العدد 3277 - السبت 27 أغسطس 2011م الموافق 27 رمضان 1432هـ

كلمة عاهل البلاد بمناسبة العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك

وجه عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى حفظه الله ورعاه كلمة سامية بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه

أيها المواطنون الكرام الأعزاء ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛
يطيب لنا أن نتحدث إليكم ونحن نسعد بالأيام والليالي المباركة من هذا الشهر الفضيل الذي نعيش في أيام عشره الأخيرة المفعمة بالمغفرة والرضوان ، ونهنئكم تهنئة عطرة صادقة ببلوغكم موسم الخير في رمضان معتزين بإحيائكم المجالس الرمضانية ، وتلاقيكم الجميل في رحابها ، فالالتقاء ونبذ الفرقة بين أبناء الشعب الواحد من العادات الحميدة التي ينبغي أن تستمر دائماً وأبداً ، وبودنا الإشادة بتوافقكم على مرئيات الحوار الوطني الذي يبشر بمستقبل زاهر لوطننا العزيز ، وإن ما توافقتم عليه نحو مزيد من الإصلاح هو محل التقدير والترحيب والتأييد ، كما نهنئكم بقرب حلول عيد الفطر المبارك ، أعاده الله علينا وعلى بلادنا وعلى شعبنا وعلى جميع المسلمين ، أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، بالأمن والإيمان والسلام والصحة والعافية . آملين أن تشهد بلادنا العزيزة انطلاقة مثمرة من العمل المنتج والوئام والاستقرار في ظل مسيرتنا الإصلاحية الميمونة .
وإن المتأمل لما حدث من أحداث متلاحقة يدرك أن المخرج الوحيد والأمثل للنهوض من جديد هو وحدة الكلمة وجمع الصفوف ونبذ الفرقة والخلاف ؛ امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله سبحانه : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) .
واليوم من واجب الأمة أن تتناسى خلافاتها وأن تتوجه نحو وحدتها في خضم عالم لا يعترف إلا بالقوة والقوة لا يصنعها بعد التوكل على الله إلا التكتلات الناتجة عن الوحدة والتلاحم ، فالأمة تمتلك رصيداً حضارياً من الجوامع والمشتركات الكفيلة بتحقيق وحدتها على قواعد متينة فهي أمة القبلة الواحدة والكتاب الواحد والرسول الواحد والإله الواحد لا شريك له سبحانه وتعالى ، إن وحدة الأمة حلم ينشده المخلصون من أبنائها ويتنادى به كل عاقل فيها ، وكما قال تعالى : ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) .
أيها الأخوة المواطنون ،
لقد كانت الفترة الأخيرة مؤلمة لنا جميعاً . ورغم إننا نعيش في بلد واحد ، إلا أن البعض قد غفل عن حتمية التعايش بين الجميع . وبناء عليه فأنه يجب علينا ألا نحيد عن ثقتنا وإيماننا بالمستقبل الواحد المشترك . وإلا نفقد ثقتنا في بعضنا البعض ، كإخوة وزملاء ومواطنين مهما تنوعت أطيافنا في هذا الوطن العزيز .
وإننا جميعاً نشأنا على هذه الأرض الطيبة التي تضم الجميع . وتاريخنا يشهد بأن تعايشنا قد وضع بلدنا العزيز في مصاف الدول المتحضرة والمنتجة والمنفتحة والمتطورة في العالم . فلا أحد منا يريد أن يعيش وحيداً بطيفه وان يستبعد الآخرين. إن نجاحنا هو في إخائنا المتنوع في ثقافاته والمتوحد في وطنيته وحضارته .
وإن شهر رمضان المبارك قد أسهم في إعادة اللحمة ، وصفاء القلوب بين أبناء شعبنا الواحد وأعاد ما في ذاكرتنا جميعا من تواصل وتراحم وإخاء
ولدنا وترعرعنا جميعاً عليه . وهذا خير دليل على أصالة شعبنا وقوة إيمانه ووطنيته الخالصة المشهودة .
الأخوة الأعزاء ،
إن من مسؤوليتنا أن نبادر بما نود أن نرى شعبنا عليه . فنحن ولله الحمد أقوياء بإيماننا وبوحدة شعبنا . وهذه القوة لا تمنعنا من مواجهة الأخطاء إن وقعت . فرغم التزامنا التام بتوفير الأمن والسلامة والطمأنينة لشعبنا ، إلا أنه لا يرضينا أن يتعرض أي من أفراد شعبنا بما يمس أمنه وحريته ومصدر رزقه وتحصيله العلمي ، بما يبقي في نفسه مرارة ، تؤثر على عطائه لوطنه فالتسامح والابتعاد عن العنف هو ما نصبو إليه وليس التشدد في العقاب بما يؤثر على وحدتنا وتلاحمنا وتعايشنا الوطني . وهذا يتطلب أن نبني جسور الأخوة والصداقة لتجتمع القلوب على ما هو خير للجميع ، وعندما نرى العمال يزاولون أعمالهم والطلبة في طلب العلم ، فأن تخلّف البعض لسبب ما ، يلزمنا البحث في معالجة أمرهم ليلتحقوا بزملائهم ، وبهذا يكتمل الركب في العمل بما يعود بالخير عليهم وعلى عائلاتهم وبلدهم. وهذه أوامرنا للمؤسسات المعنية بهذا الشأن وعليها المتابعة وبخطوات أسرع.
أما فيما يتعلق بمن اتهم بجرائم ارتكبت في الفترة الماضية ، ورغم إننا لا نرغب في التدخل في سير العدالة وتطبيق القانون إلا أننا نؤكد إن جميع قضايا المدنيين سيصدر الحكم النهائي فيها في محاكم مدنية .
ونود أن نؤكد إننا لا نتطلع إلى محاكمة الجميع ، فهناك من اتهموا بالإساءة لشخصنا ولرجال المملكة ونحن في هذا اليوم نصفح عنهم ، آملين أن يعوا أن الإساءة لنا ولغيرنا هي إساءة للجميع ولا تفيد بشيء .
وهناك من مواطنينا من تعرض للإصابة وللمعاملة السيئة وللوفاة من مختلف الأطراف . فهناك رجال أمن استشهدوا وهم يقومون بواجبهم تجاه وطنهم ونحن مسئولون عنهم وعن عوائلهم . وهناك من قبض عليه ومن ثم اثبت التحقيق بأنه قد تعرض ، وبصفة فردية ، للمعاملة السيئة والإساءة وهو
قيد الاحتجاز وهذا شيء لا يرضي الله سبحانه وتعالى ولا يرضينا. فمن مسؤولية الدولة أن توفر لهم الحماية اللازمة حتى يأخذ القانون مجراه .
ولا بد أن يعلم الجميع أن في البحرين لدينا قانون يسمح للمتضررين من سوء المعاملة بطلب التعويض ، وربما لا يفهم البعض هذه القوانين أو يظنون إنها لن تطبق بعدالة ، لذلك سنطلب من المجلس الأعلى للقضاء لمتابعة تحقيق ما تقدم .
وما اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق إلا خير دليل على التزامنا الكامل لمعرفة الحقيقة ، ولإعطاء كل ذي حق حقه . شاكرين ومقدرين لهم صبرهم وجلدهم في عملهم النبيل .
ختاماً نسأل الله تعالى ، أن يصلح أحوالنا وأحوال العرب والمسلمين في كل مكان ، وأن يوحد صفوفنا، ويؤلف بين قلوبنا ، وأن يتقبل منا ومنكم ؛ الصيام والقيام ، وصالح الأعمال ، في هذا الشهر الكريم ، وأن يوفقنا وإياكم ، لخدمة ديننا ، وأن يحفظ مملكتنا ، ويُديم علينا نعمة الأمن والأمان ، والاستقرار والسلام ، إنه سميع مجيب الدعاء ، وكل عام وأنتم بخير .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، وسبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 5:07 م

      متضرر وأخ متضررون

      نأمل أن تأخذ هذه الكلمة مجرى الجد من قبل المعنيين في إرجاع المفصولين والإفراج عن المعتقلين وتصحيح الأمور حتى ترجع البلاد بأفضل ما كانت عليه وإلى المزيد من قرارات وخطوات الخير

    • زائر 33 | 4:11 م

      تهنئة للملك

      تحية للملك على حسن صنيعه وعلى كبر قلبه .. فالحمد لله على عظيم تعمائه وادامك الله خيمة وارفة الارجاء للبحرينين الشرفاء والحمد الله رب العالمين

    • زائر 31 | 3:25 م

      عرفان بالجميل لجلالة الملك

      ما شئت لا ما شاءت البلد .....
      فاحكم فأنت المفتدى حمد
      تهنئة من القلب لجلالة الملك بالعيد السعيد أعاده الله عليه وعلى مملكة البحرين باليمن والبركات وحفظه الله ، وحفظ البحرين من كل سوء ومكره .

    • زائر 30 | 3:23 م

      رأييييييييييي

      هذا هو الاب الحنون جلالة الملك حفظه الله ورعاه يجب علينا نحن اهل البحرين ان نتكاتف ونبعد عنا الفتن كلنا هنا اهل لا يفرق بيننا اي كائن هذا هو جلالة الملك يعفو ويحن على من فقد عمله ويطلب ان يرجعو الى اعمالهم في اسرع وقت ونرجو من الجميع ان نجعل البحرين فوق كل اعتبار لانها بلادنا وارضنا التي تعايشنا عليها ونطلب من الله ان يألف بيننا وبين كل محب لهذا الوطن الغالي 000

    • زائر 23 | 2:45 م

      حمد الخير

      احبه والله والله ان البلد خطت خطوات جباره في عهده الميمون الله يطول عمره وخليه ذحر لهالبلد واهلها الطيبين

    • زائر 21 | 2:34 م

      تنفيذاً لأوامر جلالة الملك

      خطاب جلالة الملك واضح للمسئولين بسرعة إرجاع المفصولين لأعمالهم عندما قال "هذه أوامرنا لمؤسسات المعنية بهذا الشأن وعليها المتابعة وبخطوات أسرع"

    • زائر 17 | 1:54 م

      هل نفهم من ذلك بأنه سيتم إرجاع المفصولين ؟

      وقال : وعندما نرى العمال يزاولون أعمالهم والطلبة في طلب العلم ، فأن تخلّف البعض لسبب ما ، يلزمنا البحث في معالجة أمرهم ليلتحقوا بزملائهم وبهذا يكتمل الركب في العمل بما يعود بالخير عليهم وعلى عائلاتهم وبلدهم. وهذه أوامرنا للمؤسسات المعنية بهذا الشأن وعليها المتابعة وبخطوات أسرع.

    • زائر 15 | 1:52 م

      جزاك الله خير ياملك القلوب

      جزاك الله خير ياملك القلوب والله محسودين عليك الله يطول عمرك ويحفظك للوطن والمواطن

    • زائر 14 | 1:48 م

      الشكر

      بالشكر تدوم النعم
      والعدل اساس الملك

    • زائر 12 | 1:46 م

      زوجة مفصول

      جزيل الشكر و الامتنان لملكنا المفدى على هذه البادرة الطيبة, الله يطول في عمرك وهذي سجية من سجياك الحسنة.
      يلا يا شركات نفذوا الأوامر و لا تتهاونوا ورانا عيد و مدارس و مصاريف كثيرة

    • زائر 10 | 1:42 م

      الله يسهل

      نسأل الله تسهيل الامور وتفريج الهموم ورفع الغموم عن كل مظلوم وان يدوم علينا الصحة وآلامان اللهم آمين رب العالمين حكمة اليوم هي :
      الإنصاف يرفع الخلاف ويوجب الائتلاف

    • زائر 9 | 1:38 م

      مفصول من بابكو

      نشكر جلالة الملك على هذة الكلمة الطيبةو هذا ليس بالغريب على شخصك الكريم.و ربنا يديمك ذخر لهذا البلد و يطيل في عمرك
      نرجو من ادارة بابكو ان تنفذ اوامر الملك وترجع المفصولين قبل العيد

    • زائر 3 | 1:24 م

      سمعا وطاعة

      أسأل الله العلي القدير أن يحفظ البحرين بقيادة الملك

      المفدى حفظه الله ورعاه

اقرأ ايضاً