العدد 3501 - السبت 07 أبريل 2012م الموافق 16 جمادى الأولى 1433هـ

«على وين» يا كأس طريقك... للرفاع أو محرق التاريخ مكانك؟

اليوم في النهائي الكبير.. «أسود الحنينية» تتحدى «القلعة التاريخية»

عراد، الرفاع - يونس منصور، محمد طوق 

07 أبريل 2012

تتجه أنظار جماهير الكرة البحرينية في الساعة 6:30 من مساء اليوم (الأحد) نحو استاد مدينة خليفة الرياضية، إذ يرعى عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة المباراة النهائية لكأس الملك لكرة القدم والتي ستجمع فريقي حامل اللقب المحرق وغريمه الرفاع.

وستشهد مباراة اليوم تتويج أولى أبطال الموسم الكروي الجاري، إذ يطمح فريق المحرق إلى المحافظة على الكأس الغالية في خزائنه الذهبية بعدما حقق لقب النسخة الأخيرة المؤجلة التي أقيمت مطلع الموسم الحالي وتعزيز رصيده الحافل في سجل البطولة التي يمتلك المحرق النصيب الأكبر من عدد مرات الفوز بها (14 مرة) وبفارق كبير عن بقية الفرق الفائزة، في حين يطمح فريق الرفاع إلى تحقيق اللقب للمرة الخامسة واستعادة الكأس التي حققها الموسم قبل الماضي قبل أن يفقدها في النسخة الأخيرة لصالح غريمه المحرق.

وتعتبر مواجهة الغريمين المحرق والرفاع في نهائي الكأس حلقة من مسلسل صراعهما المتجدد على البطولات المحلية المختلفة منذ سنوات طويلة وذلك وضعاً طبيعياً في ظل فارق الإمكانات والدعم والاهتمام الذي يحظى به الفريقان ويفوق الفرق الأخرى فضلاً عما يضمانه من نخبة نجوم الكرة والمنتخبات البحرينية، واستمر ذلك الصراع للموسم الحالي فبالإضافة إلى نهائي الكأس هناك صراعاً آخر محتدما بين الفريقين في بطولة الدوري الذي يتصدره الرفاع بفارق خمس نقاط عن المحرق قبل 8 جولات من نهاية الدوري الأمر الذي قد يدفع المحرق إلى وضع كامل ثقله اليوم لتحقيق اللقب وأنقاذ موسمه المحلي في ظل صعوبة فوزه بلقب الدوري، في حين يطمح السماوي إلى تحقيق ثنائي الدوري والكأس.

قوة «الذئاب» والاحتفاظ بالكأس

ويدخل فريق المحرق نهائي الكأس بشخصية الفريق البطل الواثق من قدراته وإمكاناته ومستنداً على تاريخ حافل بالبطولات وخصوصاً في نهائيات كأس الملك التي لم يسبق للمحرق الفوز في جميع النهائيات عدا واحدة منها كانت أمام الأهلي العام 2004 وخصوصاً أنه يخوض الموسم الجاري بمقومات بطولية معتمداً على تشكيلته القوية التي تضم كوكبة من الدوليين الحاليين والسابقين في المنتخبين الأول والأولمبي وكذلك المحترفين الأجانب الأربعة، وإن تلك الخيارات سواء في الملعب أو دكة الاحتياطي تعطي الفرصة لمدرب المحرق الوطني عيسى السعدون لوضع التشكيلة المناسبة والتعامل مع المباريات.

وعلى رغم ذلك إلاّ أن الفريق المحرقاوي لم يظهر بالمستوى المقنع الذي يوازي إمكانات ومستويات لاعبيه في أغلب مبارياته المحلية سواء في الدوري والكأس وهو ما كان يرجعه القائمون على الفريق إلى عدم استقرار الفريق فنياً وارتباط مجموعة من عناصره بالمنتخبات في الفترة الماضية لكن يفترض تحسن المستوى العام في الفترة الحالية بعد انتهاء مشاركات المنتخبات.

وتعتمد إستراتيجية المحرق على دور خط الوسط وخصوصاً الأطراف من خلال تحركات وانطلاقات وليد الحيام و»رينغو» في الجهة اليسرى وسيدضياء سعيد والأردني سليمان السلمان وجمال أبرارو في الناحية اليمنى وخصوصاً في ظل افتقاد الفريق لجهود قائده ونجمه الدولي محمد سالمين بسبب الإصابة وهو ما سيؤثر على مهمة صناعة الهجمات والاختراقات من العمق التي عادة ما يتولاها سالمين وتلك المعطيات ستنعكس على الناحية الهجومية التي يشكلها الثنائي إسماعيل عبداللطيف وحسين علي «بيليه» هدافي الفريق الموسم الحالي وهناك أوراقاً هجومية أخرى تتمثل في البرازيلي دييغو والعائد عبدالله الدخيل، في حين ينتظر أن يشرك المدرب القائد علي عامر بجانب إبراهيم المشخص في قلب الدفاع نظراً إلى غياب المدافع الدولي صالح عبدالحميد بسبب الإصابة.

«الأسود» وشوق الذهب

في المقابل يدخل «أسود الحنينية» فريق الرفاع النهائي بطموح المتعطش للذهب واستعادة الألقاب في موسم استعاد فيه الفريق رونقه وهويته التنافسية وبات يطمح للقبي الدوري والكأس المحليين فضلاً عن البطولة الخليجية وخصوصاً بعد عودة عدد من نجومه الدوليين من تجاربهم الاحترافية وهم الثلاثي طلال يوسف وسلمان عيسى والمدافع عبدالله المرزوقي وباتوا يشكلون عموداً أساسياً في تشكيلة الرفاع بجانب عدد من العناصر الجيدة من المحليين والمحترفين.

وتبدو الخطوط الرفاعية متكافئة المستوى مع الاعتماد غالباً على أدوار مفاتيح اللعب والخطورة المتمثلة في الثنائي الدولي طلال يوسف وسلمان عيسى اللذين يقومان بأدوار اللاعب الحر بين الوسط والهجوم نظراً إلى إمكاناتهما الفنية والهجومية والتهديفية وتحولهما إلى مساندة المهاجم الثابت هداف الفريق النيجيري جامبو فيما سيتولى حسين سلمان مهمة صناعة اللعب بجانب طلال والنشط عبدالله عبدو بالإضافة إلى وجود أوراقاً جيدة قد يدفع بها مرجان في التشكيلة الأساسية أو خلال سير المباراة وأبرزها المهاجم السوري مردكيان، فيما تسند إلى الظهيرين نضال إسماعيل وداوود سعد مهمة المساندة في الحال الهجومية لكن قد تكون هذه المساندة في حدود معينة خلال مباراة اليوم نظراً لأهميتها وقوة الأطراف في الجانبين، فيما لن تكون هناك مشكلة في قلب الدفاع الرفاعي بوجود العملاقين عبدالله المرزوقي والتشادي أبوبكر آدم واللذين ستكون مهمتهما فرض الرقابة على قوة المحرق الهجومية.

وجاءت استعدادات الفريقين لمباراة النهائي طبيعية من خلال التدريبات اليومية التي شهدت انتظاماً وجدية وحماساً من اللاعبين فيما عمد مدرب الرفاع الوطني مرجان عيد إلى اراحة تشكيلته الأساسية واللعب بالاحتياطي في مباراته أمام الوصل الإماراتي الأربعاء الماضي في البطولة الخليجية تفادياً لإرهاق لاعبيه.

ووسط توازي قوى الغريمين وامتلاكهما أوراق الفوز فإن الحسم في مثل هذه المواجهات البطولية يعتمد على ظروف ومجريات المباراة وقدرة استثمار ظروفها والتركيز وقلة الأخطاء واستثمار حتى أنصاف الفرص، وأن الأوراق مكشوفة أمام المدربين الوطنيين مرجان عيد «الرفاع» وعيسى السعدون «المحرق» في ثالث مواجهة بين الفريقين الموسم الجاري... فمن سيتذوق طعم الذهب في الليلة الكبيرة؟


نهائي متوقع ومنطقي

اللقاء النهائي اليوم يكاد يكون متوقعا نظرا للمستوى الفني الجيد الذي ظهر عليه الفريقان طوال مبارياتهما في الموسم، بالإضافة إلى الفوارق الفنية بين الفريقين وبقية الفرق وهي ما جعل النهائي منطقيا بين أفضل فريقين في الكرة البحرينية حاليا، وأكد الفريقان بجلاء أحقيتهما في التأهل.

المقدرة العالية للرفاع، والمحرق أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك صحة هيمنة الناديين على بطولات كرة القدم الرسمية بجوار شقيقهما الأهلي خلال السنوات العشر الماضية، والتي تقاسمت فيه هذه الفرق غالبية البطولات المحلية المختلفة لتؤكد أنها الأكفأ فنياً، والأكثر قدرة على التعامل مع البطولات، وهي لا زالت ببلوغها هذا النهائي تسير على ذات المنهجية التي تسعد عشاق الفريقين وسط نظرات الفرق الأخرى التي ظلت تترقب عن كثب إبداعات وتوهج «أسود الرفاع»، و»وذئاب المحرق».


الطريق إلى الكأس:

تأهلٌ سهْلٌ وساحقٌ للرفاع وصعبٌ للمحرق

جاء تأهل فريق الرفاع إلى نهائي كأس الملك بعد مشوار يعتبر سهلاً عندما سحق فريق التضامن (درجة ثانية) بتسعة أهداف نظيفة في الدور الـ 16 مسجلاً أعلى نتيجة في مسابقة الكأس الموسم الجاري، ثم تخطى فريق البحرين بستة أهداف لهدف في دور الثمانية لكنه عبر من عنق الزجاجة في نصف النهائي بتخطيه عقبة فريق النجمة بركلات الترجيح بعد تعادلهما السلبي.

في المقابل لم يكن تأهل فريق المحرق سهلاً وواجه معاناة بدءاً من مباراة دور الـ 16 عندما تخطى فريق الحالة بهدف وحيد ثم تخطى نفق الحرج أمام الرفاع الشرقي بهدفين مقابل هدف وذلك بعدما خطف إسماعيل عبداللطيف هدف الفوز في الوقت بدل الضائع، ثم أكد جدارته بفوزه على فريق البسيتين الوصيف بهدفين نظيفين في نصف النهائي.


نظرة فنية على أبرز موازين القوى في صفوف الفريقين

الضغط سلاح المحرق... ودفاع المنطقة نقطة القوة في الرفاع

من الصعوبة بمكان ترجيح كفة فريق على آخر في المواجهة النهائية لكأس الملك، فالرفاع والمحرق يتمتعان بالكثير من مقومات الفريق البطل القادر على التتويج باللقب في ظل ما يمتلكانه من قدرات وإمكانات ولاعبين يعتبرون الأفضل في الأندية المحلية، وحظوظ الفريقين في الفوز متساوية على رغم الأفضلية التي سجلها الرفاع في مباراتي الدوري وتفوقه فيهما على خصمه. حظوظ الفريقين تعج بالأسماء القادرة على ترجيح كفة أحدهما على الآخر، ومن الوهلة الأولى فإن الكلمة العليا في المباراة ستكون للفريق الذي يبتعد عن الأخطاء الفردية من خلال التنظيم داخل أرضية الملعب عبر التزام اللاعبين بطريقة وأسلوب وتوجيهات المدرب وتنفيذ المطلوب منهم على أكمل وجه، ومن خلال هذا التقرير الفني سنسلط الأضواء على أبرز الجوانب الفنية للفريقين من دون الدخول في تفاصيل تشكيليهما خصوصا مع وجود مؤشرات ومعطيات تنذر بتغييرات جوهرية فيهما ولو بنسبة قليلة.

وبنظرة فنية فاحصة من خلال طريقة وأسلوب اللعب التي انتهجها الفريقان في المباريات السابقة، فإن المحرق في الجانب الدفاعي يعتمد بصورة كبيرة على طريقة الضغط المباشر على حامل الكرة في غالبية مساحات الملعب خصوصا في منطقة المناورات، ويأتي أهمية هذا الأسلوب من أجل فرض الفريق لشخصيته وهويته الفنية على المباراة، وللتحكم بصورة أكبر في مجريات اللعب وتسييرها برفع وتيرة اللعب أو خفضه بحسب معطيات ونتيجة المباراة.

أما في الجوانب الهجومية فيعتمد المحرق على أسلوب فتح اللعب عن طريق الأطراف عبر الانتشار السليم للاعبيه فوق أرضية الملعب، بالإضافة إلى التحركات المستمرة للاعبيه وعدم تقيدهم بمراكزهم تنفيذا لمبدأ التحرك بدون كرة خصوصا مع تقليص المسافات وتقارب الخطوط في صفوفه، وهو ما يجعل استغلال المساحات والفراغات الخالية في صفوف الخصم ممكنة في ظل وجود لاعبين قادرين على التحرك بدون كرة.

دفاع سماوي حديدي

على الجانب الآخر من المواجهة فإن أهم ما ميز الرفاع في غالبية مبارياته الماضية هذا الموسم هو الصلابة الدفاعية والتماسك الكبير في صفوفه خصوصا مع وجود لاعبين يتمتعون بالبنية الجسدية القوية والاندفاع البدني الكبير.

ويعتمد الرفاع في أسلوب لعبه الدفاعي على اللعب بطريقة دفاع المنطقة بصورة كبيرة مع اللجوء في بعض الأوقات لمزج هذه الطريقة بالضغط على حامل الكرة في نصف الملعب، والهدف الأساسي من هذه الطريقة إحكام إغلاق المناطق المؤدية لمرماه خصوصا مع تقارب المسافات بين اللاعبين وهو الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة اختراق الدفاع والوصول للمرمى.

أما في الجانب الهجومي فإن الرفاع يعتمد بشكل كبير على صناعة اللعب في وسط الملعب ومنطقة المناورات عبر استغلال القدرات الفردية والمهارية للاعبيه، بالإضافة إلى الانطلاقات الجانبية من الأطراف سواء بتحركات الظهيرين أو الجناحين. وتبقى طريقة وأسلوب اللعب التي سينتهجها مدربا الفريقين في مباراة الغد رهينة بفكرهما وكيفية استغلال نقاط القوة والضعف في صفوف كل منهما الآخر، فربما نشهد مباراة حذرة يغلب عليها التحفظ بصورة أكبر على اعتبار أنها مباراة نهائية يصعب خلالها المجازفة منذ البداية بانتظار لحظة الحسم في الوقت المناسب بحسب رؤية كل طرف.

العدد 3501 - السبت 07 أبريل 2012م الموافق 16 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:11 ص

      الرفاع

      موفقين يا الرفاع يا ابطال البحرين

    • زائر 3 | 3:12 ص

      اليوم متأكد

      سوف تزحف الجماهير الى ملعب المدينة
      بعد الغذاء مباشرة
      انا اليوم قررت اتغذى في المدينة في بيت جدى
      لان صعب اوصل الملعب في الوقت
      المناسب من شدة الازدحام والجماهير
      الاتيه من كل جهة الى جهة الملعب

    • زائر 2 | 1:36 ص

      محرق 10 صفر

      ما تغلبونه

    • زائر 1 | 1:10 ص

      الله معاك يالحمر

      نتمنى نجوف جمهور البحرين الوفي

اقرأ ايضاً