العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ

القرش الأبيض لليوم الأسود

عمران الموسوي comments [at] alwasatnews.com

.

في البداية أتمنى أن تكون أيامنا بيضاء حتى لا نضطر إلى البحث عن القرش الأبيض في خزنة «التجوري»، هذا المثل مصري بحت وكلنا سمعناه مراراً وتكراراً من خلال الأفلام المصرية القديمة أو من المسلسلات المصرية، ويفهم منه أن القرش المدخر يكون دوماً سنداً لصاحبه يوم الأزمات سواء كانت أزمة مالية أو صحية.

وللرجوع إلى أكثر من 20 عاماً مضت وتحديداً بعد دخول القوات العراقية إلى دولة الكويت، وما نتج منه من تداعيات كبيرة وسببت جرحاً غزيراً في نفوس أهل الخليج، هذا الغزو كان عدواناً مباغتاً بامتياز، ما أجبر الكثيرين من شعب الكويت على الهروب من بطش عساكر صدام ومكوث فئة من الكويتيين في الخارج، وعدم الرجوع لها بعد سيطرة عساكر صدام حسين على كل مناحي الحياة.

هذه الأزمة التي حلت بالكويت الشقيقة جعلت كل دول الخليج تعيد النظر في قضايا جداً ملحة، منها القضايا الأمنية والسياسية وكذلك المالية، فلنترك المسائل الأمنية والسياسية للكتاب الآخرين ونتحدث عن المسائل المالية... فنحن في تلك الأيام حتى يومنا هذا ودول الخليج تدير أمورها المالية بطريقة مغايرة تماماً تحسباً لأي طارئ، فالأحداث الكبيرة من سياسية واقتصادية، عادة لا تبعث أي اشارات إنذار بل تباغت الأمم فجأة، وهذا ما شاهدناه في الخليج أيام الغزو العراقي للكويت وتسونامي اليابان العام 2011 وغيرهما من الحوادث الجسام المؤلمة والفتاكة. ففي أزمة الغزو العراقي للكويت تمكنت الكويت من احتضان ورعاية شئون شعبها وتوفير أساسيات الحياة من مأكل ومشرب ومسكن وعلاج من خلال الأموال المدخرة في الصناديق الاستثمارية التي بحوزتها، وكانت تطلق عليها «حساب الأجيال القادمة».

وهذه الصناديق الاستثمارية الكويتية التي ساهمت بشكل فعال جداً لإدارة شئون الكويت خارج الحدود، هي صناديق في غاية الأهمية، ليس للكويت فحسب بل لكل الدول في العالم بما فيها بلدنا الغالي... فمن هذا المنطلق علينا أن نفكر ملياً في حسن إدارة هذه الصناديق وأن تكون الإدارة القائمة على إدارة الثروة تتمتع بكامل الصفات المتعارف عليها في مثل هذه الأمور وأهمها الأمانة، وثانياً الأمانة، وثالثاً التحصيل العلمي الرفيع والمقرون بالخبرة الطويلة في مجال إدارة الأصول، وأن يكون من يديرها إنساناً مرناً ومتعاوناً لأقصى حد ممكن، لأنه معرض للمساءلة والاستجواب من الحكومة نفسها أو من مؤسسات المجتمع المدني، أو من الشورى، أو من البرلمان.

إن الثروات التي يديرها لا تخص أفراداً دون آخرين، بل هي ملك للجميع من الأجيال القادمة وهم أولادنا وبناتنا فهذه مدخراتنا وسلاحنا وعزتنا وكرامتنا (يوم الحاجة).

هذه الثروات هي مدخرات الأمة ومستقبلها لذا يتطلب الأمر الحفاظ عليها ورعايتها، وتنميتها مهمة في غاية الصعوبة لذا القائمون على إدارتها من اختصاصين عليهم مراعاة المسئولية الكبيرة الملقاة على عواتقهم.

فمن هذا المنطلق يجب أن تكون عملية التعيين لهذه الكوادر مستوفية كل الشروط وألا تكون للواسطة والنسب والحسب والمحاباة أي اعتبارات على الإطلاق، فالمسئولية الملقاة على عواتقهم في إدارة أموالنا وأموال أولادنا يجب أن تكون مسئولية الجميع فهذه مدخرات الأمة وعزتها وكرامتها.

فالأشقاء في أرض الكنانة عندما يقولون القرش الأبيض لليوم الأسود يقصدون أن اليوم الأسود لا يبيح بسره، بل يباغتنا ويهجم كهجمة الأسد على فريسته ودون سابق إنذار، لذا علينا دائماً وأبداً أن نكون مستيقظين ومنتبهين من قدوم الأخطار الجسام، وحتى لا نكون متشائمين أو متفائلين يجب علينا أن نؤمن بأن الحياة مليئة بكل شيء. لذا علينا دائماً الاحتفاظ بالقرش الأبيض وإدارته جيداً تحسباً لليوم الأسود. كما أتمنى أن تكون أيامنا وأيامكم جميعها بيضاء ويعم الأمن والأمان دارنا وحبيبتنا البحرين.

إقرأ أيضا لـ "عمران الموسوي"

العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:27 ص

      الى مالكي القروش عليهم تذكر ...

      الى مالكي القروش بل الملايين اسف المليارات عليهم تذكر من لا يملكها

      وسألهم كيف ملكوها وفيما ينفقونها ؟؟

      صدقت ياأبا الحسن (ع) عندما قلت

      مارأيت نعمة موفورة الا الى جانبها حق مضيع

      من هم أصحاب النعمة الموفورة ومن هم أصحاب الحق المضيع ؟

    • زائر 1 | 2:08 ص

      كل أيامنا بيضاء

      بس أحنا ما عندنا قرش أبيض عشان انخشه، ثانيا إحنا كل أيامنا سوداء ، يعني باب على خرابة أو كما يقول المصريون ، طنجره ولقت غطاها. خلنا نعيش ليوم واحد مثل العالم بعدين نوفر هالقرش لليوم البنفسجي.

اقرأ ايضاً