العدد 3510 - الإثنين 16 أبريل 2012م الموافق 25 جمادى الأولى 1433هـ

المرأة الحديدية والوزير الحديدي!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية التي لُقّبت بالمرأة الحديدية، كان عصرها مليئاً بالاحتجاجات والإضرابات العمّالية، كما كان حافلاً بنهضة بريطانيا العظمى مرّةً أخرى، بسبب السياسات التي اتّبعتها هذه المرأة الإنجليزية العظيمة، وكذلك حنكة وقوّة وإرادة وزرائها.

ولا نقول بأنّ ثاتشر كانت كاملة، لكنّها كانت من أقوى النساء اللاتي دخلن التاريخ، واستطعن بحكمتهنّ تحويل الخسائر إلى غنائم، ومن بعدها حاول الوزراء اتّباع سياساتها، وبذلك انتصرت بريطانيا العظمى على المشكلات في الداخل والخارج.

ما أحوجنا اليوم إلى الوزير البحريني «الحديدي»، فهو غائب عن الساحة ولا يعلم أحد كيف سيخرج لنا بتوحيد للصفوف مرّةً أخرى، وما يجعلنا نتحدّث عن هذا البحريني، هو أهمّية القرار «الحديدي»، إذ إنّه المخرج الوحيد للأزمة التي نتكبّدها في هذه الفترة الحالية جرّاء القرارات التخبّطية لبعض الوزراء!

أين نستطيع يا تُرى الحصول على الوزير البحريني «الحديدي» وقراره «الحديدي»؟ وهل ستستفيد البحرين من ذلك كما استفادت بريطانيا من تلك المرأة الحديدية ورجالها؟

نعم سنستفيد من وجود تلك الشخصية الكارزماتية القيادية، فنحن نرى وزراء البحرين متردّدين في اتّخاذ خطوات إصلاحية، وينتظرون الأوامر، لكن يتناسون بأنّهم وُجدوا في مناصبهم لأنّ البعض عوّل على قيادتهم، وعليه فإنّ القيادة يجب أن تكون بالفطرة وبتوجّس الخطر، وإدارة الأزمة وعدم التردّد، لا زيادة الأزمة واشتعالها.

إن الذي يعوّل على عدم وجود مشكلات حقيقية في البحرين فاشل، ومن يرى بأنّ البحرين «بخير» لا يرى بتاتاً، ومن يحاول التستّر على الأخطاء الموجودة فهو شيطانٌ أخرس.

أين أنتم يا وزراء مما يحدث في البحرين، فنحن لا نجد تلك القوّة الحديدية التي نستطيع من خلالها التحدّث بشفافية عمّا يحدث في وزاراتكم، فهناك خللٌ واضح، ولكن دون وجود حلول لذلك الخلل.

فوزارة التربية والتعليم على سبيل المثال، بعيدةٌ عن التربية في خططها وقراراتها، فما نجده من تصريحات حبر على ورق، والواقع الذي نعيشه يختلف عمّا هو مكتوب على الورق.

ومثال آخر من مشكلات الوزارة مشروعها الأخير «تمديد الدوام»، فمشكلة غياب مرضى السكلر في المدارس التي طبق فيها المشروع يحرمهم من المكافأة، فهم يتغيّبون كثيراً ولا حولَ لهم ولا قوّة، مع العلم بأنّ رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة شدّد على ضرورة إعطاء مرضى السكلر عناية خاصة.

أما الداخلية، فإنّها تحتاج إلى قرار سياسي وليس أمني، لمعالجة التخريب الذي يحدث في المجتمع من قبل جميع الأطراف، والذي يشكّل زيادة وليس نقصان، ما يهدّد الأمن الاجتماعي، وهنا نتمنى الحصول على القرار «الحديدي» لمعاقبة جميع المسيئين مهما كان جنسهم أو لونهم أو طائفتهم.

وكذلك لا ننسى نصيب وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية، فهي تطبّق مبدأ «إن حبّتك عيني ما ضامك الدهر»، ولكن إذا ما حبّتك عيني فمصيرك مصير «جمعية الأطباء» و «جمعية المحامين»، هذا من جانب... أما الجانب الآخر ألا وهو حقوق الإنسان فإنّنا نتمنّى من الوزارة أن تكون حديدية وشفّافة في قائمة الانتهاكات لحقوق الإنسان، التي كشفها تقرير بسيوني للعالم. واسمحوا لنا إن لم نستطع ذكر وزارات أخرى، إذ يحتاج الموضوع إلى عدّة صفحات وليس عمود!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3510 - الإثنين 16 أبريل 2012م الموافق 25 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 7:48 ص

      مصيبه

      انا كمواطن خدمت في وزارة العدل قرابة 25 عام واهان و اهدد بشكل يومي من مدير و في نفس الوقت عندما اشاهد حال من تجرا وقدم شكوى على المدير اخاف ان يصيبني ما اصابهم
      تكلمتي استادتي عن الوزير الحديدي و الوزيره الحديدة لكن ماتكلمتي عن الوزير صعب الوصول له والمدير الذي لا يجد من يوقفه عند حده
      عن الإمام عليّ(ع): "مَنْ ظَلَم عِبادَ الله، كانَ اللهُ خَصمَهُ دونَ عِبَادِه". وورد عنه أيضاً: "مَنْ جَارَ، أهلَكَهُ جَوْرُه
      يااااااااا منتقم

    • زائر 24 | 6:26 ص

      لو كان لهم موقف لما وصلنا الى ما نحن فيه

      لو أن الداخلية حاسبت الكل علىحد سواء لكانت محل ثقتي ولتغلبت على كثير من الأزمات أما ان تعاملك حسب الهوية فلن تلقى مني ( ريق حلوا ) أما التربية وما أدراك مالتربية التي عاملت المدرسين في الأزمة على الهوية أيضا فمصيرها الخراب في التعليم فصلت الأكفاء ووضعت محلهم ... ،، أما وزارة الحقوق التي ضيعت حقوق الناس وعاملتهم على انتماءاتهم الذين قتلوا ليس لهم ملفات عندها ، أما من خاف ذات ليلة ولم ينام فملفه يتصدر المطالبات له بالحق ،

    • زائر 23 | 5:50 ص

      حبر على ورق

      عجبتني كلمة حبر على ورق ، ولكن يااستاذة ليست المشكلة في وزارة التربية والتعليم بل في كل مكان تصبح الوعود حبر على ورق ، مايصبرنا على الابتلاء هو لو خليت خربت وامثالك كثير

    • زائر 15 | 2:04 ص

      يادانه الدانات صباح الورود

      صرنا يا دانه الحد نستجدي او بلعامي انطر اي نشحذ قرارات من عقلاء نتسولها من عقلاء ولكن معظم القرارت على الساحه تخرج من ناس اقرب للمجانين او المعتوهين ونرفع يدنا للخالق الرحمن الرحيم ونسائله الرافه والرحمه ببلادنا الغاليه ونمد يدنا للخييرين من ابناء الوطن الذين فضلوا الصمت على الكلام ونقول لهم لله يامحسنين ترى راي سديد اونصيحه لوجهه الله بعيده عن المصالح الشخصيه الضيقه ممكن ان تنقد وطن اللهم انت السميع المجيب دعوناك مولانا ان تكشف الغمه عن هذه الامه....ديهي حر

    • زائر 10 | 1:20 ص

      اعذريني يابنت الشروقيين الوطنية

      فقد سبقتك الوزيرة الحديدية وقالت للنواب والوزراء بأن ما فيكم رجال وصدقت

    • زائر 6 | 12:37 ص

      مرضى السكلر والتربية

      تسلم يدج يابنت الاصول وقرار وزارة التربية غريب ولا انساني ومرضى السكلر من المدرسين والمدرسات ليس بيدهم يمنعون نوبة السكلر وفوق معاناتهم مع المرض يحرمون من مكافاة زيادة الدوام؟ وصاحب السمو الشيخ خليفة طلع قرار من سنين يأمر فيه بالعناية بمرضى السكلر وعدم احتساب الاجازات المرضية لكن المشكلة ان وزارة التربية تدار بحكم عسكري متعجرف

    • زائر 3 | 11:13 م

      الخلل في الفهوم لا في الدور والوطيفة

      هناك من يعطى له المركز تكريما لما قدم وقدم الاباء

      وهناك من يعطى له المركز لانه طوع اليد

      وهناك من يعطى له المركز يدعي الفهم ويسقط في أول امتحان

      وهناك من يعطى له المركز وهو يعلم بان لاحول له ولا قوة ولكنه راض تحت مقولة ( لقمة العيش يا باشا )

      من الاعتذار لقائليها

اقرأ ايضاً