العدد 3703 - الجمعة 26 أكتوبر 2012م الموافق 10 ذي الحجة 1433هـ

قاسم: نحن ضد سفك الدماء ولا نفرّق بين الدم الحكومي والشعبي...والمفتاح يحذر من زج الأمة في المحذور الطائفي والمذهبي

الشيخ عيسى قاسم - الشيخ فريد المفتاح
الشيخ عيسى قاسم - الشيخ فريد المفتاح

أكد إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم أنه يقف ضد العدوان وسفك الدماء، وضد التفريق بين «الدم الحكومي والدم الشعبي»، مشدداً في الوقت ذاته على «المطلب الإصلاحي الذي لانراه إلا ضرورةً من ضرورات هذا الوطن لأمنه واستقراره».

وقال قاسم، في خطبته أمس الجمعة (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2012): «نحن مع المطلب الإصلاحي الذي لا نراه إلا ضرورةً من ضرورات هذا الوطن لأمنه واستقراره ومصلحته، وأخوة أبنائه، وازدهاره وتقدمه، (هو) مطلب لا غنى عنه ولا يمكن رفع اليد عنه».

وأضاف «نحن مع الأسلوب السلمي الذي هو أسلم الطرق إليه، وأقلها كلفة وأحفظها لمصلحة الوطن وأخوته، وهذ الأمر ليس رأي الكثرة فحسب، بل هو رأي كل المعارضة ويتحد الرأي كذلك في الأمور الآتية: مع الأخوة الإسلامية والأخوة الإنسانية والأخوة الوطنية، ومع احترام نفس كل مواطن ومقيم، ومع التساوي في الحقوق والواجبات الوطنية لكل المواطنين، ومع عدم تأجيل الإصلاح ولو ليوم واحد، وعدم وضع العراقيل في طريقه من قبل السلطة وهي التي تملك قراره الفوري ولا تحتاج إلى إطالة الطريق».

وتابع قاسم «نحن ضد إعلام الفتنة وتأجيج الوضع ومحاربة الإصلاح، وبث روح البغضاء والحقد بين أبناء الشعب الواحد خدمةً للمصالح الخاصة».

وشدد على أنه «ضد العدوان وسفك الدم، وأي عدوان أثبته الدليل الشرعي الذي تتعبدنا به الشريعة الإسلامية وترضاه، فهو مدان كل الإدانة ومرفوض كل الرفض، ولا يمكن أن نوافق عليه، وتبقى القضية قضية قيام هذا الدليل وعدمه، هل هناك دليل شرعي على ما يقال؟ أو ليس هناك دليل شرعي على ما يقال؟».

وأردف قائلاً: «نحن ضد التفريق بين الدم الحكومي والدم الشعبي، فهذه النسبة في حد ذاتها لا تمثل فرقاً في نظر الإسلام في حرمة الدم، وليس لنا نظر على خلاف نظر الإسلام، فليس هنا من دم أزرق بهذا العنوان ودم أسود للعنوان الآخر، ولا فوقية لدم من حكومي أو غير حكومي ولا امتياز على دم الآخر».

وأوضح أن «حرمة الدم واحدة، هناك احترام عام للإنسان وهناك احترام خاص للإنسان المسلم بين المسلمين، والدم لا يسترخص إلا بإذن شرعي، إلا بسبب شرعي، إلا في حالات محددة والحالات المحددة هذه؛ إنما تؤخذ من الشريعة، وما يسقط حرمة الدم في الشريعة معروف عند المسلمين ولا يجوز تعديه على الإطلاق».

وتابع «حرمة الدم في الإسلام من أعظم الحرمات، ولا تعدي عن العدل ولا أخذ بالعدوان مع مسلم ولا كافر، لكن المفارقة واسعة والمسافة شاسعة في تعامل السلطة مع قضية الدماء».

وفي سياق خطبته؛ قال قاسم إنه عندما «يقتل رجل أمن، ونحن لا نسترخص دم أحد، تحدث العواصف والزلازل والبراكين، وتحاصر المناطق وينشر الرعب والهلع، وتتسع الاتهامات وتدق طبول الحرب، ويزج بأعداد المواطنين في السجون ويستمر التحقيق بأساليبه القمعية الخاصة، التي تحدثت عنها التقارير من لجنة تقصي الحقائق والمنظمات الحقوقية حتى تتوافر كل الاعترافات المطلوبة».

وبين أن «والطوق المشدد على قرية العكر، لحادث قتل الشرطي والذي استمر كل المدة التي استمرها، صورة جلية من صور الفرق الهائل في التعامل الرسمي بين دم أبناء الشعب، ودم منتسب من منتسبي السلطة، دم لا يطال العقاب حتى شخص من اعتدى عليه مع معرفته، ودم تنزل العقوبة بآلاف المواطنين بحثاً عن المتهم به بل خارج دائرة هذا البحث».

وتساءل: «ماذا بعد القبض على العدد الذي قبضت عليه السلطة، وهي تخضعه لما تسميه بالتحقيق؟ وبعد مضي كل هذه الأيام على الحادث، حتى يستمر حصار القرية ما استمر عليه من مدة، لولا أن العقوبة يراد لها أن تكون جماعيةً وخارج الشرع وحتى القانون؟، وأن يقدم من خلالها درس عام قد تكثرت الصور والنماذج المتنوعة من مثله على المدى الطويل من عمر الأحداث، ما زاد الطين إلا بلة وما أعقب الوضع إلا تعقيداً وما خلف إلا توتيراً في الأجواء وتصاعداً في الأحداث وتسعةً في الهوة».

واعتبر أن «هذا التفريق على خلاف العدل، وهذه العقوبة الجماعية التي عطلت حياة قرية بكاملها أياماً، ونالت من مرضاها وذوي الضرورات منها ما نالت، خارج لغة القانون ومنافية لمصلحة الوطن».

وأشار إلى أن «النظر الصائب في هذا الوطن أنه يحتاج إلى انتشال سريع من المحنة، وانتشاله إنما هو بالإصلاح، والإصلاح؛ إنما يملكه طرف الدولة وهو لا يحتاج مع صدق النية والجدية والميل إلى العدل إلى تطويل مدة، ولا إلى كثرة حوار ومقدمات. كل الحاجة إلى سماع صوت الدين والعقل والحكمة، الرضوخ للحق والرضا بالعدل والتخلي عما يدعو إليه الشيطان».

وأضاف «كل ما تتمناه حكومة متعقلة من شعبها أن تهدأ ثائرته، أن يعود لمجرى حياته الطبيعية، ألا يشتغل بالمسيرات والاعتصامات والاحتجاجات، وأن يتعاون مع المشاريع الصالحة لو أتت على يدها، وكل ذلك لا شك أنه سيأخذ طريقه إلى الواقع العملي، وستنتهي الأزمة لو فعِّلت لغة الإصلاح وحلت محل لغة البطش والفتك والتنكيل».

وختم قاسم خطبته بالقول: «طريق واحد للخروج بالبلد من الأزمة، ليس دونه طريق، فتشوا كثيراً عن طريق آخر، لن تجدوا... هذا الطريق الواحد هو طريق الإصلاح السريع الجدي الشامل الذي يقدم حلاً كفوءاً».

المفتاح يحذر من زج الأمة في المحذور الطائفي والمذهبي

من جانبه ، حذر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ فريد المفتاح من زج الأمة في المحذور الطائفي والمذهبي، داعياً إلى أن تسود ثقافة الحب والمودة والتعاون والتكافل والتعايش.

وقال في خطبته أمس الجمعة (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2012): «إن الأمة مدعوة وبكل قوة وصدق إلى أن تضع خلافاتها وتجاذباتها جانباً، وأن تلتفت إلى بناء الشخصية والإنسان، الإنسان الأخلاقي، وأن تطلب الإصلاح بطرقه المشروعة، والتوافق بين الجميع، لا بالعنف والقوة».

وأضاف «كفانا حروباً وخلافاً، وانشقاقاً طائفيّاً، ونزاعاً دينيّاً، وتنافساً عرقيّاً، وكفانا تفككاً وترهلاً وانحلالاً، وتعادياً، وتراجعاً، وكفانا انحباساً في وقائع التاريخ».

وتابع أن الإصلاح يُطلب بالطرق المشروعة، وليس بالعنف والقوة، وتعطيل مصالح الناس، وتعريض حياتهم للخطر، مطالباً بـ «الضرب بيد من حديد» على «مثيري العنف والفوضى».

ورأى أن «الموقف الصحيح والتحدي الحقيقي، هو التحدي التنموي والانطلاق التنويري، وصناعة الحاضر والاستعداد للمستقبل. ينبغي أن تهتم مجتمعاتنا، ولا تبقى في صراعات التاريخ، فذلك لا يبني ولا يطور».

واعتبر أن «أعظم البلاء أن تؤتى الأمة من داخلها، فيجب على الأمة أن تستكمل بناء نهضتها بالقضاء على أسباب الخلاف والتشرذم، والضرب بيد من حديد على مثيري العنف والتخريب وإثارة القلاقل، والذين يستغلون الفساد والإفساد من أجل تحقيق مصالحهم. أولئك الذين تجردوا من الأخلاق والقيم».

وقال: «ما تمر به الأمة من هموم، لا يمنع من الفرح والسرور، فالعيد فرح وابتهاج وسرور وسعادة، وفرصة لتدفق الأمل. والأعياد وأيام التشريق والمناسبات الدينية العامة تمثل وسطية الدين، وهذه الأيام فيها بهجة النفس مع صفاء النفس».

وذكر أن «الأمة الإسلامية بأمسِّ الحاجة إلى النهوض والنشاط، والسعي والعمل بإيجابية وحيوية وتفاؤل، نحو البناء والإعمار والتنمية، وتقوية علاقاتها»، وقائل: «من حكم العيد ومنافعه العظمى، التواصل والتصالح والتصافي وتلاقي القلوب».

العدد 3703 - الجمعة 26 أكتوبر 2012م الموافق 10 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 8:27 م

      اذا فئه طالبت بحقها يعني خلاص صارت تبي الفتنه؟
      عجببببببببببببببببب والله عجب

    • زائر 32 | 8:58 ص

      زائر7

      عمله وحده والوجه اثنان عرفت هههه

    • زائر 30 | 6:54 ص

      نريد وطن حر وشعب سعيد لا ديمقراطية قائمة على المحاصصة الطائفية

      عزيزي ابو حسين زائر رقم 28 و 27 راجع التاريخ ان كنت ليس من البشر الذي تحركهم العاطفة وتؤمن بالرأي الآخر وبالوطن الجامع لكل الفئات وليس طائفي وقراراتك مبنية على اسس وطنية علمية راجع التاريخ وعود الى الوراء قليلا وقل لي ما هي مواقف عيسى قاسم في برلمان 73 في ما يتعلق بقانون النقابات الذي تم اجهاضه بفتواه الدينية وليس الوطنية ، قل لي ما هو موقفه من مفهوم المواطنة التي يتغنى بها اليوم الكثير من اتباعه ، قل لي عن مفهومه للمرأة عندما تم طرح مشاركتها في العمل السياسي والتي بفتواه الدينية تم استبعادها

    • زائر 29 | 6:47 ص

      الشيخ عيسى منذ زمن طويل لا يفرق بين دم المسلم ولكن غيره يفرق .

      اللهم احفظه وأيده وسدده آميييييييييييييييين

    • زائر 28 | 6:11 ص

      ابوحسين

      ياخي العزيز الذي ضيع الوطن وغيب المطالب وهو وجود عقول امثالك لاتفهم ان
      الدفاع عن الاعراض ليست شعارات جاهلية بل هو دفاع مشروع في جميع الاعراف والقوانين بدون اي فلسفة فارغة ياعزيزي

    • زائر 27 | 5:50 ص

      الى زائر 25 نعم سحقناهم

      نعم سحقناهم ليس بالقتل كما يفعلون ، بل بالكلمة ، باللسان ، بالثبات ، بالإصرار ، بالهزيمة
      سحقنا المعتدين ، فالشرف هو أغلى ما يملك الانسان ، وبالطبع لا يستشعر هذا الا من يملك الشرف فقط
      دمت لنا يا أبا سامي ذخرا و حفظك الله من كيد المعتدين

    • زائر 25 | 4:29 ص

      ما ضيّع الوطن وغيّب المطالب الا هذه الشعارات الجاهلية

      الى المدافعين وهاوين كلمة اسحقوهم ، السؤال الذي يتبادر الى الذهن هل سحقوكم أم سحقتوهم ؟ للأسف الشديد في غياب العقل وسيطرة العاطفة يتم ترديد شعارات والتمسك بكلمات غير واقعية تجلب البلاء الى صاحبها من دون أن يعي فقط لأنها قيلت بواسطة فم معمم اثارة في نفس المنتمي الى الطائفة وليس الوطن شعور الاثارة الجاهلية

    • زائر 24 | 4:20 ص

      ابوحسين

      ردا على المعلق رقم 7و8 الكلام الشيخ الجليل لم ولن يتغير انه الذهب الاصلي
      ولكن اعتقد اما مستواكم الفكري والعقلي اقل من فهم واستيعاب كلمات الشيخ
      اما الحقد الطائفي جعلكم بعيدا عن معرفة كلمات الشيخ العظيم حفظه الله من
      كل مكروه

    • زائر 23 | 4:06 ص

      الى زائر 7 ما في احد يرضى على عرضه

      شنهو يطيب خاطرك بنشيل كلمة اسحقوهم وبنقول دلعوهم دلع من الزين بشرط على طريقتنا الخاصة

    • زائر 21 | 2:51 ص

      ونعم الفكر النير للشيخ عيسى

      لماذا كل الاطراف البحرينية لا تدين التفريق بين أي دم سواء من طرف السلطة أو الناس ؟؟؟
      الدم حراااااام

    • زائر 19 | 2:40 ص

      حفظ الله اهل البحرين

      المشتكى لله الواحد القهار

    • زائر 15 | 2:34 ص

      نعم المفروض على كل خطيب وواعظ وداعية أن لا يفرق بين دم المسلم

      البحرين بحاجة الى امثال هؤلاء فهم ضمانة الوطن

    • زائر 13 | 2:14 ص

      فطوومه

      اولا: نورت الصفحه يا شيخ عيسى قاسم الله يحفضك وخليك ان شاء الله ويبعد عنك الشر والضر ويحميك من العدوان . ثانيا: كلامك من ذهب. . كام وانت بالف خير

    • زائر 11 | 2:08 ص

      فطوومه

      الى زائر 7 اسحقوهم كلمه حاره قلبك وقلب جماعتكم . اي صح اسحقومن يعتدي على شرف امراءة مسلمه . اذا انت ترضى على شرف اهلك ترى في ناس ماترضى اهم شيء الشرف عندهم

    • زائر 8 | 1:29 ص

      عيسى قاسم

      أشوف تغير الحجي ؟؟

    • زائر 7 | 1:16 ص

      البحرين

      بوسامي يقول لا للعنف ولما قال اسحقوحم شنو قصدة ؟ يمكن قصده
      عطوهم ماي .

    • زائر 16 زائر 7 | 2:36 ص

      ابا سامى يذوب فيك الفؤاد

      من لا شرف له لا دين له،انشاء الله يجى لك اليوم ويسلب منك الشرف وبعدين بتعرف معنى أسحقوهم.

    • زائر 6 | 12:37 ص

      العوين الله

      كل التقدير والإحترام لمشايخنا العظام من الطائفتين الكريمتين الذين يأمرون بالمعروف والوحده وينهون عن العنف والتفريق بين أبناء الوطن الواحد

    • زائر 5 | 12:21 ص

      لاحياة لمن تنادي

      ياأبوسامي سنين وأشهر وأيام وليالي وأنت تدعوا للأصلاح ولكن لاحياة لمن تنادي ولاخير في أصلاح يأتي على سفك الذماء وهتك الأعراض وغيرها من الأجرام الذى لم نسمع او نراه في اى دوله او قانون او شريعه أنه الحقد والجبروت.

    • زائر 4 | 12:15 ص

      كأنني سمعت هذه العبارات من قبل.. فهل هي كوبي أند بيست؟

      قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ فريد المفاح أن الإصلاح يُطلب بالطرق المشروعة، وليس بالعنف والقوة، وتعطيل مصالح الناس، وتعريض حياتهم للخطر..

    • زائر 2 | 11:13 م

      محب للوطن

      حفظك الله ابا سامي

    • زائر 1 | 10:43 م

      بسم الله الرحمن الرحيم

      وسيعلم الذين ظلمو اي منقلب ينقلبون

اقرأ ايضاً