العدد 3073 - الخميس 03 فبراير 2011م الموافق 29 صفر 1432هـ

هجوم المسلحين بميدان التحرير يبرز خوفا من التغيير إن رحل مبارك

هجوم المسلحين بميدان التحرير يبرز خوفا من التغيير إن رحل مبارك
هجوم المسلحين بميدان التحرير يبرز خوفا من التغيير إن رحل مبارك

هجوم بميدان التحرير في وسط القاهرة منفذوه رجال يمتطون جيادا وجمالا ويتسلحون بعصي وقطع حديدية ويضربون متظاهرين عزل.
المشهد صدم الملايين الذين كانوا يتابعون البث الحي عبر شاشات التلفزيون في أنحاء العالم.. لكن بالنسبة لكثير من المصريين لم يكن إلا تذكيرا تقشعر له الأبدان بوحشية عانوا منها لسنين طويلة كلما حاول أحد التعبير عن نفسه ضد مصالح أصحاب النفوذ.
ويبدو أن العنف الذي أسفر عن مقتل عشرة وإصابة 1000 منذ يوم الأربعاء كان من تدبير النخبة بغية ترويع المحتجين. ولا يصدق كثيرون نفي الحكومة ضلوعها في الأمر.
لكن أحداث العنف قد تأتي بمردود عكسي إذ بددت قدرا من موجة تعاطف مع مبارك أعقبت إعلانه عدم نيته ترشيح نفسه بعد انتهاء ولايته الحالية في سبتمبر أيلول المقبل.
ويبدو أيضا أن هذا الهجوم شحذ الرأي العام العالمي إذ أدانت مجموعة من زعماء العالم اراقة الدماء.
قال الروائي علاء الأسواني الذي صورت روايته الشهيرة (عمارة يعقوبيان) اختناق المجتمع المصري ببطء على مدى ثلاثة عقود "هذا النظام لا يمثل الشعب المصري. الشعب المصري متحضر. هذا النظام من عهد بربري".
وقال لرويترز "هذه المذبحة تظهر أن كل شيء تعهد به الرئيس لا يساوي الورقة التي كتب عليها." وأضاف "الشعب لن يغفر لمن دبروا هذه المذبحة".
وبالنسبة لحسن نافعة أستاذ العلوم السياسية والمعارض فقد كانت هذه "خطوة غبية ويائسة" من جانب الموالين لمبارك. وفشل الهجوم في تفريق المحتجين في تحول له دلالاته في بلد عادة من ينجح فيه العنف في تحقيق أهدافه.
وقال نافعة "لن ينهي هذا الاحتجاجات... هذه ليست ثورة ميدان التحرير بل هي انتفاضة عامة".
واعتاد المصريون على العنف وعلى روايات عن التعذيب وهتك العرض والموت في أقسام الشرطة وعلى الترهيب العلني وقت الانتخابات. فهذه أمور تملأ ملفات جماعات حقوق الانسان.
لكن البعض كان مستفيدا من الوضع. وتجلت على وجوه أولئك الذين انهالوا ضربا على المحتجين العزل ورشقوهم بالحجارة وبالقنابل الحارقة علامات غضب من يشعر بالخطر إذا ما اختفى النظام القديم.
وتمكن المحتجون من الإمساك بالعشرات من مهاجميهم وقالوا إنهم كانوا يحملون بطاقات هوية تدل على انتمائهم للشرطة والحزب الحاكم. وأخذ الجيش الذي يرفض أن ينحاز لأي طرف يراقب الموقف.
وفي تلك الليلة التي تابع فيها الملايين على شاشات التلفزيون مشهدا أشبه بمعركة من معارك القرون الوسطى رأي كثير من المحللين أن المؤسسة الحاكمة قد خسرت معركة حشد التأييد.
قال مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية إن "ما حدث ألقى بظلال سلبية للغاية على حكومة مبارك... إنه يلطخ صورته في الخارج".
وقال هشام قاسم الناشط البارز في حقوق الانسان "مبارك بلطجي ومجرم... لا مشكلة لديه في ان يحرق مصر كي يبقى هو في السلطة. يجب ان يحاكم هذا الرجل. هؤلاء الغوغاء أطلقهم الحزب الحاكم وأعوان (مبارك)".
وقبل أحداث يوم الأربعاء بدا ان موقف بعض المصريين بمن فيهم أشخاص شاركوا بالفعل في الاحتجاجات المطالبة برحيل مبارك قد لان بمجرد أن قال انه لن يعيد ترشيح نفسه بعد انتهاء ولايته في سبتمبر.
لكن أحداث العنف ربما تعجل برحيله مع تزايد التأييد للمطالبة بتنحيه فورا.
قال قاسم "استفزت هجماتهم البلد كلها... الناس لا يصدقون مدى المستوى المنحط الذي وصلوا اليه".
واضافة الى السخط المستعر منذ سنوات من أساليب الشرطة القمعية استشاط المصريون غضبا من الطريقة التي انسحبت بها قوات الأمن من الشوارع الأسبوع الماضي لتفسح الطريق –عمدا كما يعتقد كثيرون- أمام موجة من أعمال النهب والتخريب.
قال جرجس أيوب وهو سائق سيارة أجرة (29 عاما) إن "المشكلة الأساسية وراء الفساد وغياب القانون هي وحشية الشرطة".
وأضاف "تحملنا الفقر.. تحملنا حياتنا العفنة.. لكننا لم نعد نتحمل وحشية الشرطة وانتهاكاتها. يوقفوننا لأتفه الأسباب.. يسبوننا ويصفعوننا ويهينوننا. لم نعد نتحمل اعتداءاتهم".
وقال "الناس انفجروا. لم يعودوا قادرين على التحمل.. المرتبات ضعيفة والأسعار مرتفعة والحكومة لا تهتم".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 8:24 ص

      دولة رجال الاعمال الفاسدين

      دولة رجال الاعمال الفاسدين حاولت اجهاض الثورة وفشلوا

    • زائر 3 | 6:11 ص

      منصورين ومغلوبين

      منصورين و مغلومين انشاء الله بغير تقديما على الله
      يارب يارب يارب استجيب دعائنا

    • زائر 2 | 6:10 ص

      ارحل يامبارك

      ارحل يامبارك دع مصر وشأنه لن تنفعك الأنانية

    • زائر 1 | 5:48 ص

      منصورين

      الله ينصركم ان شاء الله

اقرأ ايضاً