حققت كرة القدم الأسبانية نجاحا غير مسبوق في التاريخ، بعد تأهل 5 من أنديتها إلى الدور قبل النهائي لبطولتي الأندية الأوروبية، الأمر الذي يضاف إلى إنجاز منتخبها الأول، بطل أوروبا والعالم حاليا. وإذا كان ريال مدريد وبرشلونة قد تأهلا إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال، فقد تمكن أتلتيكو مدريد وفالنسيا وأتلتيك بيلباو من بلوغ الدور نفسه في بطولة الدوري الأوروبي الخميس، بعد يوم تاريخي، كما أن فرصة خوض الأندية الأسبانية نهائي البطولتين تبقى قائمة.
ومنذ أن اتخذت بطولة دوري الأبطال مسماها الحالي العام 1992، لم يسبق لبلد أن تأهل عنه هذا العدد من الأندية إلى المرحلة قبل الأخيرة. وكان الرقم القياسي السابق بحوزة إيطاليا العام 2003 وأسبانيا نفسها العام 2001، بأربعة أندية في الدور قبل النهائي للبطولتين.
وأقرت الصحافة العالمية أمس الأول (الجمعة) بالإنجاز الأسباني، إذ أكدت صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» الإيطالية أن «أسبانيا تحصل على كل شيء»، بينما أضافت مواطنتها «كورييري ديللو سبورت» أن «الدوري الأوروبي يتحدث الأسبانية». وفي فرنسا، جاء عنوان صحيفة «ليكيب» يقول «ربيع الأيبيريين»، في تذكرة بأن النادي الرابع الذي تأهل مع الأسبان إلى قبل نهائي الدوري الأوروبي هو سبورتينغ لشبونة البرتغالي. وأكدت «فرانس فوتبول» أن أسبانيا «تحتفل» بكل هذه النجاحات الرياضية.
ومع الهيمنة الكبيرة لريال مدريد وبرشلونة على بطولة الدوري الأسباني، أعلنت أندية ما يعرف باسم «الطبقة المتوسطة» عن نفسها في الدوري الأوروبي، ليس فقط عبر التأهل، وإنما بتحقيقه من خلال أداء متميز. وتبدو حالة فالنسيا انعكاسا لشيء من التناقض، إذ يمر الفريق بأزمة أداء ونتائج في بطولة الدوري الأسباني، لكنه لم يعان من مشكلات لتحقيق فوز ساحق 4/ صفر على ألكمار، المنافس على لقب الدوري الهولندي. كما لم يعان أتلتيك بيلباو في طريقه للتأهل، إذ اكتفى بالتعادل على أرضه 2/2 أمام ضيفه شالكه، بعد أن كان قد هزمه ذهابا في ألمانيا 4/2. كما فاز أتلتيكو مدريد على مضيفه هانوفر 2/1، في تكرار لنتيجة مباراة الذهاب نفسها، وأظهر للعالم مجددا قوة خط هجومه المكون من الكولومبي راداميل فالكاو والأسباني الشاب أدريان.
هجوم الألمان
لكن ليس كل الكلام مديحا، وهناك من يصفون نجاح هذه الأندية بأنه نتيجة للظروف المتفاوتة التي تتنافس فيها مع أندية أوروبية أخرى. كان ذلك مثلا هو رأي رئيس بايرن ميونيخ أولي هوينيس الذي قال: «الكيل طفح بالنسبة لي. ندفع مئات الملايين (لحكومة أسبانيا) كي يخرجوا من حالتهم المزرية، وبعد ذلك لا تدفع الأندية الدين. لا يمكن أن تمضي الأمور على هذا النحو».
إلى هذه الانتقادات أضيفت شكوى نائب رئيس النادي كارل هاينز رومينيغه، الذي يتولى كذلك رئاسة رابطة الأندية الأوروبية: «على الهيئات المدينة النظر إلى اقتصاديات بلدانها والتحلي بالعقلانية». وتبلغ ديون الأندية الأسبانية أمام المالية العامة 752 مليون يورو. ويعد أتلتيكو مدريد، أحد المتأهلين إلى قبل نهائي الدوري الأوروبي، أكثر الأندية المدينة بقيمة 252 مليون يورو، إلا أن ذلك لم يحل دون قيامه مطلع الموسم الجاري بدفع 40 مليون يورو لضم فالكاو.
ومع ذلك، تبدو الأندية الأسبانية مستعدة لتقديم موسمها الأفضل في التاريخ، والتفوق حتى على العام 1986، الذي شهد تأهل 3 من أندية البلاد إلى نهائي بطولات أوروبا الثلاثة في ذلك الحين (كأس أوروبا للأندية الأبطال وكأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس وكأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»).
العدد 3501 - السبت 07 أبريل 2012م الموافق 16 جمادى الأولى 1433هـ