العدد 3299 - الأحد 18 سبتمبر 2011م الموافق 20 شوال 1432هـ

لكي يتحقق التماسك الاجتماعي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

جميل جداً أن التصريحات الصادرة من القيادة السياسية تسعى إلى توجيه الأنظار نحو أهمية المحافظة على التماسك الاجتماعي، وهذا الخطاب يحتاج إلى تعاون من الجميع وإجراءات فعلية لتنفيذه، وذلك لأنه ومن دون ذلك فإن ما ينتظرنا لن يكون بأقل مما مضى علينا.

ومن دون شك، فإن تكرار هذه الدعوة، مع تواصل جهود لجنة تقصي الحقائق، وتنفيذ إجراءات تصحيحية فعلية على الأرض، من شأنه أن يفسح المجال لتحقيق مصالحة وطنية شاملة، نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى لكي نحفظ بلادنا من كل سوء.

إنه من السهل أن يخسر المرء الأصدقاء ويكثر الأعداء، ولكن هذه ليست شطارة، فالعاقل هو الذي يكثر من الأصدقاء. وهذا ينطبق على السلطة وعلى أي جهة فاعلة في المجتمع. فخلق العداوات يتطلب وجود من يبث الشكوك والظنون ويروج للشائعات، ويكثر من الشتائم والبذاءات. ومع الأسف، فقد شهدت البيئة البحرينية رواجاً وسيادة لكل من امتهن الشتم، ولكن لا توجد أمة قامت لها قائمة بالاعتماد على هذا المستوى من التعامل غير الإنساني مع الآخر.

نعم، نحتاج إلى برامج عملية في التربية والتعليم لتنشئة الأبناء على مبادئ السلم الأهلي والأخلاق في التعامل مع الآخر، وحسن التعبير عن الرأي، ولكننا نحتاج فوق ذلك إلى «تنفيذ سياسة وطنية» من أجل التماسك الاجتماعي والتكامل الوطني.

نحتاج إلى إرجاع جميع المفصولين والموقوفين إلى أعمالهم، ونحتاج الى طمأنة الناس على أرزاقهم. إنه من السهل استهداف فئة من المجتمع بالطريقة التي نراها مستمرة من دون هوادة، ولكن تبعات ذلك وخيمة، ولاسيما أن المستهدفين يأتون من كل الطبقات، واتباع سياسة «التحويش على المغانم» تبدو لذيذة حالياً للبعض، ولكن مرارتها تنتظر وقتها لتبرز بصورة لا نبتغيها لبلادنا.

إننا نقف مع القيادة السياسية في التصريحات الأخيرة الداعية إلى تعزيز اللحمة الوطنية، وندعو إلى تنفيذ الإجراءات الفعلية لتحقيق ذلك من دون تأخير، فالثابت في كل التاريخ البشري - والبحرين ليست استثناء من هذا التاريخ - أن تحقيق الاستقرار يتطلب العدالة الاجتماعية والشراكة الفعالة في الشأن العام (بدلاً من سياسة الفرز والإقصاء)، ونحتاج إلى الثقة في بعضنا البعض كأمة تستحق أن تسمى «أمة» تعيش مع بعضها البعض من دون قلق عميق وشكوك متبادلة، ولاسيما أن الغالبية العظمى من هذه الشكوك قائمة على الأوهام الجاهلية. ولكي يتحقق التماسك الاجتماعي، فإننا بحاجة إلى الخطوات التصحيحية التي تتقدم نحو المستقبل بشجاعة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3299 - الأحد 18 سبتمبر 2011م الموافق 20 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 56 | 3:10 ص

      أقبح شي عمل يخالف القول!

      تصاريح المسؤولين جميلة و راقية و لكن ما نراه قبيح و وضيع، وزير التربية يدعو للحمة الوطنية و في نفس الوقت ينقل المعلمين طائفياً و يعزل معلمي و مجتمعي الطائفتين عن بعضهم البعض فكيف تلتئم اللحمة الوطنية، في التحقيقات يتم ذكر أسماء المعلمين و المعلمات السنة الذين وشوا على زملاءهم من المعلمين و المعلمات الشيعة بغرض شرخ العلاقة بينهما و بث الفتنة و الفرقة!
      و هكذا في التلفاز و الإذاعة و كل مكان في المملكة.

    • زائر 53 | 10:42 ص

      ابداعيه الحق

      هذا ابداعيه الحق الذي يجمع ولا يفرق ومعروف عن الشعب البحريني بهذا لشي الانه فتحته عينه علي سني وشيعي ونستحي نسال عن مذهبه ونحب بعض بس شلي صار وغيرهذا الشي أنا سني وأخوي شيعي والله يجمعنا ولا يفرقنا امه أسلاميه

    • زائر 51 | 9:05 ص

      ابناء البلد

      ابناء البلد معروفين ومميزين بحبهم الى البحرين و ابناء البحرين وهذى حب الوطن نابع من القلب و منصور خيرت ابناء البحرين و شكرًا لك.

    • زائر 50 | 8:08 ص

      يضاف البيض كي يتماسك الكباب

      بعض العناصر تحتاج لكي تتماسك ان يوجد عامل إضافي ينجح العملية وبدونه لا تصل للنتيجه، عندنا يجب ان تضاف للعملية السياسية عنصر الحقيقة والمصارحة والا لن تكتمل الطبخة ولن يأكل احد من الكباب

    • زائر 48 | 6:18 ص

      شكراً

      لقد تعبنا نحن المفصولين من الانتظار الي متي؟؟ شكراً دكتور علي عذه الوقفة

    • زائر 47 | 5:59 ص

      إلى أين نذهب؟

      الجيل القادم سيتربى في وزارة التربية والتعليم على التقسيمات الطائفية والطبقية وسيكون بين هذا الجيل بالمستقبل إن لم يصححوا هذا المسار الحالي حرباً على جميع المستويات وفي جميع المجالات منها وأبرزها السياسي والإجتماعي وفيها الإقتصادي الذي سيدمر البلد

    • زائر 44 | 4:47 ص

      :)

      كلام جميل شكرا لك يا دكتور

    • زائر 43 | 4:41 ص

      صدقت

      نحتاج إلى إرجاع جميع المفصولين والموقوفين إلى أعمالهم، ونحتاج الى طمأنة الناس على أرزاقهم. إنه من السهل استهداف فئة من المجتمع بالطريقة التي نراها مستمرة من دون هوادة، ولكن تبعات ذلك وخيمة، ولاسيما أن المستهدفين يأتون من كل الطبقات، واتباع سياسة «التحويش على المغانم» تبدو لذيذة حالياً للبعض، ولكن مرارتها تنتظر وقتها لتبرز بصورة لا نبتغيها لبلادنا.

    • زائر 40 | 4:33 ص

      شكرا لك با دكتور

      كلام جميل وعن نفسي اعتبر هذة النقطة لب الموضع (فقد شهدت البيئة البحرينية رواجاً وسيادة لكل من امتهن الشتم، ولكن لا توجد أمة قامت لها قائمة بالاعتماد على هذا المستوى من التعامل غير الإنساني مع الاخر).
      فاتمنى من الاخواة ان يسمعوها ويعوها

    • زائر 38 | 4:03 ص

      هل من فائدة هم لا يقرأون إلا صحفهم ونحن لا نقرأ إلا صحفنا

      طرفان أصمان كل منهما يصرخ في الفضاء بعيدا عن الآخر فلا هذا يسمع ذاك والعكس صحيح
      ولكي تتقارب وجهات النظر لا بد من تضحية من بعض الأشخاص فليس مشكلة أن يذهب هذا إلى ذلك
      وخيركما من يبدأ بالسلام ولا تتركون الأمور تتراكم
      فليس في تراكمها إلا التنافر وليس في التنافر إلا البعد
      والذي بدوره يجر إلى انشقاق الوطن وانقسامه لنصفين
      نسأل الله أن يقينا شر الفتن ومضلاتها

    • زائر 34 | 3:04 ص

      لمن له قلب

      كلام جميل، يا دكتور لقد قتلوا روح الانسانيه في المجتمع وذلك من فصل العمال وهدم المساجد ...ولكن بخلاقنا وقيمنا الاسلاميه سيكون بناء روح المحب ...

    • زائر 33 | 3:04 ص

      من ينفخ في نار الفتنة سوف يطاله الشرر

      الأبواق التي تنفخ في الفتنة ليل نهار ولا تعي أن الفتنة سوف لن يسلم منها حتى النافخ فيها
      هذا كلام ليس إنشائي إنما هو من واقع الحياة
      والتاريخ والتجارب تثبت أنه لم ينجو شخص نفخ
      في الفتنة ثم سلم هو من شرارها فاتقوا الله
      أيها الناس فنحن شعب واحد نقاسم أرض واحدة
      للعيش وإذا التهبت هذه الأرض فلن يسلم من لظاها أحد من يتصور ذلك بعين البصيرة يراه مستقبلا خطر جدا ومن هو قصير النظر فليستعن بمن نظره أبعد منه
      قلنا وكررنا وحذرنا ولا ندري ماذا بعد

    • زائر 29 | 2:20 ص

      تعاون من الجميع وإجراءات فعلية

      جميل جداً أن التصريحات الصادرة من القيادة السياسية تسعى إلى توجيه الأنظار نحو أهمية المحافظة على التماسك الاجتماعي، وهذا الخطاب يحتاج إلى تعاون من الجميع وإجراءات فعلية لتنفيذه.

    • زائر 28 | 2:20 ص

      اللحمة الوطنية

      اللحمة الوطنية معنى جميل إنساني عظيم عزيزي دكتور منصور يحتاج إلى أواصر كبرى تكون على أرض الواقع وهذا غاية الوطن والمواطن وكل العقلاء والمريدين الخير بالبلاد والعباد نتمنى ذلك من صميم وأعماق قلوبنا ولابد من وقف أيدي العابثين والمؤزمين والمتمصلحين من الرقص على جراح الأبرياء والله الموفق والمستعان

    • زائر 26 | 2:11 ص

      ابن البحرين

      شكرا لك يا دكتور كلنا ابناء البحرين عيب الي يصير

    • زائر 19 | 1:45 ص

      شكرا دكتور علي المقال

      دكتور تعبنا من كثرة الانتطار ولم يبقي في العمر كثر مامظي ولكن نحنو علي امل ان يعيش ابنائنا افطل منا في الحياة المستقليه .

    • زائر 18 | 1:42 ص

      من يسمع لهذا اللام المضمون والهادف

      بالأمس قامت وزارة الصحة بتسليم 20 ممرض وممرضة رسائل فصل من الخدمة.

    • زائر 17 | 1:36 ص

      أن تحقيق الاستقرار يتطلب العدالة الاجتماعية والشراكة الفعالة في الشأن العام

    • زائر 14 | 1:12 ص

      يفهمها العاقل

      هذا هو الضمير الحى وكيف يدرك ويزن الامور ويتلقى الرسائل وينقلها بالصورة الصحيحة التي تجمع ولا تفرق والتى ترضي الله سبحانه وتعالى,

      شكرا لك يا ابن قائدنا الجمري

    • زائر 11 | 12:46 ص

      will done

      will done jamri

    • زائر 9 | 12:44 ص

      Good speech

      كلمة قصيرة ولكنة كبيرة في المضمون ،مطلوبة للتطبيق

    • زائر 8 | 12:43 ص

      على الجرح

      دائما ما تضع يدك و قلمك البلسمي على الجرح ،أحسنت و لك ألف تحية

    • زائر 6 | 12:30 ص

      صدقت

      تنفيذ سياسة وطنية» من أجل التماسك الاجتماعي والتكامل الوطني.
      متى بتتطبق؟ ويجب تكاتف جميع الصحف والاعلامين
      فهد المحرق

    • زائر 3 | 11:37 م

      محبة الوطن هي اهداء النصيحة

      الحمد لله ان على هذه الارض الطيبة يوجد الكثير من العقلاء المحبين لوطنهم حباً حقيقياً ، وتجنبوا الانجرار الي الطريق الذي يسلكه بعض الكتاب في كتابة مقالاتهم الخالية من اي سطر يعبر فيه كاتبه عن محبة البحرين ومحبة اهلها ، فالمحب لاولاده مثلاً لا يستلزم ان يقول اني احب اولادي على الدوام والا ظن الناس ان في الامر شيئاً ما ، كذلك محبة البحرين لا تستدعي ان يقول الشخص على الدوام اني احب البحرين وانني مواطن بحريني في كل مناسبة ، فعلماء النفس قد شخصوا الكثير من هذه الامراض التي باتت مظاهرها واضحة

اقرأ ايضاً