العدد 3597 - الخميس 12 يوليو 2012م الموافق 22 شعبان 1433هـ

بحريني فاقدٌ للبصر يمتهنُ صناعة الحبال

جزيرة النبيه صالح - محمد الجدحفصي 

12 يوليو 2012

«في مرحلة الصبا، حيث كان عمري وقتها 13 عاماً، أصبت بالجدري، والذي أفقدني البصر، وبسبب المسئولية الملقاة على كاهلي وقتها، تعلمت صنع الحبال، والتي مازلت أمارسها حتى هذا اليوم»، ذلك ما بدأ به الحاج حسن علي البحراني حديثه لـ «الوسط»، إذ لايزال يفترش الأرض بين نخيل جزيرة النبيه صالح، لمزاولة هذه المهنة.


صانع الحبال الحاج حسن البحراني لـ «الوسط»:

فقدي للبصر كان السبب في تعلمي صناعة الحبال

جزيرة النبيه صالح - محمد الجدحفصي

الحاج حسن علي البحراني أحد المواطنين الذين أخذوا صناعة الحبال مهنة لهم منذ وقت طويل جداً، ورغم التطور العلمي والتكنولوجي في عدة مجالات، ومنها صناعة الحبال، إلا أن البحراني لم يتخلَ عن هذه المهنة التي ورثها عن أجداده، وهو لا يزال يفترش الأرض بين نخيل جزيرة النبيه صالح، متمسكاً بمهنة صناعة الحبال إلى يومنا هذا، وقد أجرت «الوسط» لقاءً قصيراً مع البحراني، وكان كالآتي:

كيف كانت البداية؟

- لذلك قصة، وهي أنني في مرحلة الصبا، حيث كان عمري وقتها 13 عاماً، أصبت بالجذري والذي أفقدني البصر، ولأن الجيل السابق دائماً ما يكون اعتماده بشكل كبير على نفسه في العمل والاستقلالية، بالإضافة للمسئولية الملقاة على كاهلي وقتها، تعلمت صنع الحبال، والتي لا زلت أمارسها حتى هذا اليوم.

ألم يشكل فقدك للبصر عائقاً في صنع الحبال؟

- لا، بل كان سبباً لإجادتي صنع الحبال بمهارة وحرفية عالية، ويمكنك مشاهدة ذلك الآن، رغم قساوة الزمن إلا أنني لا زلت أزاول هذه المهنة حتى الآن.

وما هي الصعوبات التي واجهتك في هذه المهنة؟

- البحرينيون سابقاً والآن، كانت لهم مهن وتجارب عديدة، ولا غرابة في تفوقهم بذلك، وفي اعتقادي أن صعوبة الحياة والظروف المحيطة كانت ولا زالت سبباً رئيسياً لإجادة البحرينيين للكثير من هذه المهن.

وكيف كان عملك سابقاً في هذه المهنة؟

- سابقاً كنت أزاول هذه المهنة مع إمكانية الخروج بنفسي إلى المزارع في جزيرة النبيه صالح، والعمل فيها بالحرث والزرع، وصناعة الحبال، كما أنني كنت أشارك البحارة من أهالي القرية في انتشال الأسماك من المصائد «الحظور».

هل كنت تذهب لوحدك للمزارع، وبدون مساعدة؟

- نعم، وهذه نعمة من الله عز وجل، حيث كنت ولا زلت أتميز بها، رغم فقداني البصر إلا أنني أستطيع الذهاب لأي مكان بمفردي.

ما هي المواد المستخدمة في صناعة الحبال؟

- «الجريد» و «الليف»، حيث كنت سابقاً أستيقظ من النوم فجراً، لأقوم بالصعود للنخيل بنفسي وأقطع « الليف» منها، لأقوم بغسله وأتركه بعض الوقت أمام الشمس حتى يجف، ثم بعد ذلك أقوم بتفكيكه وتمشيطه، وبعدها أبدأ العمل في صنع الحبال.

وهل تحتاج لأي جهاز أو آلة في صنع الحبال؟

- اليدين والقديمين فقط.

ما هي الأشياء التي تتمكن من صناعتها بالحبال؟

- «الربطة»، ويستخدمها من يزاول مهنة تعديل النخيل، بالإضافة «السيجة»، وهي مكملة أيضاً لمن يريد الصعود للنخلـة لتعديلها، كما أقوم بصناعة الحبال العادية والسلال.

هل يوجد زبائن لهذه الاشياء؟

- سابقاً نعم، أما في الوقت الحاضر هناك عزوف كبير من الناس لشراء هذه المنتوجات المحلية، رغم جودتها العالية، إلا أن استيراد مثل هذه الأشياء من الخارج أثر بشكل كبير على المخزون لدينا.

كم من الوقت يستغرق صنع الواحدة منها؟

- يعتمد، بعض الأحيان يستغرق يومين، وربما أكثر في أوقات أخرى.

هل ما زلت تزاول هذه المهنة مثل السابق؟

- سابقاً كنت أذهب للنخيل بأحدى الساحات بجزيرة النبيه صالح لأزاول هذه المهنة، ولكن مع مرور الوقت والتقدم في السن، صعب علي ذلك جداً، ولذا قام أولادي بتوفير مكان مناسب لي بين بعض النخيل بالمنزل، لأمارس هذه المهنة التي عشقتها ولا زلت حتى اليوم.

ألا توجد لديك مشاركات خارجية في معارض محلية أو مهرجانات ثقافية؟

- شاركت في معرض بجزيرة سترة منذة عدة سنوات، وقد وجدت الترحيب والتشجيع من قبل الجميع لي.

ألا يوجد دعم لك للاستمرار بهذه المهنة؟

- نعم، الدعم والتوفيق من الله أولاً، ولأبنائي ثانياً، الذين يقومون بتوفير كافة المستلزمات لي للاستمرار في هذه المهنة، أما عن الزبائن والدعم من التجار مثلاً فهو قليل، وذلك بسبب تفضيل النوع المستورد من هذه الأشياء على الشراء من الحبال المحلية.

كلمة أخيرة عبر «الوسط»؟

- أشكر صحيفة «الوسط» ورئيس تحريرها على هذا اللقاء المفاجيء والجميل في آن واحد، والذي اعتبره نوعاً من أن أنواع الدعم والتشجيع للبحرينيين، ثانياً نصيحة للشباب وبالأخص الموهوبين منهم، أنا والكثير غيري فقدنا البصر، ولكن هذا لم يقف عائقاً أمام تفوقنا في مختلف المجالات والمهن، بل كان دافعاً وحافزاً لنا للاستمرار وإثبات تفوقنا، والحمد لله نجحنا بتوفيق منه، وبإصرارنا على النجاح، وهذا ما عليكم فعله، اصبروا ورابطوا واقتحموا مختلف المجالات، ولا تقولوا لا نستطيع، بل حاولوا مرة وأخرى، حتى تتمكنوا من إثبات قدرتكم التي كانت ولا زالت محط إعجاب الجميع.

العدد 3597 - الخميس 12 يوليو 2012م الموافق 22 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 2:02 م

      الله يعطيك طول العمر

      الله يعطيك طولة العمر ويعطيك الصحة والعافية فرضا الله من رضا الوالدين واحلى جريدة بلا منازع الوسط الله يحفظ كل اصحابها من كل مكروه وسوء ويحفظ جميع امة محمد ويشفي المرضى وكبار السن

    • زائر 13 | 11:21 ص

      بحريني اصلي

      الله يعطيك العافية الى عالعمر ةلا يزال يزاول مهنته الله يعطيه الصحة والعافية والشباب تقاعد مبكر وعمره خمسين ماوصل بس يحبوا قعدت البيت كل الاحترام والتقدير اليك باحجي وعساك على القوة

    • زائر 11 | 5:40 ص

      أم علي

      تحية واجلال لهذا الرجل الجليل والى ابنائه الشرفاء والله يطول عمره ويجعله ذخراً لهذا الوطن

    • زائر 10 | 4:34 ص

      الله يطول في عمرك

      يعطيك العافيه وطول العمر ان شاء الله

    • زائر 8 | 3:41 ص

      تحية اكبار

      تحية اكبار و احترام لهذه الكوكبة من ابناء البحرين المخلصين المثابرين الذين لا يمدون يدهم للغير ،عاشو بشرف و اكلوا من حلال الله الذي لا ينضب عاشو ا بمحبة و يموتون على نفس النهج،بارك الله فيك يا حاج حسن البحراني الذي اثبت انك من اهل البحرين الشرفاء المخلصين،دعائي ان يحفظكم الله و يحفظ اهل البحرين الشرفاء من امثالك.
      السيد خليل

    • زائر 7 | 3:29 ص

      البصير

      إنّه بصير و إنّما العمى عمى القلب
      تحيّة إكبار لك و لأمثالك أيّها الشيخ الجليل
      يد يحبها الله و رسوله

    • زائر 6 | 3:29 ص

      بارك الله فيه

      نتعلم من اجدادنا حب العمل والتفاني فيه..
      تحية له على حبه لأرضه ومهنته..

    • زائر 5 | 1:38 ص

      اصالة ..

      الحاج حسن البحراني انموذج للانسان البحريني الاصيل الذي عاش على هذه الارض الطيبة ومن اجل الرزق الحلال حفر بيديه الصخر ليعيش عزيزاً ولم تمنعه الاعاقه من ذلك ،لقد امتهن عملية صناعة الحبال تلبية لحاجة الناس في ذلك الوقت لهذا النوع من الصناعة انه توارث هذه المهنة كما توارث غيره المهن المحلية الاخرى من الاباء والاجداد لزمن يمتد لآلاف السنين ، ويمتاز الحاج حسن بالطيبة لكنها طيبة الواثق بنفسة وبربه وليست طيبة المتخاذلين الساذجين،إن النظر لهذا الانسان يبعث العزة من جهة والمأساة واللوعه من جهة اخرى !

    • زائر 4 | 1:27 ص

      هنا فقط

      هنا فقط يُعرف البحراني المتأصل

    • زائر 3 | 1:09 ص

      الله يعطيك العافية ابو علي

      هذا الضرير كان يروح مزرعتة كل صباح من غير مساعدة احد ويروي الزرع بماء العيون بالطريقة القديمة
      كل اهالي النبيه صالح يتذكرونة جيدا

    • زائر 2 | 12:17 ص

      أنتم الأصل في هذا البلد الذين ثبتم على دينكم وفي أرضكم تزرعوها وتعمروها وتعيشوا فيها ثابتين صامدين محتسبين.. عين الله ترعاكم..

      الحاج حسن علي البحراني أحد المواطنين الذين أخذوا صناعة الحبال مهنة لهم منذ وقت طويل جداً، ورغم التطور العلمي والتكنولوجي في عدة مجالات، ومنها صناعة الحبال، إلا أن البحراني لم يتخلَ عن هذه المهنة التي ورثها عن أجداده، وهو لا يزال يفترش الأرض بين نخيل جزيرة النبيه صالح، متمسكاً بمهنة صناعة الحبال إلى يومنا هذا..

    • زائر 1 | 11:02 م

      شكرًا للوسط

      شكرًا لصحيفة الوسط على هذه المقابلة، وتمنياتي له ولأهله بالتوفيق. كما أتمنى من كل من يملك وسائل الدعم المادي والمعنوي دعمه بكل قوة فهذا واجب اجتماعي ووطني. وكذلك يجب أن يدعم من الجهات الرسمية.

اقرأ ايضاً