العدد 3303 - الخميس 22 سبتمبر 2011م الموافق 24 شوال 1432هـ

«الجمعيات السبع»: نتطلع لتحالف وطني رصين لتحقيق مطالب شعبنا المشروعة

شخصيات وطنية في حفل تأبين النعيمي
شخصيات وطنية في حفل تأبين النعيمي

دعت سبع جمعيات إلى تحالف وطني رصين في هذه المرحلة الوطنية الدقيقة التي تمر بها البحرين لتحقيق المطالب المشروعة للشعب، مؤكدة أن الوحدة الوطنية ستظل على الدوام الخط الأحمر الذي لا تقبل المساس به.

وشددت الجمعيات: (الوفاق، وعد، أمل، المنبر التقدمي، الإخاء، التجمع الوطني، التجمع القومي)، في حفل تأبين المناضل الوطني الراحل عبدالرحمن النعيمي الذي عقد مساء الأربعاء في نادي العروبة بالجفير، على أن الساحة الوطنية تحتاج، وخاصة في هذه الفترة، إلى أمثال النعيمي لمد جسور الوحدة الوطنية.


دعواتٌ لعقد مؤتمر سنوي تخليداً لذكراه... في حفل تأبين النعيمي بنادي العروبة

«الجمعيات السبع»: نتطلع لتحالف وطني رصين لتحقيق مطالب شعبنا المشروعة

الجفير - محرر الشئون المحلية

دعت سبع جمعيات إلى تحالفٍ وطني رصين في هذه المرحلة الوطنية الدقيقة التي تمر بها البحرين لتحقيق المطالب المشروعة للشعب، مؤكدة أن الوحدة الوطنية ستظل على الدوام الخط الأحمر الذي لا تقبل المساس به.

وشددت الجمعيات: (الوفاق، وعد، أمل، المنبر التقدمي، الإخاء، التجمع الوطني، التجمع القومي)، في حفل تأبين المناضل الوطني الراحل عبدالرحمن النعيمي الذي عقد مساء الأربعاء (21 سبتمبر/ أيلول 2011) في نادي العروبة بالجفير، على أن الساحة الوطنية تحتاج، وخاصة في هذه الفترة، إلى أمثال النعيمي لمد جسور الوحدة الوطنية.

واقترح الأمين العام لجمعية التجمع القومي أن تبادر القوى الوطنية إلى تخليد ذكرى الراحل عبر عقد مؤتمر سنوي وطني باسمه يستلهم نضاله الوطني والقومي.

«وعد»: النعيمي كان رمزاً موحداً لكل أطياف البحرين

وقال نائب رئيس اللجنة المركزية في «وعد» عبدالله جناحي في أولى كلمات حفل التأبين «لابد لنا أن نتوقفَ لنتأملَ قيمَ وأفكارَ وسلوكياتِ القائدِ عبدالرحمن النعيمي، خريج ِالجامعةِ الأميركيةِ في بيروت والمهندس في محطةِ الكهرباءِ بالجفير والمعتقلِ على إثرِ مساهمتِه في الإضرابِ الشهيرِ لعمالِ الكهرباء في العام 1968، والمنفي خارجَ وطنهِ لمدةِ ثلاثةٍ وثلاثينَ عاماًً، والملتحقِ بالعملِ السياسيِ منذ العام 1962 في حركةِ القوميين العرب، ثم في الجبهةِ الشعبيةِ لتحرير عمان والخليج العربي وبعدَها قيادته كأمين عام للجبهةِ الشعبيةِ في البحرين ورئاسته لدورتين للمكتبِ السياسي في (وعد) وأخيراً قيادته كرئيس اللجنةِ المركزية في (وعد)».

وأضاف «لابد أن نتأملَ دورَه في العديدِ من المنظماتِ والحركاتِ السياسيةِ كمؤسس وقيادي في الحركةِ الثوريةِ الشعبيةِ في عمانَ والخليج العربي العام 1968، ومؤسس وقيادي في الجبهةِ الوطنيةِ لتحرير عمانَ والخليج العربي، فضلاً عن دوره في حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية، وإذا كان رفاقه في العالم والوطن العربي يقيمون لهذا المناضل في هذه الأيام حفلاتِ التأبين، فلأنه كان أممياً وعروبياً حتى النخاع».

وأردف «القائد عبدالرحمن النعيمي لم يكن كبعض السياسيين الذين يشاركونَ في ملتقياتٍ سياسيةٍ وندواتٍ نظريةٍ وكفى، بل كان يُجسِّدُ مقولة آمنَ بها منذ شبابهِ والمتمثلةِ بتحويل الأقوال إلى أفعال، ولذلك كان مناضلاً ثورياً في جبال ظفار، ومعتقلاً سياسياً في الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ بعد القبض عليه بتهمةِ دعم الثوار، ومعتقلاً سياسياً في سجون دمشقَ لرفضِهِ التدخلَ الأميركيَّ في العراق، ومكافحاً ميدانياً مع جماهير شعبنا في مسيراتِها واعتصاماتِها بعد عودتِه للبحرين، وفاعِلاً في إغناء المؤتمراتِ الدستوريةِ والسياسيةِ والاقتصاديةِ من أفكار ومقترحاتٍ عملية».

وواصل «بجانِبِ اعتباره مناضلاً سياسياً واجتماعياً كان مثقفاً متابعاً لجميع مشاريع المفكرين في استنهاض الأمةِ والبحثِ عن حلول لأزماتِها، وكان صاحبَ دار للنشر استطاعَ من خلالِها إغناءَ المكتبةِ العربيةِ بالعديدِ من الكتبِ التراثيةِ والسياسيةِ والأدبية، لذلك كان حاضِناً للمفكرينَ والكتابِ العربِ من المحيطِ المغربي إلى الخليج العربي».

وشدد جناحي على أن «عبدالرحمنُ النعيمي كان وهو أمامَ هذا الكمِّ من المطالِبِ والتحدياتِ مناضلاً ومجاهداً لديه بَوصَلة جميلة تتمثل في المرونةِ الفكريةِ وقدرتِه على رصدِ التحولاتِ السياسيةِ العالميةِ والعربيةِ وبالتالي قدرته في تغيير خطابه السياسي بحَسبَ متطلباتِ المرحلة».

وأكمل «على من قرأ دراساتِ ومقالاتِ النعيمي منذ السبعينياتِ من القرن الماضي ولغايةِ مرضِهِ يستشفُّ هذه التحولاتِ الفكريةِ والسياسيةِ وتحوُّل خطابه الثوري إلى إصلاحي مؤمن بالتعدديةِ الفكريةِ والسياسيةِ وبالنضال السلمي، وكان يؤكدُ أنَّ الحقيقة المطلقة لا مكانَ لها في الحقل السياسي والنضالي، ولذلك بدأ يركزُ على المطالبِ الديمقراطيةِ وإلغاء قانون أمن الدولةِ وعودةِ المنفيين وإطلاق سراح المعتقلين».

وقال كذلك «الأهم الدعوة إلى توحيد القوى الوطنية اليسارية والقومية مع القوى الإسلاميةِ في تجمُّع أو كتلةٍ واحدةٍ بهدفِ تحقيق المطالبِ الوطنيةِ والديمقراطيةِ، وذلك بَعدَ أن اتخذ التيارُ الإسلاميُّ الشيعيُّ موقِفاً معارضاً إثر انتصار الثورةِ الإيرانية، وبعد عودتِه من المنفى تمسَّكَ بهذا المبدأ التوحيدي وخاصة بعد صدور دستور غَير عَقدي تناقضَ مضمونه المتعلقُ بالسلطةِ التشريعيةِ بما توافقَ عليه الشعبُ عندَ التصويتِ على ميثاق العمل الوطني، وواصلَ مُعارضته لهذا الدستور مطالباً بملكيةٍ دستوريةٍ حقيقيةٍ على غِرار الديمقراطياتِ العريقةِ كما وَرَدَ ذلك في الميثاق».

وأبدى جناحي اعتقاده بأن «من يمتلكُ هذه القيمَ والمبادئَ والأفكارَ ويمارسُها على أرض الواقع لابدَّ أن يكونَ قائداً كرزماتياً جاذباً مستقطباً حاضِناً للجميع، فارضاً احترامَه على الأعداء قبل الأصدقاء».

وختم بقوله «هذا هو المناضلُ القائدُ عبدالرحمن النعيمي - رحمه الله ُوأسكنه فسيحَ جناتِه - وهذه هي القيمُ والمبادئُ التي نطمحُ لِمَن تعلمَ من هذا المناضل وتشرَّبَ منها أن يواصلَ مسيرة النعيمي ويحققَ أحلامَه، حيث لايزالُ النعيمي فاتحاً عينيهِ يرى أحلامَ شعبه العربيِّ وقد تحققَ جُزءٌ منها في ثوراتِ الربيع العربي، وجزءٌ منها لايزالُ الشعبُ مناضلاً لتحقيقِها، مبتسِماً بأنه مهما تراكمت سياساتُ القهر والقمع والاستبدادِ والإرهابِ، فإنَّ الشعوبَ هي الغالِبة».

«التقدمي»: وفاؤنا للنعيمي التمسك بالقيم التي ناضل من أجلها

من جانبه قال الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي حسن مدن «نحتفي هذا المساء بذكرى المناضل النعيمي الذي كان في كل المواقع صوتا شجاعا من أجل الديمقراطية وحقوق الشعب».

وأضاف «برحيله فقدت البحرين واحدا من قادتها البارزين، فقد كان النعيمي مناضلا واعيا مطالبا عنيدا لكي تكون في هذا البلد ديمقراطية حقة وعدالة اجتماعية وتنمية مستدامة تلبي متطلبات شعبنا».

وتابع «وتعرض في سبيل ذلك للاعتقال أكثر من مرة وحين دخلت البحرين رحلة الانفراج عاد من المنفى ساعيا لتوحيد الحركة النضالية لتقود الحركة الوطنية إلى واقع ملموس».

وأكمل «آمن النعيمي بأن البحرين جزء من الخليج العربي، ليس فقط بدعوته إلى الوحدة الخليجية بل من خلال عمله في توحيد القوى الوطنية في عمله في المنطقة، وفي البعد العربي لشخصيته فقد كان مناضلا قويا مؤمنا بالنضال العربي وتحرير الأراضي المحتلة في فلسطين وغيرها من الدول، وكان في ذلك منسجما مع قناعته بأن حركتنا النضالية جزء من النضال القومي في كل مكان، وكم كان النعيمي سيكون مغتبطاً لو شاهد ما جرى في مصر وتونس التي تخلصت من الاستبداد».

وشدد مدن «على عكس ما يحاول البعض تصويره، فلو كان النعيمي موجودا الآن بيننا لكان في مقدمة من يناضل اليوم من اجل بلوغ الأهداف الوطنية لتي يناضل شعبنا من اجلها، كما كان سيستمر في الذود عن الوحدة الوطنية، ولو كان من بيننا الآن لكان من أكثر الأصوات لفضح المنحى الطائفي الذي يريد البعض الزج به في غمرة المطالب الوطنية».

وأردف «لم يكن عبدالرحمن مناضلا سياسيا فقط، بل كان كاتبا وسعى إلى تأصيل النضال الوطني في كتاباته ومؤلفاته، التي أصبحت تشكل جزءا من ذاكرتنا الوطنية».

وختم بالقول «إن وفاءنا للنعيمي هو التمسك بالقيم التي ناضل من اجلها وتجاوز الخط الفئوي والطائفي، ولا يفوتنا أن نستذكر إبراهيم شريف القابع في السجن وكذلك الشيخ محمد المحفوظ وبقية قيادات المعارضة والمواطنين الذين نطالب بالإفراج الفوري عنهم».

«التجمع القومي»: ما أحوجنا لأمثال النعيمي

وفي الحفل كذلك، ألقى الأمين العام لجمعية التجمع القومي الديمقراطي حسن العالي كلمة قال فيها «في هذه المناسبة الوطنية في حفل تأبين فقيد البحرين من الواجب علينا أن نفي بعض ما قدمه المناضل، فقد كان المناضل النعيمي دائما يركز على الوحدة الوطنية، وما أحوجنا إليها هذه الأيام حيث تلاحقنا هذه الأيام عشرات الاتهامات الطائفية».

واستعرض العالي عدداً من كتابات ومقالات النعيمي التي تحث على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، مؤكداً أن «مواجهة السلطة التمييزية كما يوصينا أبوأمل تؤكد أهمية الترابط وكسر الحواجز بين القوى السياسية والوطنية، فمصلحة الوطن هي مصلحة الجميع».

وختم بقوله «نوصي بأن تبادر القوى الوطنية إلى تخليد ذكرى الراحل عبر عقد مؤتمر سنوي وطني باسمه يستلهم نضاله الوطني والقومي».

«الوفاق»: النعيمي لم يكن فئوياً ولا طائفياً بل وحدوياً

وألقى النائب الوفاقي السابق سيدحيدر الستري كلمة جمعيته في حفل التأبين، وقال فيها «عندما نتحدث عن رجل كأبي أمل فنحن نتحدث عن إنسان حاز قصب السبق في مسيرة النضال وفي إرخاص الغالي ثمنا لانعتاق الوطن من أزماته وقهره وتخلفه، وكانت علاقتنا مع أبي أمل كوفاق علاقة قائمة على هذا الأساس وعلى العمل الوطني المشترك».

وأضاف «شاركته الوفاق في رؤاه بأن صياغة المستقبل الحر لا يأتي من خلال فصيل سياسي بعيدا عن التحالف والتكاتف مع رفاقه وإخوته في العمل السياسي، ومثلما كانت هذه قيم الراحل أبي أمل فقد كانت كذلك قيمنا في الوفاق».

وتابع «لقد كان أبوأمل بحق قائدا فذا ومعلما بارزا شكل فقده خسارة للبحرين نتطلع إلى تعويض جزء منها على أيدي تلامذته ورفاقه والنشطاء الشباب في هذا الوطن».

وأكمل «عرفت النعيمي شخصيا في لندن عندما كنت هناك في التسعينيات من القرن الماضي، فقد كان مشغولا كل وقته بقضية شعبه وقضية شعوبنا العربية والإسلامية الكبرى (فلسطين)، لا يقر له قرار متنقلا حيث يشعر بأن بمقدوره تعبئة نفوس شعبه باستمرار وحيث يمكنه العمل بحرية وعدالة».

وواصل «كان يغمر قلبه الأمل بأن يعيش الجميع على قدم المساواة وكان لا يحابي ولا يصانع ولا ينحاز إلى فئوية ولا طائفية متشربا بحب البحرين من رأسه حتى أخمص قدميه ومن فكره حتى وجدانه، وطنيا وحدويا بالمعنى الحق لذلك، فما أحوج البحرين إلى أمثاله وقيمه ومواقفه في هذا الوقت الأحوج إلى الشرفاء والوطنيين الأبطال».

«أمل»: فقد النعيمي خسارة كبيرة يصعب تعويضها

أما كلمة جمعية العمل الإسلامي (أمل)، فقد ألقاها أمين سرها رضوان الموسوي الذي ذكر أن «عبدالرحمن النعيمي قضى عمره في النضال وغيبه الجور والمرض».

وأضاف «نجتمع في رحاب هذا المناضل الوطني القومي لنجدد العزم للمضي قدما في طريق النضال حتى تحقيق المطالب المشروعة لجميع أبناء الوطن من دون تمييز أو إقصاء».

وأردف «نجتمع لإحياء مسيرة شخصية كان فقدها خسارة كبيرة يصعب تعويضها وخاصة في هذه الأوضاع الحالية، شخصية عرفها القاصي والداني في العمل السياسي البعيد عن التقسيم الطائفي البغيض».

وتابع «كان يحمل كاريزمية خاصة انفتحت على جميع الجهات، بدءا من تأسيس المؤتمر الدستوري والتحالف الرباعي، ثم السداسي، كما ظل مستمراً في العمل التشاوري بين جمعيتي «وعد» و «أمل»، لأننا نؤمن كما آمن هو بأن العمل النضالي ليس محدودا في مكان أو زمان، فأينما وجد ظلم يكون التصدي إلى ذلك الظلم دون حدٍ أو قيد، وما تجربة فقيدنا إلا شاهدٌ على ذلك، فقد بقي مدافعا عن حقوق شعبه الوطنية حتى غيبه المركز بعد أن قصمت ظهره المراكز العامة في انتخابات 2006».

«الإخاء»: كان النعيمي قائداً لا يساوم على مبادئه

بعد ذلك تحدث ممثل جمعية الإخاء الوطني محمد الشهابي، فقال «لم يكن النعيمي قائدا وطنيا تقدميا فقط، بل كان قائدا عربيا لا يلين ولا يساوم على مبادئه التي أفنى حياته من اجل الدفاع عنها بإخلاص منقطع النظير».

وأضاف «عاش المناضل النعيمي حياته مناضلا عن قضاياه الوطنية سواء في منفاه أو بعد عودته وتأسيسه جمعية وعد، وكم نفتقد الآن صاحبه إبراهيم شريف».

وتابع «لقد حمل هموم شعبه بغض النظر عن العرق أو المعتقد وظل مدافعا قويا ضد الظلم والاستبداد، فقد اقترنت سيرة النعيمي بالمثل الكبرى التي تناضل من اجلها الشعوب، وعلى رأسها الحرية الوطنية من أجل نيل حقوق الشعب ليكون شريكا في صنع القرار».

وأكمل «في ظل الظروف التي نعيشها فإن علينا استخلاص العبر من حياة النعيمي لتحقيق المصالحة الوطنية التي تجنب الوطن الأزمات».

ولفت الشهابي إلى أن النعيمي «رحل في أكثر الأوقات حرجا على الوطن، لكنه ظل طوال عمره بعيدا عن هذا الجو الطائفي، فقد سعى فقيدنا الغالي إلى توحيد الصف الوطني التقدمي لإيمانه العميق بأن قوة المعارضة تكمن في وحدتها، وان ما نمر به الآن يؤكد أهمية وحدة الصف».

وختم بالقول «هذا المناضل الوطني يجعلنا مؤمنين بأن النضال الوطني مستمر لا يموت، ويا أبا أمل يفقدك اليوم الوطن ورفاق الدرب، ونعزي فيك الوطن وكل صاحب ضمير حر».

«التجمع الوطني»: النعيمي صنع الأمل والحرية

وفي كلمة مقتضبة، أشار ممثل جمعية التجمع الوطني حسن المرزوق إلى أن «النعيمي ناضل ولم يضع في حسابه عدد سنين عمره، لكنه اكتشف بعد عودته من المنفى أن حربه ضد البرجوازية موجودة هنا، فأسس «وعدا»، وصنع الأمل وذاد عن الحرية والكرامة الإنسانية»

وأردف «أخيرا ترجل الفارس ولكن مثلك يا أبا أمل لا يودع بل سنمضي على دربك».

العكري: أفضل الوفاء للنعيمي التمسك بنهجه المطالب بمملكة دستورية

وفي كلمة رفاق المناضل الراحل عبدالرحمن النعيمي قال عبدالنبي العكري «أقف اليوم بينكم لتأبين رفيق وصديق وأخ عرفته لسنوات طوال، وكان له الفضل في صقل تجربتي السياسية كما هو الحال مع العديدين الذين شاركوه العمل الوطني والقومي».

وأضاف «نقف اليوم ونلحظ الغياب الطاغي لأحبة انتقلوا لجوار ربهم رفقاء أبوأمل المناضلين جاسم فخرو وأحمد الذوادي والشيخ عبدالأمير الجمري وليلى فخرو وغيرهم وآخرين غيبوا قسرا وراء القضبان ومنهم الأمين العام لوعد المناضل إبراهيم شريف ورفاقه من المناضلين الوطنيين».

وأكمل «من على هذا المنبر، وفي نادي العروبة، كان أول لقاء لأبي أمل مع جمهور البحرين، بعد عودته إلى الوطن بعد عقود في المنفى في 28 فبراير/ شباط 2011، لم يكن مقرراً أن يكون من بين المتحدثين في ندوة مقررة سلفاً لكنه ارتجل كلمة مثلت علامات الطريق وبداية نشاط دؤوب في العمل الوطني والسياسي في المرحلة الجديدة».

وتابع «لقد مثل نادي العروبة العريق بتاريخه الوطني والتنويري أهم منبر للحوارات والندوات والاحتفالات السياسية والوطنية والمجتمعية، وشهد أباأمل منتدياً ومحاوراً ومناقشاً في العديد من هذه الفعاليات، وفي هذا النادي جرت الاجتماعات التحضيرية لإقامة أول تنظيم موحد للتيار الوطني الديمقراطي».

وواصل «كان المناضل أبوأمل في قلب هذا الجهد والذي لم يتوج بالنجاح ولكنه أثمر في تأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي كأول جمعية سياسية مرخصة وتبعتها باقي الجمعيات وكان أبوأمل أول أمين عام لها. وفي هذا النادي ولد المؤتمر الدستوري كإطار جامع للقوى وشخصيات المعارضة، والذي نحن بأمسِّ الحاجة إليه، وكان المناضل أبوأمل ممن أسهموا في صنع هذه التجربة».

وأشار العكري إلى أن «هذا النادي شهد العديد من الاجتماعات لتوحيد المعارضة والصف الوطني وكان العنوان البارز للقاءات الوطنية الجامعة وكان أبوأمل من ابرز وجوهها»

وأردف «نقف اليوم ليس لنرثي الراحل الكبير ولكن لنستحضر دوره الوطني والقومي، ونستحضر دوره في توحيد قوى المعارضة الوطنية والإسلامية التي تحيي هذا الحفل».

وتابع «نقف اليوم لنستحضر دوره الذي نفتقده جميعاً، في المنعطفات الحرجة التي مرت بها بلادنا، كان أبوأمل واضحاً منذ بداية المرحلة الجديدة من الانفتاح النسبي، فلم يرجع إلى البحرين للحصول على مغنم أو ليستريح، بل ليواصل نضاله الذي لا يلين في ظروف العلنية».

وأضاف «كان واضحاً أنه لا يريد شيئاً من السلطة، وأنه ووعد معه مستعدون للتعاون في بناء تجربة ديمقراطية حقيقية، ولذلك تعاطى بإيجابية مع كل دعوة رسمية للحوار، في الوقت ذاته فقد كان واضحا في عدم مساومته وعدم سكوته عن حرف التجربة والاقتصار على الشكليات الديمقراطية مع استمرار التسلط والفساد والتمييز».

وشدد العكري على أن «بوصلة أبي أمل كانت مصلحة الشعب من دون تمييز، مستنداً إلى تراث غني لنضال هذا الشعب والذي كان أحد صناعه».

وأكمل «تجربة وإسهام أبوأمل ليسا فرديين، بل هما مندمجان في نضال شعبه وأمته، في نضال اليسار الذي كان أحد قادته وفي نضال القوى السياسية والوطنية والإسلامية، والتي عمل بدأب لتوحيدها في البحرين وعلى امتداد الوطن العربي».

وأفاد بأن «حلمه كان تحرير فلسطين وتحرر البلدان العربية من الأنظمة الاستبدادية وتحقيق الوحدة والديمقراطية والتقدم، وكانت له بصماته في أكثر من بلد عربي».

وأردف «بعد أن استطال الخريف العربي لعقود هب إعصار الربيع العربي من «أبوزيد» في تونس ليطلق موجات الحرية من المغرب حتى البحرين وكانت صور أبي أمل مرفوعة في المسيرات والاجتماعات الجماهيرية الحاشدة في البحرين فهو في ضمير هذا الشعب وهذه الأمة».

وقال كذلك «في هذه الليلة نقف وقفة وفاء لمناضل كرس حياته من أجل شعبه وأمته، وأفضل وفاء له ونحن في هذا الظرف العصيب، أن نسير على نهجه، نهج التمسك بالوحدة الوطنية وقبر الطائفية وفضح دعاتها والمحرضين على الكراهية والتمييز، نهج التمسك بحقوق الشعب في مملكة دستورية حقيقية يكون الشعب فيها مصدر السلطات جميعاً، نهج أن ثروات البلد لأهله، وليس للسلطة التي تحتكر السلطة والثروة».

وتابع «اننا ونحن نعيش هذه الظروف العصيبة، حيث العقاب الجماعي بغالبية أبناء الوطن، وممارسة القمع والتنكيل بحق المناضلين وتمزيق اللحمة الوطنية، وتشويه علاقات الترابط التاريخية بين مكونات هذا الشعب، فإن العرفان لأبي أمل هو في صحوة هذا الشعب ليدرك أن مصيره واحد ومصلحته واحدة ونضاله واحد».

وختم موجهاً حديثه للحاضرين «لكل منكم تجربة مع أبي أمل تستحق الحديث، فهو كالشمس التي أضاءت كل ما حولها، وكالشمعة التي تحترق لتضيء الظلام»

العدد 3303 - الخميس 22 سبتمبر 2011م الموافق 24 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 12:05 م

      يا سلام

      يا سلام عليكم يا اللى يسمعكم هكذا بيقول انة نبي

    • زائر 1 | 2:05 ص

      جزاءك الجنة

      كان عدوا للطائفية على جميع مستوياتها طبقيا واجتماعيا ونوعيا فحين ظل يكنى بابنته البكر امل حتى بعد ان انجبت له ام امل هذه المرأة شريكة نضاله فاصر ان ينادى بابو امل ، فاي اصرار هذا يا ابو امل فدكراك باقية عبر الاثير ازلية الدهر كباقي من رحلوا من المناضلين كشريك النضال ابى جميل الشيخ الجمري حتى تقوم الساعة ، رحمك الله يا ابو امل ولا اعتقد بعد كل هذا النضال والتضحية الا جزاك الجنة والله لايظلم عباده مهما تكن الافكار هذا ما اعتقده

اقرأ ايضاً