العدد 3097 - الأحد 27 فبراير 2011م الموافق 24 ربيع الاول 1432هـ

حتى الوضع الرياضي يحتاج إلى الإصلاحات

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

ليست السياسة وحدها من تحتاج إلى الإصلاحات الجذرية في البحرين بل حتى الرياضة في كل شيء بعدما مرت منها كل الدول الشقيقة والجارة بسرعة البرق نحو التطور الكبير وسط تفرج غريب من قبلنا على رغم أن الرياضة في هذا البلد عريقة وانطلقت قبل كل الدول الشقيقة لسنوات عديدة ولكن كما يقولون محلك سر.

لا أعني بكلامي هنا فقط كرة القدم ولكن كل الرياضة التي قبعت في روتينها الموجود قبل 50 سنة تقريباً هو اليوم موجوداً بكل تفاصيله من دون تطوير.

في البحرين كل شيء موجود من القاعدة الموهوبة للاعبين والكوادر الإدارية ذات الكفاءة العالية صاحبة الأكاديمية الاختصاصية التي من خلالها من الممكن أن تسير نحو التطور الكبير ولكن للأسف الشديد تعطلت هذه الكفاءات في نقطة لم نستطع من خلالها التحرك فبقينا عليها طوال الـ 50 سنة كأننا نعيش في العصر الحجري أو أكثر.

الغريب في الأمر وعلى رغم هذه الإمكانات المعدومة لدينا ترى أبناء هذا الوطن يحققون الإنجازات المختلفة في شتى الألعاب الرياضية على مدى السنوات الماضية وخصوصاً في ألعاب اليد والطائرة ولكن ومع هذه الإنجازات لم نر على أرض الواقع ما يستحقه هؤلاء من منشآت متطورة وحديثه كما هي لدى الأشقاء في الدول المجاورة.

السنا نحن من انطلق بالكرة قبل أشقائنا في الخليج ولكن أين نحن منهم اليوم؟ لدرجة أننا حققنا بطولة الخليج للناشئين الأندية والتي فاز بها البديع بناد متهالك وآيل للسقوط وملعب رملي أذهل نادي النصر السعودي الذي كان منظماً للبطولة ويمتلك حينها المنشآت المتكاملة ولكن أبناء البحرين في البديع قهروا الظروف وعادوا ببطولتها فبقوا على ما هم عليه الآن.

نادي النصر للطائرة حقق بطولة مجلس التعاون للأندية البطولة اللقب بامتياز فأراد الأهلي الإماراتي أن يحل ضيفاً على بطل الخليج ولكنه تفاجأ بأن أرضية ملعب الطائرة لديه حينها من الإسفلت فرفض اللعب عليه وهي مفارقة غريبة أن يحقق النصر البطولة في هذا الوضع السيء. وتم بناء صالة ليلعب عليها أفضل مما كان سابقاً ولكنها لم تكن يحال الصالات الحديثة والمتطورة.

منتخب اليد الأول حقق ما عجز عنه فريق القدم الوطني وتأهل إلى نهائيات كأس العالم بامتياز ولكن ما قدم لهذا الفريق جراء ما حققه من إنجاز يخجل أن يتحدث به أحد وكأن هذا الإنجاز قد حققه فريق أحد الحواري. ولم نسمع عن أية خطوة فعلية لتكريمه وإنهاء معاناة نجومه العاطلين عن العمل بعدما رفعوا علم البحرين عالياً في ذلك المحفل العالمي وعرف الجميع بأن هناك مملكة اسمها البحرين. وهذا الأمر ينطبق على الناشئين في اليد عندما تأهلوا إلى كأس العالم. وللطائرة الوطني قصة أخرى بعدما حقق ذهبية الخليج ظل حبيس الوعود النرجسية وغير المكلفة وهم يعانون البطالة عن العمل.

القوانين في الرياضة باليه ولا تجاري العصر ولم نر من أي مسئول فيها جاء بشجاعة لتحديث الأمر برمته وإنهاء قوانين التكبيل في كل شيء وإعطاء الجمعيات العمومية الحق في ومنع دستور يحفظ حقوق كل الأندية في قضية سرقة المواهب وخصوصاً من هي في الأندية ضعيفة الإمكانات المالية.

لابد من إنشاء محكمة رياضية يتحاكم إليها الرياضيون عند الاصطدام في كل شيء بدلاً من اللجوء إلى القضاء المدني لكي تكون هناك نقطة بيضاء لهذه الرياضة في حل مشكلاتها في بيتها من دون الخروج إلى غير مكانها الأصلي.

المنشآت في كل الأندية والمراكز الشبابية تحتاج لثورة تغيير حقيقية وتبديل واقعها ورصد موازنة كبيرة لها من أجل العمل وتخفيف معاناتها والقضاء على العجز المالي حتى تكون لدينا رياضة حقيقية لا يفر منها ذات الكفاءات العالية ولا يؤثر عليها ما يحدث في خارجها. ولابد من محاسبة المقصرين في هذا القطاع الرياضي المهم الذي يضم أكبر قاعدة شبابية ولكن للأسف الشديد يواجه بالإهمال والتجاهل من خلال موازنة لا تفي بالمطلوب ومن دون ففر يقضي فيه هؤلاء وقتهم، فكلها مشكلات يجب القضاء عليها بسرعة فائقة.

إصلاح الوضع الرياضي أمر مهم جداً يضاهي الوضع السياسي وقد يكون مقترناً به ومكملاً له ولابد من إبعاد كل من يريد الإضرار بهذا القطاع الكبير لدرجة أن بعض السياسيين في البلد لهم التوجه الرياضي والجماهير التي تتواجد في الشارع السياسي هي نفسها من لها صلة كبيرة في الشارع الرياضي وتتأثر كثيراً لأي قرارات عكسية. واسألوا مدرجات استاد الوطني لماذا هذا الغياب الكبير لجماهيرنا العزيزة ليأتيك الجواب مثل هذه المشكلات الموجودة على أرض الواقع.

أخيراً أقولها إذا أردنا أن نرتفع بالرياضة فعلينا أن نحل مشكلاتها الجذرية من المنشآت والمرافق الحديثة وليس «الترقيعية» كما هو الحال موجوداً الآن وضخ موازنة كبيرة للأندية والمراكز الشبابية والاتحادات الرياضية واختيار الاختصاصين في الإدارة والتدريب وإبعاد كل من يضر بالرياضة ولابد من سن قوانين حديثة تحاكي العصر إن أردنا التطوير والإصلاح

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 3097 - الأحد 27 فبراير 2011م الموافق 24 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً