العدد 3101 - الخميس 03 مارس 2011م الموافق 28 ربيع الاول 1432هـ

مساعد كلينتون يوجه نداءً الى المعتصمين في "اللؤلؤة" عبر «الوسط»، و يؤكد تأييد أميركا لمبادرة ولي العهد واستمرارها في مراقبة الوضع

قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشئون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان في لقاء خاص مع «الوسط» إن الولايات المتحدة الأميركية تولي الأحداث في البحرين أهمية خاصة، وإنه زار البحرين ثلاث مرات خلال أسبوع واحد (حتى يوم أمس)، وقضى نحو خمسة أيام التقى خلالها بالمسئولين في الدولة وبممثلين من الجمعيات والشخصيات السياسية وعدد من مؤسسات المجتمع المدني، واستمع إليهم، وفي الوقت ذاتها أبلغهم بثقة الإدارة الأميركية بمبادرة الحوار التي أعلن عنها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ويقودها ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. ودعا فيلتمان المعارضة إلى الاستجابة سريعاً لمبادرة الحوار، لأنها «فرصة ثمينة» لتحقيق المطالب المطروحة على الساحة.

وأكد أن الإدارة الأميركية تؤمن بأن الحل يجب أن يكون «صناعة بحرينية خالصة».

ووجه فيلتمان نداءً إلى المحتجين في دوار اللؤلؤة، قال فيه: «إننا في الإدارة الأميركية نعلم أن لديكم مطالب مشروعة، ولديكم قلق مشروع، وأن هناك الكثير من خيبات الأمل لديكم بسبب ماحدث خلال السنوات الماضية، ولكن أقول لكم إن لديكم الآن فرصة حقيقية ومختلفة عن الماضي تماماً، وعليكم أن تنسقوا أمركم ومواقفكم بصورة معتدلة وبناءة».


مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وجه نداءً الى المحتجين في «دوار اللؤلؤة» عبر «الوسط »...

 

 

فيلتمان: لن نتخلى عن مراقبة الوضع ونؤكد على حل سياسي يصنعه البحرينيون

 

الزنج - منصور الجمري

قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشئون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان في لقاء خاص مع «الوسط» ان الولايات المتحدة الأميركية تولي الأحداث في البحرين أهمية خاصة، وانه زار البحرين ثلاث مرات خلال أسبوع واحد (حتى يوم امس)، وقضى نحو خمسة ايام خلال هذه الزيارات التقى خلالها بالمسئولين في الدولة وبممثلين من الجمعيات والشخصيات السياسية والمعارضة، واستمع إليهم، وفي الوقت ذاته أبلغهم بثقة الإدارة الأميركية بمبادرة الحوار التي أعلن عنها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ويقودها ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

وقال فيلتمان انه زار دول الجوار الخليجية خلال الايام الماضية، ووجدهم متفهمين وداعمين لجهود ولي العهد الرامية الى حل الأزمة السياسية الحالية عبر الحوار والتفاوض بين جميع الأطراف البحرينية. وأكد ان أميركا تعتبر البحرين حليفا استراتيجيا، ووقوفها الى جانب الحل القائم على الحوار ينبع من حرصها على أمن واستقرار هذا الحليف الاستراتيجي، وفي الوقت ذاته، فان الإدارة الأميركية تؤمن بأن الحل يجب أن يكون «صناعة بحرينية خالصة». كما وجه فيلتمان نداءً خاصاً للمحتجين في «دوار اللؤلؤة»، وفيما يأتي نص الحوار:

لقد دخلتم على الخط بقوة منذ اندلاع الاحتجاجات البحرينية في 14 فبراير/ شباط 2011، وأصبح واضحاً أن الإدارة الأميركية رفعت درجة اهتمامها منذ الخميس الدامي في 17 فبراير... لماذا برأيكم هذا الاهتمام الأميركي المتزايد بالوضع البحريني؟

- إن الرئيس باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وباقي المسئولين الأميركيين كانوا واضحين منذ بداية الأحداث، وهو أن الشعوب في أي مكان في العالم لهم حقوق إنسانية غير قابلة للتنازل عنها، ومنها حق التعبير السلمي، وحق التجمع السلمي، وحرية الإعلام، ونحن نسعى لإلزام أنفسنا أولا، ونطلب من كل الحكومات الالتزام بهذه المبادئ العالمية.

ونحن لانقول اننا أفضل من غيرنا، ولكن علينا جميعا ان نسعى للالتزام ولضمان هذه الحقوق الإنسانية الاساسية، ولذلك فإننا ندخل على الخط مع اصدقائنا في هذا الوقت لنثبت بأن اقوالنا وافعالنا متوائمة، وان إيماننا بهذه الحقوق مبدأ لا نتخلى عنه.

وفي المقابل، فإننا ايضا نقول ان على المحتجين مسئولية كبيرة بأن يلتزموا بالأساليب السلمية فقط، ورسالتنا كانت ومازالت لكل الحكومات في كل انحاء العالم بأن عليهم حماية هذه الحقوق، وأهمها السماح بحرية التجمع السلمي.

الحكومة البحرينية قالت انها لجأت لاستخدام القوة من أجل حفظ الأمن والإستقرار... مارأيك؟

- نحن نؤمن بأن كل بلد يهتم بموضوع الأمن والاستقرار، وهذا واجب الحكومات، ولكن يجب ألا نخلط الأمور، فالحفاظ على الأمن والاستقرار لا يمكن اتخاذه عذراً لمنع الناس من حقهم في التعبير السلمي او في التجمع السلمي.

ماهو رأيكم بمبادرة الحوار الوطني المطروحة على الساحة البحرينية؟

- نحن نعلن وقوفنا بقوة مع إعلان جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مبادرة للحوار الوطني وتكليفه سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة قيادتها. ولابد أن أشير إلى أن الإدارة الاميركية ترى انه من غير المناسب تأجيل البدء بالحوار لأجل غير معلوم، لأن هناك دائما مخاطر من احتمال حدوث شيء ما يخل بالمسيرة السياسية التي يقودها ولي العهد.

ماذا تود الإدارة الأميركية ان يحصل حالياً في البحرين؟

- الإدارة الاميركية تود رؤية البدء بالحوار بأسرع ما يمكن، وان تكون عملية الحوار ذات مغزى وحقيقية وفاعلة وشاملة لبحث تطلعات البحرينيين. لقد قلنا لجميع الحكومات في المنطقة وفي كل مكان، ان عليهم ان ينظروا الى مؤسسات المجتمع المدني، والفعاليات الأخرى في المجتمع، كشركاء في الشأن العام، وكجزء من الحل من أجل مواجهة التحديات التي تواجهها أي بلد.

هل التقيت بالمعارضة، وبالجماعات الأخرى في البحرين؟

- لقد التقيت مع ممثلين عن الطيف البحريني السياسي والاجتماعي، ومن مختلف الجمعيات والفعاليات السياسية. لقد بدأت زيارة البحرين يوم الجمعة 25 فبراير/ شباط 2011، ومن ثم عدت الى البحرين يوم الأحد (27 فبراير)، وبعدها رجعت الى البحرين الثلثاء وبقيت حتى الخميس (من 1 الى 3 مارس/ آذار 2011)، وهذا يوضح مدى اهتمام الولايات المتحدة بما يحدث في البحرين... وخلال هذه الايام اجتمعت بمسئولي الدولة وبجماعات من المعارضة، وبشخصيات كبيرة من العائلة المالكة، وبممثلين من الاتجاهات والفئات المجتمعية في البحرين، واستمعت الى مختلف وجهات النظر، ولدينا صورة واضحة عن الوضع وعن المطالب والمخاوف المطروحة من مختلف الجهات، وسوف انقل كل ما توصلت اليه وكل التحليلات التي استخلصتها في المنامة الى صانعي القرار في واشنطن غدا (اليوم الجمعة 4 مارس 2011).

المعارضون، ومن بينهم الرمز الديني الشيخ عيسى قاسم يقول انه لا يريد حواراً من أجل الحوار، وانما حواراً يتناول القضايا الحقيقية التي تعاني منها البحرين، ما هو رأيك؟

- نحن أيضاً لا ندعو إلى حوار من أجل الحوار، أو من أجل التقاط الصور لنقول إن هناك حواراً ما... نحن نحث على حوار يتطرق إلى القضايا الحقيقية التي تلامس الوضع البحريني. نحن نتفق مع من يقول انه لافائدة من الحوار من أجل الحوار، الحوار يجب أن يحقق اهدافا، والاهداف يجب ان تتمحور حول المواطن البحريني، بحيث يتمكن البحريني من ايصال صوته، ويطمئن إلى أن صوته له قيمة، ويشعر بأنه من خلال ممثليه والمؤسسات التي تنشط نيابة عنه، يستطيع المشاركة في عملية اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم، وان يكون المواطنون جزءاً من الحل لمواجهة التحديات التي تواجهها البحرين.

ماهي الرسالة التي تود الإدارة الأميركية إيصالها من خلال وجودكم المركّز في البحرين؟

- اعتقد جازماً، وهذه رسالة اود أن تصل الى من يهمه الأمر، وهي ان الادارة الاميركية ترى فرصة كبيرة للبحرين لكي تكون قائدة ورائدة اقليمياً ودولياً في طريقة معالجة الأزمة السياسية الحالية. نعم، العالم اليوم كله ينظر إلى ما يجري في البحرين، والوضع في هذه الفترة مختلف تماما عن أية فترة سابقة، والمواطنون البحرينيون استطاعوا ان يسمعوا اصواتهم للجميع، واستطاعوا جذب انتباه حكومات العالم والمنظمات الدولية والإعلام العالمي، ونحن في الإدارة الأميركية نتواجد بصورة مكثفة لأن البحرينيين استطاعوا إيصال صوتهم الى كل عواصم العالم.

كما أود أن أؤكد أننا سنستمر في مراقبة الوضع، لأننا نأمل في رؤية حل موثوق للأزمة، ومراقبتنا للوضع البحريني يعتبر جزءاً من الضمانة التي يبحث عنها عدد ممن التقينا بهم من المعارضين. اننا نساند العملية الحوارية التي لا تكون فارغة المحتوى. ان المجتمع الدولي ينظر الى البحرين، والبحرين حليفتنا الاستراتيجية، ويهمنا جدا ان نرى ازمتها تحل بالوسائل الحوارية السلمية.

مارأيكم في وجهات النظر المختلفة حالياً حول طريقة البدء بالحوار؟

- هناك مقاربات مختلفة حول طريقة البدء بالحوار، ولكننا في الإدارة الأميركية نؤمن بأن الحل يجب ان يكون صناعة بحرينية خالصة، ويجب ان يشتمل الحل على أكبر عدد ممكن من الأطراف لتحقيق أكبر إجماع ممكن، ويمكن للحوار أن يتم عبر سياقات متوازية.

نعم، قد لا تتفق كل الأطراف على كل شيء، ولكن العملية السياسية القائمة على الحوار تعني التوصل الى نتيجة عملية، وهذه النتيجة العملية تتطلب تنازلات من جميع الاطراف، وبعض هذه التنازلات ستكون صعبة على من يتنازل عنها، ولكنها ضرورية.

المهم بالنسبة لنا هو ان تكون العملية بحرينية، والقرار بحريني، والمشاركون بحرينيون، والاجماع المتحقق في نهاية الحوار يجب ان يكون بحرينياً، ونحن ندعم هذا الطرح.

من المهم أن نشير إلى اننا لا نريد أي طرف خارجي، بما فيها اميركا ان تكون طرفا في الحوار. الأطراف يجب ان تكون بحرينية، وبقيادة بحرينية، وما نريده هو مساندة حليفتنا البحرين، حكومة وشعباً، في تخطي هذه الصعاب، والبحرين يمكنها ان تثبت للعالم قدرتها على الخروج من هذه الازمة عبر معالجة الاخطاء وإشراك الأطراف المختلفة في حوار له معنى وله نتائج عملية ملموسة.

كيف تقيم موقف دول مجلس التعاون الخليجي من مبادرة الحوار التي يقودها ولي العهد؟

- لقد زرت خلال الايام الماضية أربع دول خليجية - غير البحرين - ولقد وجدت الرغبة لدى قادة تلك الدول في نجاح الحوار الوطني البحريني، وهذه مساندة مهمة جداً لمساعي ولي العهد في هذا المجال. فدول الجوار بودها ان ترى نجاحاً يمكن الاحتذاء به، وكون ان المشكلة حاليا في البحرين فهذه هي فرصة جميع المعنيين لإيجاد أنموذج سياسي قائم على الحوار لحل الأزمات. ان امام البحرين هذه الفرصة التي يمكن من خلالها ايجاد الوسائل الناجعة لإشراك جميع المواطنين في اتخاذ القرارات المهمة، وفي حل المشكلات، وفي تخطي الأزمات. لقد وجدت مساندة عظيمة من قبل دول الجوار في مجلس التعاون لمبادرة الحوار الوطني في البحرين، وكذلك في مساندة الأهداف الاجتماعية والاقتصادية للبحرين، وفي إيجاد حل سياسي مرضٍ للأطراف المعنية.

ماذا تود أن تقول للأطراف البحرينية المتحركة على الساحة؟

- اود ان أحث جميع البحرينيين على اغتنام هذه الفرصة المهمة التي توافرت لأن جلالة الملك خول ولي العهد للبدء بعملية حوار وطني. أود أن أحث جميع فئات المعارضة على الالتفات الى ما يتوافر لهم من هذه الفرصة التاريخية وان يمارسوا دوراً قيادياً لإخراج البحرين مما هي فيه، ولتحقيق مطالب طالما سعوا اليها، وهي الآن تتوافر على طريق التحقيق من خلال الحوار الوطني. انني أحثهم على الدخول في حوار له صدقية، وضمانته هو التفات المجتمع الدولي للوضع البحريني، واستمرار الاهتمام بالوضع البحريني من قبل مراكز القرار العالمية.

إن حديثي مع مختلف الفئات، من المسئولين والمعارضين وفئات المجتمع الاخرى، وما أود ان أقوله للجميع، هو انه ليس من صالح البحرين ان يسيطر المتطرفون من مختلف الجهات على الأجندة السياسية فيها. ان هذا هو الوقت للمعتدلين من مختلف الأطراف لقيادة الشأن البحريني نحو بر الأمان. وفي رأي الإدارة الأميركية، فإن المعتدلين يمثلون مركز الثقل في البحرين، ونحن ندعوهم إلى البدء الفوري في عملية الحوار الوطني، ونعتقد ان بدء الحوار يقوي المعتدلين داخل كل الجهات المعنية بالحوار، وإلا فإن الخشية من التأخير ان يضعف الأوراق القوية المتوافرة حالياً للوصول الى حل حقيقي وذي مغزى لجميع البحرينيين، وهو حل سيكون لمستقبل البحرين الأكثر عدلا والأكثر شمولا لمختلف الفئات.

هل نفهم من حديثكم هذا بأن الإدارة الأميركية بدأت تنتهج سياسة جديدة فيما يتعلق بالتحركات السياسية داخل الدول الصديقة لأميركا؟

- نحن اصدقاء للبحرين، لحكومة البحرين ولشعب البحرين، ونحن أصدقاء لعقود طويلة، ونحن فخورون بهذه العلاقة الاستراتيجية بالبحرين، ونؤمن بأن هذه العلاقة مفيدة للطرفين البحريني والاميركي، وهي مفيدة لشعب البحرين ولشعب الولايات المتحدة، واود ان اقول ان لدينا علاقة تاريخية مع العائلة المالكة، ومع جميع فئات المجتمع البحريني ونستطيع ان نقدم خدمة افضل لأصدقائنا عند الحاجة، وسفارتنا في المنامة نشطة جدا، وهي تخبر واشنطن بكل ما يجري في البحرين، ونحن على تواصل مستمر مع جلالة الملك حمد، وسمو ولي العهد الأمير سلمان، ومع مختلف الوان الطيف السياسي البحريني.

واكثر من ذلك، فإن سياستنا واضحة، وقد قال الرئيس باراك اوباما في كلمته في يونيو/ حزيران 2009 في القاهرة ان على الحكومات ان تصغي لشعوبها، وان تستفيد من الامكانات البشرية لديها عبر اشراكها بصورة فاعلة في عملية تشاركية. كما أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قالت قبل ستة اسابيع في الدوحة ان الخطر المحدق في المنطقة ينبع من الركود السياسي، ولذلك فإن سياستنا العلنية كانت واضحة، ونحن حاليا نثبت على الارض بما قلناه في العلن عدة مرات. نحن نعتقد ان مساندتنا العملية لما قلناه تحدث في العلن، ونحن نوضح التزامنا بالمبدأ الذي تحدثنا عنه من ان على الحكومات ان تحكم من خلال رضا المحكومين، وان المجتمع المدني والمنظمات السياسية ليسوا مشكلة لأية حكومة، بل انهم جزء من الحل الذي يجب ان يتوافر لمواجهة المشكلات والتحديات.

أعذرنى لأن أسأل عن دور سابق لكم بصورة شخصية في لبنان، وقد قيل الكثير عن دور «فيلتمان» في لبنان، فهل انت تلعب دوراً مماثلاً في البحرين؟

- اولاً انا امثل الحكومة الاميركية، والدور الذي اقوم به في البحرين ليست له علاقة بجيفري فيلتمان، وانما هو دور تقوم به الحكومة الاميركية، وانا أمثل التزام الرئيس باراك اوباما تجاه هذه القضايا، وان امثل التزام وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون العلني في هذا المجال، وانا اقوم بما اقوم به نيابة عن حكومة الولايات المتحدة الاميركية لمساندة حل تحاوري مصنوع بحرينياً فقط. نحن لسنا هنا لنفرض افكاراً اميركية، ونحن هنا فقط لمساندة حليف استراتيجي، ومساندتنا تشمل دعمنا لمبادرة الحوار، دعمنا للحكم، ودعمنا للشعب البحريني الصديق، ولن نتدخل في أي شيء، وانما واجبنا ان نقف مع اصدقائنا، ونعتقد ان هناك املاً كبيراً بما هو مطروح لكل البحرينيين.

الجيش البحريني تدخل في يوم الخميس الدامي (17 فبراير 2011)، والآن انسحب، هل ترى انه سيتدخل، فيما لو تعثر الحوار؟

- أعيننا ستظل مفتوحة، واننا واضحون جدا، باننا نساند قرار جلالة الملك الذي اتخذه لتخفيف حدة التوتر، وان يخلق البئية المناسبة من اجل حوار حقيقي وبناء. وأود أن أؤكد أننا لن نتخلى عن مراقبتنا للوضع البحريني، وهذا من مصلحتنا ان نحافظ على صداقتنا مع البحرين، حكومة وشعبا، ومن مصلحتنا ان يهدأ الوضع ويتحسن نحو مستقبل يضمن لكل البحرينيين المشاركة الفعلية والعادلة في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم ومستقبلهم. وسنبقى موجودين ونراقب الوضع، وموقفنا لم يتغير عن السابق.

نحن نؤمن بحق الناس في التجمع السلمي وفي التعبير السلمي عن آرائهم، ولابد ان اقول أيضاً إن على المحتجين ان يمارسوا هذا الحق بمسئولية وسلمية، وسوف نبقى مراقبين بشكل دقيق للوضع لنتأكد ان اصدقاءنا في الحكومة يضمنون ان الشعب لديه الحق في التعبير السلمي وان هذا الحق يجب حمايته.

ماذا تقول للمحتجين في دوار اللؤلؤة؟

- اقول لهم ما يأتي: «اننا في الإدارة الأميركية نعلم ان لديكم مطالب مشروعة، ولديكم قلق مشروع، وان هناك الكثير من خيبات الأمل لديكم بسبب ماحدث خلال السنوات الماضية، ولكن اقول لكم ان لديكم الآن فرصة حقيقية ومختلفة عن الماضي تماماً، وعليكم أن تنسقوا امركم ومواقفكم بصورة معتدلة وبناءة، وان تباشروا بناء مستقبل افضل لكم ولجميع البحرينيين، وأتمنى عليكم الا تنظروا الى مبادرة الحوار الحالية وكأنها نتيجة «صفر – صفر»، بل ان هناك مطالب فعلية ستتحقق، بما في ذلك قضايا التمييز، والخدمات، والمطالب السياسية، ولكن ومن اجل الحصول الى ذلك فإن عليكم ان تنظروا الى ان الحل يجب ان يشمل جميع البحرينيين، وان تكونوا جزءاًمن الحل الأكثر عدلاً، والآن الوقت سانح لكم لتحقيق ماتطالبون به سلمياً لأن المجتمع الدولي يراقب الوضع البحريني ومهتم جداً بما يدور في البحرين، وهذا الاهتمام هو بحد ذاته ضمانة لكم لتحقيق مطالبكم العادلة من خلال الحوار المباشر مع من بيده صلاحية الحوار من الجانب الرسمي وهو الأمير سلمان».

كيف كانت لقاءاتك بالقيادة السياسية؟ وماهي قناعتكم كإدارة أميركية بما هو مطروح؟

- لقاءاتي بالقيادة السياسية وبمختلف الاطراف، واستمرارنا في الاتصالات، اقنعتنا بجدية ولي العهد واخلاصه في الخروج بحل سلمي وتحاوري للأزمة، ووجدنا ان جلالة الملك وفر الفرصة لولي العهد للقيام بهذه المهمة، ونحن نرحب بذلك ونسانده بشكل واضح. اننا نؤمن بإخلاص وجدية ولي العهد، والمشاركون في الحوار عليهم ان يجدوا السبيل للجلوس على طاولة المفاوضات والحوار بسرعة ومن دون تعقيدات. نعلم ان المطالب التي تطرح قبل الحوار ستحتاج الى نقاش وتوصل الى ما يأتي بنتجية مفيدة عملية للجميع. اعرف الشكوك بسبب ماحدث في الماضي، ولكن الطريقة الوحيدة لاكتشاف صدقية الحوار وفاعليته تأتي من خلال المشاركة فيه، وكما قلت فإننا لا نساند حواراً من أجل الحوار، وولي العهد اكد لنا انه ايضاً لا يريد حواراً من اجل الحوار، والجميع حالياً يريد شيئا عملياً ومفيداً لجميع البحرينيين.

وماذا تقول لمن تجمع في مركز الفاتح؟

- الرسالة هي ذاتها التي وجهتها لدوار اللؤلؤة، واقول لهم «اغتنموا هذه الفرصة الحقيقية للدخول في التزام مشترك من اجل البحرين ومن اجل مستقبل البحرين، ثم ان كثيرا من المطالب المطروحة في المكانين مشتركة، والفائدة التي سيأتي بها الحوار ستعود بالنفع على الجميع من دون ان يظلم احداً. وحتى المطالب الدستورية انما هي تشمل الجميع، وليست لفئة واحدة من المجتمع، وسمو ولي العهد تحدث بانفتاح واخلاص واعلن استعداده للدخول مع الجميع من اجل إيجاد حل للأزمة. ان لديكم فرصة في الحوار الوطني الذي يسانده اصدقاؤكم في مجلس التعاون الخليجي، ونحن في الإدارة الأميركية نسانده، ونحن نقف مع مقاربة غير تمييزية تجاه الشأن البحريني، وندعم الحلول التي لا تفرق بين المواطنين».

اقول للجميع «اغتنموا الفرصة»، وأود ان أؤكد للمجتمعين في مركز الفاتح وفي دوار اللؤلؤة «لاتسمحوا للمتطرفين ان يختطفوا الأجندة السياسية»، لأن لديكم فرصة حقيقية وانموذجية، ولديكم دعوة مخلصة، ومساندة كبيرة لمبادرة وطنية يقودها سمو ولي العهد. لقد آن الأوان لاستجابة عملية وايجابية لدعوة الحوار من الجميع ومن دون تأخير.


فيلتمان: الحوار لجميع البحرينيين والحل الأمثل إصلاح حقيقي

 

الزنج - ريم خليفة

أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشئون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أهمية تحقيق الحوار بين مختلف أطراف المجتمع البحريني لأنه الحل الأمثل لإصلاح حقيقي ذي صدقية وللمضي قدما لتحقيق الحقوق والاستقرار والازدهار عن طريق الوصول الى توافق واسع النطاق لجميع البحرينيين يسمح لهم بالمشاركة في القرارات التي تمس حياتهم لأن البحرين لديها فرصة فريدة بالنسبة للمنطقة. وفي الوقت نفسه قال إن موقف دول مجلس التعاون يدعم مبادرة عاهل البحرين التي يقودها سمو ولي العهد، كما أن دول الخليج متفهمة لأية نتائج سيخرج بها الحوار الوطني كونها ستكون في مصلحتها.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده فيلتمان أمس (الخميس) في مقر السفارة الأميركية بالمنامة، مؤكدا أن «العملية السياسية يجب ان تكون بحرينية الصنع وان نتائج وشروط الحوار الوطني لا يمكن استباقها أو فرضها قبل الدخول فيه والجلوس على طاولة الحوار ومناقشة كل المطالب من قبل جميع الأطراف»، وأضاف «ليس من الطبيعي أن نبدأ حواراً بشروط، ولا أن نبدأ بالنتائج، ولكن نبدأ بالحوار لنصل إلى النتائج».

وشدد فيلتمان على ضرورة استجابة حكومات المنطقة للتطلعات المشروعة لشعوبها، مجددا دعم بلاده للحوار الوطني لإزالة التوتر عبر المبادرة التي أطلقها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتكليفه ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بإطلاق حوار جاد وبناء يشارك فيه جميع البحرينيين.

كما دعا فيلتمان جميع أطياف المجتمع البحريني إلى التعامل بإيجابية لضمان نجاح الحوار وتحقيق أهدافه المرجوة، مؤكدا «ان أي الحوار يجب ان تكون فيه تنازلات من جميع الأطراف حتى ينجح، ويحقق نتائج إيجابية، وانه من غير المناسب أن تفرض أية جهة أو دولة أجنبية أية شروط لتحديد نتائج الحوار».

وأردف معلقاً «نحن نعتقد بقوة أن منظمات المجتمع المدني يجب أن تكون جزءا من الحوار. مؤسسات المجتمع المدني لها دور رئيسي تؤديه في مساعدة ضمان تلبية احتياجات الناس وتطلعاتهم في التصدي لمزيد من الانفتاح السياسي والمشاركة المدنية. ويجب على جميع قطاعات السكان في البحرين، بما في ذلك النساء والشباب، أن تكون جزءا من التخطيط إلى الأمام لطريق البحرين».

كما أوضح أهمية دعم دول الجوار للبحرين، مضيفا «ندعو جميع أصدقاء وجيران البحرين لتقديم الدعم الكامل إلى الإجراءات البحرينية وعدم التدخل أو محاولة فرض حلول غير بحرينية من الخارج».

وردا على سؤال عن مخاوف بشأن عدم نجاح الحوار قال فيلتمان: «إن ولي العهد جاد في الحوار وأنه يجب ألا يتم استباق النتائج، كما ان هذا الحوار يختلف عما سبقه من حوارات سابقة»، مستطرداً «إننا نشجع أن يضم الحوار العقلاء والمعتدلين بعيدا عن المتطرفين من مختلف أطياف المجتمع البحريني ومؤسساته، لا بين الذين يحاولون فرض أجنداتهم على المجتمع ويحددون شروطهم».

في الوقت نفسه شدد فيلتمان على ضرورة استجابة حكومات المنطقة للتطلعات المشروعة لشعوبها.

وعن موقف دول مجلس التعاون الذي لمسه خلال زيارته لدولة الكويت، ودولة قطر، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، أكد فيلتمان أن دول التعاون تدعم مبادرة عاهل البحرين، كما أنها متفهمة لأية نتائج سيخرج بها الحوار الوطني كونها ستكون في مصلحتها.

العدد 3101 - الخميس 03 مارس 2011م الموافق 28 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 177 | 8:35 ص

      ان تسجيل ابناء القرى في خدمة الدفاع والامن الداخلي هي من علامات النجاح الحقيقي

      وادا لم يتم دلك فكل شي خربطه

    • زائر 56 | 2:04 ص

      للطائفيين فقط

      شفتون اخر سطرين , على فكرة امريكا عندهم اكبر المحللين الساسيين , ومحد يقدر يخدعهم , هذا الي برا وفهمووا اليي صاير وانتون يا عبدة الدينار ما تشوفون ابعد من الدينار , لكن الله فوق كل ظالم والله بحاسبكم محاسبة الظالمين وبيحشركم وياهم

    • زائر 43 | 1:17 ص

      النوم ام انتظار

      مادري الجماعة نايمين وله ينتظرون تعليمات وين محد موجود00صح النوم وجمعه مباركه بشرو بالخير يالي تنادي للخير مو ايلك بس للكل من يعيش في البحرين

    • زائر 42 | 1:09 ص

      يا الله

      اللهم احفظ شعب البحرين اللهم لا تسلط علينا من لا يرحمنا

    • زائر 41 | 1:09 ص

      بحريني

      متى كانت الولايات المتحدة داعية للسلام وهي التي لم تتوقف مرة واحدة عن استخدام الفيتو ضد الشعب الفلسطيني المظلوم

    • زائر 37 | 12:54 ص

      كيف يتم استعادة ازمت الثقة التي احدثتها الاحداث المرة التي مرة بها البلاج

      فكيف
      تعزي الناس في قتلاهم
      وتمنحهم الامن والآمان
      ومن ثم تنقض عليهم
      بهجمة بربرية بامتياز
      كيف يمكن أن تبنى الثقة بعد كل ذلك
      نريد ان نرى مبادارات شجاعة من ولي العهد لإعادة الثقة المفقودة، للبدء في انجاح الحوار.

    • زائر 36 | 12:54 ص

      شكرا لكم

      هل ستعيد التأريخ نفسه يا جمري فاتجمع الذي انصرف من بني جمرة ذهب الى الدوار وهذا اليوم يختلف عن الامس بكثير

    • زائر 34 | 12:50 ص

      بحرين حره حره

      لا حوار إلا بعد استقالة الحكومه وهذا مطلب الاول الذي تغاظيت عنه انت

    • زائر 33 | 12:42 ص

      هاي

      اللي في الجدر يطلعه الملاس.

    • زائر 32 | 12:41 ص

      معلم متحلطم

      لا نريد تدخلا أجنبيا أمريكيا كان أو إيرانيا أو حتى من أشقائنا في دول الخليج العربي .. والضمانة الوحيدة للحوار هو تهيئة الأرضية المتينة له عبر حل الحكومة الحالية وانتخاب حكومة وطنية تضم جميع أطياف المعارضة وانتخاب مجلس تأسيسي يقوم بكتابة دستور حديد يتعاقد عليه جميع أبناء الشعب

اقرأ ايضاً