العدد 3297 - الجمعة 16 سبتمبر 2011م الموافق 18 شوال 1432هـ

مهنة الطب... والقانون الدولي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تُعتبر مهنة الطب والتمريض والإسعاف من الأسس التي اعتمدت عليها أقدم اتفاقية دولية ملزمة، وهي «اتفاقية جنيف»، والتي تشكل جوهر ما يُطلَق عليه «القانون الدولي الإنساني»، وتُعتبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر «الحامي والمدافع» عن هذا القانون، وذلك لحاجة الإنسانية إليه.

لقد تأسست «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في العام 1863، وذلك على خلفية معركة «سولفرينو» الدامية في شمال إيطاليا في العام 1859، وذلك من أجل معالجة الجرحى من أي طرف كان. وكانت تلك المعركة «حدثاً حاسماً» وعنها انبثقت «اتفاقية جنيف»، والتي تتكون من «أربع اتفاقيات» دُمجت معاً لتصبح اتفاقية دولية واحدة، وتمت صياغة الأولى منها في 1864 والرابعة في 1949، وهي جميعاً تتناول حماية الإنسان (لاسيما معالجة الجرحى ورعاية الأسرى والمدنيين) في حالة الحرب. ثم تطورت «اتفاقية جنيف» من خلال بروتوكولات أفسحت المجال للصليب الأحمر أن يطرح مبادرات للقيام بالدور ذاته عندما تطرأ أحداث سياسية وأمنية داخل البلدان.

المهن التي تضطلع بها الكوادر الطبية والمستشفيات تدخل ضمن أقدم اتفاقية دولية، وهي أول اتفاقية أطلقت عليها صفة «الدولية»، فهي نشأت قبل «عصبة الأمم» وقبل «الأمم المتحدة»، وعلى هذا الأساس فإن العمل - الذي تضطلع به كل مهنة طبية لها علاقة بإسعاف ومعالجة الجريح، سواء كان من الأعداء أو الأصدقاء - يُعتبر جزءاً أساسياً من القانون الدولي الإنساني. وقد اعتمدت الدول الإسلامية شعار «الهلال الأحمر»، بدلاً من «الصليب الأحمر» بعد موافقتها على تلك الاتفاقية (منذ أيام الدولة العثمانية).

ومن هذا المنطلق يمكن فهم الاهتمام الدولي الكبير جداً لما حدث للطواقم الطبية في البحرين، ولاسيما أن السرد المطروح لمجريات الأمور لم يحدث في التاريخ، والطواقم والمستشفيات وسيارات الإسعاف تحتمي بشعار «الصليب الأحمر» أو «الهلال الأحمر»، ويحصل العاملون في هذه المهن على حماية «الرداء الأبيض» الذي يميزهم.

إن دور الطواقم الطبية معالجة الجرحى بغض النظر عن هوية الجريح وسبب جرحه، وهذا يدخل ضمن «القسم» الملزم لكل الكوادر الطبية. وسواء اقتنع هذا الطرف أو ذاك بما يسرد عن الطواقم الطبية، فمما لا شك فيه أن هذه القضية هي واحدة من أهم وأكبر القضايا التي سلطت الأنظار الدولية على البحرين من كل حدب وصوب... وإذا كان هناك أي توجه لحلحلة الأمور سياسياً، فإن قطاع الصحة يجب أن يتصدر ذلك الحل على أسس يعترف بها القانون الدولي الإنساني

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3297 - الجمعة 16 سبتمبر 2011م الموافق 18 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 36 | 3:59 م

      محرقي

      هل هذا يعني ان القانون لا يطبق على الاطباء؟!!

    • زائر 35 | 1:33 م

      اشكرك يامنصور الجمري

      لك مني ومن عائلتي جزيل الشكر على مقالاتك الرائعه اه اه اه يادكتور الكل تعبان حتى الاطفال تعابه فمن يعالجهم كل ما نريده الآن الدعاء واقلامكم الصادقه التي تداوي جراحنا ( وحسبنا الله ونعم الوكيل على من جرحنا وقطع ارزاقنا وارزاق ابنائنا) يمهل ولا يهمل

    • زائر 33 | 10:10 ص

      استمر واكتب عن مأساة الكادر التعليمي

      بارك الله فيك يا دكتور
      لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه

    • زائر 32 | 9:16 ص

      إن دور الطواقم الطبية معالجة الجرحى بغض النظر عن هوية الجريح وسبب جرحه........ ام محمود

      مقال رائع , منطقي , و مدعوم بالأدلة والبراهين والاتفاقيات الدولية التي جميعها تتفق على انه مهنة الطب والتمريض والاسعاف من المهن الانسانية بالدرجة الاولى و لا دخل لها بجنس ولون وديانة و طائفة المريض .. كما انها مسموح لها في وقت الحروب والأزمات والحالات الطارئة أن تعمل بأعلى طاقاتها وأن لا يتم عرقلة طريقها أو منعها أو تأخيرها للوصول الى الجريح واسعافه حتى لو كان في مكان نائي أو فوق جبل أو في وسط البحر
      كلما تذكرنا الوفد الطبي الايرلندي والمؤتمر الصحفي كان الاحباط والصدمة وعدم التصديق واضحين

    • زائر 29 | 8:35 ص

      تربوي

      ماذا عن الربويين يدكتور ألا تعتقد أ،هم قدموا الخدمات النبيلة لهذا الوطن ثم سجنوا وفصلو وأوقفوا عن أعمالهم هل تر غبن أشد من ذلك

    • زائر 28 | 8:17 ص

      مهنة إنسانية

      هذه المهنة لا تنظر لطائفة أو لعرق ...إنسانية بإمتياز فتراك تتعالج أو تعالج مختلف الأجناس والأعراق .. حقاً رائعة .

    • زائر 27 | 7:59 ص

      ملائكة الرحمة .. من يعيد لهم كرامتهم المهدورة

      برزة هذه الفئة الطيبة والمخلصة للوطن وللمواطنين من خلال الأزمة المأساوية التي عصفت بالبلاد، ولكن بدلاً من شكرهم لإنقادهم للعشرات من الموت المحقق والتقليل من حجم الإصابات الكبيرة والكبيرة جداً، لقد ساهم الأطباء الشرفاء من حجم الخسائر البشرية التي كانت ستقع لولا الله وسواعدهم الأبية، لقد قدموا خدمة للشعب وللنظام بهذا العمل المضني والذي استمر لساعات طوال بلا توقف، لقد اقحم هذا القطاع بالعمل والحراك السياسي رغماً عنه بسبب السياسات

    • زائر 24 | 5:24 ص

      اصبت كبد الحقيقه

      لله درك يابن الجمري

    • زائر 19 | 3:57 ص

      الزّائر 8 ..

      موضوع رائع جدّاً دكتور .. وأحسنتَ بهِ .. فهُوَ فِي وقتهِ تماماً ..
      إلى الزّائر رقم 8 .. إذَا مُنِعَ منْ ممارسَة المهنَة فِي الحرب أوْ الأزمَة الأمنيّة أوْ ما شابهَ .. فبلَى .. فعليهِ أنْ يطَالِب بمَا نصّ عليهِ القانون والدّستور .. بطرق واقعيّة !

    • زائر 16 | 2:45 ص

      سؤال

      هل يسمح للعمل السياسي والمظاهرات بالزي الابيض في الصليب الاحمر

    • زائر 14 | 2:39 ص

      أهم قضية

      أصبت يادكتور ياشريف ، نرجو المضي في هذا الموضوع بقوة لأنه من أخطر الملفات التي أساءت للبحرين

    • زائر 13 | 2:23 ص

      تسلم يا دكتور

      سلمت أناملك ويسلم قلمك الصريح والراقي يا دكتور على هذا المقال الرائع وإلى الأمام دائما وشكراااااا للكادر الطبي الذي عانى ولا زال يعاني من أجل الوطن وابنائه .

    • زائر 12 | 2:16 ص

      شكرا لمن شهد بالحق

      لا يفوتنا دكتور أن نشكر كل شريف ذهب للمحاكم وشهد بكلمة الحق وخصوصا الكوادر الطبية الذين قدموا شرف المهنة والضمير على أي اعتبار، ليسطروا بذلك المفهوم الحقيقي للانسانية.

    • زائر 11 | 2:09 ص

      القلم الشريف

      اشكرك جزيل الشكر على هذا المقال الذى صدر من اشرف الاقلام الصادقه المميزه.اتمنا لك كل التوفيق يادكتور.

    • زائر 6 | 11:44 م

      علاج

      كلامك يا دكتور اذا أخذ به يكون لمصلحة كل الأطراف شكرًا جزيلا لك على حروفك التي تنصح للخير وتبين الطريق باسلوب سلس

    • زائر 4 | 11:02 م

      دكتور نكأت الجرح فأين الطبيب

      كلام من ذهب ولكن التطبيق أحيانا يكون العكس فليست كل الدول تحترم القوانين الدولية والإنسانية متى ما دعت
      الضرورة بعض الدول فإنها تخرق ذلك وهنا يجب محاسبة الدول التي تخرق هذا العرف حتى لو كانت دولة عظمى
      لا يجب أن تكون القوانين الدولية مجرد حبر على ورق
      وحتى تأخذ قوة التطبيق يجب أن تصدر من الشعوب والبرلمانات لا من الحكومات التي لا تلتزم ما توقع عليه
      البرلمانات العالمية هي من يجب ان تشرع وتتابع التطبيق
      حتى لا تكون المصالح هي الحاثة على التطبيق من عدمه

    • زائر 2 | 9:46 م

      فعلا مواضيعك تناسب المرحلة والحدث

      عزيزي دكتور منصور .. شكرا لك لأنك تواكب الحدث ويتناسب مقالك من المجريات وتطورها وتمتلك قلم جريئ أعاد للوسط وهجها الذي اردوا له ان يخبو ..

      اقترح ان تكتب حول الطواقم الطبية والمستشفيات وعلاج الجرحي مقال آخر وتعتبر هذا تمهيدا لمقال اعمق وادق ..

      تحية من شخص يختلف معك سياسيا ولكن مدمن على قراءة مقالك.

اقرأ ايضاً