ترى شركة بي دبليو سي (PwC) الشركة العالمية الرائدة في مجال تقديم الخدمات المهنية أن نشاط الاكتتابات الأولية بدأ بإظهار علامات الانتعاش بحلول الفترة الأخيرة من الربع الأول من العام 2012 في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، إذ بدأت ثقة المستثمر بالعودة للأسواق مع تحسن مستويات أسعار الأسهم في هذه الأسواق.

هذا وأنهت أسواق الأسهم الإقليمية الربع الأول من العام بقوة، مدعوماً بنتائج إيجابية في العام 2011 ومستويات تداول مرتفعة وتحسن حالة السوق. فقد استضافت بورصة «تداول» السعودية، أكبر بورصة من حيث القيمة السوقية في دول مجلس التعاون الخليجي، اكتتابين أوّليين عامين خلال الربع الأول من العام 2012، بقيمة إجمالية 78 مليون دولار أميركي.

وكانت شركة تكوين للصناعات المتقدمة، شركة للاستثمار الصناعي، أول شركة تقوم بإدراج أسهمها في العام 2012 حيث بلغ المعاملة 62 مليون دولار في يناير من هذا العام، وتلتها شركة «طوكيو مارين السعودية» التي أغلقت اكتتابها في مارس/ آذار من هذا العام بإجمالي 16 مليون دولار.

وترى بي دبليو سي أنه على رغم تحسن الاكتتابات الأولية العامة في الربع الأول من العام 2012، مقارنة بالربع الأول من العام 2011 التي شهدت اكتتاباً واحداً بقيمة 18 مليون دولار، إلا أن حجم الاكتتابين وقيمة الطروح كلاهما انخفض بنسبة 33 في المئة و63 في المئة على التوالي، مقارنة بالربع الأخير من العام 2011، حيث سجل ثلاثة اكتتابات بقيمة إجمالية 212 مليون دولار.

هذا وشهد الربع الأول من هذا العام إدراج شركة «أن أم سي هيلث»، شركة مزودة لخدمات الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة، لتكون أول شركة مقرها أبوظبي تقوم بإدراج أسهمها في لائحة الأسهم الاستثنائية في سوق لندن للأوراق المالية لتجمع 187 مليون دولار.

وفي هذا الصدد علق رئيس مجموعة الأسواق المالية بالشرق الأوسط في بي دبليو سي، ستيف ديريك بأنه «على رغم وجود أدلة على تحسن النشاط في بعض أسواق الأسهم الإقليمية إلا أن حجم الاكتتابات عموماً لايزال منخفضاً دون القدرات. هذا وتبقى سوق المملكة العربية السعودية الأكثر نشاطاً في المنطقة من حيث الأحجام والمبالغ التي تم جمعها، ونتوقع الاستمرار على هذا النحو خلال العام 2012 مع وجود مجموعة من الطروحات المهمة التي تنتظر الفرصة المناسبة لطرح الاكتتاب الأولي العام».

وعلى الصعيد الأوروبي، وبعد فترة طويلة من عدم اليقين والتقلبات، أظهر سوق الاكتتابات العامة بعض علامات الانتعاش وذلك بعد إتمام عدد من الصفقات المهمة في الربع الأول من العام 2012.

حيث شهدت الأسواق الأوربية خلال هذا الربع 58 اكتتاباً بقيمة إجمالية 3 مليارات دولار، مقارنة بـ 78 اكتتاباً في الربع الأخير من العام 2011 بقيمة 1.2 مليار دولار و95 اكتتاباً في الربع الأول من السنة نفسها بقيمة إجمالية بلغت 4 مليارات دولار.

وبلغ معدّل قيمة الاكتتاب إلى 66 مليون دولار في هذا الربع مقارنة مع 22.6 مليون دولار في الربع الأخير من العام 2011، و52 مليون دولار خلال الربع الأول من العام نفسه. وعلى رغم أن النشاط لايزال متدنياً بالمقارنة مع المستويات التاريخية، إلا أن احتمالات إجراء اكتتابات في المستقبل تعززت جراء مستويات التداول المشجعة لعدد من مصدري الأوراق المالية في الفترة الأخيرة وتجدد استقرار السوق.

أما بالنسبة لأسواق الدين فقد توسعت في دول مجلس التعاون الخليجي في الربع الأول من العام 2012 بعد ملاحظة ارتفاع في مستويات التعافي في الربع الأخير من العام 2011، حيث يطمح المصدرون للاستفادة من تكاليف التمويل والسيولة الأفضل في السوق. أما في الربع الأول من هذا العام سيطرت الإمارات على إصدارات الصكوك في دول مجلس التعاون الخليجي عبر إصدار شركة دولفين للطاقة لصكوك بقيمة 1.3 مليار دولار وجمع بنك الإمارات دبي الوطني مليار دولار أميركي. وتلقت كل من هذه الإصدارات طلباَ قوياً من المستثمرين تماشياً مع تحسن الثقة في السوق.