العدد 3123 - الجمعة 25 مارس 2011م الموافق 20 ربيع الثاني 1432هـ

قاسم: منطق القوة يسد منافذ حل الأزمة ولا مناص عن السلمية في المطالبة بالحقوق

رأى الشيخ عيسى أحمد قاسم أن "منطق القوة الباطشة، المنفلتة، المستبيحة، المسرفة (...)هي لغة الغاب التي لا مكان لها في العالم اليوم". وقال: "لا يمكن لهذه القوة الاستمرار وأن يستعاض بها عن الاعتراف بالحقوق والكرامة، هذه اللغة تزيد في استحكام الأزمة وتتصاعد بها، وتسد كل منافذ الحل الذي لا يحتاجه طرفٌ دون طرف، ولا بديل عنه لأحدهما".

وبيّن قاسم في خطبته بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز أمس الجمعة (25 مارس/ آذار 2011) أن "التحرك في البحرين وعلى رغم كل الآلام والضحايا والانتهاكات لم يغادر خط السلم، وهو مصرٌ على التزامه السلمي، ولا يصح له غير ذلك".

الحياة اختبار

وبدأ قاسم خطبته في الحديث عن الحياة واختباراتها وابتلاءاتها: "تجلينا الحياة بمختلف ابتلاءاتها، بشدتها ورخائها، بسرائها وضرائها، بالألوان المختلفة من امتحاناتها وفتنها على حقيقتنا، ومن هو أحسن عملاً وأسوأ عملاً، ومن هم الصادقون ومن هم الكاذبون، ومن هم أهل الجنة ومن هم أهل السعير".

وتابع أن "الشدائد لا تبقى، والعسر لا يدوم، والأيام لا تثبت على حال، والأزمة لابد أن تنفرج، وكلما تضيق حلق البلاء قرب الفرج، وليس أنس للنفس المستوحشة من العسر المتأزمة للضيق".

وذكر أن "قد جاء ضيق كل أزمة لتنفرج، وإذا كان البلاء لابد منه فلابد من الصبر، ولا يعفى أحدٌ من الناس من البلاء، لا مؤمن ولا كافر، ولكن، يتفاوتون في الربح والخسارة، ولا سبيل للنجاح في الامتحان إلا بالصبر والاستقامة على منهج الدين، والأخذ بالشريعة والتقيد بأحكامها، وإخلاص القصد لله والرضا بما حكم".

كيف نكون؟

وتحت عنوان كيف نكون، بيّن قاسم أنه "في الناس منصف وغير منصف، وعادلٌ وظلوم، وفي المسلمين جميعاً مدركٌ وغير مدرك، ومُشفقٌ على الأمة ووحدتها وغير مُشفق، وحريصٌ على عزتها وكرامتها وغير حريص، ومن يحب الخير لكل أبنائها ومن لا ينظر إلا إلى مصلحته، ومن لا يفرق في الحقوق والواجبات الاجتماعية بين أهل مذهبٍ ومذهب، وبلدٍ وبلد، وقوميةٍ وأخرى، ومن يؤمن بالتفريق ويصر عليه".

وأكد أن "علينا أن نجاهد أنفسنا، لنكون المسلمين الواعين المخلصين لدين الأمة وأبنائها ووحدتها وعزتها وكرامتها، لا ندعو لفرقة ولا نستجيب لها، ولا تغيرنا الخطوات المستفزة على طريقها".

وأردف "إذا قلنا هيهات منا الذلة، علينا أن نقولها نفياً لها عن كل مسلم، وطلباً للعزة والكرامة له. فنحن لا نقول هيهات منا الذلة لنثبت الذلة لمسلمٍ آخر، وعلينا أن نكون طلاباً للعزة والكرامة والخير لأنفسنا ولكل مسلمٍ ولكل إنسان".

رؤيتنا

واستطرد قاسم في خطبته بالقول إن "رؤيتنا أن أي إرادةٍ بشريةٍ لا يصح أن تتحكم في إرادةٍ بشريةٍ أخرى، وأن الناس إما مُسلمٌ لحكم الله سبحانه وإما غير مُسلم، والأول مذعنٌ لحكم ربه حاكماً كان أو محكوماً، والثاني شخصاً كان أو قبيلة أو حزباً، أو من أهل دينٍ معين أو مذهبٍ معين، أو كان قطراً أو قومية، لا يكون حكمه في الناس إلا برضا وتوافقٍ وتعاقد".

وأوضح أن "لا يصح حكم الغاب وأن تمضي الإرادة البشرية، بما هي إرادةٌ بشرية، ورأيٌ متسلطٌ، بما هو رأيٌ متسلط على الآخرين".

وأفاد بأن "لو كانت إرادة الرسول (ص) إرادةً بشرية، ما كان له الحق أن يفرضها على إرادةٍ بشريةٍ أخرى، وإنما لأن إرادته من إرادة الله ولأن رأيه من حكم الله كان على الناس أن يستجيبوا لطاعته".

وتساءل قاسم: "كم فرح الشعب البحريني لفرح الشعوب المسلمة الأخرى، وكم تألم لألمها، لا يفرق بين شعبٍ وشعب، وبلدٍ وبلد، وأهل مذهبٍ وآخر؟". وشدد في قوله "شعبٌ هذا شأنه، حق له أن تفرح الشعوب لفرحه، وتحزن لحزنه، وتتألم لألمه، وأن تكون له في الحق لا عليه، وأن تضم صوتها إلى صوته المطالب بحقوقه".

ولفت قاسم إلى أن "كل حركات الساحة العربية سجلت درجةُ عاليةُ من السلمية، وإن أخرج بعضها عنف السلطة وقسوتها إلى أسلوبٍ آخر يواجه القوة بالقوة".

واعتبر أن "التحرك في البحرين وعلى رغم كل الآلام والضحايا والانتهاكات لم يغادر خط السلم، وهو مصرٌ على التزامه، ولا يصح له غير ذلك، وهذا يزيد في وجوب تأييد هذا الشعب، ودعم هذا الشعب، وتأييده والوقوف معه، لا أن يكون الآخرون عليه أو يقفوا موقفاً غير مبالٍ من محنته".

التكافل الإجتماعي

وختم قاسم خطبته بالدعوة إلى "كونوا مجتمعاً متكافلا، يتحسس بعضه حاجة بعض، ولا يترك للحاجة أن تفترس بعضه، أو تضر به، أو يقع في ذلها، وتنهش من صحته أو دينه أو نفسيته، أو تنال من عزته وكرامته، وبهذا تكونون محل نظر الله ولطفه ورحمته"

العدد 3123 - الجمعة 25 مارس 2011م الموافق 20 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 55 | 3:11 م

      هذا نحن

      وعلى رغم كل الآلام والضحايا والانتهاكات لم يغادر خط السلم، وهو مصرٌ على التزامه السلمي، ولا يصح له غير ذلك".

    • زائر 54 | 1:45 م

      خارطة الطريق بريشة اباسامي.

      هذه ليست مجرد خطبة بل هي خارطة طريق لنا.
      سنواصل هذه الثورة حتى النصر مهما اشتدت الازمة ولن نخرج عن سلميتنا. وسنراعي الله في تحركاتنا وندعوا الله ان يزيد من تعاطف والتفاف الشعوب حولنا.
      وما النصر الا من عند الله.

    • زائر 53 | 12:10 م

      عشت أبا سامي

      هناك الداعي للسلام,لانه يدعوا للامن والسلام لرجل يعرف ما يعنيه وبادب واخلاق حميدة,فشيخنا الجليل هو مثلنا الاعلى في هذا لبلد الجريح ويجب أن نتبعه لخدمة البلد وامنه,فيجب ان نقف له اجلالا واحتراما لفدرته ووقوفه ضد الظلم والظالم.

    • زائر 52 | 9:41 ص

      صح اللة لسانك يا شيخنا الجليل

      اللة يخليك يا شيخنة و لايحرمنة من كلامك العقلاني .فهيات من الذلة

    • زائر 50 | 8:07 ص

      الشيخ الجليل

      ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا،، صدق الله العلي العظيم...
      دمت علما مجاهدا و شوكة في اعين الطغاة ،،

    • زائر 49 | 7:26 ص

      صح لسانك ..

      يحفظك الرب وكل من يسير على هذا الدرب ..

    • زائر 47 | 7:25 ص

      ام محمود

      الله ايطول عمرك ويحفظك من كل مكروه ونحن سنبقى مثل ما قلت قرآنيون وحسينيون ولن نركع اللى الى الله

    • زائر 43 | 6:10 ص

      الى الشيح القاسم

      احسن شئ يرجع اولادنا ع شغلهم
      واولادنا ع دراستهم وطلباتنا رح تحققها النا الحكومه
      وهذا هو عين العقل
      يكفي دماء يكفي قتلى .... مللنا الموت مللنا الحياة ...
      نريد حياة كريمه وأمن واستقرار
      هذا عين العقل واللي بقول غير هيك غلطان

    • زائر 0 | 4:53 ص

      Abcdefg

      والنعم والنعم..والله إنك رجل عظيم وشموخك كالجبل..منصورين انشاءالله واحنا وياك

    • زائر 42 | 4:42 ص

      الله يحفظك يا شيخ

      و يطوّل عمرك..
      و الله أنك وطني بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى..

    • زائر 41 | 4:36 ص

      اين الثرا من الثريا

      صدق الشيخ على عيننا وعلى راسنا , عمرنا ما سمعنا ولا كلمة طائفية منها , والآخر , محسوب شيخ دين يقول هو ما دعا للمليشيات المليشيات من ايران ولبنان , وهو يعرف انه جذب وغير صحيح بس لفلوس تعمي القلب , بس الظاهر ما يعرف الله يضاعف حساب رجال الدين .

    • زائر 37 | 3:57 ص

      مدرسة الحكمة

      فليتعلم الآخرون منك الحكمة والمنطق والعقل والحب الصادق والمواقف الراسخة طلبا لرضا الله لا لجاه أو منصب أو مال .. حماك الله

    • زائر 36 | 3:52 ص

      الخطاب الراقي الذي يستطيع ان يخرج البحرين من أزمتها

      هو انت العاقل الذي تستيطع ان تخرج الشعب والبحرين من ازمتها ايها الشيخ الجليل والكبير

    • زائر 35 | 3:40 ص

      انت جبل اشم

      بالروح والدم نفديك يافقيه

    • زائر 34 | 3:36 ص

      .. ليش نحبك ..

      محبتك من الله يا ابا سامي .. نعم أنتم كلامكم قول و فعل .. و غيركم آه يعزف على وتر الطائفية .. هذا و يبقى هنيئا لنا لانكم منا ...

    • زائر 32 | 3:29 ص

      نفديك بعمرنا

      رجل والرجال قليل .. كلامك درر يا أبا سامي وحكيم ومتزن في كلمة تنطق بها ورباني فتنظر بعين الله والله يحفظك ويحرسك فسير فالله وقلوبنا معاك ومن النصر إلا من عند الله..

    • زائر 31 | 2:40 ص

      ولد المالكية

      ليتعلم منك ياشيخنا العزيز الحكماء والواعون في هذا البلد فأنت منقذنا من كل سقوط في عفن الطائفية البغيضه

    • زائر 28 | 2:23 ص

      كيف لا ؟

      كيف لا نفديك بأرواحنا وكلك سمو يا شيخنا
      أخلاق علم معرفة دراية حنكة انقطاع الى الله
      هكذا أنت وكما عرفناك سامي
      يا أبا سامي

    • زائر 27 | 2:16 ص

      لماذا لايقف الشعب مع علمائه

      انني في حيره من امري لا ادري اين الخلل وهل التحرك للمطالبه بالحقوق يحتاج لمباركة العلماء سوى سنة او شيعه واذا كان لا فمن هو سيشخص الصح من الخطأ واذا نعم لماذا لانرجع الى العلماء قبل اتخاد اى قرار لانعرف مصيره اين يذهب بنا ربما الى المآسي او الى النفق المظلم الذي لاندري كيف الخروج منه وهل البحرين تقارن بتونس او مصر او اليمن ام ان لنا خصوصيه تختلف ولذلك نتبع الاسلوب المدروس والسلمي للمطالبه بالحقوق.

    • زائر 26 | 2:11 ص

      اللهم احفظه بعينك التي لا تنام

      عالم رباني عرفاني مجاهد آية من آيات الله
      ينظر بعين الله فعلى الشعب أن يحافظ على هذه الدرة الثمينة

    • زائر 25 | 2:01 ص

      انظروا معي:

      إلى الروح المتسامية والخلق المحمدي الأصيل فعلا أنت نعم العالم الجليل خطبتك بلسم ترطب ظلمة النفوس وتنبذ الفرقة والفتن والعنف وتوصلنا إلى بر الأمان وتلهمنا دروسا في الصبر والتوكل على الله أطال الله في عمرك وسدد خطاك سير ونحن معك سائرون وبخطاك متبعون وإلى النصر العاجل إن شاء الله.

    • زائر 24 | 1:57 ص

      رعاكم الله

      حفظك الله يا شيخنا و رعاك ، و سدد خطاك ، فكلماتك تلهمنا الصبر و العزيمة ، و صلابة الإرادة و عدم اليأس أو التذمر ، رغم كل الجراح و المآسي .

    • زائر 23 | 1:55 ص

      ياقرة عين كل جمعة

      رجل حكيم .. جعل الله نصب عينيه في كل لحظة .. ودم المؤمن أمر مقدس .. وبذلك يسير على خط واضح المعالم .. فما دمنا معه بلاشك فإننا مع الله .

    • زائر 21 | 1:31 ص

      تحيه وشكر الى الشيخ عيسى قاسم

      وصح السانك يا شيخنا ، لو من اول اما شافوا الشباب عند الدوار ، واتعاملوا معاهم بايجابيه وفتحوا أذانهم لطلبات هؤلاء الشباب البسيط واللي كانت طلباتهم كلش بسيطه يقدر اي شخص من كبار القاده ان يمد لهم يد العون وايحقق طلباتهم ،وفتح باب الحوار من البدايه لهؤلاء الشباب قبل ما تكبر المشكله ،ولكن نتيجة عدم حل المشاكل البسيطه والصغيره انظروا الى وصلنا اليه في مملكتنا الحبيبه البحرين؟

    • زائر 20 | 1:26 ص

      الى الشيخ الجليل

      الله يحفضك ويعطيك الصحة والعافية وطولة العمر

    • زائر 17 | 1:14 ص

      نعم يا سيدي

      لولا حكمتك لهلكت البحرين فندعوا الله ان يبقيك دخر لنا

    • زائر 14 | 12:32 ص

      كالجبل الشامخ

      الله يحفظك يا شيخ ، فبالرغم من شده المحنة وهول المصيبة التي نزلت ولا زالت تنزل على هذا الشعب المظلوم ، يعطينا درسا في الصبر والتحمل حتى يأتي النصر بإذن الله.

    • زائر 12 | 12:18 ص

      عين الصواب

      الله يحفظك من شر كل حاسد و متربص

    • زائر 11 | 12:17 ص

      حفظك الله شيخنا العظيم

      مادمت أنت معنا سنكون حتما بخير..ولو اتخذ العقلاء حديثك منهجا لسارت البلاد على أمواج التغيير ولوصلنا إلى بر الأمان بخير..
      فسر يا قاسم ونحن وراءك نردد ..معكم معكم يا علماء

    • زائر 9 | 12:16 ص

      إلى من يعزف على الطائفية أقول له

      كنا لا ننام الليل منذ انتفاضة الشعب التونسي وكأن القضية قضيتنا وشعب تونس مسلم سني وعذرا لهذا الكلام فقط لأبين أننا لا نفرق كلنا مسلمون كما في ثورة مصر كنا نتابعها ثانية بثانية لا نستطيع الخلود إلى النوم إلا بعد تعب وإرهاق وكما حصل في غزّة سابقا
      فلماذا هذا الفرز والتنكر؟ الإختلاف المذهبي سنة إلهية لا تعنى إقصاء الآخر أبدا بل العكس هي امتحان لنا كيف نتقبل ونتعايش مع من يخالفنا وحتى مع من لا دين له يجب علينا التعايش معه فليس علينا حساب الناس
      إنما حسابهم على بارئهم

    • زائر 8 | 12:14 ص

      الله يحفظك

      كالعادة.....كلامك درر ..
      لكن هل من مجيب؟

    • زائر 7 | 12:12 ص

      رجل الحكمةوالموعظة

      رجل يستحق ان تقف لة اجلال واحترام هو الشيخ عيسي قاسم كلماتك وحكمتك هي درر انت تستحق ان نحني لك الروس علي كلامك الذي يبرد القلوب المجروحة والحكمة التي تتمتع بها انت من تمسح دموعنا وتقوينا في محنتنا فشكرا لك يا شيخنا الحكيم

    • زائر 3 | 11:27 م

      يا ريت هناك من يسمع او يقرأ

      ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا،، صدق الله العظيم...
      دمت علما مجاهدا و شوكة في اعين الطغاة ،،

    • زائر 2 | 11:25 م

      كلام العقلاء

      نتمنى ممن يخصهم الأمر قراءة هذا الموضوع بموضوعية عقلانية لنرفع عن وطننا هذه الأزمة العابرة بأسرع وقت ممكن.

اقرأ ايضاً