العدد 3731 - الجمعة 23 نوفمبر 2012م الموافق 09 محرم 1434هـ

عاشوراء الحسين (ع)

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

«حسين مني وأنا من حسين»، «الحسن والحسين إمامان، قاما أو قعدا»، «الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا»، وغيرها من الأقوال الواردة عن الرسول الأعظم (ص) تدلل على مكانة الإمام الحسين(ع).

الحسين (ع) لم يصنع في كربلاء يوم عاشوراء، بل كانت ملحمة كربلاء التي كان فيها الحسين يشكل القيم الإنسانية والدينية نتيجة لما يحمله سبط رسول الله من قيم وكرامة وشجاعة لا يمكن معها أن يركن للظلم الذي وصل إلى مرحلة لا يمكن الصمت عنها، وكان لابد من إيقافه ولو كانت النتيجة سفك دم أفضل الناس في زمانه.

لذلك، كانت عاشوراء ملهمة للأحرار حول العالم، وكانت مدرسة للمسلم منهم وغير المسلم، ينهلون من بعض قيمها ومبادئها ودروسها، فالزعيم الهندي غاندي الذي ينتمي للديانة الهندوسية كانت له مقولات تؤكد تأثره واستلهماه من دروس عاشوراء في ثورته، فقال: «لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بُدَّ لها من اقتفاء سيرة الحسين»، وله عبارة شهيرة أخرى قال فيها: «تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر».

كما قال جون أشر، وهو باحث إنجليزي: «إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي»، وهناك الكثير والكثير من الأقوال عن أصحاب ثورات وحركات ومستشرقين وباحثين إسلاميين وغير إسلاميين تشير إلى أن هذه الثورة كانت ولا زالت ثورة حياة، ثورة عدالة، ثورة إنسانية، ضد كل ظلم.

وعاشت البحرين منذ مئات السنين في ظل إحياء المراسم العاشورائية وتطورها وتغير أساليبها، وظلَّ الجميع يشارك في مراسم عاشوراء من الأديان والطوائف؛ لأن الحسين(ع) وقيمه هي قيم إنسانية وإسلامية، قيم تنطلق من قول أمير المؤمنين: «الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق».

ولم تكن مراسم عاشوراء غريبة على البحرين أو أهلها. وإن البيانات والأفكار التي فيها هي الغريبة عن البحرين وأهلها، غريبة عن التعايش، وغريبة عن احترام الآخر، وغريبة عن المواطنة، لتصل إلى حد وصف الآخر بالشرك دون أي رادع.

عاشوراء هي رسائل سلام ومحبة، تنطلق من اشتراك الجميع في إحياء ذكرى سبط الرسول (ص). عاشوراء هي نشر لثقافة التآخي والإيثار من خلال التبرع بالدم للإنسان من غير النظر إلى لونه أو جنسه أو ديانته أو طائفته. عاشوراء هي لنشر الأخوّة الإسلامية ولا عزاء للطائفيين العازفين على وتر التفريق في أثناء المراسم؛ لأن الفرصة ستفوتهم كما فاتت غيرها من الفرص في ظل الوعي الناضج والكبير عند الناس.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3731 - الجمعة 23 نوفمبر 2012م الموافق 09 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً