العدد 3580 - الإثنين 25 يونيو 2012م الموافق 05 شعبان 1433هـ

عفواً... المصالحة... لماذا؟!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كثيراً ما سمعنا هذا المصطلح بعد أحداث 14 فبراير/ شباط من العام الماضي، وهناك وجهات نظر مختلفة تدور حوله، فأحدهم قد يقول لا مصالحة قبل طرح الحلول، ولا مصالحة إلا بعد الاعتذار، وآخرون يقولون: عفواً... المصالحة مع من؟ فئة من المجتمع، أم مع «خونة» كما نُسبت للبعض منّا، أم ماذا؟

نعم... إنها المصالحة التي تثرينا وتهمّنا في الشأن الأوّل، ولن تقوم الحلول السياسية من دون المصالحة، فلقد تأذّى الكثيرون من أبناء وطننا، وبلع المر فئة غير قليلة من هذا المجتمع، وانقسمنا ومازلنا نغذّي هذا الانقسام، وهناك ذئاب تعوّل على هذا الانقسام.

إذاً لابد لنا من التعرّف على هذه «المصالحة»، فنحن لا نعيش في صومعة، بل نعيش مع بعضنا البعض، مع أن البعض يجلس فوق برجه العاجي ولا يعلم عن أخبارنا إلا القليل، أو عن طريق ما يسرد في الصحف أو القنوات، فلابد لنا الآن من وضع اليد مع اليد، والكتف مع الكتف من أجل النهوض مرّةً أخرى بحلول جذرية قد تغيّر مجرى تاريخ البحرين.

«لا... لا... وألف لا. لن نتصالح معهم»! «لا... لا... وألف لا بعد ماذا تأتي المصالحة»، «انتبهوا هناك من يسترق السمع»، «انتبهوا لقد حفظوا رقم هواتفنا»، باتت البحرين تعيش في قلق مزرٍ، لا صديق ولا عدو، الجميع يخاف من الجميع، والكل لا يثق في الكل، فمن أين نبدأ يا ترى؟ أنبدأ بالحوار، أم نقول بأنّ الحوار طال أمده ولن نراه على المدى البعيد، أنلجأ إلى إشعال فتيل الفتنة المؤجّجة حالياً، لتعهد البحرين استنزافاً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، أم نحاول إرجاح صوت العقل والمحاولة مرّة أخرى من أجل الوطن؟

إنّنا في زمن لا يتساوى مع ما يحدث على أرض الواقع، فلا التهديد ولا الوعيد يرجعنا إلى ما كنّا عليه، فما أن يتغيّر فكر أحدهم، حتى بات الرجوع إلى الفكر القديم محالاً، ولنا في التاريخ عبرةٌ يا أولي الألباب.

الحل بأيدينا جميعاً، فلنحسن الظن في الآخر، ولنبعد عن نار «الطائفية المُختلقة»، فلن تدوم لنا إلا العلاقات الطيبة، والإصلاحات الحقيقية، والحوار الموجّه في مكانه المناسب، فالوعي المجتمعي في ازدياد، والحراك السياسي سلاح ذو حدّين، ونحن نطمح إلى غد مشرق، لا غدٍ أسود، يحل علينا، فنخسر كل شيء!

نناشد في هذه اللحظة العقول قبل العواطف، ولنترك العواطف جانباً، لأن الوطن يحتاج إلى العقول النيّرة، وإلى الالتفاف حول بعضنا البعض، فنحن في فرقةٍ اليوم، ولكن بالمصالحة والحوار المجدي، نحن أمّة واحدة غداً، ولنترك الترّهات إلى المتمصلحين، فهم أولى بها، ولنترفّع عنهم، لنخرج الوطن من المأزق الحقيقي الذي نحن فيه حالياً.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3580 - الإثنين 25 يونيو 2012م الموافق 05 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 44 | 8:14 م

      الى مريم الأصيلة

      انتي قلم حر و ضمير حي و إبتسمامة صادقة في عاصفة الغبار المتصاعد طائفيا و نرجسية تجتر التاريخ تحية لك و لقلمك الشجاع
      عبدالله الجنيد

    • زائر 43 | 4:40 م

      عقول

      في اوقات الواحد من الضبابية يريد ان يتمعن للحكم علي الشئ ولاكن سيدتي كل شئ واضح وضوح الشمس

    • زائر 41 | 12:25 م

      اين المصالحه

      اين المصالحة واين العدالة واين التمييز واين الحق اي مصالحة في غياب العدالة بكافة اطياف الشعب مازال الوقت طويل للتغيير عقول العبودية الي الحرية

    • زائر 39 | 10:25 ص

      بعض طرق الخروج من النفق المظلم 3

      ** جرس إنذار
      هناك ارهاصات مخيفة تدور في الأفق وهي الورقة الأخيرة التي يعمل عليها أصحاب الجيوب التي لا يملأها شيء .. وهي محاولتهم لجر الطائفتين إلى اشتباكات شعبية ، يدير رحاها جهال القوم ، يسقط خلالها الكثير من الأبرياء ويسفك فيها الدم الحرام

    • زائر 38 | 10:24 ص

      بعض طرق الخروج من النفق المظلم 2

      3-عقد حوار جاد بين الحكومة والمعارضة ، يدعى إليه أبرز الرموز العلمائية والجمعيات السياسية من الطائفتين بعيدا عن أضواء الإعلام ، لخلق حلول وسط ترضي كل الأطراف
      4-إبعاد وتحييد المتسلقين على أكتاف الشعب للوصول إلى مصالحهم الشخصية على حساب الوطن ، حتى لو احترق على رؤوس مواطنيه .. سواء منهم أصحاب الوجاهات الاجتماعية أو وزراء وغيرهم

    • زائر 37 | 10:22 ص

      بعض طرق الخروج من النفق المظلم 1

      - تهدئة الخواطر والنفوس التي جرحت وأدميت ،بالضرب على أيدي المتمصلحين- الذين ينفخون في بوق الطائفية - بغلق منابرهم الإعلامية ( قنوات ، صحف ، منابر جمعة وجماعة ، قنوت وأدعية في صلوات جمعة وجماعة ..)أو بإبعادهم عنها - لأنها تشظي النفوس ، فتثير ردود فعل عاطفية بعيدة عن فرملات العقل.
      2-عقد ندوات وحوارات تلفزيونية يديرها عقلاء القوم من الطائفتين ، لطرح برامج عملية للخروج من الأزمة ، وللعمل على ترميم وإعادة بناء النسيج الاجتماعي ، وعودة الثقة بين مكونات المجتمع

    • زائر 35 | 7:50 ص

      حفظ الله البحرين

      يجب أن نسمي الاشياء باسمائها, الذين لعبوا على الوتر الطائفي والذين يغدون هذه الفتنه كافراد ومؤسسات معروفين كانوا قبل 14 فبراير وزدادوا بعد 14 فبراير لانهم لا يمكنهم العيش واستغلال موارد وخيرات البلاد الا على هذة الفتنة, ولا يمكنهم البقاء في مراكزهم الا بالضرب على هذا الوتر الخبيث, فكل الالاعيب والاوراق والفبركات سقطت فما عاد لديهم الا الاستقطاب الطائفي في البلد والمنطقه, ولكننا نقول لهم (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين),
      حفظكي الله ايتها الشروقيه وحفظ البحرين من كل الاشرار

    • زائر 31 | 4:41 ص

      العقل لا القوة

      أولا شكرا لاختي مريم عل جميع مقالاتها المميزة والواقعية . نحن نحتاج جميعا غلى تفعيل العقل وإخفء العاطفة نوعا ما . ما تمر به مملكتنا شيء مؤسف من جميع الاطراف . الكل يستعمل القوة بشتى انواعها . اين الحوار ؟ اين الوساطات المحلية ؟؟ اين دعاة الوحدة ؟؟ أين ؟؟ أين ؟؟ اين ؟؟ .
      أللهم إجعل هذا البلد آمنا بحق محمد وآل محمد .

    • زائر 30 | 4:37 ص

      قضايا زائفة افتُعلت لتعزيز الفتنة الطائفية (كربابادي)

    • زائر 28 | 4:08 ص

      نظرة صحيحة و فكر واعي,,,,يا بنت الشروقي,,,,

      "وانقسمنا ومازلنا نغذّي هذا الانقسام، وهناك ذئاب تعوّل على هذا الانقسام"
      اي والله ذئاب مو بشر ,,,,,فهم يتلذذون بتمزيق اوصال الوطن بأنيابهم و لا يتغذون الا على الجثث,,,,
      ,,,,,,واصلي كتابة اخت مريم بهلطريقة الرائعة,,,,,

    • زائر 27 | 4:07 ص

      يعقلون و لا يعقلون

      أليس من أسماء الله الحسنى " السلام " ، وقيل "خيرهم الذي يبدأ بالسلام ؟؟
      لكنه ليس بسر أن لا تكون المصالحة إلا بعد الخصام. فلما كان الخصام وعلى ما كان ؟
      ومن بدأ الخصام ومن بدأ بالسلام؟

    • زائر 26 | 3:29 ص

      ام حسن

      عفوا احنى مو جهله.مو كل شي اصير بلعنف.الحوار لغة العصر

    • زائر 25 | 3:25 ص

      يانجمة الحد الساطعة لك التحية

      أختي الكريمة
      الشعب البحرين طيب للغاية هو اول من طبق مبدأ عفا عما سلف والدليل في حركة التسعينات لا تقل انتهاكا عن هذه الحركة من تعذيب وقتل وتهجير واتهامات لا حصر لها المعذبون والقتلة معروفون ومعروف مواقع سكانهاهم هم وعوائلهم ولكن لم يمسوا بأذى انتقاما من ضحاياهم فنسوا عمق جراحهم لاجل وحدة الوطن اليس هذا شعب فاق الطيبة والتسامح ، اليس هذا الشرف والأخلاص والحب للوطن ولا يمكن يكون صلح مع مكونات المجتمع والبطانة الفاسدة موجودة في مواقعها فنرجع الى مربعات قبل الأول فيبقى الوطن اسير الى ملا نهاية

    • زائر 24 | 3:11 ص

      فقط

      يا سيدتى نحن ابناء وطن واحد ومصيرنا العيش مع بعض ولكن لا بد من اثار هذه الفتنة ان يبدى حسن نية على الاقل ، هم لا يزالوا يكابرون وحتى يرفضون الحوار الا مع الحكومة وكان المكون الوطنى الاخر ليس له وجود ، لماذا لا تكتبين عن ذلك ؟؟

    • زائر 23 | 3:03 ص

      مصطلحات يندى لها الجبين وتقشعر لها الابدان

      أقولها وبدون مجاملة تخون المكون الاكبر للشعب البحريني والاصيل له دلائل ومعان كثيرة وكبيرة ولقد فوجئنا بهذا النوع من الطرح التخويني من اناس كنا نعدهم لنا اخوة وشركاء في الوطن والجناح الثاني الذي لا يطير الوطن الا به وإذا بهذا الجناح يريد كسر جناح اخيه وشريكه في الوطن.
      هذا يدلّ على ان هناك من يكن البغضاء لنا ويظهر المودة، هذا يدل على ان هناك من لا يريد الخير لشعب ديلمون واوال
      ليس الشعب البحريني الذي يستحق كل هذا.
      هذا شعب التاريخ العريق والاسلام الاصيل الذي لا يمكن لاحد المسّ به

    • زائر 22 | 2:41 ص

      ام حسن

      هم من يقولون عنا خونة ونحن من ساهمنه فى ارجاع دستور 2002 وهم فى نظري جهلة فى حقوقهم السياسية

    • زائر 20 | 2:15 ص

      لا ديمومة

      الخلاف الطائفي الوهمي المصطنع ليس سبب ا

    • زائر 18 | 1:41 ص

      اولأ

      زائر15.واللة احلة كلأم صح لسانك

    • زائر 15 | 12:54 ص

      اولا"

      لابد من الغاء المذهبين السني والشيعي .....وقال مسلم فقط

    • زائر 14 | 12:52 ص

      ثم قرأت في جريدة أخرى: الشخص مات نتيجة آخر أعماله إمتطاء الأذى من الطريق ..

      ذكرت وزارة الداخلية في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن إصابة بسيطة لشابين بمدينة حمد إثر احتراق سيارتهما والتفاصيل تشير إلى أن اشتعال النار نجم عن تسريب غاز من "ولاعة" فيما كان أحدهما يشعل سيجارة.

      صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3557 - الأحد 03 يونيو 2012م الموافق 13 رجب 1433هـ

    • زائر 12 | 12:28 ص

      اللي شبكنا يخلصنا..

      باتت البحرين تعيش في قلق مزرٍ، لا صديق ولا عدو، الجميع يخاف من الجميع، والكل لا يثق في الكل، فمن أين نبدأ يا ترى؟ أنبدأ بالحوار، أم نقول بأنّ الحوار طال أمده ولن نراه على المدى البعيد، أنلجأ إلى إشعال فتيل الفتنة المؤجّجة حالياً، لتعهد البحرين استنزافاً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، أم نحاول إرجاح صوت العقل والمحاولة مرّة أخرى من أجل الوطن؟

    • زائر 11 | 11:56 م

      للتو رأيت مقطع على يوتيوب فيه عقيد سابق متهم بالتعذيب اليشع في فترة التسعينات يخطب في بعض من سلبت عقولهم وهم يشتمون الطائفة الأخرى، و"يحيون" ذكرى "شهيد" قالت عنه وزارة الداخلية أنه توفي نتيجة احتراق سيارته بسبب ولاعة بينما يحاولون هم أن يأججوا طائفتهم ضد الأخرى بتزييف هذا الحادث

    • زائر 10 | 11:52 م

      نعم لقد اصبتي الصواب فيما تم طرحه في مقالك فليسمع عقلاء ووجهاء البلد هذا هو المخرج لازمتنا وخارطة الطريق للوصول الى بر الامان

    • زائر 9 | 11:27 م

      أولا التخلي عن العصبيات

      ما لم يتخلى الجمبع من العصبيات المذهبيه المسيسه لن نرى توافقافي البحرين يهددها من يستغلون فئة من المهمشين لخلق انقسام في المجتمع تحت ذريعة الحقوق. الديمقراطيه قادمه انشاء الله بوعي الشعب لا بالعنف والتحشيد. الله يحفظ البحرين وأهله الخيرين ويبعد الشر القادم من الخارج.

      أبو عمر الكوهجي

اقرأ ايضاً