العدد 3728 - الثلثاء 20 نوفمبر 2012م الموافق 06 محرم 1434هـ

الشيخ ماهر حمود ونقاطه السبع

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من رجال الدين اللبنانيين الذين تمسّكوا بالثوابت التاريخية للأمة، وتشبثوا بدعم المقاومة، في سباحةٍ صعبةٍ ضد التيار العام لطائفته، بعيداً عن دعوات التشطير الطائفي وسياسة الفتن المتنقلة.

إمام مسجد صيدا، يخرج بين فترةٍ وأخرى، ليطلق موقفاً سياسياً، أو يطرح رأياً في حدث أو قضية. وقبل أيام، تحدّث في مؤتمر صحافي عن شيخ سلفي برز في الإعلام في الأشهر الأخيرة، بسبب حركاته الاستعراضية ومواقفه المعادية للمقاومة في عاصمة الجنوب المقاوم (صيدا). وشخّص حالته بأنه مزيجٌ من الغرور والاستعلاء والاستخفاف بالآخرين والتعصب والنزق، وهو نوعٌ من جنون العظمة يحتاج إلى علاج في مصحة عقلية.

ماهر حمود لم يوفّر النصيحة لحلفائه في المقاومة، واعترف بأنها تبنت وعمّمت رسالةً منه تضمنت بعض النصائح لخطباء عاشوراء، لإعطاء هذه الذكرى الإسلامية الشاملة بعدها الحقيقي.

الشيخ تطرّق إلى سبع نقاط، وجّه الخامسة لأهل السنة والجماعة مطمئِناً:

«لا تبالغوا، سيبقى أبوبكر الصديق خير الناس بعد رسول الله، وسيبقى عمر أفضل حاكم في التاريخ، وسيبقى عثمان ذو النورين زوج ابنتي رسول الله، وسيبقى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه خلف كل خير ومكرمة وحكمة وصلاح، وسيبقى حب أهل البيت ميزان الإيمان ومختبر اليقين، وسيبقى الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة... وسيبقى الإسلام ناصعاً لن يتركه الله للمجانين ولا للمتعصبين ولا للمتخلفين».

وخاطب جناحي الأمة: «نقول للسنة: اخرجوا من أوهام الحاضر، ليس هنالك من هلال شيعي ولا خطر فارسي، كلها أوهامٌ يبثها العدو والعملاء. ونقول للشيعة: اخرجوا من أوهام الماضي... فلا علي تخاصم مع عمر ولا الحسين هو من خصوصيات الشيعة، بل إن الإمام أبا حنيفة النعمان تعلّم من الإمام جعفر الصادق، والإمام الشافعي كان المثال في حبّ أهل البيت، فاخرجوا من جميع الأوهام السنية والشيعية».

الشيخ دافع عن خيار المقاومة، باعتباره المشروع السياسي الوحيد الذي اعتمد رؤية إسلامية سليمة تضع الثروة في تقوية البلاد في الطاقة النووية والصواريخ، وليس في البارات والفنادق والفجور كما قال. ومع ذلك فهو يرى انه مشروع «بحاجة إلى إكمال... بنصحنا وفقهنا»، ولذلك دعا إلى فتوى شاملة تؤكّد جواز الصلاة بل وجوبها في مساجد السنة في العالم الاسلامي كله.

وهو أمرٌ لا يختلف عليه الآخرون، فهو من البديهيات التي لا تحتاج أصلاً إلى فتوى أو تأكيد. فهذا الطرف لا يرى في مساجد المسلمين معابد كصوامع اليهود والنصارى.

ربما خرج الشيخ حمود من سياق المؤتمر السياسي قليلاً، حين سجّل على هامشه تحفظاً فقهياً، حين قال إنه سيبقى الأذان بصيغته التي نعرفها أفضل دعوة للصلاة، وسيبقى أداء الصلاة في أوقاتها الخمسة خير صيغة للصلاة. وهو أمرٌ لا يختلف عليه الآخرون، ويُستحب التفريق بين الصلوات، وإنّما لديهم مباحثهم الفقهية التي تبيح الجمع بين الصلاتين في غير سفرٍ ولا مطر، رجوعاً لبعض أحاديث النبي الأكرم (ص).

في النقطة السابعة، وجّه نصيحته إلى الرئيس السوري، حيث تجري دماء السوريين بغزارة، قائلاً: «ليس كل الناس قادرين أن يعترفوا بالممانعة وبإفشالك للسياسات (الأجنبية) في المنطقة، لقد حجبت الأشلاء والضحايا والدمار والطائرات والممارسات السيئة عندهم الرؤية»... ودعاه إلى مبادرةٍ جديةٍ وتنازلاتٍ تحقن الدماء وتخرج سورية من هذا النفق المظلم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3728 - الثلثاء 20 نوفمبر 2012م الموافق 06 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 5:44 م

      لا بد ن رجل الدين ان يكون مثقفاً ومطلعاً وحكيماً

      الذي تتكلم عنه هو رجل دين من الطائفة السنية ومثقف وذو حكمة وذو بصيرة وينظر إلى المستقبل لبلاده ولجميع المواطنين على السواء.

    • زائر 19 زائر 18 | 9:06 ص

      ليس في الاسلام رجال دين فذلك شان اليهود والنصارى

      ولهذا كان وصفك للشيخ ماهر حمود بانه رجل دين اساءة له عبر قصدك الحميد. هناك رجال اعمال ورجال بلاء ورجال بلاط وتعاد ورجال دين ولكن ليسوا مسلمين فلم يكن النبي ولا اي من الخلفاء الراشدين الستة برجال دين وتحياتي للجميع

    • زائر 17 | 2:56 م

      تفسير

      تقول يقول الشيخ لأهل الستة و الجماعة ( لا تبالغوا ) فماذا تعني ؟

    • زائر 14 | 5:24 ص

      على هونك يامن رديت على ردي

      اقسم بالله ماكان هذا قصدي ولكن مانفعل في نزعة الطائفية المهم تشرفت بسماع المؤتمر الصحفي للشيخ ماهر كاملا واختلفت معه عندما تكلم عن مساجد اهل السنة في إيران ولاني ذهبت لطهران ورأيت المساجد مشتركة لا للشيعة ولا للسنة ببساطة وهذا ما اختلفت مع الشيخ فيه ومازلت اضع الشيخ على راسي وااااضح ان شاء الله

    • زائر 11 | 2:50 ص

      يكفينا هذا الحديث وهذه الآية المباركة وعليكم أن تحكموا

      اقرؤا الحديث جيدا وتمعنوا فيه بعد أن تكملوه حيث قال رسول الله (ص): لا فضل لعربي على أعجمي ولا .........الخ ))
      ومن القرآن الكريم قال الله عز وجل :( الفتنة أشد من القتل )
      ولكسر شوكة أعداء الأمة الإسلامية ..اذاً لا بديل عن الوحده بين المسلمين جميعاً بمختلف مذاهبهم ولغاتهم وأعراقهم وسيكون النصر حليف الإسلام

    • زائر 10 | 1:56 ص

      كلام مكرر

      لفد سبق ان سمعنا هذا الكلام العقلاني اللا طائفي من السيد حسن نصر الله ولكن في الازمة السورية اتضح لنا ان الكلام كان مجرد مناورة تكتيكية من السيد فكيف تريد ان نصدقه من سيد اخر

    • زائر 16 زائر 10 | 8:54 ص

      ولم يثبت أن السيد كذب قط

      انت تلقي بكلام يفهم منه أن السيد كذب. فهات دليلك، وأعمِل قول الله تعالي: يا أيها اللذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا عسى أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. ثم وانصر أخاك ظالما (برده عن ظلمه للاخرين أو لنفسه. أو مظلوما. وذلك أهون.

    • زائر 9 | 1:36 ص

      نعم الروح الحقة المسلمة

      نتمنى ان يصبح او يفكر كل المسلمين بهذه الروح التي هي عمق الدين الاسلامي

    • زائر 7 | 12:21 ص

      كلام مسؤول

      كلام منطقي ومسئول وهذه هي روح الوحدة الاسلامية التي يحث عليها القرىن الكريم. فمن يستمع؟

    • زائر 6 | 11:59 م

      أخوان بقينا وسنبقى .

      من يبحث عن التلاحم يجده ومن يبحث عن التنافر يجده ولكلا أنصار ومناوئين ولكن السؤال المهم من المستفيد من التنافر والتناحر ؟!!!
      لنضع أصبعنا على هذا المتنفذ من وراء تنافرنا وتناحرنا ونشخصه .

    • زائر 3 | 11:45 م

      يااخي

      في ناس ودك تحطهم على الراس وتدعي ليهم بالثبات في زمن المحن والفتن ومنهم الشيخ حمود رغم اختلافي معاه في بعض ماذكر. .. بارك الله فيك شيخ حمود والله محي اصلك

    • زائر 12 زائر 3 | 4:38 ص

      رغم اختلافي معه في بعض ما ذكر؟؟؟؟؟

      الى صاحب الرد انا عارف ليش تختلف معاه في بعض ما ذكر تختلف معه في صاحب الغار وحبنا له وتختلف معه في الفاروق وحبنا له وتختلف معه في حب امنا عائشه الطيبوتن للطيبات
      وطالما انكم بهذا التفكير صعب نكون نحن وانتم على دين واحد

    • زائر 13 زائر 3 | 4:54 ص

      كلنا مسلمون رغم انف العدا

      يل نحن على دين واحد وابناء امة اسلامية واحدة. شاء من شاء وأبى من أبى.

    • زائر 2 | 9:38 م

      بوعلي

      كلام منطقي فألمزادات موجودة في كلى الطرفين نسأل الله الثبات والبعد عن التعصب فالفتنه نائمة لعن الله موغيظها

اقرأ ايضاً