العدد 3304 - الجمعة 23 سبتمبر 2011م الموافق 25 شوال 1432هـ

الإمام علي والحقوق العامة

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

لأن الحكم يقوم على العدل، لذلك أعلن الإمام علي(ع) ومع بدء حكمه عن أنه لا حياد في خلافته عن العدل وإرجاع الحق إلى أصحابه، مهما كان منصب ومنزلة مستلب الحق من أصحابه، بل أشار إليه البعض بألا ينظر إلى الماضي، إلا إنه رفض ذلك لتناقضه مع المبادئ الإسلامية التي تؤكد أن الحق لا يسقط أبداً مهما تقادم الزمان، والمعاملات تبطل إذا ما قامت أساساً على معاملة قائمة على استلاب الحق.

ورداً على من قال إنه يجب ترك الماضي في إرجاع الحق، جاء في خطبته التي وضع فيها أسس تحركه وحكمه «...والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق».

وما يفهم من ذلك أن الإسلام يؤكد بأنه لا يمكن لأحد أن يسقط الحق عن أصحابه بأي حجة كانت، فلا يمكن للعالم وحتى السلطة الفلسطينية والفصائل معها أن تتنازل عن حق الفلسطينين بالعودة لأراضيهم المحتلة واسترجاع حقوقهم كافة، فهذا حق لا يمكن للإنسان أصلاً أن يتنازل عنه، فهو حق إنساني، كما هو الحال بالنسبة للكرامة والعزة فهي حقوق إنسانية إسلامية لا يمكن لإنسان أن يتنازل عنها وحتى لو قرر هو ذلك أو تهاون فيها فهو بذلك يخالف الإنسانية والإسلام.

وما يفهم من خطبة الإمام علي أن الحق يبقى لو مرت مئات السنين وجرت مئات المعاملات وترتبت على ذلك الأمور فإن هذا الحق لابد أن يرجع إلى أهله، وهذا الحق أنواع فمنه ما أعطي للإنسان الحق في التنازل عنه أو نقله إلى غيره وهذا ما يمتلكه بطريقة شرعية وقانونية من مال وغيره وهذا النقل للحق يتم وفق ضوابط، لكن هناك من الحقوق ما لا يمتلك الإنسان التنازل عنه وهي كرامته وعزته وإنسانيته ودينه وما لا يملكه.

ولو تنازل مجتمع بأكمله أو جزء منه عن حقوقه فهذا لا يعني صحة موقفهم أو حتى سقوط حقوق الآخرين في الأمر نفسه، فقد يمتلك الإنسان أن يتنازل عن أمر مجتمعي لكن ليس من حقه أن يعمم رغبته على الآخرين في أن يجعلهم مسلوبين لهذا الحق. فهو لا يمتلك إسقاط الحق الذي له في الكثير من الأمور فضلاً عن حقوق الآخرين.

وطرح أي حجج واهية ووصم أي إنسان بأي صفات تخلفية أو غيرها لا يعطي أحداً الحق في حال صحة الادعاءات في إسقاط حقوقه فضلاً عن كونها

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3304 - الجمعة 23 سبتمبر 2011م الموافق 25 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 1:51 م

      أبو الحسن والفاروق

      نعم الإمام العادل أبا الحسن رضي الله عنه وأرضاه .... تماماً كأخيه عمر الفاروق .. الذي خط منهج الحرية للناس أجمعين وللتاريخ أبد الآبدين بمقولته الخالدة : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً . فلأب الحسن وأخيه الفاروق عمر المجد والخلود .

    • زائر 5 | 5:53 ص

      اي يا مالك ما أحوجنا اليوم لهذه الومضات من حياة الامير (ع)

      احي فيك هذا التذكير بنماذج الانسانية الارقي وقيمها السامية فما أحوجنا اليوم لها في عالم الظلم والجفاف الروحي والبعد عن القيم

    • زائر 4 | 4:22 ص

      صراط علي(ع)

      صراط الامام عي(ع) حق يتبع-فجدير من يتبعه إنتظار الرحمة ومن يخالفه أو يهادي صراطه السطوة والنقمة من لدن جبار السموات والارض!!!.

    • زائر 3 | 3:32 ص

      شكرا لك للتذكير

      فمشكلة البشر هي الابتعاد عن الاخلاق الذي يشكل الاسلام أسماه ونقاوته وصدقه.
      ..
      نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام يقوم " إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق"
      ..
      لكن للاسف أين نحن من هذه الاخلاق الكريمة، لقد ابتعدنا بعقلية جاهلية عن قيمنا الاسلامية وحتى الانسانية منها وأصبحنا نناصر الظلم والفساد والابتعاد عن الله كل يوم.
      ..
      والامر من هذا أننا نتعصب لجهلنا باسم الدين وباسم الرسول (ص) وصحابته الاطياب.
      جهلنا الآن اكثر تعقيدا من جهل الجاهلية.
      ..
      الله المستعان.

    • زائر 2 | 1:14 ص

      بوركت يا مالك

      سيرة امير المؤمنين عليه السلام صالحة ونافعة وحكيمة ما دام الليل والنهار ، اليس هو من عاش بالقران وصاغ حياته به ؟
      اخوك :أبو محمد الجمري

    • زائر 1 | 12:55 ص

      الامام علي وما ادراك

      لو اتبعوا نهج الامام علي ما هكذا حالنا

اقرأ ايضاً