قتل 12 شخصاً أمس الجمعة (24 فبراير/ شباط 2012) في أكثر الأيام دموية حتى الآن في مظاهرات تجتاح افغانستان. وذكر مسئولون محليون أن أربعة أشخاص قتلوا في تظاهرات عنيفة معادية للولايات المتحدة في ولاية هراة غرب أفغانستان أمس (الجمعة) ما يرفع عدد قتلى الاحتجاجات على إحراق مصاحف في قاعدة أميركية إلى 19 على الأقل.

وقال المتحدث باسم الولاية، محي الدين نوري إن شخصين قتلا عندما توجه متظاهرون إلى القنصلية الأميركية فيما قتل أثناء آخران في إقليم أدراسكان.

وقال «في مدينة هراة قتل متظاهر مدني وعنصر من الشرطة».

وذكر مسئول أمني في وقت سابق لوكالة «فرانس برس» إن متظاهرين قتلا أثناء محاولتهما اقتحام القنصلية الأميركية.

وصرح المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن «بعض المتظاهرين حاولوا الاستيلاء على بنادق الشرطة، وحدث إطلاق للنار وقتل اثنان من المتظاهرين».

فيما خرج متظاهرون غاضبون في مسيرة نحو قصر الرئيس الأفغاني حامد قرضاي في كابول.

كما خرج متظاهرون غاضبون في أنحاء أفغانستان احتجاجاً على إحراق نسخ من المصاحف في قاعدة أميركية، في الوقت الذي أطلقت قوات الامن في كابول النار في الهواء لوقف المئات من التوجه إلى مقر حلف الأطلسي.

ودعت الحكومة الأفغانية إلى الهدوء للحيلولة دون استفادة مسلحي «طالبان» من موجة الغضب، فيما حذرت السفارة الأميركية من أن هذه الاحتجاجات يمكن أن تتحول الى العنف وتستهدف غربيين.

وفي مدينة هراة الغربية، توجه أكثر من الف متظاهر إلى القنصلية الأميركية، إلا أن قوات الأمن منعتهم من الاقتراب منها، بحسب مراسل «فرانس برس».

كما خرجت تظاهرات أخرى في ولايتي بغلان وقندز الشماليتين، وولايتي باميان وغزني وسط البلاد وولاية ننغرهار شرق البلاد.

وجاء حادث إحراق المصاحف ليزيد من المشاعر المعادية للغرب التي تسود البلاد أساسا بسبب انتهاكات ترتكبها قوات الأطلسي ومن بينها ما ظهر في شريط فيديو من تبول عناصر من المارينز الأميركي على جثث أفغان.

وبدأت التظاهرات بعد صلاة الجمعة التي حث فيها الأئمة في كابول المصلين على الخروج إلى الشوارع والاحتجاج على حرق المصحف.

وقتل جنديان أميركيان في التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ يوم الثلثاء، مما دفع بالرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تقديم اعتذار للشعب الأفغاني. قال ناطق باسم الجيش الألماني الجمعة إن الجيش انسحب من موقعه في تالوقان (شمال) في مواجهة الاحتجاجات التي تشهدها أفغانستان بعد إحراق مصاحف.

وقال إن الجنود الخمسين المتمركزين في تالوقان انسحبوا الخميس من هذا الموقع الذي كان يفترض أن يغادروه في نهاية مارس للعودة إلى قاعدة قندز التي تبعد سبعين كيلومتراً إلى الغرب، وحملوا معهم معداتهم وآلياتهم وأسلحتهم وذخائرهم.

على صعيد متصل، أدانت ماليزيا قيام قوات أميركية بحرق نسخ من القرآن فيما توجه محتجون في مسيرة إلى مقر السفارة الأميركية في العاصمة كوالالمبور لشجب الواقعة. وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة أمان إن بلاده تستنكر «التصرف غير المسئول وغير المبال بالمشاعر والذي أثار موجة من الغضب في أفغانستان وبقاع أخرى في العالم ومنها ماليزيا»