العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ

إقحام الأطفال في السياسة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا أعرف كيف أصل إلى صلب الموضوع، فحساسيّته وزيادة المشكلات فيه، تجعلاني أتردّد بعض الشيء في طرحه، وما أحاول إيصاله إلى الجمهور هو خطورة المواصلة فيه لننتج جيلاً يكره بعضه بعضاً.

الموضوع هو إقحام الأطفال في السياسة، فعندما نسمع طفلاً يتلفظ بكلام بذيء أو يتحدّث عن رموز الوطن بجمل غير صحيحة، فنحن نعلم بأنّه لا يقصد ما يقوله، ولكنّنا في الوقت ذاته نعنّفه كثيراً حتى لا يتمادى فيما يقول.

نجد بعض الأطفال يسبّون ويشتمون الطرف الآخر، وكذلك يسبّون ويشتمون الرموز الأولى في البحرين، وهم بذلك يظنّون بأنّهم يعبّرون عن رأيهم كالآخرين، أو حتى من أجل أن يُروا الكبار وعيهم بما حدث، ولكن يأخذ الأمر مجرى آخر، ويُسيّس الموضوع أكثر، فيصر الطفل على ما يقوله، وتترسّخ في ذهنه كلماتٌ قد نقلها من التلفاز أو من الشارع.

أتذكّر جيداً ذلك الطفل الذي كتب جملة «... ...»، وهي جملة لم يسمعها من أهله، وعندما سألناه عنها وعن معناها وعن مدى خطورتها، وقف حائراً كبراءة الملائكة، لا يعرف ماذا يقول أو يفعل! إذاً كيف نحمي أطفالنا ونبعدهم عن السياسة؟ في وقت يذهب فيه الطفل إلى البيت والمدرسة والشارع، وما يسمع حديثاً إلاّ في السياسة، وعبثاً يحاول البعض عدم الحديث عنها، فالأزمة التي حدثت في البحرين، سيّست الأطفال وأفكارهم إلى مدى بعيد جدّا.

حتى نستطيع إبعاد الأطفال عن السياسة، يجب علينا إيقاف ثقافة الكراهية، فهي تفرز للطفل مفهوماً جديداً، حتى إننا سمعنا أحد الأطفال يقول بأنّه لا يحب هذه المجموعة، وعندما سألناه عن السبب، ذكر لنا بأنّ المجموعة تسبّه باسم طائفة، فسألناه إن كان اسم الطائفة مسبّة، فقال نعم، فإذا وصل الطفل إلى هذا المدى، نقول على الدنيا السلام، فأي حوار وأي تفاوض، ونحن نشرب من ثقافة الكراهية، ونعزّزها لدى الأطفال.

وكذلك لابد لنا من دعم المشروع الإصلاحي والحوار التوافقي من أجل أبنائنا، فإقحامهم في السياسة السلبية لن ينفعهم بقدر ما سيضرّهم على المدى البعيد، وما المؤجّجون ولا المطأفنون إلاّ سبب رئيسي لنقل وتوريث ثقافة الكراهية للأطفال الأبرياء.

لنوقف هذه الحملة المدمّرة على وطننا البحرين، ولنسكت الأبواق المناشدة للطأفنة والتأجيج، ولنعمل على محاولة مسح ما شربه الأطفال خلال السنة الماضية، فالدمار العظيم هو عندما نبعد البراءة عن الطفل فيتحدّث بما يسمعه من الكبار.

وهذه نقطة صغيرة من نقاط عديدة نسيء بها إلى الطفل البحريني، إذ من حقّه علينا عدم إقحامه في السياسة، بل ومن حقّه تعزيز المواطنة والانتماء وحب الوطن، فهو المستقبل الذي نعتمد عليه في بناء هذا الوطن.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 4:45 م

      جيفري

      كيف نبعد الاطفال عن السياسة وهم ضحايا سياسة غاشمة

      * طفل السنابس ( السنكيس ) ضحية
      * والطفل عمر هو الآخر ضحية

      الأول المتسبب معروف والهدف منه معروف ولايحتاج لتوضيح أكثر
      والثاني ضحيه أفتعلت لإشغال الناس عن القضية الاولى

      كيف نبعد أبنائنا عن السياسة وهم يحصدون ويذوقون انواع التجارب والتلاعب

      ضحايا وطن

    • زائر 30 | 3:16 م

      لا تستهيني بالأطفال

      فالطفل هو إنسان كامل، له ما للكبار من مشاعر و أحاسيس و كرامة و و و ، ولا تنسي بأن الطفل مواطن يسمع و يرى ما يدور حوله و يعيشه يومياً، و لا يحتاج أن يلقنه أحد. أدعوكِ أن تتمعني جيداً في بعض تعليقات قرائك، وعل سبيل المثال التعليقات رقم 1و 7و 10و 11، إقرئي هذه التعليقات ثم أعيدي الكتابة في هذا الموضوع الحساس والخطير. أسأل ان يحفظ بلادنا العزيزة، كما أتمنى على عقلاء هذا الوطن قيادةً و شعباً تدارك هذا الخطر بالوقوف على أسبابه و معالجتها، لتعود البحرين كما كانت، و يعود أبناء شعبها إخوة متحابين.

    • زائر 29 | 12:55 م

      لا لإقحام الأطفال في السياسة وفي بث الفتنة

      اخت مريم انا ضد اقحام الأطفال في السياسة ولكن البعض تجاوز هذا الى زرع البغضاء في نفوس اظفاله ضد مكون اساسي من مكونات الوطن .وقد هلت من سماع إن طفل في لقاء تلفزيوني يسالونه عن امنيته فيقول " امنيتي أن أقتل كل...." ولم أصدق لأني لم أرى الواقعة ولهولها ولكن صحفي مغروف بالفتنة كتب عن هذا الطفل وأمنيته والغريب إنه يلوم المعارضة لأنهم دفعوا هذا الطفل لكراهية طائفة ولم يلوم أهله ولا الإعلام الذي يبث هذه السموم ويشجع على بث الفتنه .

    • زائر 28 | 9:38 ص

      اطفالي لا يحتاجون الى احد ليعلمهم السياسة

      طفالي يبيتون كل لياليهم على روائح مسيلات الدموع, واصوات طلقاتها وطلقات الرصاص المطاطي.. يجدون والدهم جالس في البيت لا يعمل بعدما كان يغيب الساعات طلبا للرزق, حيث تم فصله. اطفالي ومثلهم الالاف لايحتاج لمن يعلمهم السياسة او لجعلهم يحملون على من يخنقهم ليلا في قراهم وعلى من حرمهم كسوتهم والعابهم ومتعهم الصغيرة حيث ما عاد والدهم يستطيع ايجاد قوتهم فضلا عن ترفيهم!

    • زائر 26 | 6:36 ص

      ارحموهم

      نرجو من العقلاء ايقاف عبث الاطفال وارهاب الشارع والمولوتوف ، سيتحول هذا الطفل الى مجرم ولن يفلح في اى دراسة ، حرام عليكم اقحام الاطفال في السياسة لمصالح حزبية ضيقة

    • Mohmd Hasan | 4:31 ص

      هل السياسة عيب؟

      السياسة نتاج الحياة اليومية مثلها مثل الثقافة، هل العيب في السياسة؟ أم العيب في عدم وجود البيئة السياسية المناسبة؟
      هل نبعد الطفل عن الشعر كما نبعده عن السياسة؟

    • زائر 24 | 4:25 ص

      عفواً يا أستاذه

      ما يتلفظ به أطفال اليوم هو نتاج ما يرونه ويسمعون به في كل يوم .! فالإعتداءات والقتل والهتك التي تمارسها ..... " السنع " علناً يؤسس لنشوء جيل غير متسامح همه فقط الإنتقام لما حدث لوالده وأخوه وأخته وصديقه أمام عينيه .! إذاً السلطات هي المسؤله عما يحدث وسيحدث ، فلا داع للإشاره وسوق اللوم على غيرها . شكراً لك

    • زائر 23 | 4:16 ص

      كاسر الصمت

      شكرًا على مقالك الرائع ولكن لو جلستي لحضة مع نفسك وفكرتي جيدا
      من صنع هاذا الطريق ان الصغار يخوضون ويتكلمون في السياسة هل الأهل ام الحكومة هل تعتقدين ان الوالدين يشجعون أبنائهم ان يخوضو في أمور السياسية على أمور الدراسية لا اعتقد هاذا
      اذا الحكومة هية المسئول الاول لجعل أطفالنا يخوضون في أمور السياسية وهية لا تعي خطورة هاذا الان هل فكرت الحكومة عندما يكبر أطفالنا سوف يسكتون عن حقهم الديمقراطي أكيد لا والف لا
      صدقيني رأيت بئم عيني طفل عمرة لا يتجاوز

    • زائر 22 | 3:36 ص

      أنا معكي

      فاعتقد الطرفين يجب عليهم عدم الزج والحشو للأطفال

    • زائر 21 | 3:28 ص

      تأخرت النصيحه

      الأستاده الجليله اسمحي لي ان اقول بأني اوافقك الرأي كليا ولكني اعتقد جازما بأن الوقت قد تأخر كثيرا ووقع ما كان يخشاه جميع العقلاء . هدا البلد لن يعود مثل ماكان ابدا لأن دلك ليس من قوانين التاريخ. ياأيها البحرينيون انتظروا الأسوأ . امر اخر : حينئد لن يكون هناك مجال لمن يسمون الان باالعقلاْء

    • زائر 18 | 2:34 ص

      وطني

      احبه اعشقه اموت فيه لكن مظلوم فيه ومن مرؤسيه لا عمل لاسكن لا احترام لاكرامة لاات كثيرة الا انني اذوب فيه ولابد يوما ان يعود لي واطرد ناهبيه والدخلاء عليه لن اقف صامتا ساسبب الازعاج والاضطراب لمن سرقه

    • زائر 13 | 1:47 ص

      شكرأ لكى يا اختى العزيزة

      نعم كلأمك عين الصواب الأطفال مثلهم كمثل البخبخاء يرددون الكلأم بدون ان يدركوا خطورتهه وابسط مثال على دللك تراهه يمشى ويكرر الكلأم ويتفوهه به كانها اغنيه مسليه وفعلأ هاده مأساة ان نقحم الأطفال فى شى اكبر منهم طبيعه الطفل السلأم والحب

    • زائر 1 | 12:21 ص

      الأعلام والدور السلبي..

      وما المؤجّجون ولا المطأفنون إلاّ سبب رئيسي لنقل وتوريث ثقافة الكراهية للأطفال الأبرياء..

      نعم.. فعندما يجلس الطفل يشاهد تلفزيون العائلة ويسمع السب والتخوين والانتقاص من فئة كبيرة في المجتمع.. فما النتيجة؟ التأثير على جميع الأطفال من كل الفئات..

      فإن كان من الفئة التي تم سبها، فإنه يتولد عنده الغبن والاحساس بالظلم وردة الفعل مما يسمع ويشاهد.. فهو إنسان له إحساس ومشاعر وردة فعل طبيعية.. وإن كان من الفئة الأخرى فهو يستقبل سموم الكره مباشرة والتخوين بالغير مع التشبع بمعلومات مغلوطة..

اقرأ ايضاً