العدد 3464 - الخميس 01 مارس 2012م الموافق 08 ربيع الثاني 1433هـ

48 مليون إيراني يبدؤون اليوم انتخاب 290 نائباً للبرلمان

إيرانيتان بالقرب من صور لأحد المرشحين
إيرانيتان بالقرب من صور لأحد المرشحين

تبدأ اليوم الجمعة (2 مارس/ آذار 2012) الانتخابات التشريعية الإيرانية، إذ دعي حوالى 48,3 مليون ناخب إيراني لانتخاب 290 نائباً من أصل 3444 مرشحاً في عملية اقتراع معقدة تجرى بدورتين.

وتوقع المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي في اليوم الأخير للحملة الانتخابية أمس (الخميس) أن تسجل الانتخابات البرلمانية نسبة إقبال ضخمة.

مضيفاً «إن مشاركة الشعب في الانتخابات ستكون صفعة جديدة على وجه الإمبرياليين تجعلهم يدركون أنهم لا يستطيعون عمل شيء لهذا البلد».

وفي سياق آخر، حذر البيت الأبيض أمس الأول من أن أية عملية عسكرية ضد إيران ستخلق «مزيداً من عدم الاستقرار» يمكن أن يهدد أمن الأميركيين في أفغانستان والعراق.

ويأتي تحذير البيت الأبيض قبل لقاء بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في الخامس من مارس الجاري.


واشنطن: أي عملية عسكرية ضد طهران ستخلق «مزيداً من عدم الاستقرار»

مليون إيراني يبدؤون اليوم انتخاب 290 نائباً للبرلمان

طهران - د ب أ، أ ف ب

تبدأ اليوم الجمعة (2 مارس/ آذار 2012) الانتخابات التشريعية الإيرانية، إذ دعي حوالى 48,3 مليون ناخب إيراني لانتخاب 290 نائباً من أصل 3444 مرشحاً في عملية اقتراع معقدة تجرى بدورتين.

و توقع المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي في اليوم الأخير للحملة الانتخابية أمس (الخميس) أن تسجل الانتخابات البرلمانية نسبة إقبال ضخمة،

مضيفاً «إن مشاركة الشعب في الانتخابات ستكون صفعة جديدة على وجه الأمبرياليين تجعلهم يدركون أنهم لا يستطيعون عمل شيئ لهذا البلد». وتعتبر الانتخابات في إيران أيضاً بغض النظر عمن يفوز بها اختباراً لولاء الشعب للمؤسسة الإسلامية. وقال خامنئي «الانتخابات هذه المرة أكثر حساسية من سابقاتها».

وتعد انتخابات اليوم (الجمعة) أول انتخابات وطنية منذ إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في العام 2009 ولكن آية الله كان يشير إلى العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد ألأوروبي وتهدف إلى إجبار طهران على التوصل لتسوية برنامجها المزعوم الخاص بالأسلحة النووية.

وليس لدى الكثير من الناخبين البالغ عددهم 2ر48 مليون نسمة حق التصويت من إجمالي 74 مليون نسمة عدد سكان البلاد، رؤية واضحة عمن يتنافس ضد من وماهي الفروق السياسية بينهم. وتدور المنافسة أساساً بين جناحين محافظين أحدهما يؤيد أحمدي نجاد والجناح الآخر يعارضه. وتكمن الخلافات الرئيسية في السياسة الداخلية والاقتصادية حيث أن السياسة الخارجية بما فيها النزاع النووي لا تقع في اختصاص الجهاز التشريعي. ويشارك في المنافسة أيضاً الإصلاحيون القريبون من الرئيس السابق محمد خاتمي.

من جانب آخر، حذر البيت الأبيض أمس الأول (الأربعاء) من أن أي عملية عسكرية ضد إيران ستخلق «مزيداً من عدم الاستقرار» يمكن أن يهدد أمن الأميركيين في أفغانستان والعراق.

ويأتي تحذير البيت الأبيض قبل لقاء بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في الخامس من مارس الجاري.

وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني أن «أي عملية عسكرية في تلك المنطقة تهدد بمزيد من عدم الاستقرار».

وقال كارني خلال لقائه الصحافي اليومي إن إيران «لديها حدود مع أفغانستان والعراق ولدينا طاقم مدني في العراق وجنود ومدنيون أيضاً في أفغانستان».

وتابع أن الولايات المتحدة لا تملك حتى الآن أدلة قاطعة على أن إيران تطور سلاحاً نووياً.

وتابع كارني «نواصل زيادة الضغوط على طهران ومن المهم أن نلاحظ أنه ولو أن إيران لم ترق إلى التزاماتها الدولية إلا أننا قادرون على الاطلاع على برامجها».

وقال كارني إن عدم وجود أدلة بأن إيران تطور أسلحة نووية أعطى الولايات المتحدة «الوقت والمجال للاستمرار في السياسة التي طبقناها منذ تولي الرئيس مهامه».

من جانبه، أعلن قائد سلاح الجو الأميركي، الجنرال نورتون شوارتز الأربعاء أن الولايات المتحدة تمتلك قنابل قوية جاهزة للاستعمال في حال تقرر القيام بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.

ورفض الجنرال شوارتز مع ذلك الإفصاح عما إذا كانت الأسلحة الأميركية ومن بينها 30 ألف قنبلة خارقة للتحصينات، قادرة على ضرب المواقع النووية الإيرانية تحت الأرض.

وقال رداً على سؤال بشأن هذه القنابل «نملك قدرات عملانية ومن الأفضل ألا تتواجدوا حيث يمكن استعمالها».

وأضاف «هذا الأمر لا يعني أننا لن نواصل إجراء تحسينات وهذا ما نقوم به». وأوضح أن «المهم هو أننا نملك قدرات وأننا لن نكتفي بما لدينا، وسنواصل تحسينها».


صحيفة بلجيكية: فجوة عميقة بين إسرائيل وأميركا بشأن إيران

قالت صحيفة «دي مورجن» البلجيكية في معرض تعليقها على النقاش الدائر بشأن احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران بسبب البرنامج النووي لطهران إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما اكتفى بالقول إن «جميع الخيارات مطروحة» وأنه من غير المرجح أن يحيد عن ذلك. ورأت الصحيفة أن هناك حالياً فجوة عميقة بين حكومتي الولايات المتحدة وإسرائيل «فالبيت الأبيض لا يتفهم مغازلة (رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لمنافسي أوباما من الجمهوريين الذين يتبنون دق طبول الحرب ضد إيران». ووفقاً للصحيفة، ترى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن «شن هجوم على إيران أمر يخلو من الحذر حيث قال رئيس هيئة الأركان الأميركية، مارتن ديمبسي إن هذا الهجوم لن يحقق أهدافه على المدى البعيد، والواقع أن التطور السياسي الداخلي في طهران سيكون أكثر حسماً عن أي ضغط من الخارج».


الانتخابات البرلمانية الإيرانية وأول اختبار لأحمدي نجاد منذ إعادة انتخابه

طهران - د ب أ

الانتخابات البرلمانية الإيرانية المقرر إجراؤها اليوم الجمعة (2 مارس/ آذار2012) ستكون أول مناسبة للرئيس محمود أحمدي نجاد يختبر فيها شعبيته منذ إعادة انتخابه المثيرة للجدل في 2009.

بجانب تعرضه لضغط دولي بسبب موقفه المتسم بالعناد في النزاع النووي، فإن أحمدي نجاد يواجه أيضاً انتقاداً حاداً في الداخل حتى من جانب المحافظين الذين اعتادوا أن يكونوا حلفاء له لكنهم تحولوا الآن إلى معارضين عتيدين. فالمحافظون، الذين يسمون أنفسهم أصحاب المبادئ بسبب ولائهم لمؤسسة ومبادئ الثورة الاسلامية العام 1979، يوجهون اللوم لأحمدي نجاد لإخفاقه في إصلاحاته الاقتصادية ،بل أنه خذل أنصاره ممن ينتمون إلى الطبقتين الوسطى والدنيا. والرئيس و حكومته متهمون أيضاً - ليس فقط من جانب المحافظين لكن أيضاً من جانب العديد من الرموز الدينية - بأنهم ينتمون إلى «تيار منحرف» بسبب جهودهم الرامية إلى تقويض النظام الإسلامي من خلال التشكيك في دور طبقة رجال الدين في الحكم واتباع نهجاً أكثر اتساماً بالقومية.

يتزعم المحافظين رئيس البرلمان علي لاريجاني وهو أيضاً حليف سابق للرئيس ومن المتوقع أن يكون على رأس مرشحي المحافظين في السباق الرئاسي العام المقبل. جناح لاريجاني الذي يضم العدد الأكبر من المرشحين لخوض السباق واثق من فوزه في الانتخابات والاحتفاظ بغالبيته في البرلمان المؤلف من 290 مقعداً.هناك في السباق أيضاً الإصلاحيون المقربون من الرئيس السابق، محمد خاتمي، لكن فرصة تأثيرهم على نتيجة الانتخابات تعد شبه منعدمة. فقد قاطع غلاة الإصلاحيين الانتخابات احتجاجاً على وضع اثنين من زعمائهم رهن الإقامة الجبرية وهما مير حسين موسوي ومهدي خروبي وذلك منذ أكثر عام، والآخرون فهم إما أن يكونوا في السجون أو آثروا الابتعاد عن المعترك السياسي. فالحملة الانتخابية التي يخوضها أكثر من ثلاثة آلاف مرشح باهتة وتفتقر للإثارة. فالمحافظون أكدوا مجدداً ولاءهم للنظام مع انزواء فصيل أحمدي نجاد إلى حد ما لتحاشي أي توترات، بينما الإصلاحيون ليس لهم أي وجود على الساحة خشية ربطهم بغلاة المنشقين. أكثر من ذلك فإنه خلافاً للسباق الرئاسي قبل ثلاثة أعوام لم ينخرط المرشحون في أي مناظرات ساخنة ما أحدث قدراً من الارتباك بين الناخبين بسبب عدم معرفتهم لأوجه الاختلاف بين سياسات المرشحين. بيد أن نتائج الانتخابات سيكون لها فقط على الارجح تأثيراً داخلياً واقتصادياً ولن تؤثر على السياسات الخارجية المثيرة للجدل للبلاد. هذا راجع إلى أن الزعيم الأعلى علي خامنئي ومستشاريه المقربين هم الذين بيدهم، وليس البرلمان، القرار الذي يتخذ بشأن النزاع النووي مع الغرب وتداعياته السياسية. ونظراً لاستخدام الحوسبة للمرة الأولى في عملية التصويت فإنه من المتوقع إعلان نتائج الانتخابات بشكل أسرع من الاعوام السابقة. ومع ذلك رفض المسئولون تحديد تاريخ دقيق لإعلان النتائج.


48 مليون ناخب إيراني مدعوون لاختيار 290 نائباً

طهران - أ ف ب

دعي إلى الانتخابات التشريعية الإيرانية حوالى 48,3 مليون ناخب لانتخاب 290 نائباً من أصل 3444 مرشحاً في عملية اقتراع معقدة تجرى بدورتين وتبدأ اليوم الجمعة (2 مارس/ آذار 2012). وينبغي على المرشحين أن يكونوا مواطنين إيرانيين أعمارهم بين 30 و75 عاماً.

ويفترض اعتبارهم مخلصين للدستور وأن يعترفوا بالسلطة المطلقة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. كما ينبغي أن يكونوا من حملة شهادة الكفاءة الجامعية «أو ما يعادلها».

وفي المدن الكبرى يجرى الاقتراع للوائح مع إمكانية الاختيار من لوائح أخرى، حيث يتوجب على الناخبين أن يدرجوا على بطاقتهم أسماء عدد محدد من المرشحين اختيروا من لوائح مختلفة أثناء حضورهم في مكاتب الاقتراع. وفي طهران، أكبر دائرة انتخابية في البلاد، يجب على الناخبين اختيار 30 نائباً. وفي الدوائر الصغرى الممثلة بنائب واحد، يصبح الاقتراع لمرشح واحد. ولكي ينتخب المرشح من الدورة الأولى عليه الحصول على نسبة 25 في المئة من الأصوات التي تم الإدلاء بها. وإذا لم يحصل أي من المرشحين على هذه النسبة، فتنظم دورة ثانية محلياً خلال مهلة شهر. لكن يتم ملء غالبية المقاعد عموماً من الدورة الأولى.

ويمكن للناخبين أن يصوتوا في أي مكتب اقتراع في البلاد بمعزل عن مكان إقامتهم. وفي غياب بطاقة انتخابية يسمح لهم بإسقاط بطاقتهم الخاصة في صندوق الاقتراع عند إبراز بطاقة هويتهم، ويحول نظام التسجيل الإلكتروني لرمز البطاقة دون إمكانية التصويت في عدة مكاتب اقتراع.

وسيوزع 47 ألف صندوق اقتراع في كافة أنحاء البلاد ويمكن لبعض مكاتب الاقتراع أن تضم عدة صناديق.

وضرورة إدراج أسماء المرشحين الذين يتم اختيارهم، يدوياً على بطاقات الاقتراع يجعل عمليات الانتخاب طويلة وصعبة في المدن الكبرى، حيث تتشكل صفوف انتظار دويلة عموماً أمام مكاتب الاقتراع.

وتنتخب الأقليات الدينية المعترف بها في البلاد (أرمن ويهود وزردشتيون) نوابهم في عمليات اقتراع منفصلة. ويشغل الأرمن ثلاثة مقاعد واليهود والزردشتيون مقعداً لكل منهم.


أبرز القوى المتنافسة في الانتخابات التشريعية الإيرانية

طهران - أ ف ب

يخوض المحافظون الحاكمون في إيران الانتخابات التشريعية المرتقبة اليوم وسط انقسام في صفوفهم حيث قدموا عدة لوائح متنافسة في حين أن قسماً من الإصلاحيين الذين أنهكتهم حملة القمع التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل في 2009، قرر مقاطعتها.

وفي ما يأتي أبرز الحركات المتنافسة التي أنشئت استعداداً للانتخابات.

المحافظون

يتنافس المحافظون في لائحتين بارزتين في طهران والقسم الأكبر من البلاد:

- «الجبهة المتحدة للمحافظين» وتضم خصوصاً مناصري رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ورئيس بلدية طهران، محمد باقر قاليباف. وهذه الجبهة التي تضم عدة أحزاب وجمعيات يرأسها آية الله محمد رضا مهدوي كاني وتعبر بوضوح عن معارضتها لأحمدي نجاد.

- «جبهة ثبات الثورة الإسلامية» تضم إلى جانب آية الله محمد تقي مصباح يزدي وزراء سابقين في حكومة أحمدي نجاد، ومحافظين من تيارات مختلفة.

هذه اللائحة تدعم الرئيس مع التنديد برئيس مكتبه المثير للجدل، اصفنديار رحيم مشائي المتهم بالدفاع عن «إسلام إيراني». كما تنتقد لاريجاني وقاليباف متهمة إياهما باعتماد الليونة مع المعارضة الإصلاحية. ويعتبر أعضاء هذه الجبهة نفسهم «المدافعين الحقيقيين» عن نهج المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي.

وهناك عدة لوائح أخرى للمحافظين أقل أهمية وكذلك مرشحون محافظون منفردون يخوضون المنافسة في طهران أو أماكن أخرى في البلاد وبينهم:

- لائحة «صوت الأمة» التي تنتقد حكومة أحمدي نجاد ويرأسها النائبان المحافظان النافذان علي مطهري وحميد رضا كاتوزيان اللذان رفضتهما «الجبهة المتحدة للمحافظين». وهذه الحركة قدمت في طهران لائحة تشمل عدة إصلاحيين.

- «جبهة إيران الإسلامية للمقاومة» برئاسة الرئيس السابق للحرس الثوري، محسن رضائي المرشح الذي خسر الانتخابات الرئاسية في 2009، وتضم 20 مرشحاً في طهران.

- بحسب وسائل الإعلام فإن مناصري أحمدي نجاد سيقدمون مرشحين في كافة أنحاء البلاد تقريباً لكن لم تتضح أي معلومات محددة حتى الآن عن ذلك.

الإصلاحيون

- «جبهة الديمقراطية» بقيادة النائب المنتهية ولايته، مصطفى كواكبيان وتضم 15 مرشحاً في طهران وتدعم حوالى مئة مرشح آخرين في المحافظات لا سيما بعض النواب الإصلاحيين الذين كانوا يشغلون مقاعد في المجلس المنتهية ولايته. وكان هذا المجلس يضم 60 نائباً إصلاحياً.

- «الجبهة الشعبية للإصلاحات» و«دار العمل» النقابة الرسمية المقربة من الإصلاحيين، قدما مرشحين أيضاً في طهران والمحافظات.

في المقابل فإن أبرز حركتين إصلاحيتين «جبهة المشاركة لإيران الإسلامية» و»منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية» المحظورتين من قبل السلطات بعد تظاهرات 2009، لا تخوضان الانتخابات.


إيرانيون في أصفهان: المخاوف الاقتصادية تهيمن على الانتخابات

أصفهان (إيران) - رويترز

يعتبر الضابط المتقاعد بالجيش الإيراني والمخلص للجمهورية الإسلامية، علي ذو الفقاري أن الإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية التي تجرى اليوم الجمعة (2 مارس/ آذار 2012) جزء من واجبه الثوري.

وقال ذو الفقاري في أصفهان ثالث أكبر مدينة في إيران «ثورتنا مثل الشجرة... من خلال التصويت نرعى شجرة ثورتنا. انخفاض نسبة الإقبال هو حلم الغرب ويجب ألا نسعد أعداءنا». وتشتهر أصفهان بنماذج العمارة الفارسية. لكن المدينة القديمة باتت مشهورة أيضاً في عصرنا الحديث بمنشأة الأبحاث النووية الموجودة بها. واستغل زعماء إيران ضغوط الغرب بشأن برنامج البلاد النووي المثير للجدل لإذكاء الشعور الوطني وحشد الدعم من أجل مشاركة عالية في الانتخابات يتعشمون أن تتجاوز الستين في المئة. لكن نتيجة الانتخابات ستحسمها قضايا داخلية. ويواجه الرئيس محمود أحمدي نجاد انتقادات من منافسين متشددين ومواطنين إيرانيين يقولون إنه لم ينفذ الوعود التي قدمها خلال حملته الانتخابية. ومن المتوقع أن يكون الاقتصاد العامل الرئيسي في أول انتخابات تجرى منذ انتخابات العام 2009 التي فاز فيها أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية وأعقبتها احتجاجات شعبية استمرت ثمانية أشهر. وتقول المعارضة إن الانتخابات زورت حتى يفوز أحمدي نجاد وهو ما نفته السلطات.

وقررت جماعات إصلاحية بارزة مقاطعة الانتخابات التي تجرى اليوم لتصبح المنافسة الرئيسية بين الفصائل المتناحرة الموالية لأحمدي نجاد وتلك الموالية للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وسيعزز معسكر الزعيم الأعلى حالة من الإحباط بسبب تعامل الحكومة مع الاقتصاد. وفي الأشهر الثمانية عشر الماضية تزامن إلغاء دعم على الأغذية والوقود مع تراجع قيمة العملة الإيرانية ما أضر بشدة بجيوب الكثير من الأسر الإيرانية. ونتيجة لخفض الدعم ارتفعت أسعار الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي المستخدم في المصانع وفي الطهي وتدفئة المنازل الى ثلاثة أمثال. ويشكو سكان أصفهان مثل سكان مدن إيرانية كثيرة من تدهور الأوضاع الاقتصادية. وقال هوشانج فيسي (34 عاماً) وهو مدرس يعمل في وظيفة إضافية بمتجر للبقالة في غير أوقات عمله الرسمية «سأعطي صوتي لمن يساعدني على توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالي. لا اهتم بالسياسة». حصل أحمدي نجاد على دعم الإيرانيين من الطبقة العاملة في انتخابات عامي 2005 و2009 حين قدم نفسه في صورة «روبين هود الإسلامي» الذي يأخذ من الغني ليعطي الفقير. ووعد بإعادة توزيع ثروة البلاد النفطية ليستفيد منها الفقراء لا الأغنياء وحدهم. لكن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية بسبب البرنامج النووي تزيد الضغط على المواطنين الإيرانيين.

في الشارع الرئيسي بأصفهان لا تدل سوى لافتتين تحملان صورة خامنئي على اقتراب الانتخابات. وقال فارنوش (32 عاماً) «حمى الحملة الانتخابية ليست مثل انتخابات العام 2009. هناك لافتات قليلة تحمل شعارات الزعيم الأعلى وصوره». ويمثل المحافظون دينياً قاعدة دعم أساسية للثورة الإسلامية وسيدلون بأصواتهم لصالح المرشحين الموالين لخامنئي. وقال رضا مير هادي (63 عاماً) وهو بائع سجاد داخل سوق تقليدي في أصفهان «سأصوت لمرشحي الجبهة المتحدة (الموالين لخامنئي). أريد وضعاً اقتصادياً أفضل. تجارتي شبه ميتة». وأضر ارتفاع أسعار الغذاء والمرافق منذ خفض أحمدي نجاد الدعم على الأغذية والطاقة العام 2010 بالإيرانيين من الطبقة العاملة. وقالت زهراء صدقي (41 عاماً) وهي أم لأربعة أبناء «الزعيم هو السلطة الوحيدة التي تستطيع تخفيف معاناتنا الاقتصادية... سأصوت للموالين له، زوجي موظف حكومي صغير بمرتب ثابت قدره 400 دولار. هذا المبلغ لا يكفي لتدبير احتياجاتنا الأساسية كل شهر». وتبلغ نسبة التضخم الرسمية في إيران نحو 21 في المئة لكن اقتصاديين وبعض النواب يقولون إن الرقم يقترب من 50 في المئة. وارتفعت أسعار الخبز ومنتجات الألبان والأرز والخضراوات ووقود الطهي في الأشهر القليلة الماضية كما أدت العقوبات إلى انخفاض قيمة الريال الإيراني ما زاد من التضخم. وفي ظل هذه المخاوف ربما يعزف بعض سكان أصفهان عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات

العدد 3464 - الخميس 01 مارس 2012م الموافق 08 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:50 ص

      الشعب الايراني سيوجه صفعه جديده إلا الغرب اليوم

      يراهن العالم اليوم على فشل الانتخابات البرلمانيه اليوم ولاكن سواجهون صفعه جديده اليوم سحتشد الشعب الايراني كافه في إتخاد قراره والمضي قدما في إنجاح الثوره والان بعد 33 سنه من الحرب البارده والاحرب القتصاديه لم يهتز الشعب الايراني وهو لازال ملتف حول قيادته

      وفق الله الجمهوريه الاسلاميه وجعلها شوكه في عين أعدائها

      جدحفصي

اقرأ ايضاً