. وشكر خاص لصحيفة «الوسط» التي كانت تنقل الأحداث أولا بأول مما ساهم في اطمئنان الجميع على حالتي الصحية منذ وقوع الحادث وحتى كتابة هذه الكلمات. وللفريق الطبي المشرف على علاجي ممثلا في الاستشاريين رائد المرزوق ويوسف العالي.

ما هي الإصابات التي تعرضت لها؟

- بحسب التقرير الطبي الأولي في العراق الذي لا يختلف كثيرا عما توصل إليه أطباء البحرين ذكر الطبيب أنني أصبت بكسر في الفخذ الأيمن وكسور في الأضلاع وكسور فرعية في الظهر إضافة إلى خدوش في مقدمة الرأس، فيما أصيب مرافقي العمران بإصابات طفيفة.

إلى أين وصلت حالتك الصحية؟

- أجريت عملية في الفخذ الأيمن وتم وضع قطع من البلاتين للمساعدة في التحام الكسر بينما قال الطبيب إن الأضلاع تلتئم بصورة تلقائية ولكنها تحتاج مزيداً من الوقت وأخضع الآن لجلسات مكثفة في العلاج الطبيعي لكي أتجاوز هذه المرحلة.

هل ستعود للعمل في العراق؟

- نعم إنشاء الله، لأن الرغبة الشخصية مازالت موجودة ولكن بعد أن أتماثل للشفاء.

العدد 3053 - الجمعة 14 يناير 2011م الموافق 09 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:36 ص

      شكرا الى فريق الطبي

      صراح فريق الطبي سواء الدكتور رائد المرزوق او الدكتور يوسف العالي يستحقون الشكر لانهم اطباء مخلصين في عملهم

    • زائر 6 | 5:12 ص

      يعطيك العافية

      الله يعطيك العافية يابو عباس وتقوم بالسلامه وترجع الى اهلك وبيتك واصحابك
      قلقنا عليك يابوعباس
      وشكرا لجريدة الوسط لنقل الحدث أول بأول وسوف ندعوا لك في زيارة الاربعين وانت لا تنساتي من دعالك
      داعيك الى الخير محمد مهدي

    • زائر 5 | 2:34 ص

      بوعلي

      اجر وعافية يا ابو عباس .. اتمنى لك ولعمك ابو طه المحترم تمام الصحة والعافية وان شاء الله شدة وتزول..

    • زائر 4 | 1:41 ص

      الموطفون

      الحمدالله على السلامه يا ابوعباس
      الله يعطيك الصحة والعافيه وترجع الى عملك في العراق لخمدمة الزوار ياخادم اهل البيت عليهم السلام
      معهد الامل للدرسات الجامعيه

    • زائر 3 | 1:40 ص

      سلامات يا فاضل الحرز

      اين الفريق الأمني البحريني الذين معك لماذا لم يرافقوك في هذه الرحلة وهل يجوز ان تخاطر بنفسك في هذه الرحله وهناك فريق امني خاص لحماية الشخصيات مسؤوله عن حمايتك والمكلفة من قبل الحكومة ..وخصوصاً في بلد غير مستقر أمنياً ..وانت تعلم بأن الدبلوماسي مستهدف ويجب عليك الا تخاطر بنفسك . المهم الحمد الله على سلامتك يا دبلوماسي.

    • زائر 1 | 11:34 م

      اللهم صل على محمد وآل محمد

      والله صرت دبلوماسي ياولد الحرز..
      الحمدلله رب العالمين..
      كل التوفيق للجميع..

اقرأ ايضاً