العدد 3324 - الخميس 13 أكتوبر 2011م الموافق 15 ذي القعدة 1432هـ

انطلاق مؤتمر «وحدة الخليج والجزيرة» وسط دعوات لإصلاحاتٍ سياسية

الشيخ المحمود: الاتحاد هاجسٌ يشغل شعوب المنطقة منذ زمن طويل

دعا مشاركون في افتتاح جلسات المؤتمر التأسيسي لمنتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية إلى توأمة الدعوات إلى الوحدة الخليجية بإصلاحاتٍ سياسية شاملة في كل دول مجلس التعاون الست.

وتم افتتاح المؤتمر مساء أمس الخميس (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) في فندق الدبلومات بالمنامة، برعاية كريمة من عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبحضور وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة.

واستهل رئيس المؤتمر الشيخ عبداللطيف المحمود كلمته بالترحيب بالوفود المشاركة من دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المؤتمر التأسيسي لوحدة دول الخليج والجزيرة العربية والتي باتت هاجساً يشغل شعوب المنطقة منذ زمن طويل من أجل مواجهة التحديات والأطماع الخارجية التي تستهدف دول المنطقة.

وذكر أن «هذا الاجتماع يعد الانطلاقة الحقيقية لإرادة الشعوب في التوحد والتعاون على جميع الأصعدة, وأن هذا التحرك الشعبي سيشكل ورقة ضغط على حكومات دول الخليج من أجل إسراع عملية الاتحاد على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية».

وأضاف «إذا كان حكامنا قد رأوا الحاجة داعية في مايو/ أيار من العام 1981 لإنشاء مجلس التعاون الخليجي فأقاموه سعياً لتوحيد الصف على مستوى الأنظمة ولتيسير التقارب بين مواطني دولهم؛ فإن الشعور بواجب الاتحاد على مستوى أكبر قد دعا عدداً من الإخوة المثقفين والمفكرين والسياسيين في دول مجلس التعاون الخليجي إلى التفكير في مستقبل دول الخليج عندما وقعت علينا أزمة احتلال العراق لدولة الكويت العام 1990».

وتابع «تمت مناقشة هذه الأمنية في جلسات مصغرة في البحرين، وفي مؤتمر عقد في الشارقة إبّان الأزمة، ثم كان المؤتمر الأخير في الكويت بعد التحرير في (ديسمبر/ كانون الأول 1991)، لكن فترت الهمم فيما بعد ولم تصبح الفكرة من الأوليات».

وأردف الشيخ المحمود «إننا نريد العودة إلى الاتحاد أو الوحدة كما كنا قبل أن يمزقنا الاستعمار إلى دويلات وسلطنات وممالك، وإننا على يقين بأن شعبنا المترابط المتواجد في دولنا يبارك دعوتنا هذه».

وقال: «لعلكم ترون الجدية في دعوة هذا المنتدى من خلال إبراز التحديات الاستراتيجية والسياسية والدستورية والقانونية والاقتصادية والمالية التي تواجه المنطقة، وما تظهره من تصور للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والدينية، ومن التأكيد على دور القوى الشبابية وأصحاب الأعمال والمرأة في الحراك الشعبي الخليجي».

بعد ذلك ألقى المنسق العام للمؤتمر فهد البذال كلمته التي أكد فيها أن الشعوب باتت تطالب بالوحدة الجغرافية والسياسية والاقتصادية وفي ظل الظروف السياسية الراهنة في المنطقة كما نطالب بإصلاحات سياسية واسعة النطاق.

وقال البذال في كلمته: «نجتمع اليوم في البحرين في هذا الوقت وهذه الظروف لنبعث برسائل عدة، فالرسالة الأولى هي لكل قوى الخارج الإقليمية منها والعالمية بأن شعوب الخليج والجزيرة العربية هم يد واحدة ضد أي تدخل في شئوننا الداخلية وضد أي محاولة للهيمنة الأجنبية على أوطاننا وثرواتنا، وأن ذالك التدخل أو الهيمنة الأجنبية قد حان أوان انتهائها».

وتابع «أما الرسالة الثانية فهي موجهة لأنظمة الحكم في إقليم جزيرة العرب، ونقول إننا كما نطالب بالوحدة بين أوطاننا فإننا نطالب بالوقت نفسه بالإصلاحات السياسية في كل بلد».

بعد ذلك ألقى كلمة الشباب أحمد الشيزاوي من سلطنة عمان الشقيقة أكد فيها أن الشاب الخليجي اليوم أصبح واعياً متيقظاً للأطماع السياسية في المنطقة والتي كانت نتيجة طبيعية لسياسات التخبط والعشوائية والإهمال والتهميش والتعطيل المباشر للموارد الطبيعية والطاقات البشرية التي تزخر بها المنطقة والتي بمقدورها، إن أحسن استخدامها، أن نتجاوز بأمان مخاوف مرحلة ما بعد النفط.

وقال الشيزاوي في كلمته: «يقف الشباب الخليجي اليوم أمام مفترق طرق تاريخي سيحدد مستقبل المنطقة بأسرها، فربيع العرب الذي ألهم الإنسان العربي من محيطه إلى خليجه لم يستثن الإنسان في هذا الجزء من وطننا العربي الكبير، الذي يشاع عنه الرفاهية والبذخ ويتجنى عليه البعض بأنه لا يكترث لهموم أشقائه ولا يقدر تطلعاتهم وآمالهم وأشواقهم وهي اتهامات صوبتها نهضات الشباب الخليجي في الأشهر العشرة الماضية».

وأردف «إن شباب الخليج في هذه اللحظة التاريخية هم من يتصدر الدعوات من أجل الإصلاح الدستوري في كل أقطار الخليج الضامن للحريات وفصل السلطات ووضوح طرائق انتقال الحكم، وهم الذين يطالبون بإلحاح بالتوزيع العادل للثروات الوطنية ومكافحة الفساد الإداري والمالي الذي نخر في غالبية مؤسسات الحكم والإدارة عندنا».

وتابع الشيزاوي أن «الشباب هم الماضون بحرص لحماية ممارسة الحريات العامة كحرية الرأي والتعبير والتفكير والإبداع والبحث العلمي والتجمع وحرية الإعلام والمشاركة في الشئون العامة وغيرها من المطالبات الرامية إلى بناء غد مشرق مليء بالأمل والخير العام».

وأشار إلى أن «هذه المطالب المحورية وضعت شباب الخليج أمام مسئولياتهم التاريخية كما أوضحت للأنظمة الحاكمة أن الزمن هو زمن إرادة الشعوب بامتياز، وأن الشباب هم أساس هذه الإرادة ومحورها الأصيل».

وشدد على أنه «لا توجد أسرار مخفية على شعوب الخليج اليوم، فقد كشفت التكنولوجيا والحراك الفكري للشباب كثيراً من الممارسات التي سعت الأنظمة الحاكمة إلى إخفائها طوال العقود السبعة الأخيرة على الأقل منذ اكتشاف النفط السلعة التي غيرت وجه الأرض ونفوس البشر».

وأفاد أن «الشاب الخليجي لديه اليوم من الوعي والتيقظ ما يؤهله لتجاوز مجمل التحديات التي يواجهها والتي كانت نتيجة طبيعية لسياسات التخبط والعشوائية والإهمال والتهميش والتعطيل المباشر للموارد الطبيعية والطاقات البشرية التي تزخر بها المنطقة والتي بمقدورها، إن أحسن استثمارها، أن نتجاوز بأمان مخاوف مرحلة ما بعد النفط».

وأكمل «لذلك كانت ومازالت الوحدة الخليجية مسيرا ومصيرا أهم الحلول المطروحة من قبل حكماء المنطقة منذ زمن ليس بالقصير لمواجهة هذه التحديات وللتكامل الذي طالما حلمنا به لسد عجزنا وتأخرنا في جوانب عدة».

وواصل «ليس عيباً أن نكون عاجزين عن بلوغ غاية وطنية في زمن ما تعزز من رفاهية وكرامة الإنسان في أوطاننا إنما العجز كل العجز هو في عدم الاعتراف بهذا السلبية والاستمرار في ارتكاب الأخطاء ذاتها وتجاهل دعوات التكامل مع أشقائنا في الدم والتاريخ والجغرافيا والمصلحة كذلك».

وذكر الشيزاوي أن «الشباب الخليجي هم أهم طاقة معطلة ومهدرة في مكاننا وزمننا هذا لا لسبب إلا لمخاوف وهمية وضعها البعض خوفاً على مصالح آنية أو خوفاً من أخطار مفتعلة على الكراسي والعروش لا أكثر».

وتابع «نراهن نحن الشباب على وعينا بأهمية الوحدة وإيماننا بقدرة إنسان هذا الجزء من الوطن العربي على بناء نموذجه الخاص والناجح في التنمية الإنسانية وأخيراً قدرتنا على توظيف الخبرة التي جنيناها من الصراعات والنزاعات العدمية وتحاشي تكرارها مرة أخرى في قادم الأيام».

وختم بالقول: «نحن اليوم هنا لنبدأ الخطوة الأولى في طريق الألف ميل والذي يستحق منا كل جهد وتضحية وعطاء، فالأمر يتعلق بجودة الحياة التي نتمناها لنا ولأجيالنا المقبلة ونحن على ثقة بأننا سنحقق هذا الأمل بأن نعيش ونتفاعل مع وحدة خليجية وجوداً وممارسة».

يشار إلى أنه سيتم على هامش المؤتمر إعلان أسماء المرشحين للأمانة العامة للمؤتمر وتحديد طريقة الانتخاب واختيار لجان الإشراف وبالتالي إعلان نتائج انتخاب الأمانة العامة خلال اليوم الثاني للمؤتمر

العدد 3324 - الخميس 13 أكتوبر 2011م الموافق 15 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 10:39 ص

      !!!!!!!!!!!!!

      شكلك يالشيزاوي ما بيكون لك نصيب ... تراك غير ,كلامك غير , أسلوبك غير , وكلك غير ,....يا جمال هالغير , امنور يا ولد الأجاويد

    • زائر 8 | 10:27 ص

      مواطن 1

      نعم للوحدة الوطنية والخليجية، لا للطائفية والتفرقة ونعم الى وثيقة المنامة التي تمثل ارادة الشعب!!!
      شكرا

    • زائر 6 | 5:51 ص

      محرقي

      نعم وحده وحده خليجيه لمواجهة التهديدات الخارجيه

    • زائر 2 | 1:57 ص

      مواطن

      اوجه الدعوة للمشاركين في هدا المنتدى للانضمام الى وثيقة المنامة للخروج من عنق الزجاجة بدل التخوين والسب والشتم الغير مبرر !!!!
      صدقوني تشكيل حكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات ودائرة انتخابية واحدة فسها مصلحة وطنية وتقدم كبير للبحرين .........

اقرأ ايضاً