استعاد البسيتين آماله بالتأهل للدور الثاني من البطولة الخليجية بفوزه على الخور القطري بهدفين مقابل هدف، ليشغل الصراع في المجموعة الثالثة التي تضم بجانبهما النصر الكويتي لخطف البطاقة الثانية المؤهلة للدور الثاني.
وسجل هدفي البسيتين سامي الحسيني (12 و30)، فيما جاء هدف الخور عن طريق البرازيلي ماديسون (57).
ودشن البسيتين رصيده في البطولة بأول ثلاث نقاط متساويا مع النصر بذات النقاط وستكون مواجهتهما القادمة في الأول من مايو القادم حاسمة بعد أن ضمن الخور صدارة المجموعة برصيد 9 نقاط.
قدم البسيتين صورتين مختلفتين في شوطي المباراة، كان في الأول الأفضل وقدم مستوى متميز هو الأفضل له هذا الموسم، واختلف الحال في الشوط الثاني عندما تسيد الخور مجريات اللعب وسط تراجع أداء لاعبي البسيتين للدفاع.
الشوط الأول
صبغ البسيتين مجريات الشوط الأول بلونه الأزرق من خلال سيطرته المطلقة على مجريات اللعب بفضل أسلوب اللعب الذي طبقه اللاعبين على أرضية الملعب عبر الضغط المباشر على حامل الكرة في منطقة المناورات.
ونجح البسيتين في تسيد اللعب منذ البداية في ظل الاندفاع ناحية مرمى خصمه، وبدأت خطورته تظهر عن طريق المتألق سامي الحسيني الذي تلقى تمريرة من كامارا خلف المدافعين وضعته في موقف مثالي إلا أنه سدد خارج المرمى على رغم الخروج غير الموفق من الحارس بابا جبريل (6).
واستمرت فورة البسيتين واندفاعه ناحية مرمى خصمه وسدد كامارا كرة جاءت في يد بابا جبريل (10)، ووضع الحسيني البسيتين في المقدمة بعد تلقيه كرة مثالية من محمد صالح ليواجه جبريل ويراوغه ويضع الكرة في الشباك (12).
ورفض كامارا استثمار تمريرة الحسيني التي وضعته في حوار خاص مع جبريل وسدد كامارا باتجاه المرمى إلا أن مدافع الخور مصطفى جلال ابعد الكرة من على خط المرمى لركلة ركنية نفذت سريعا على رأس فابيو وسط متابعة من الحسيني الذي أخطأ في وضع الكرة بالشباك (15).
وواصل الحسيني صولاته وجولاته في هذا الشوط وكاد أن يعزز من تقدم البسيتين لولا تدخل الدفاع القطري في الوقت المناسب لإبعاد الكرة (27)، وعوّض الحسيني تلك الفرصة بهدف ثان للبسيتين بعد فاصل من المهارة راوغ خلاله اكثر من لاعب قبل ان يضع الكرة في الشباك (30).
وهدأ نسق اللعب في الربع الأخير من هذا الشوط وانحصر اللعب في وسط الملعب مع غياب للفرص والهجمات لينتهي الشوط بتقدم مستحق للبسيتين.
الشوط الثاني
بدأ الخور الشوط الثاني بقوة وبرغبة كبيرة لتغيير وجهه الذي ظهر به في الشوط الأول، وسدد خوليو سيزار كرة قوية أخطأت المرمى (48)، وأعاد سيزار الكرة مرة ثانية ولكن كرته لامست العارضة واخذت طريقها للخارج (55)، وبعد فاصل من التمريرات السريعة بين لاعبي الخور سدد ماديسون كرة قوية وقف لها حرم موقف المتفرج وهي تعانق شباكه ليقلص الفارق (57).
واستمر هبوط أداء البسيتين بتراجع لاعبيه واعتماده بشكل كبير على تحركات الثلاثي كامارا والحسيني ومحمد نجيب الذي فوّت فرصة اعادة الفارق لهدفين بعد تسديدة ضعيفة وهو في مواجهة المرمى (62). وواصل الخور افضليته وسط غياب تام من جانب البسيتين الذي اعتمد بشكل كبير على الهجمات المرتدة، ولم يستثمر الأخطاء التي سنحت له على مشارف منطقة الجزاء وأخطرها تلك التي سددها عيسى غالب وارتدت من الحارس للمتابع فابيو ولكنه سدد في يد الحارس (71).
واستعاد البسيتين توازنه في الربع الأخير من المباراة من خلال تنظيمه الدفاعي المحكم وسط التغييرات التي أجراها مدربه خليفة الزياني وهو ما ألغى الأفضلية لخصمه الخور واقتصارها على نسبة امتلاك واستحواذ على الكرة فقط وغابت الخطورة من الجانبين عدا بعض المحاولات الخجولة وأبرزها رأسية خوليو سيزار التي أبعدها البديل نواف المالكي (90)، لتنتهي المباراة بفوز البسيتين.
قال مساعد مدرب البسيتين طارق إبراهيم إن فريقه قدَّم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، مشيرا إلى أن الفريق ظهر بصورته المعروفة واخرج هويته وشخصيته الحقيقية في الشوط الأول وتحديدا 35 دقيقة سيطر خلالها على مجريات اللعب بصورة مطلقة.
وعن تراجع الفريق في الشوط الثاني قال إبراهيم أن ذلك أمر طبيعي ويتعلق بالجانب النفسي للاعبين بعد تقدمهم بالنتيجة، وعن حظوظ البسيتين في التأهل للدور الثاني أكد إبراهيم أنها موجودة وتتطلب تحقيق الفوز في لقاء النصر الأخير من أجل خطف البطاقة، واصفا اللقاء بأنه مهم للفريقين وأنه يشكل فرصة مثالية لرد الاعتبار لفريقه بعد خسارة المباراة الأولى في البحرين، وأضاف «فوزنا أمس يمنح اللاعبين دفعة معنوية للقاء القادم ويعطيهم الحافز للاستمرار في البطولة».
ومن جانبه ارجع مدرب الخور ألان بيران خسارة فريقه أمس للبداية السيئة التي ظهر بها لاعبوه وتسببت في ارتكابهم الكثير من الأخطاء استثمرها خصمه، مشيرا إلى أنه حاول استعادة شخصية الفريق وأسلوب لعبه في الشوط الثاني ونجح في تقليص الفارق والعودة التدريجية لأجواء اللعب، مؤكدا أن تراجع لاعبي البسيتين للدفاع صعب من مهمة لاعبيه لتعديل النتيجة.
وأكد المدرب الفرنسي أنه سيعمل على إعداد فريقه للمرحلة الثانية من البطولة وأمامه متسع من الوقت يمتد قرابة شهر واحد سيخوض خلالها كأس أمير قطر والتي سيركز عليها في الوقت الراهن.
حمل الطاقم التحكيمي العماني بقيادة عبدالله الهلالي لافتة معبرة أثناء دخولهم ولاعبي الفريقين لأرضية الملعب، وجاءت اللافتة والكلمات المعبرة لتعزي فقيد الرياضة البحرينية أمين عام اتحاد الكرة السابق الراحل أحمد جاسم الذي وافته المنية قبل ثلاثة أيام، ويملك جاسم علاقات متينة ووطيدة مع شريحة واسعة في الخليج والوطن العربي وحتى القارة الآسيوية نتيجة الخبرة التي اكتسبها طوال الفترة التي عمل فيها.
- شهدت المباراة حضورا جماهيريا متواضعا، والمفارقة أن الجمهور البحريني انقسم لجزئين الأول بقيادة يونس بوعلي لمؤازرة وتشجيع البسيتين، في حين كان الجزء الآخر يؤازر ويشجع الفريق الضيف في تصرف عزاه البعض بطلب من إدارة نادي الخور من أجل شد أزر لاعبي فريقها.
- تواجد الطاقم الفني لمنتخبنا الوطني الأول بقيادة المدرب الانجليزي بيتر تايلور، ومستشاره الفني محمود فخرو، بالإضافة إلى مدرب المنتخب الأولمبي الأمريكي هودسون ومساعده عدنان إبراهيم، ويأتي حضورهم في إطار رصد مستويات بعض اللاعبين والتعرف على قدراتهم البدنية والفنية والفردية استعدادا للمرحلة المقبلة.
- ظل مدرب البسيتين خليفة الزياني واقفا في المنطقة الفنية طوال مجريات المباراة، وتفاعل مع مستوى فريقه، إذ سيطر الهدوء على حركاته وتوجيهاته في الشوط الأول، في حين كان منفعلا في الشوط الثاني ويبدو أن تراجع أداء وعطاء لاعبيه السبب الرئيسي وراء ذلك.
- في المقابل بقى المدرب الفرنسي الان بيران هادئا وصامتا غالبية فترات الشوط الأول، وبدا مستاء مما قدمه لاعبيه، وهدأ قليلا بعد تحسن أداء الفريق في الشوط الثاني.
- خطف هداف البسيتين ونجمه سامي الحسيني الأضواء أمس بمستواه المرتفع الذي تفاعلت معه الجماهير، والمستوى الذي قدمه الحسيني جعل بعض إداريي ومنتسبي الفريق القطري يتساءلون عن اسمه وعمره وكذلك مدى تمثيله الدولي في منتخباتنا الوطنية المختلفة.
العدد 3510 - الإثنين 16 أبريل 2012م الموافق 25 جمادى الأولى 1433هـ