العدد 3527 - الخميس 03 مايو 2012م الموافق 12 جمادى الآخرة 1433هـ

عدد السياح في الشرق الأوسط يرتفع إلى 195 مليوناً بحلول العام 2030

توقُّع نمو يبلغ 7 % خلال 20 عاماً

قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة إلى الأمم المتحدة، طالب الرفاعي، إن السياحة في دول الشرق الأوسط التي تضررت بفعل الربيع العربي تراجعت بنسبة تصل إلى 85 في المئة قبل أن تستعيد الخسائر وتقفل العام 2011 عند هبوط بلغ نحو 30 في المئة.

لكن الرفاعي، الذي كان يتحدث في سوق السفر العربي الذي أقيم في إمارة دبي هذا الأسبوع، توقع أن تستعيد الدول العربية الانتعاش في السياحة؛ إذ يقدر أن يرتفع عدد زوار المنطقة إلى 195 مليون سائح بحلول العام 2030، بالمقارنة مع 79 مليون سائح خلال العام 2010.

وذكر الرفاعي «نشعر بالإعجاب الشديد لهذا المستوى الرفيع من الانتعاش الذي تحقق في بعض من أكثر البلدان تضرراً في المنطقة. شهدت الدول التي تضررت بشكل مباشر، مثل مصر وتونس وسورية واليمن، تراجعاً بنسبة تراوحت بين 80 و85 في المئة نتيجة الأحداث السياسية غير أنها عملت على التقليل من خسائرها بشكل كبير في العام 2011 منهية السنة بنسبة تراجع بين 25 و30 في المئة».

وأضاف «في الوقت الذي خسرت فيه المنطقة نحو 7 ملايين سائح العام الماضي (2011)، إلا أنه من المتوقع أن تشهد المنطقة نمواً سنوياً في عدد الزوار الوافدين بنسبة 7 في المئة على مدى السنوات العشرين المقبلة مع وصول العدد إلى 195 مليوناً بحلول 2030 مقارنة بنحو 79 مليون زائر في 2010، وفقاً لبيانات منظمة السياحة العالمية».

وقد توقع مشاركون في الملتقى المشترك الأول لمنظمة السياحة العالمية ومعرض سوق السفر العربي الذي عقد في دبي أن يشهد قطاع السياحة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) ازدهاراً كبيراً خلال السنوات المقبلة، على رغم تداعيات أحداث الربيع العربي وحال عدم اليقين المحتملة الناجمة عن تدابير التقشف في عدد من الأسواق الرئيسة الأوروبية.

وجاء انعقاد الملتقي ضمن برنامج سوق السفر العربي بهدف جمع المسئولين المعنيين بقطاع السياحة من الحكومة والقطاع الخاص لبحث الأهداف المشتركة لبرامج وحملات الترويج الهادفة إلى تشجيع السفر للمنطقة.

وأفاد الرفاعي، أن صناعة السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حققت نجاحاً لافتاً خلال العقد الأول من القرن 21؛ إذ أظهرت غالبية أسواق المنطقة انتعاشاً قوياً في مواجهة التحديات.

وزير السياحة المصري منير عبدالنور، أعرب عن تفاؤله بعودة الانتعاش إلى قطاع السياحة في مصر، مشيراً إلى أن القطاع يسير في الاتجاه الصحيح للعودة إلى معدلات العام 2010 بنهاية العام الجاري بعد أن تراجع بنسبة 33 في المئة في 2011.

وقال نائب الرئيس للشئون التجارية للهند والشرق الأوسط وإفريقيا في مجموعة فنادق إنتركونتيننتال، ليين هاروود: «شهدنا تراجعاً بنسبة 30 في المئة في الآونة الأخيرة من 80 في المئة في السابق؛ ما يعني أن السوق تسير نحو الانتعاش».

مدير عام مجلس السياحة الأردني عبدالرزاق عربيات، بيَّن أنه «من أجل الاستفادة من الفرص المتوافرة في الأسواق البعيدة، نعتقد أننا بحاجة إلى ربط وإطلاق برامج وحملات ترويجية مشتركة بين الدول المجاورة بما فيها دبي والأردن ومصر والأردن وسلطنة عُمان».

واتفقت وزيرة السياحة العُمانية، ميثاء المحروقي معه؛ إذ قالت: «تتمتع سلطنة عُمان بمقوّمات وعناصر سياحية خاصة بها؛ غير أنه بإمكاننا أن نعمل ونتعاون مع الآخرين لطرح عروض ترويجية مشتركة إضافة إلى زيادة التعاون في مجال التأشيرات».

من ناحية أخرى ذكر الرفاعي عدداً من الوجهات السياحية الواعدة مثل ليبيا والجزائر، ولكنه قال إنها تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات لتطويرها والاستفادة من الفرص الكامنة فيها خلال الفترة المقبلة.

وبيَّن أن مجموع الغرف 3000 غرفة في الفنادق الثلاثة «وتكون نسبة الإشغال 100 في المئة خلال عطلة الأسبوع. أما بقية الأسبوع فتبلغ 90 في المئة، بسبب السياحة الدينية إلى مكة وهي قبلة المسلمين ومزار إلى 1,6 مليار مسلم منتشرين في دول العالم». ولدى الشركة عقد إدارة وتشغيل لمدة 25 عاماً.

وتطرق إلى أسعار الغرف فأفاد بانها تتفاوت من موسم إلى موسم ومن غرفة إلى غرفة، ولكن المتوسط يصل بين 700 إلى 800 ريال للغرفة يومياً.

وقال يمق: «لدينا خطة طموحة ونعمل على الحصول على عقود في مدن رئيسة أخرى في المملكة العربية السعودية، من ضمنها جدة والرياض والمدينة والدمام لتشغيلها وإدارتها. الخطة هي أن يكون لدينا خلال هذه الفترة 8 فنادق في المنطقة.

والشركة مشروع مشترك بين شركات في المملكة العربية السعودية وقطر وكندا، وهي بالإضافة إلى فنادق مكة، تدير 3 فنادق في دولة الإمارات العربية المتحدة اثنان منها في دبي والثالث في أبوظبي، وهناك 3 فنادق أخرى يتم التفاوض عليهم في دبي ويمكن أن تبدأ في نهاية العام الجاري أو مطلع العام 2013.

من جهة أخرى ذكرت مجموعة فيرمونت رافلز للفنادق العالمية في مكة المكرمة، أن نسبة إشغال الفنادق في الآونة الأخيرة وصلت في معدّلها إلى 90 في المئة في 3 فنادق تقوم المجموعة بتشغيلها في مكة.

وأبلغ مدير إدارة الاتصالات خالق يمق «الوسط» أن المجموعة تقوم بتشغيل وإدارة 3 فنادق هي فندق ساعة مكة، وقصر مكة رافلز ومكة سويس أوتيل، وهي فنادق جميعها تطل على الحرم مباشرة، ومملوكة إلى مجموعة بن لادن السعودية.

وأفاد يمق «في الفترة الأخيرة كان الإشغال بنسبة 100 في المئة، للمعتمرين الذين قدموا من مختلف أقطار العالم لتأدية العمرة في البيت الحرام. ليس هناك اختلاف كبير، ولكن العدد زاد هذا العام بسبب المشكلات التي شهدتها بعض دول الشرق الأوسط العام الماضي».

وتشير تقديرات مركز بيو للبحوث أن عدد سكان العالم في العام 2010 بلغ 1.6 مليار مسلم ويتوقع أن ينمو العدد إلى 2.2 مليار بحلول العام 2030؛ ما يجعل من الديانة الإسلامية الأسرع نمواً في العالم.

وقال يمق: «مع هذا النمو المطرد في عدد السكان المسلمين وتزايد الطلب من المسافرين لقضاء فريضتي الحج والعمرة - الذين يشكلون حاليا أكثر من 60 في المئة من حركة السياحة الوافدة إلى المملكة العربية السعودية - نركز على تقديم مستوى من الخدمات عالية الجودة لضيوفنا من الزوار المحليين والدوليين».

وتوقعت شركة «بيزنس مونيتور إنترناشونال» للأبحاث أن يصل عدد الزوار الوافدين إلى المملكة العربية السعودية إلى 15.8 مليون زائر بحلول 2014 مقارنة بنحو 13 مليون في 2010.

وتستهدف المملكة استقطاب 88 مليون زائر بحلول 2020 في إطار خططها التي تهدف إلى تطوير قطاع السياحة الداخلية والدينية وسياحة الأعمال، بحسب الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية.

ويتوقع أن يبلغ حجم الإنفاق من قبل الحكومة والقطاع الخاص نحو 120 مليار دولار على تطوير منشآت فندقية في مكة والمدينة المنورة خلال العقدين المقبلين، وفقاً لبيانات البنك السعودي الفرنسي.

العدد 3527 - الخميس 03 مايو 2012م الموافق 12 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً