العدد 3091 - الإثنين 21 فبراير 2011م الموافق 18 ربيع الاول 1432هـ

... وللغة الأمّ شهداؤها

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

يتمّ إحياء اليوم الدولي للغة الأمّ، الذي أعلنه المؤتمر العام لليونسكو، سنوياً منذ فبراير/ شباط 2000 بغية تدعيم التنوع الثقافي والتعدد اللغوي. وفي هذا

السياق يُحتفل بالدورة الحادية عشرة لليوم الدولي للغة الأم بتاريخ 21 فبراير2011 لكن ما سرّ هذا اليوم؟ ما أصله؟ وما دلالاته؟

في أعوام 1950- 1952 قامت الطبقات الوسطى الناهضة في بنغال الشرقية بالشروع بانتفاضة عُرفت لاحقاً بـ «الحركة اللغوية البنغالية» حيث طالب المتظاهرون بالاعتراف باللغة البنغالية كلغة تداول على قدم المساواة مع اللغة الأوردية في باكستان. وقام البوليس الباكستاني بفتح النار على الطلبة المتظاهرين وراح ضحية هذا العنف خمسة من الطلبة البنغاليين بالقرب من كلية الطب في مدينة داكا. وفي الحقيقة فإن هذه الحركة، وباعتراف المؤرخين، قد بذرت بذور الحركة الانفصالية للبنغال عن باكستان في العام 1971. وبعد مرور عدة عقود على هذا الحدث، بادرت اليونسكو إلى تخليد هذا اليوم تحت عنوان «اليوم العالمي للغة الأم»، وذلك في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 1999، حينما وافقت المنظمة على اقتراح من بنغلاديش وبدعم من 28 دولة بالاحتفال بهذا اليوم. كما خصصت جائزة توزع في هذا اليوم على «اللغويين والباحثين ونشطاء المجتمع المدني لقاء عملهم في مجال التنوع اللغوي والتعليم المتعدد اللغات». وبدأت اليونسكو تحتفل بهذا العيد كمناسبة وتدعو جميع أعضاء هذه المنظمة الدولية للمشاركة في هذا الاحتفال من أجل الحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي.

وقد وجه مدير عام اليونسكو، كويشيرو ماتسورا، بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم، رسالة إلى الأسرة الدولية أهم ما جاء فيها: «إنّ اللغة الأم عزيزة على كل مِنا، بها ننطق كلماتنا الأولى، وبها نعبّر عن أفكارنا الفردية على النحو الأمثل. وهي الأساس الذي يعتمد عليه كل إنسان في تكوين ذاته منذ أنفاسه الأولى. وهي مدرسة تعلم الإنسان أن يحترم ذاته ويحترم تاريخه وثقافته وأن يحترم كذلك، بل في المقام الأول، الآخر المختلف.

لكنّ خطرا كبيرا بالانقراض يهدد آلاف اللغات التي تداولتها البشرية فلقد بات أكثر من 50 في المئة من الستة آلاف لغة المستخدمة في العالم والتي تعتبر وسائل لنقل الذاكرة الجماعية والتراث غير المادي مهددة بالاندثار. فـ 96 في المئة من هذه اللغات لا يستخدمها سوى 4 في المئة من سكان العالم.

فاللغات المستخدمة في إفريقيا مثلا تشكل ثلث لغات العالم، ومعظم هذه اللغات لا تستخدم على الإطلاق في المدرسة أو الإدارة أو القضاء أو الصحافة العامة بالرغم من أن السكان يتقنونها تماماً نظراً لأنها تشكل وسيلة التعبير التي يستخدمونها في حياتهم اليومية.

ولعلّ العنوان الذي اختِير هذه السنة لليوم الدولي للّغة الأم: تكنولوجيات المعلومات والاتصال يهدف إلى صون وتعزيز اللغات والتنوع اللغوي ويُبرِز الإمكانات الهائلة التي تنطوي عليها التكنولوجيات الجديدة من حيث القدرة على صون اللغات الأم وتوثيقها وترويج استعمالها.

إنّ حق الشعوب في المحافظة على إرثها اللغوي ومقدراتها غير المادية يفديه البعض بروحه لكن كثيرا منا في العالم العربي يعبث به ويستهين بواجب المحافظة على اللغة الأمّ فترى الكثير من العائلات يتبجح أفرادها بالتحادث باللغة الانجليزية أو الفرنسية حتى أنّ بعضهم لا يسجّل أبناءه في مدارس عربية مما يولد شعورا بالنفور من لغتهم الأم وحالة من الاغتراب سوف يحاسبهم التاريخ يوما ما عليها.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 3091 - الإثنين 21 فبراير 2011م الموافق 18 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 4:14 م

      معلومات شيقة

      شكرا لصاحب المقال
      معلومات لم نكن نعرفها
      غريبة وطريفة
      حقا يجب أن نهتم بلغتنا الأم أكثر فأكثر
      ولا نكتفي بالافتخار أنها لغة القران

    • زائر 6 | 10:11 ص

      أولياء الأمور والدور الأهم

      للأم دور في المحافظة على اللغة الأم

    • زائر 5 | 7:54 ص

      حقا وجبت المحاسبة

      النفور من لغتهم الأم وحالة من الاغتراب سوف يحاسبهم التاريخ يوما ما عليها

    • زائر 4 | 7:51 ص

      شكرا

      اليوم العالمي للغة الأم»
      حقا نحتاج لمزيد الاهتمام بلغتنا العربية
      شكرا جزيلا على الموضوع

اقرأ ايضاً