العدد 3566 - الإثنين 11 يونيو 2012م الموافق 21 رجب 1433هـ

بولندا تبحث عن الفوز الأول وروسيا تتطلع لتأهل مبكر

يخيّم البُعد السياسي على مباراة بولندا وروسيا اليوم (الثلثاء) في الاستاد الوطني في وارسو ضمن الجولة الثانية من تصفيات المجموعة الأولى في نهائيات كأس أوروبا 2012 لكرة القدم المقرّرة في أوكرانيا وبولندا حتى الأوّل من يوليو/ تموز المقبل.

ولطالما حملت اللقاءات بين بولندا وروسيا ميزة إضافية بسبب الكراهية منذ أيام القياصرة والهيمنة السوفيتية في أوروبا الشرقية، التي تعزّزت بعد ذلك تحت حكم الرئيس فلاديمير بوتين.

كما تزامن التحضير للمباراة مع التجمُّع الشهري أمس الأول (الأحد) في وارسو لداعمي الرئيس البولندي الراحل ليخ كاتشينسكي، الذين غالباً ما يتهمون موسكو بالتسبّب بوفاته من خلال حادث طائرة فوق مدينة سمولنسك الروسية العام 2010، خلال زيارته في الذكرى السبعين لمجزرة راح ضحيتها الآلاف من الضباط البولنديين من قبل الشرطة السوفيتية السرية خلال الحرب العالمية الثانية.

بالإضافة إلى ذلك، منحت مدينة وارسو الضوء الأخضر لمؤيدي المنتخب الروسي للقيام بمسيرة في اليوم الوطني الذي يصادف اليوم (الثلثاء)، على الرغم من أن السلطات البولندية سمحت فقط خلال البطولة بالتجمّعات الرياضية كجزءٍ لا يتجزأ من كرة القدم.

وزادت المخاوف من أعمال تخريبية لجماهير المنتخبين بعدما اعتدى مشجعون روس على رجال مكلّفين بحماية مباراة روسيا وتشيكيا في فروكلاف.

لكن رئيس الاتحاد الروسي لكرة القدم سيرغي فورسنكو خفّف من حدة الاحتقان عندما كرّم ذكرى الرئيس الراحل، الذي لقي حتفه مع مجموعة من قادة البلاد، إذ وضع إكليلاً كبيراً من الزهور على لوحة تذكارية لضحايا الحادث: «السياسة خارج الرياضة. نحن معنيون فقط بكرة القدم».

شحن إعلامي

ودعت الصحافة البولندية الصادرة أمس (الاثنين) منتخب بلادها إلى إيقاف انطلاقة نظيره الروسي، وكتبت صحيفة «غازيتا فيبورتشا» على صفحتها الأولى «مهمة اليوم هي: أوقفوا الروس. معركة من أجل النتيجة، من أجل الشرف ومن أجل مكان في التاريخ».

من جانبها، كتبت مجلة «فبروست» الأسبوعية «لقاء حاسم... استيقظوا... روسيا أو الموت».

ووجهت الصحيفة الشعبية «فاكت» تعليماتها إلى المدرب بخصوص التشكيلة، فيما قدمته زميلتها «سوبر اكبرس» مرتديا بزة عسكرية على ظهر حصان وفي يده سيف لتطلب منه «معجزة ثانية في فيستولي» في إشارة إلى المعركة التي كسبتها بولندا ضد الروس العام 1920.

واستخدمت مجلة «نيوزويك» بطبعتها البولندية الصورة نفسها التي نشرتها «سوبر اكسبرس» وتحدثت عن «حرب وارسو 2012».

حذر فنيّ

على الصعيد الفني، تخوض روسيا المباراة بعد تحقيقها أعلى نتيجة في الدور الأوّل، عندما اكتسحت تشيكيا 4/1، في حين اكتفت بولندا بالتعادل مع اليونان 1/1 في المباراة الافتتاحية.

وطالب المدرّب البولندي فرانتشيسك سمودا لاعبيه بالتركيز بعد فقدانهم التقدّم على اليونان، التي لعبت بعشرة لاعبين في أوّل مباراة: «يجب أن نبقى مركّزين للغاية كي لا نخسر المباراة».

أما مدرّب المنتخب الروسي الهولندي ديك ادفوكات فيعود إلى مقر بعثته في وارسو بعد تمزيق الشباك التشيكية 4 مرات: «ستكون مباراة مثيرة أخرى للفريقين».

واعتبر لاعب الوسط البولندي ماسيي ريبوس (22 عاما)، الذي وقّع مع تيريك غروزني الروسي هذا العام من ليجيا وارسو «المباراة مع روسيا ستكون مختلفة للغاية. لا يدافعون مثل اليونانيين، لكننا اعتدنا على أجواء البطولة».

ويعوّل سمودا وادفوكات على مهاجمي الفريقين الشابين، الأوّل على هدّاف بوروسيا دورتموند الالماني روبرت ليفاندوفسكي (23 عاما)، الذي ألهب المشجعين الجمعة الماضي عندما سجّل برأسه الهدف الأوّل في البطولة، والثاني على ألان دزاغوييف (21 عاما) بطل هدفين في فروكلاف، الذي كان يحوم الشك حول مشاركته في البطولة قبل أن يلعب دوراً محورياً في فوز «الدب» الروسي.

ويحلّل ليفاندوفسكي «نعرف ماذا سنفعل، وكيف نصحّح أخطاءنا. نتوقّع مباراة مختلفة للغاية».

كما أن الجانب الروسي لا يتوقّع نتيجة مماثلة للمباراة الأولى، إذ قال المهاجم رومان بافليوتشنكو صاحب أحد الأهداف الأربعة في مرمى تشيكيا: «لا يمكننا أن ننساق كثيراً. لم نحقّق المهمة بعد، ولا يمكننا أن نتساهل».

وصحيح أن بولندا ستفتقد إلى حارس مرمى أرسنال الانجليزي فويتشي تشيسني الموقوف لمباراة بعد طرده أمام اليونان، إلا أن البديل بريميسلاف تيتون يعد بالكثير بعد صدّه ركلة جزاء لليوناني يورغوس كاراغونيس بعد لحظات على دخوله في المباراة الأولى. وكان تيتون الخيار الثالث لسمودا قبل بداية البطولة، بيد أنّ إصابة حارس أرسنال الآخر لوكاس فابيانسكي في الأيام الأخيرة قبل انطلاق البطولة جعلت منه الحارس الثاني.

واعتبر مهاجم المنتخب الروسي الكسندر كيرجاكوف ستكون «حاسمة» بالتأهل إلى ربع النهائي.

وقال كيرجاكوف بعد فوز روسيا: «المباراة ضد بولندا قد تكون حاسمة بالتأهل إلى ربع النهائي. نحن في مزاج جيد بعد الفوز الأول، لكن علينا نسيان مباراة تشيكيا والتحضير جيدا لمواجهة بولندا».

وتابع مهاجم زينيت: «اعرف إن المباراة ستكون صعبة. بولندا تلعب على أرضها وأمام جماهيرها كما إن نتيجة اليونان (1/1) لم ترضها».

وحذر الن دزاغوييف (21 عاما) صاحب هدفين في المباراة الأولى رفاقه من الثقة الزائدة بالنفس: «الفرحة كبيرة بعد الفوز الأول. صحيح أن الفوز جميل لكنّه الأوّل فقط، ولم نحقق أي شيء جدي حتى الآن».

وتواجه المنتخبان في 14 مباراة ففازت روسيا 7 مرات وبولندا 3 مرات وتعادلا 4 مرات.

العدد 3566 - الإثنين 11 يونيو 2012م الموافق 21 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً