العدد 3385 - الثلثاء 13 ديسمبر 2011م الموافق 18 محرم 1433هـ

كان بالإمكان أفضل مما كان

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم يكن أشد المتشائمين يتوقع الخروج السريع والحزين للمنتخب الوطني العالمي لكرة اليد من الدور الأول بدورة الألعاب العربية، بعد تلقيه الخسارة الثانية من المنتخب التونسي، والتي أنهت بشكل كبير آمال المنتخب في الوصول إلى الدور الثاني بانتظار معجزة كبيرة لا يتوقعها أحد بالتأكيد، بخسارة السعودية مباراتين وبفارق نسبة أهداف أيضا.

المتابع لمباريات المنتخب الثلاث التي لعبها حتى الآن، أدخل الشكوك في النفوس حول القدرة على مواصلة المنافسة في التصفيات الآسيوية المقبلة لكأس العالم، لا سيما مع المستوى المتذبذب والمتوسط في اللقاءين الأولين، رغم التوقعات بتحسنه مع التعاقد مع المدرب الجزائري إبراهيم بودرالي، على رغم المدة القصيرة التي تواجد فيها مع المنتخب بعد إقالة المدربين السابقين، وخصوصا مع الاستعداد المثالي الذي تحصل عليه المنتخب، إلا أن شيئا من المستوى المأمول لم يحدث، فكان التخبط سمة لمشوار المنتخب، أقله في لقائه مع السعودية.

المباراة مع تونس والتي خسرها المنتخب بفارق 9 أهداف بعد أن خسر من السعودية بفارق 3 أهداف، جاءت لتدق ناقوس الخطر على مستوى المنتخب في الاستحقاق المقبل والأهم بتصفيات كأس العالم، إذا ما عرفنا أن الخسارة من منتخبات آسيوية وحتى إفريقية تقاربنا مستوى -لا سيما أن المنتخب التونسي لم يحضر بصفوفه الأولى- جاءت بهكذا فارق، فكيف يا ترى ستكون الخسارة من أبطال القارة، فالهزائم تلك كشفت الكثير من النواقص الموجودة في المنتخب، من لاعبين وحتى المدرب.

الحقيقة تقال، لم يكن مدرب المنتخب الجديد الجزائري على مستوى الطموح، ليس لهذه البطولة فقط وإنما حتى في التصفيات الآسيوية لكأس العالم، فالمدرب وعلى رغم معرفته التامة بجل لاعبي المنتخب، اتبع سياسة إحداث التغييرات الغريبة جدا في التشكيلة، من مباراة لأخرى، وكأنه في بطولة تنشيطية ودية وليس في بطولة تنافسية، لست مقتنعا تماما بحجة أنه جديد على المنتخب، إذ انه كان مدربا منافسا لعب ضد المنتخب مرات عدة ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن لاعبينا.

كنا نتمنى أن يبتعد المدرب عن اللعب بالنار بإحداث التغييرات الكثيرة في تشكيلة اللعب وفي أقل من دقائق، وخصوصا أن للمنتخب تشكيلة تقريبا أساسية حققت الفوز ببطولة الخليج، وبالتالي إمكانية الدخول بالتشكيلة الأفضل، وسيما أن اللقاء الأول مع السعودية كان فيصليا في تحديد المتأهل إلى الدور الثاني، لكن هذا ما حدث، إذ رأينا كيف تحول اللاعب حسين الصياد مثلا من لاعب سوبر في البطولات الماضية لا يغادر الملعب إلا ما ندر، إلى حبيس لدكة الاحتياط على رغم حاجتنا التامة له.

البقاء الطويل للاعب مثل جعفر عبدالقادر على دكة الاحتياط، أمر مثير للتفكير، مع الإمكانات المعروفة للاعب وحاجة المدرب لمثله ولخبرته.

كل ذلك وغيره، فإن مسئولية المستويات المتدنية تعود أيضا للاعبين، الذين لم يقدموا ما يملكون من إمكانات معروفة، على رغم المسئولية الكبيرة على عاتق المدرب، أقله في المباراة الأولى مع السعودية، وهو ما أوصل المنتخب لهذه المرحلة وانتقاله بشكل كبير للمنافسة على مراكز الترضية.

باعتقادي، فإن مجلس إدارة الاتحاد نفسه، يتحمل مسئولية كبيرة بسبب ما وصل إليه المنتخب، بسبب عدم ثباته على جهاز فني واحد في الفترة الماضية، على رغم المدة الطويلة التي يقضيها كل مرة في البحث عن مدرب جديد، فبقي يتعاقد ويقيل في ظرف أشهر قليلة، وكل هذا يؤثر على أداء المنتخب، وللموضوع تتمة.

نتمنى أن يكون الخروج العربي درسا جيدا للمنتخب لتحسين صورته في المباريات المقبلة، وجعلها استعدادا قويا للاستحقاق الأهم، وتعويض ذلك في جدة السعودية بتحاشي نتائج تؤدي لمغادرة الاستحقاق الآسيوي مبكرا

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3385 - الثلثاء 13 ديسمبر 2011م الموافق 18 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً