العدد 3544 - الأحد 20 مايو 2012م الموافق 29 جمادى الآخرة 1433هـ

مخالفات وتجمعات

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

محظورات كثيرة يسردها قانون «التجمعات» للعام 1973، وكذلك النسخة المعدلة في العام 2006، كان من الواجب استحضارها في الوقت الراهن، للتأكد من دقة تطبيقها في ظل الحراك السياسي الساخن الذي تعيشه البلاد.

عدة بيانات لوزارة الداخلية تحدثت فيها عن جملة مخالفات لعدد غير قليل من المسيرات والاعتصامات المختلفة، بحجة مخالفة القانون، بعد الدراسة المستفيضة التي يقوم بها جهاز الأمن العام لموقع الحدث أو ظروفه وفقاً لنصوص القانون.

فقد رفض جهاز الأمن العام عدة مسيرات من قبل بسبب موقعها الجغرافي كالعاصمة المنامة وخليج توبلي، وكذلك توقيتها الزمني كتعارضها مع وجود اعتصام آخر في التوقيت والمكان ذاته.

إلا أن الواقع يشير إلى أن اعتصامات سياسية أخرى تدعو لها جمعيات سياسية تقام في دور عبادة وساحات تابعة لدور العبادة، دون أن نرى أي تحريك لمواد القانون، أو للدراسات المستفيضة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية قبل الترخيص لمثل هذه الاحتجاجات!

الفقرة (و) من المادة رقم (6) من قانون رقم (26) لسنة 2005 بشأن الجمعيات السياسية واضحة في أنه «يُحظر على الجمعيات السياسية ممارسة أي نشاط من أي نوع وبدون استثناء يتصل بعمل الجمعيات السياسية، حيث جاء في نصها «عدم استخدام مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة ودور العبادة والمؤسسات التعليمية لممارسة نشاطها».

جمعيات سياسية دعت أيضاً غير البحرينيين للمشاركة في فعاليات سياسية، ولأكثر من مرة، وليس كمشاركين فقط بل كمتحدثين رئيسيين في هذه التظاهرات السياسية، ومشاركين بكلمات وخطابات سياسية وتحريضية أيضاً.

الفقرة (ز) من المادة رقم (2) من القرار الوزاري لوزير الداخلية رقم (57) لسنة 2011 بتحديد واجبات ومسئوليات اللجنة المنصوص عليها في المادة (6) من المرسوم بقانون رقم (18) لسنة 1973 بشأن الاجتماعات العامة والمسيرات والتجمعات المعدل بالقانون رقم (32) لسنة 2006، هي الأخرى واضحة وضوح الشمس وتنص على «منع اشتراك غير المواطنين البحرينيين في التجمعات أو المسيرات التي تتم لغرض سياسي».

وجاء النص واضحاً لا يقبل الجدل أو التأويل ولا يحمل في طياته استثناءات، فليس من حق أية أجنبية أو عربية سواء في داخل البحرين أو خارجها المشاركة في أي حراك سياسي في البلاد.

شواهد واضحة ومخالفات عديدة تحدث في تجمعات سياسية كثيرة، أصبحت بحكم تكرارها عرفاً واقعاً رغم مخالفتها للقانون الصريح في ذلك، وذلك نتيجة لغض الطرف عنها بشكل مقصود وبيّن للجميع ضمن أجندة سياسية هي الأخرى واضحة غلبت على حاكمية القانون.

فمن باب المساواة والعدل، يجب المعاملة بالمثل من قبل الجهات الأمنية بين مختلف تكوينات البلد وأطيافها، المعارضة والموالية في حال تنفيذها لأي اعتصام أو مسيرة أو احتجاج.

فليس من المنطق أن يهدد تحويل قائمين على مسيرة للنيابة العامة بحجة حدوث تجاوزات ومخالفات للقانون ارتكبها عدد من المشاركين في المسيرة، فيما لا يحال آخرون نظموا اعتصامات هي في الأساس مخالفة للقانون،! الواجبات الواردة بقانون الاجتماعات العامة والمسيرات والقرار الوزاري المنظم لذلك، يجب أن يكون مطبّقاً على الجميع وبلا استثناء، وبلا محاباة، وبلا مراعاة لطرف على آخر، فعندما نتحدث عن حاكمية القانون، فالحاكمية على الجميع سواسية، والعاصمة المنامة أيضاً للجميع فلا يمكن أن تفتح أبوابها لأناس بالاعتصام والاحتجاج، وتمنع عن آخرين.

كما من غير المنطقي أن تشهد مسيرات مراقبة بالمروحيات، وتصويرها، والعمل على تحجيمها ببيانات وإحصاءات غريبة وعجيبة، وفي المقابل الآخر، لا يحدث المثل.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3544 - الأحد 20 مايو 2012م الموافق 29 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 47 | 7:52 ص

      على هونك

      يقول الأولون (النساء)
      على هون يابديوية بنغني في الحنينية
      الآن لايسمح بالغناء فيها إلا لأناس ممسوحين بزبدة
      غيرنا القول
      على هون يا بديوية بننشد في الحسينية فهي المنطقة المسموح بها لأناس متشحين بالسواد وتقابلهم الغازات ،
      فأين العدل والإنصاف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 46 | 7:37 ص

      حكم وظلم ونام وسيخزون فهذا عصر الاسلام والشعوب

      مقال ممتاز .

    • زائر 45 | 7:32 ص

      الى 32 زائر44

      انت ويش عليك الضغط مو عليك انتوا مرفهين وماناقصينكم شيىء اطالبون بويش

    • زائر 44 | 6:40 ص

      صراحة

      صراحة يا أخ هاني تمللنه من هالمسيرات من كلا الطرفين صارت السالفة سايبة تمنيت لو يطبق القانون بحذافيره وإيقاف تلك المسيرات ونعيش في أمان وسلام .. بس ملينه يا جماعة الكل يشد من صوب ... والله مو عارفين اشراح يصير في هالديرة .... مسكينة يا البحرين ...

    • زائر 43 | 5:46 ص

      شكرا هاني

      ماهذه المقالات التي تكتبها وما هذا الاسلوب ياولدى حقا ولدتك امك حرا 0 بارك الله فيك وفي امثالك

    • زائر 42 | 5:29 ص

      كاسر الصمت

      مساء الخير استاذ هاني
      في عتقادي لو كنت طرحت موظوع وزير العدل عندما تكلم عن تجمع واحد ولم ينطق ولو بكلمة عن تجمع اخر كان أفضل.

    • زائر 41 | 5:09 ص

      سلمن يا هاني الفردان وبارك الله فيك.. مقال رائع جداً

      مقال في الصميم وهو من الواقع الذي نعيشه ولا يمكن نكرانه.

    • زائر 40 | 4:36 ص

      أصواتكم تزعجهم

      الضوء يخيف السارق وهو لا يطمئن الا بالظلام

      وكذلك الاصوات المطالب بالحقوق مزعجة لمن صادرها وتطرب لمن يغض الطرف عنها بل ويبرر انتهاكها

    • زائر 39 | 4:27 ص

      تحوير القوانين واللعب بها لكي تكون سلاحا

      القوانين يجب ان تشرع وتسنّ من أصحاب الشأن ويكون للشعب فيها رأي فلكل شعب رأي في القوانين التي تحكم البلد اما إذا تركت القوانين للجهات التنفيذية لصياغتها او الاشراف على صياغتها ثم تنقيحها وتكييفها حسب ما تشاء ثم هي المشرفة على تطبيقها فلن تعتبر قوانين صحيح وإنما هي ذرائع
      تستخدمها الجهات التنفيذية متى شاءت وتتغاضى عنها متى واين شاءت. ومن سيكون الحاكم على الجهات التنفيذية؟ لا احد ففي هذه الحال هي المشرع وهي المنفذ

    • زائر 38 | 4:26 ص

      أضع بصمة إعجاب بما أوردت

      جزيت خيرا

    • زائر 37 | 4:25 ص

      الدول المارقة

      للأسف اصبحت مقولة الشاعر القديمة متجذرة فمقولته تلك : فَغُضَّ الطَّرْفَ إنك من نمير, فلا كعب بلغتَ ولا كِلابا .. تنطبق تماما على مجمل الدول العربية

    • زائر 36 | 4:17 ص

      في نظرهم حتى تعليقاتنا مخالفة للقانون

      لا نرى اي منطق في سن القوانين التي يسنها ويشرف عليها ثم يشرف على تطبيقها كلها الجهة التنفيذية فلن تكون في صالح اي احد سوى نفس الجهة التي تشرعها وتقوم بتنفيذها ولذلك سنجد فيها كل الثغرات وكل الاستثناءات والكثير من الامور الغير منطقية

    • زائر 34 | 3:23 ص

      مخالفات عجيبة للمعارضة فقط

      بصفتي احد من وقع على تعهد لاحدى مسيرات المعارضة تم تحويلي للنيابة بسبب ان بعض المشاركين حمل صورة لاحد رموز البلد الكبار وبسبب مجسم لمعلم من معالم بلدي البحرين هذه هي المخالفات الجسيمة التي ترتكبها المعارضة في مسيراتها ... وفي المقابل تجاهل تام للطرف الاخر

    • زائر 33 | 3:06 ص

      العدل لن يطبق

      الظلم هو الاساس

    • زائر 32 | 3:03 ص

      حتى أعلام الدول

      و ماذا عن رفع ألام غير البحرين كعلم بلوشستان و علم المعارضة السورية ؟؟؟؟
      أليست هذه مخالفة صريحة للقانون؟؟؟؟؟

    • زائر 31 | 2:43 ص

      ياستاذ هاني لك التحية والأحترام

      هناك تبجح في تنفيذ القانون الذي يطبق على فئة دون أخرى
      ولو طبق القانون فإن فئة كبيرة ممن يقال أنهم يعملون على تنفيذ القانون خلف القضبان الان

    • زائر 29 | 2:26 ص

      تكلم بموضوعية يا أستاذ

      حوالي 7 غعتصامات "للمولاة" مقابل 7000 للمعارضة في سنة واحدة منها المرخص ومنها غير مرخص !! لم يتم الإعتصام في جامع الفاتح وإنما في الساحة .. لم يحدث خدش واحد لإي جدار ..بينما أنظر حولك في شارع البديع .. لم يحدث أن ذهب أحد من "الموالاة" إلى تجمع وفي جيبة مولوتوف .. بينما .. بس ماكو داعي ..

    • زائر 28 | 2:26 ص

      ههههههه ،، هذا عاد أذا يستحون؟

      يعني لين طاحت نقطة الحياء ،، فالواحد يفعل ما يريد ؟؟ حتى هم يدعون انهم متمسكون بالقانون ويعيبون على تجمعات غيرهم بأنها غير قانونية ؟! بس في الحقيقة يتضح انهم اكثر ناس مخالفين للقانون ؟!

    • زائر 27 | 2:20 ص

      انصاف

      يا اخي المعارضة كل يوم طالعين مسيرات وهذولة قي السنة مرة.الأنصاف زين

    • زائر 26 | 2:18 ص

      الطائفية بعينها...

      البلد يا أستاذ هاني غارق بالطائفية، وجهات تُحرض على الطائفية المقيته..فلا تتوارى في منع هذا الطرف عن فعل وعلى النقيض تدعم الطرف الآخر لفعلة بل وتُسهل له الأمور...إننا في البحرين!!!

    • زائر 25 | 2:13 ص

      للاسف القانون على ناس وناس

      يعني العصابات الاجراميه التي تسطو على محلات جواد شاهدناه في الفيديوات بعد من وين ننتظر سيادة القانون اذا اللي بيده القانون يبوق ويسرق ويخرب ممتلكات الناس وتالي بيصيحون في حنيف تصيحون ليش مو هذه الاعمال موجوده لو لا حتى لو افترضا اللي تبوقونهم يهود او كفار في نطركم فهم بالنتيجه بشر لا يحق لك الاعتداء عليه

    • زائر 24 | 2:01 ص

      هاك المزيد يا هاني !!

      بيان وزارة العدل لطرف بالشدة والتعنيف ، بينما للطرف المدلل بالتشجيع والثناء مع العلم بأن الوزارات جهات رسمية لكل الناس وليست لفئة دون اخرى ،، أما المخالفات التي نالت من الرموز الدينية فحث ولا حرج وهذا يدل على سموا أخلاق من قام بهذا العمل المشين ،، حمل أعلام غير بحرينة وتعليقها على دور العبادة ،، التهجم على دول ليس لها دخل بموضوع الفعالية ، خلاص لو نكمل اعتقد كفاية الى ان يحقق فيما طرحت وطرحنا وانشالله مستقبلا نكمل .

    • زائر 20 | 1:28 ص

      مالك حل يا استاذ هاني

      صج بطيط عيونهم

    • زائر 19 | 1:24 ص

      طيب استنكر

      يا أخي استنكرت على ما تقوم به وزارة الداخلية و لم تستنكر التجاوزات والمخالفات التي ارتكبها عدد من المشاركين في المسيرة!!!!

    • زائر 18 | 1:24 ص

      حرة

      ديرتنا ونحن احرار فيها

    • زائر 16 | 1:14 ص

      عجيب غريب !!!!

      اكبر نكتة انهم يسمون نفسهم معارضة

    • زائر 15 | 1:12 ص

      ان لم تستحي ففعل ما شئت

      الحكومة ليست عافلة عن القانون ولاكن تتجاهله

    • زائر 13 | 12:58 ص

      كان ياماكان

      في قديم الزمان ركب خطيب المنبر لخطبة الصلاة فاخذ يتكلم عن الصدقات والتبرعات والزكوات ودعى الناس للبذل السخي فلما انتهى من الصلاة عاد الى المنزل فلم يجد فيه شيئ من الاثاث والاغراض الاخرى فسال زوجته اين اغراض البيت فقالت له ابنك لما سمع خطبتك تبرع بهم للفقراء فناداه وعنفه على فعله وقال له ماقلته ليس نحن المقصودين به انما الفئة الاخرى من المجتمع افهمت .

    • زائر 12 | 12:25 ص

      هذه احد عناوين التمييز

      هذا هو احد انواع التمييز الذي يمارس منذ عقود والذي يجاهر بهي ليل نهار ويعتبر تمييزا عنصريا بغيضا مع الاسف الشديد

    • زائر 9 | 12:05 ص

      شكراً لك يا أبن الفردان

      بطيت عيونهم بأصابعهم. المشكلة أن الأيدي التي تكتب القانون هي من تخالفه وإذا سألت تحور القانون ليخدمها وتتنصل من العقاب

    • زائر 8 | 11:57 م

      بحرينية

      مساكين هم بالاجانب والخليجين ومني ومناك عشان يوصلون عشرات الالاف

      بدونهم كم بيصيرون ؟؟؟؟!!!

      تميييز واضح فمسيرات المعارضة وتجمعاتها يدورون الزلة عليها ولو بسيطه ويعملون منها جبل ومادة صحفية لمدة اسبوع في الصحف الصفراء

      اما مخالفات تجمعات معارضة المعارضة الواضحة كالجبل فلايروها من يطبقون القانوون

      احسنت اخي الكريم
      دام قلمك نايضا

    • زائر 7 | 11:53 م

      معارضه المعارضة

      الحكومه هي نفسها جمعيات معارضه المعارضة . اثنين في واحد. شكرًا لكم

    • زائر 6 | 11:43 م

      عقدة الارقام

      الحكومة تعرف جيدا حجم المعارضة وتاثيرها فلو سمحت لهم اي المعارضة بمسيرات في المنامة لتوقفت الحياة التجارية في المقابل التجمع في الفاتح فانه امر عادي لان العدد معروف ومحدود ولا يؤثر على الحركة ويجب ام نقدر حجم الاحراج فيما لو سمحت للمعارضة التجمع في المنامة وراى العالم ان المعارضة اكثر.

    • زائر 5 | 11:39 م

      بسنا يا ولد الفردان تشحول في الأجهزة الأمنية المتواطئة على المواطنين المطالبيم بحقوقهم المسلوبة و المصادرة منهم ( الصبح بقريب جداً )

    • زائر 4 | 11:29 م

      العدل والمساواة لن تطبق

      العدل اساس الحكم

    • زائر 3 | 10:34 م

      حكم .... فعدل ...فآمن ....فنام

      لابد ان يكون الجميع سواسية كاسنان المشط أمام القانون ،وأن لا نفرق بين الرعيه فالكل له حقوق وعليه واجبات . ولكن ما نراه ونسمعه شيء مؤسف ولا يخدم .بل النظرة الدونية تزيد من الطين بلة .

    • زائر 2 | 10:19 م

      شكرا جزيلا لك

      مقال رائع جدا وفي الصميم

    • زائر 1 | 9:59 م

      احسنت

      القصة معروفة عزيزي هاني فباؤنا تجر وباء غيرنا لا تجر والأدهى أن المخالفات عند أصحاب الباء الثانية لا يقع فيها حتى الأطفال لكن قالوها إن لم تستح فافعل ما شئت

اقرأ ايضاً