العدد 3539 - الثلثاء 15 مايو 2012م الموافق 24 جمادى الآخرة 1433هـ

عمليات عسكرية في جنوب وشمال غرب سوريا

نفذت القوات السورية الاربعاء عمليات في جنوب وشمال غرب ووسط سوريا، وخصوصا في درعا وادلب وحمص، حيث سجل سقوط نحو ثلاثين قتيلا وسط اتهامات بارتكاب النظام "مجزرة جديدة" وبالتعذيب.
واعتبر الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع قناة "روسيا 24" ان الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 ايار/مايو في سوريا اظهرت ان الشعب يدعم النظام في مواجهة المعارضة و"الارهابيين" الذين يهددون بزرع "الفوضى" في المنطقة برمتها. وقاطعت المعارضة الانتخابات التي بلغت نسبة المشاركة فيها 51,26%.
ومع دخول الاحداث في سوريا شهرها الخامس عشر، قتل 27 شخصا في اعمال القمع والمعارك وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، على الرغم من نشر 200 مراقب منتدبين من الامم المتحدة للتحقق من تطبيق وقف لاطلاق النار اعلن منذ اكثر من شهر من ضمن خطة لحل الازمة للموفد الدولي الخاص كوفي انان، ويتم انتهاكه كل يوم.
وفي واشنطن، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض ان الولايات المتحدة "قلقة بشدة لتصاعد العنف، وتنامي العنف الطائفي في البلاد، وايضا بالتأكيد حيال عدم سماح النظام باجراء انتقال سياسي".
وفي هذا السياق ذكرت صيحفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين ان واشنطن تساعد في تنسيق ارسال اسلحة الى المتمردين في سوريا، من دون ان تقوم بتزويدهم بالاسلحة.
واتهم الاسد المعارضة بتلقي "الاسلحة والاموال" من الخارج، موجها اللوم الى الدول الغربية التي "لا تتكلم سوى عن عنف الحكومة ولا اي كلمة على الاطلاق حول الارهابيين".
وانتقد الاسد خصوصا دور فرنسا معبرا عن امله في حصول تغيير في موقفها مع رحيل نيكولا ساركوزي وتولي الاشتراكي فرنسوا هولاند الرئاسة.
ودانت فرنسا مجددا "اعمال القتل الجديدة التي ترتكبها قوات النظام السوري بحق شعبها".
وقال الاسد ان الموفد الدولي كوفي انان سيزور سوريا خلال اشهر الحالي وانه سيطلب منه شروحات.
واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" انه تم الاربعاء الافراج عن 250 معتقلا في السجون السورية "لم تتلطخ ايديهم بالدم"، بحسب ما ذكرت .
وقالت الوكالة "تم اخلاء سبيل 250 موقوفا ممن تورطوا في الاحداث الاخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء". وتنص خطة موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الى سوريا كوفي انان لحل الازمة السورية على الافراج عن المعتقلين الذين اوقفوا على خلفية الاحداث التي بدأت في منتصف آذار/مارس 2011.
ميدانيا، قتل 27 شخصا على الاقل الاربعاء في سوريا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي تحدث عن "مجزرة جديدة" ذهب ضحيتها 15 مدنيا، في حي الشماس في مدينة حمص.
وذكر المرصد ان 15 شخصا بينهم امرأة وامام مسجد هو الشيخ مرعي زقريط، قتلوا في حي الشماس "خلال اعدامات ميدانية في مجزرة جديدة من مجازر النظام السوري".
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان قوات الامن السورية "اقتحمت قبل منتصف الليل حي الشماس في حمص وبدأت حملة اعتقالات ومداهمات شملت ثمانين شخصا".
وقال ان هذه القوات بدأت بتنفيذ "الاعدامات الميدانية" بعد منتصف الليل.
كما قتل الاربعاء خمس اشخاص برصاص الجيش في محافظة درعا (جنوب)، وخمسة اخرون في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة على مدينة خان شيخون في ريف ادلب (شمال غرب).
وقال الناشط ابو همام من خان شيحون لفرانس برس، "لم ننم منذ الامس، وكنا نسمع اصوات القصف واطلاق النار طيلة الليل".
وذكر ان "القصف توقف بين الخامسة والسابعة صباحا (4,00 ت غ)، ثم استؤنف"، وان الناس في المناطق التي تعرضت للقصف "كانوا خائفين وحاولوا الفرار الى احياء اكثر امنا".
وفي مدينة خان شيحون، تعرض موكب للمراقبين الدوليين كان فيها الثلاثاء لاعتداء قالت الامم المتحدة انه ناتج عن قنبلة يدوية الصنع، وقد ألحق اضرارا بثلاث سيارات تابعة للمنظمة الدولية من دون تسجيل اصابات. وقال ناشطون ان الموكب استهدف بقذيفة من حاجز للقوات النظامية في المنطقة.
وهذا الحادث الخطير هو الثاني الذي يتعرض له مراقبو الامم المتحدة.
واضطر ستة مراقبين ان يبيتوا ليلتهم في خان شيخون بسبب تضرر سيارتهم.
وحصل الهجوم الثلاثاء اثناء تواجد المراقبين بالقرب من جنازة تعرضت هي الاخرى لاطلاق نار ادى الى مقتل عشرين شخصا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال الناشط ابو همام من خان شيخون لوكالة فرانس برس ان ناشطين "رافقوا المراقبين الستة الى مكان آمن داخل المدينة حيث امضوا الليل"، مشيرا الى ان الامم المتحدة كانت ارسلت امس سيارة لاصطحابهم، لكن السيارة لم تتمكن من دخول المدينة بسبب القصف واطلاق النار".
واشار الى انه تم ارسال ثلاث سيارات اخرى الاربعاء، "وتم اخراج المراقبين".
وقال ان هؤلاء "رأوا القتلى باعينهم" في خان شيخون.
وميدانيا ايضا، "استشهد مواطن اثر اصابته باطلاق رصاص من حاجز للقوات النظامية في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق"، وفق المرصد الذي تحدث عن استمرار حملات الاعتقال في دمشق وريف دمشق.
وبلغت حصيلة القتلى خلال 14 شهرا في سوريا 12 الف قتيل معظمهم مدنيون بحسب المرصد السوري. كما لجأ عشرات الالاف من السوريين الى البلدان المجاورة.
وفي لبنان، سقط ستة جرحى في الاشتباكات التي اندلعت بعد ظهر الاربعاء في مدينة طرابلس في شمال البلاد بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، بحسب مصدر امني.
ورأى وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الذي تدعم بلاده النظام السوري انه يجب "اعطاء وقت" للسلطات السورية لتطبيق خطة انان، و"على الدول الاخرى وخصوصا دول المنطقة ان تساعد في انجاح الخطة لانه في حال فشلها، ستشهد المنطقة مشاكل جدية".
وفي جنيف، عبرت لجنة مكافحة التعذيب في الامم المتحدة الاربعاء عن قلقها ازاء "معلومات تتحدث عن اعمال تعذيب تمارس بصورة منهجية"، خلال اجتماع نظم في غياب الوفد السوري، وعدم تقديم دمشق تقريرا طلب منها حول التعذيب.
ورفضت سوريا تقديم هذا التقرير الى اللجنة معللة ذلك بان التقرير لا يتضمن سوى "مزاعم" وليس "وقائع حقيقية".
وفي ردها اعطت سوريا حصيلتها للخسائر البشرية منذ بدء الاضطرابات في اذار/مارس 2011 حتى اذار/مارس 2012، اي 6144 قتيلا، بينهم 478 شرطيا و2088 عنصرا من القوات المسلحة والامنية. واكدت سوريا ايضا ان عدد المفقودين بلغ 941 شخصا حتى 15 اذار/مارس.
وذكرت اللجنة بانها تلقت "من مصادر مختلفة" معلومات تشير الى "عمليات قتل منهجية لمدنيين وعمليات مشتركة للاجهزة الامنية بامر بالقتل، واعدامات بدون محاكمة واستخدام الرصاص الحي وقناصة ضد المدنيين وقتل متظاهرين غير مسلحين واستخدام الدبابات والمروحيات والاعتقالات المنهجية لجرحى في المستشفيات واقتحام قوات الامن لمنازل مدنيين قامت بضرب او قتل افرادها وبينهم نساء واطفال، وعمليات تعذيب خلال نقل معتقلين وتعذيب خلال الاستجواب ووفيات اثناء الاحتجاز واحتجاز وتعذيب صحافيين واعتقالات تعسفية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً