العدد 3246 - الأربعاء 27 يوليو 2011م الموافق 26 شعبان 1432هـ

هدوء بلا عاصفة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ينعم الجميع اليوم بفيء سحابة الهدوء التي تظلل الشَّارع السياسي البحريني، بعد موجة من الزَّوابع الهوجاء التي عصفت به، وولَّدت ظروفاً يتمنى الجميع ألا تراها البحرين ثانية. غالباً مَّا يصف بعض المتشائمين حالات الهدوء هذه التي تعقب الطوفان بأنها مقدمة مؤقتة تسبق عاصفة متوقعة. لكن من يحاول قراءة اللافتات المنتشرة على جانبي الشَّارع السياسي اليوم لابد أن يكتشف أن البحرين مُقدِمة على مرحلة هدوء يمهِّد لحقبة سلام، نأمل أن يكون دائماً، إذا ما أُحسن الاستفادة من العوامل التي طرأت على معادلات العلاقات السياسية القائمة.

أول تلك اللافتات المبشِّرة بالهدوء لا العاصفة؛ تلك التي تشير إلى الانتهاء من «حوار التَّوافق الوطني»، والذي مهما قيل عن مثالب وقائعه وسلبيَّات مرئِيّاته؛ فإنه يبقى في نهاية المطاف؛ إنجازاً سياسيّاً من الخطأ التقليل من إيجابيَّاته، أو الإصرار على تقزيم إنجازاته. ربما لم يتم التَّوافق على بعض المرئِيَّات الدَّاعية إلى إعطاء المزيد من الصلاحيَّات للقوى السياسيَّة الممثِّلة للشَّعب؛ لكن ليس هناك من بوسعه أن ينكر أنه تمَّ التَّوافق على الكثير من المرئيَّات الاستراتيجية، وأن «عدم التَّوافق»، انحصر في معظمه في المحور السياسي.

ثاني تلك اللافتات، الدَّاعية إلى الصَّبر والمبشِّرة بقدوم الهدوء؛ هي تلك التي تشير نحو عاهل البلاد الذي، دعا إلى ذلك الحوار ورعاه، ومن ثمَّ فمن الطبيعي أن يكون أكثر الأطراف حرصاً على نجاحه، ومن ثمَّ، تشبُّثاً بتوجيه تلك المرئِيَّات المتَّفق عليها لتأخذ طريقها إلى التَّنفيذ عبر القنوات التَّشريعيَّة المعنيَّة، وإعادة النَّظر فيما لم يتم التَّوافق عليه من أجل التَّوصل إلى الحلول الأفضل بشأنه.

نفحة الأمل ونسمة التَّفاؤل مطلوبتان من أجل نقل الحوار من أروقة مركز عيسى الثَّقافي الضيِّقة، إلى جادَّات البحرين السياسيَّة الفسيحة. والأمل معلَّق على جلالة الملك الذي، كما عهدناه، أسرعنا خطى نحو تعزيز المتوافق عليه، وتقليص التأثير السلبي لما لم يتم الاتفاق بشأنه.

ثالث تلك اللافتات على ذلك الشارع، هي التي تحثُّ على المشاركة في الانتخابات التكميليَّة التي نأمل أن تشارك فيها كل القوى، بما فيها «جمعيَّة الوفاق»، كي تأتي نتائجها معبِّرة بصدق عن نبض الشَّارع السياسي البحريني، الذي يصعب اكتمال معادلته في غياب إحدى قواه السياسيَّة الرئيسة، والتي هي «الوفاق»، وربما قوىً سياسيَّة أخرى أيضاً لم يحالفها الحظ في الفوز في انتخابات 2010.

على أنه كي نحُول دون هبوب العاصفة التي تعقب الهدوء؛ لابدَّ لنا من أن نؤمن جميعاً بأنَّ العنف لم يعد مبرِّراً، وأنَّه لا يمكن له أن يكون لغة للحوار السياسي الذي يدور بين قوى تدَّعي جميعها أنها تعمل، ومن ثم تتحاور، من أجل التأسيس لملكيَّة دستوريَّة معاصرة. وما لم يحكمنا هذا السلوك البعيد عن الانفعال والرافض للعنف؛ فعلينا أن نهيئ أنفسنا للعاصفة التي لا يمكن إيقافها بعد هذا الهدوء الذي نَنعمُ به

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3246 - الأربعاء 27 يوليو 2011م الموافق 26 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 42 | 12:25 ص

      في سنوات الثورات والانتفاضات والحروب والفتن الهوجاء . .يبقى الأمل ضئيل ولكنه موجود داخلنا ... ام محمود

      لا يصح ان نفكر في هدوء نسبي أو هدوء طويل المدى في ظل الأحداث الدائرة في العالم ولم يعد هناك بلد آمن ويستطيع النجاة من خطر الوقوع في الفتنة والانقلاب على الحكم .. ولكن مع ذلك يجب أن يبقى التفاؤل والأمل نصب أعيننا وإلا لقتلنا التشاؤم والنظرة السوداوية للحياة..
      أنتم الصحفيون وبحكم الوظيفة ترون ما لايراه القاريء العادي لأنكم مع مجريات الحدث وتواكبونه .. يمكن هناك ايجابيات لحوار التوافق ستظهر لاحقا على السطح وأنتم ترون إشارات وعلامات ولافتات لذلك
      لا أحد يستطيع التنبؤ
      والمرئيات المرفوضة يمكن تتعدل

    • زائر 40 | 6:32 م

      نتمنى الهدوء..ولكن

      الأمن والأمان مطلب الجميع .. والحلول واضحة وهي في يد الحكومة .. والصراحة مطلوبة وكفاية مجاملات لا تخدم الحكومة ولا الناس. البطالة في إزدياد سريع ، الوضع السياسي محتقن ، الوضع الإقتصادي يزداد سوءً .. فأين سحابة الهدوء؟

    • زائر 36 | 7:49 ص

      مشاكلنا سياسية

      ...مشاكلنا كانت أقتصادية بحته على مستوي الأفراد نريد عمل ومأوى لنعيش نفس الناس ... أم الأن مشاكلنا تحولت الى سياسية والحل سياسى فقط ...

    • زائر 32 | 6:20 ص

      أي هدوء

      تعال شوف منهتى الهدوء الي احنا عايشين فيه في بني جمرة مافي مسيرات ولا شي ومسيلات الدموع عمت اعيونا امس العصر عندنا يهال عندنا اوادم مرضى لكن شنقول حسبي الله ونعم الوكيل.........

    • زائر 29 | 5:27 ص

      بل الهدوء الذي يسبق العاصفة!!!

      عن أي هدوء تتحدث يااستاذ عبيدلي؟؟ عن أي نفحة امل ونسمة تَّفاؤل تتحدث؟؟ لاارى أي مبرر للتفاؤل فيما يجري. ماكان يسمى بالحوار قد فشل لانه لم يسجل أي توافق على الأسباب الحقيقية لأزمة الوطن الحقيقية وهي في جوهرها سياسية ودستورية. هل استمرار إعتقال الرموز السياسية والكوادر الطبية وفصل العاملين في الحكومة قبل القطاع الخاص ورفض عودة الموقوفين والمفصولين إلى اعمالهم يبعث على الهدوء والأمل والتفاؤل؟
      اتفق معك ان هناك حديث عن حوار يقابله على الأرض النقيض: إستمرار القمع!!

    • زائر 28 | 4:57 ص

      المطا

      يبدو انك متفائل كثيرا ولكن مع الاسف ليست مرتكزه على اسس موضوعية فيصبح اقرب الى الامنيات . هذه العاصفة لا يبدو انها ستهدئ وحتى لم تكن على وتيرة واحد . ان كل المطالبات السياسية لم تلب منها اي شئ والتمييز على اشده في هذه الايام في جميع المجالات ولا اعتقد ان هذا يداوي الجرح الغائر ونرجو من الحريصيين على مصلحة الوطن الالتقاء في منتصف الطريق وهذا هو عين التلاقي . وفي النهاية هل هناك خارطة طريق للوفاء بهذه المطلبات حتي يستريج المواطن

    • زائر 26 | 4:21 ص

      برلمان عاجز

      ان كنت ترى بان الحوار كان ناجح و المرئيات التي تم التوافق عليها كانت جميعها ناجحة... فان هذا اكبر دليل على عجز مجلسنا التشريعي.
      الازمة سياسية و هي السبب وراء ما يسمى بالحوار يا استاذي العزيز، فالحوار ليس من اجل اصلاح اجتماعي او اقتصادي... من اجل اصلاح سياسي و الذي هو الاساس و البؤرة لانطلاق باقي الاصلاحات.

    • زائر 23 | 4:07 ص

      لانؤمن بالعنف

      ........

    • زائر 22 | 4:04 ص

      الاقتصاد الوطني

      انا اعتقد ان الجانب الاقتصادي اهم من السياسي خاصة وان البحرين محدودة الموارد ولنا في اليونان خير مثال

    • زائر 20 | 3:36 ص

      وأن «عدم التَّوافق»، انحصر في معظمه في المحور السياسي

      وأن «عدم التَّوافق»، انحصر في معظمه في المحور السياسي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    • زائر 19 | 3:30 ص

      يا عبيدلي أين النجاح؟؟؟؟؟

      نحترمك ونعزك ولا نشكك في اخلاصك للبحرين ولكن لا تنزل إلى أدني من ذلك فلنسم الأشياء بمسمياتها. أي نجاح وأي حوار؟؟!! وأي هدوء والكل يردد ما قاله الشاعر أرى تحت الرماد وميض نار وأخشى أن يكون لها ضراما. لن يستقيم وضع البلد إذا لم يضع الحكم حلولا جادة للمشاكل الكبرى التي تعصف بالبلد منذ ما يزيد عن نصف قرن والذي يمكن أختصاره وتكثيفه في فشل في انجاز دولة مدنية بالمعايير الأدنى وليس بالمعايير الدولية

    • زائر 18 | 3:25 ص

      مفاتبح الاستقرار

      دكتور العبيدلي
      مفاتبح هدوء العاصفه موجوده و هي:
      1-منع التمييز
      2-دعم اقتصادي
      و اكاد جزم ان العاصفه ستنتهي و الى الابد باذن الله
      خلونا ان جرب

    • زائر 16 | 3:01 ص

      تعليق

      انتهى الحوار والذي مهما قيل عن سلبيَّات مرئِيّاته؛ فإنه يبقى إنجازاً سياسيّاً من الخطأ التقليل من إيجابيَّاته. (ماهي الإيجابيات؟!) 1 حكومة منتخبه 2 التجنيس 3 الدوائر الانتخابية 4 مجلس الشورى للشورى وليس للتشريع 5 برلمان كامل الصلاحيات اين هي الايجابيات، كفاية، شعب البحرين شعب مثقف وواعي لا يرضى بالفتتات تحياتي جميل

    • زائر 12 | 2:31 ص

      حوار ام البيض

      بل إن «صوت لكل مواطن» من أبسط مصاديق مبدأ المساواة بين الناس، الذي تتبناه الشريعة الإسلامية، ويدرسها طلاب العلوم الدينية في سنتهم الأولى، بينما يرفضها نوابٌ، يُفترض أنهم الأكثر غيرةً على تطبيق المساواة بين المواطنين.
      مقتبس من مقال عزيزنا الاستاذ قاسم
      توافق على ان البيض ينكسر لو رمي من 70 طابق

    • زائر 11 | 2:15 ص

      الامن والاستقرار

      الامن والاستقرار يحتاج الى جانبين الجانب الحقوقي يجب احترام حقوق الانسان والجانب الاخر الحرية والديمقراطيه يجب اعطاء الناس الحق في التعبير وتقبل الراي والراي الاخر بدون التعدي على الاشخاص بالغلط وهذا ما نحتاجه حالياا

    • زائر 10 | 2:04 ص

      فشل الحوار

      ربما اخالفك الرأى وهذا ليس بمشكل ولا يفسد للود قضيه . الحوار قد فشل فشلا ذريعا . لانه ببساطة لم يراد له ان ينجح البته . فالازمة التى عصفت بالبلاد سياسية بحته ويجب ان ينصب الحوار على حلحلتها ... واما الامور الاخرى المعيشيه وقانون حماية الطيور والمحميات فتلك لا علاقة لها بالازمة ... ولا يجوز ان نضحك على انفسنا وعلى الاخرين ... كل المعطيات تقول ان الازمة ستزداد سوء ا ...اذا لم تتعاطى معها السلطة بموضوعيه . فالمطالب معروفة مملكة دستورية .......

    • زائر 9 | 1:45 ص

      خذني على قد عقلي

      انتهى الحوار انا المواطن البسيط و المتظرر ويش راح يكون مصيري ولا شي من حقوقي وحقوق الآخرين تحقق لا قبل الحوار ولا اثناءه والوظيفة مارجعن ليها والابن محصل معدل ممتاز والبعثة ماتبغاه وين مقدمات الحوار وين علامات نجاح الحوار علمونيز

    • زائر 8 | 1:44 ص

      ما هي المشكلة في الأساس

      هل سألت نفسك ماهي المشكلة في الأساس .........

    • زائر 7 | 1:33 ص

      هدوء

      عن اي هدوء يا استاذ تتكلم هل انت معنا في البحرين ...........

    • زائر 5 | 1:05 ص

      أي حوار يا عزيزي

      كل مشاكلنا يا عزيزي تتمثل في الجانب السياسي فلو صلح هذا الجانب صلحت جميع الجوانب ولا داعي عزيزي كذلك تصوير الحوار على أنه مخرج للأزمة في وقت هو عمق الجراح أكثر فأكثر

    • زائر 4 | 12:54 ص

      تعليق!!

      1) انتهى الحوار والذي مهما قيل عن سلبيَّات مرئِيّاته؛ فإنه يبقى إنجازاً سياسيّاً من الخطأ التقليل من إيجابيَّاته.
      (ماهي الإيجابيات؟!)
      2) حيث «لم يتم التَّوافق على بعض المرئِيَّات الدَّاعية إلى إعطاء المزيد من الصلاحيَّات للقوى السياسيَّة الممثِّلة للشَّعب»
      3) ومن ثم تتحاور، من أجل التأسيس لملكيَّة دستوريَّة معاصرة (كيف وأين؟)
      4) ولا زالت «تلك اللافتات على ذلك الشارع» التي تطالب بالإنتقام!!
      5) الانتخابات التكميليَّة. معبِّرة بصدق عن نبض الشَّارع (حقاً؟ 200=20000صوت)

    • زائر 1 | 11:41 م

      ح

      الخوار كان لابد علية يناقش اسباب الازمة والحلول

    • زائر 1 | 9:26 م

      نعم الحوار ناجح

      نعم الحوار ناجح من غير تحقيق اي مطلب للمعارضة ! المرئيات التي تم التوافق عليها هي كانت يجب ان ترفع للبرلمان وليس عليها اي خلاف. هل نضحك على الذقون؟

اقرأ ايضاً