العدد 3576 - الخميس 21 يونيو 2012م الموافق 01 شعبان 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

حرية التعبير في الغرب وفي العالم العربي

المواطنون في الغرب يعيشون في مجتمعات ديمقراطية حقيقية، بحيث إذا قاموا بزيارة لبلدٍ ما قي الإجازات الشتوية أو الصيفية... إلخ ذلك الإحساس الذي يتملكهم بالحرية يكاد المرء يدركه في حياته، من دون أن يفهم سره. إذ ينتابهم شعور بأنهم غير مراقبين ولهم مطلق الحرية أن يقولوا ما يدور في خاطرهم بدون مراقبة من هذه الجهة الرسمية المعلنة أو تلك السرية غيرالمعلنة، إذ إن حرية التعبير مكفولة للجميع في المجتمعات المتحررة عموماً وفي الغرب خصوصاً حيثُ إن ثقافتهم وهويتهم مبنية على التنوع والاختلاف وحرية التعبير بعيداً عن تسلط هذه الجهة أو تلك.

في الغرب لا أحد فوق النقد، سواءً كان رئيساً لهذه الدولة أو أميراً أو أي شخصية لها نفوذ... إلخ. لا تنجو من النقد إذا طالها وهذا الشيء جزء من ثقافة الغرب المبنية على هذا النمط. لكن، السؤال المطروح هل حرية التعبير مكفولة في العالم العربي؟

لاشك أن المواطن في العالم العربي لا يعيش ذلك الإحساس الذي يلفّه بالحرية بحيث يكاد المرء يستنشقه في الهواء، أو أن له مطلق الحرية في القول والتعبير، وخصوصاً إذا تعرض لشخصيات لها نفوذ في الدولة أو تجرأ وانتقد شخصيات فوق النقد في المجتمع. ماذا ستكون النتيجة التي يتوقعها الناقد جراء هذا النقد؟

طبعاً يتميز حكام العالم العربي بسياسة البطش والاستبداد من جهة، وثقافة تكميم الأفواه من جهة أخرى ما أفقد المواطنين في العالم العربي حرية التعبير وإبداء الرأى، إلا القلة القليلة ممن لا تهزهم ولا ترعبهم سياسات البطش الاستبدادية إزاء أنشطة المواطنين الأحرار المناوئة للحكام المستبدين، إذاً سيكون مصيره وعاقبته المجهول بحيث قد يكون على قيد الحياة ولكن سيقبع في غياهب السجون إلى أجلٍ غير مسمى أو سيكون مصيره الموت جراء ما قال أو فعل هذا ديدن الحكام المستبدين الذين لا يستوعبون النقد البناء فضلاً عن النقد الجارح وبالتالي أين نحن من الغرب إذا كان هؤلاء الطغاة مسلطين على رقاب الناس.

راشد علي محمد


وجهك الجميل والحلم البديع

 

أجلس وحدي على الطاولة ودخان سيجارتي يلتف من حولي ككفن مزخرف فيرسم لي وجهك فأحدق به، فأرى عينيك من غياهب الدخان أتأمل حباً يلتف حول عينيك كرمش مبروز بالكحل، فأحبس أنفاسي لكي لا تضيع ملامحه الجميلة، وأنظر وأسافر في سماء وجهك إلى مدن كلها حب، وإلى بحيرة صافية مياهها كزجاج الكنائس، ونجلس سوياً على شواطئها متعانقين وملتفين كعامود دخان ذائبين في بعضنا. كم أهوى أن أنام العمر في حضنك بين ذراعيك على صدرك، فهو المكان الوحيد الآمن، هو بؤرة مشاكلي وهمومي، فما أجملك عندما تبوحين لي، ثم تجعليني حراً وفجأة كل شيء يذهب. أنا آسف لم أستطع قطع نفسي أكثر.

عماد محيي الدين رمضان


مدِّي كفوفكِ

 

إهداء للمعلمة: أمينة الشرقي

عطني شعورك وأوعدك ما أخليه

ولو خلته روحي ترى غيرة القلب

من عام وعمري راكنه كل مافيه

من عام ونفسي في فضا النوح تنحب

كأن العمر متوقف ابدون تشبيه

فرق الشبه الانفاس تصعد وتصعب

واليوم عاودنا الشعور ابطواريه

عشناه من أقصانا لأقصاه في القلب

الصاحب اللي رفقته أحلى مافيه

حرّص عليه لا تتركه يوم وتتعب

يا صاحبه درب المواجع نخليه

ونمشي من الأيام من دون مكسب

يا صاحبه خلي عنادك وجافيه

محدٍ عمى عينه بِنفسه وتحسّب

دام العمر مكتوب للقلب يحييه

خلنا نعيشه بقربنا وأكثر أقرب

مدي كفوفك ، قلبي مادد أياديه

لا عاش يومٍ واحنا فيه انتعذب

بنت المرخي


مع الحمقى!

 

كثيراً منا سمع هذه الحكاية القصيرة التي تحكي عن أحمقين تحادثا في الطريق فقال أحدهما للآخر: تعال نتمنّى.

فقال صاحبه: أتمنى أن يكون لي قطيع من الغنم عدده ألف.

فردّ عليه الأول بقوله: أتمنى أن يكون لي قطيع من الذئاب عدده ألف تأكل قطيعك!

فغضب صاحب (أمنية) الغنم وشتمه، فشتمه الآخر وتضاربا! فمر بهما «ثالث» وكان محمّلاً حماره قدرين مملوءين عسلاً، فسألهما عما بهما، ولما قصّا عليه الأمر، أنزل القدرين وصبّهما على الأرض وقال: الله يهرق دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين!

استحضرت هذه النادرة وأنا أقرأ تعليقات بعض القرّاء على خبر (كارثة مفترضة) قد تقع لإحدى الدول «المكروهة» وقد عُرض الخبر على موقع إحدى القنوات الإخبارية، فكان تعليق أحدهم على الخبر، بأنه يتمنى أن يحدث ذلك وتزول تلك الدولة بمن عليها من على الخارطة، فردّ آخر بتأكيده أن ذلك لن يحدث وسخر من القارئ الأول ليعلّق قارئ آخر بشماتة وشتيمة فيردّ رابع بسرد تاريخي لدولة أخرى ويذكر أهلها ونظامها بالسوء... وهكذا استمرت المشاحنات والمناكفات (الإلكترونية) وارتفع منسوب الشتم والعصبية والطائفية... بسبب حادث مفترض قد يقع وقد لا يقع! وسواءً وقع أم لم يقع... فأغلب المعلّقين على الخبر لا ناقة لهم ولا جمل في الأمر ولا هم ينتسبون لهذه الدولة أو تلك!

كثير منا يدخل نفسه دون وعي في جدل عقيم بغيض لمجرد تعليق بسيط يتركه على خبر ما قد يكون محل اهتمامه، فإذا به يجد من يتشنّج ويتكهرب ليرد عليه بصورة فظة وعنيفة، أحياناً تعتقد أنه ربما لم يكن تعليقك واضحاً وأنك لم تستطع بتعليقك البسيط تبيان وجهة نظرك ورأيك، فتنجر للتعليق مرة أخرى ببعض الكلمات والإشارات. فيأتيك رد صاعق مزمجر فيه بهارات التكذيب أو التخوين أوالطعن او التجريم، عندها يختل توازنك وتثور حميّتك وتقسم أن تردّ الصاع صاعين... فتعود معلقاً سارداً للأرقام والأسماء والأحداث وشارحاً ووفي الشرح غمز ولمز وبز وهمز!... وهكذا يستمر الأمر لتتوالى التعليقات والردود وردود الردود... من هذا وذاك كل يدلو بدلوه... بعض الدلاء ملأى بالخبث والعبث وبعضها بالسطحية والجهالة وبعضها بالسذاجة والخبل... وأخرى بالبذاءة والابتذال ثم يأتي اليوم التالي لتجد أن الخبر وما لحقه من تعليقات قد أزيل من موقع الصحيفة/القناة فيختفي «مبغضوك» ومحبوك وتنتهي ههنا القصة، وعندما تهدأ وتحسب الأرباح والخسائر، تكتشف أنك كنت كأحد الحمقى في القصة أعلاه! فلم تخرج من هذا الجدل والمحاجة والتدليل والتدليس بما ينفعك، بل مررت في لحظة غليان وتوتر وغباء وتعصّب وأنت لم تكن تعلم /أو تعلم أنك كنت تجادل وتنافح حمقى... مثلك!

الجانب الآخر من المسألة أن كثير من مواقع الصحف/القنوات تسمح للقرّاء بنشر تعليقاتهم دون قيد أو رقابة، بحيث يتم نشر الغث والسمين، وإن كنا نؤمن - معهم - بحرية التفكير والتعبير إلا أن هناك من القرّاء من تكون لديه عقدة نفسية (متأصّلة) أو كراهية ضد فئة/مجموعة/قومية أو طائفة ما فيجد فضاء مفتوحاً وفرصة سانحة لبث عقده وأحقاده وهمزاته على هيئة تعليقات وردود وقد يكرّرها تحت عدّة أسماء ليوحي للقارئ أن هناك كثيراً ممن يؤمنون بطرحه (أو ضربه) ويتفقون معه فيما ذهب، وما من شك في أن تلك التعليقات المريضة تثير المزيد من العصبيات والحساسيات لينقلب موقع تلك الصحيفة أو القناة التلقزيونية إلى حلبة مصارعة يجوز فيها استخدام جميع أسلحة «الدمار الشامل»! لينعكس ذلك على واقع المجتمع بتكرار ذات التخرّصات والتعليقات المقيتة مع المزيد من الإضافات التي تخدم الهدف وتسرّع في تحقيقه! وهو مزيد من الفرقة والفتنة والتمزق... وكل ذاك بدأ بتعليق من مأجور أو أحمق... تلقّاه بجهالة من هو أكثر حمقاً!

جابر علي


في المكتبة

 

قالوا إذا بغيتي الهدوء روحي المكتبة

و إخذي لش كم كتاب وإكتبي هالمسألة

ارسمي لوحة أفكار وفي قلبش إمدعسة

وإحملي وياش القلم ولا تنسين المقلمة

***

وصلت على أعتابها وحالها مو أي حال

هدوء و سكينة و روعة بال!

رسموا في قلبي الطمأنينة وهمّي زال

لا صرخة، لا كلام عال العال!

***

جلست على كراسيها وفي إيدي كتبها

حاملة وياي المقلمة والأوراق جمعتها

هذا كتابي وهذي راحة بالي وضعتها

وحان الوقت إللي أقرأ رسمها وسطرها

***

وفي حالة هدوئي رن التلفون

أدور عن ملامح و من هي تكون؟

و تبدأ الفوضى و الناس كلهم ينادون...

وين الهدوء إللي عنه تتكلمون؟

إسراء سيف


سيدة عظيمة من الحورة

 

من تكون تلك الأم الحنون التي وقفت ضد الصعاب في الحياة والمعيشة الضنكة؟

من تكون تلك السيدة الفاضلة التي عملت جاهدة على تربية أولادها السبعة وأختهم في ظروف صعبة وقد كان والدهم طريح الفراش لفترة طويلة من الزمن وكان قدرها أن تواجه تلك المسئولية إذ كان أكبر أولادها مازال طالباً في المدرسة ويحتاج إلى مصاريف لكي يواصل مشواره التعليمي.

من تكون تلك السيدة التي عملت على تربية المواشي في بيتها كي تبيع الحليب على الجيران ومن حولهم وبذلك تحصل على قوت يومها مما تكسبه من تلك المهنة والذي كان يساعدها على مواجهة مشاكل الحياة في تربية هؤلاء الأطفال واحتياجاتهم المتواصلة دون نهاية من لباس ودراسة ومأوى يحميهم من برد الشتاء، هل تذكرون يا من عشتم في الحورة (البحبوح) تلك الرحلات البرية والرحلات إلى برك السباحة ذات المياه الارتوازية النابعة من تحت الأرض، وهل تذكرون هذه السيدة التي كانت المنسق الوحيد على تفعيل كل تلك الأمور التي من الصعب على أي رجل أن يديرها.

من تكون تلك المرأة التي تجلب لنا المأكولات كل صباح من مسافات طويلة بعيدة عن منطقة الحورة وقد كنا ننتظرها بجانب منزلها بفارغ الصبر واللهفة إلى أن تصل وهي حاملة على رأسها تلك الكمية الكبيرة والثقيلة وتكاد أن تقع من شدة التعب، لقد كانت إمرأة بمعنى الكلمة، وكان النور يشع من وجهها الطاهر، نعم هي إمرأة عن عشرة رجال.

من تكون تلك المرأة التي وقفت مع شباب الحورة قديماً ضد الاستعمارالإنجليزي في فترة الستينيات بمجهودها الكبير في تخفيف آلام الشباب من إصاباتهم بعد كل مظاهرة ينهونها ومواجهتهم رجال الأمن، وهي من يعمل على تطبيبهم في الوقت نفسها، لقد كانت محبوبة لدى الجميع صغاراً وكباراً.

من تكون تلك المرأة الوحيدة التي تفرح متى انتصر فريق نادي العربي لكرة القدم وكانت تستقبل جميع اللاعبين بالورود والمشموم وكأنها تستقبل موكباً كبيراً ذا شأن عظيم وتهتف بصوت عالٍ (يعيش فريق العربي) وهي فرحة من كل قلبها ودموعها واضحة في عينيها، تلك المرأة التي كانت تفرح بفرح شباب الحورة وقلبها ينبض بكل الحب والحنان لأبناء منطقتها.

من تكون تلك السيدة التي حرمت نفسها من أغلب الأشياء الجميلة التي كانت تستحقها قبل غيرها وعملت على تربية أولادها وكان مصدر رزقها الوحيد من المواشي وبيع المأكولات البسيطة على أطفال المنطقة وربحها البسيط من الرحلات الصيفية المفرحة والترفيه عن جميع أهالي الحورة وأيضاً بيع السمبوسة والمشموم والورد المحمدي.

أنا أعرف من تكون فهي أمي الثانية التي أرضعتني ولم تلدني، هي من رقص في ليلة زواجي وضمت أولادي إلى صدرها الحنون.

اليوم وبعد تلك السنين والتعب الشديد في تربية أولادها ورحيل زوجها عن الدنيا، هذا هو حصاد سنينها يشرفها ويشرف الجميع سبعة رجال من خيرة منطقة الحورة، مناصب مرموقة في المجتمع نفتخر بهم جميعاً فهم محبوبون لدى الجميع.

بعد كل هذا طبعاً عرفتم من تكون فأنا أناشد كل من عرفها من خلال هذه الكلمات أن يزورها في منزلها فهي تحتاج دعواتكم لأنها تستحق كل التقدير... هي أم الحورة.

صالح بن علي

العدد 3576 - الخميس 21 يونيو 2012م الموافق 01 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً