العدد 3739 - السبت 01 ديسمبر 2012م الموافق 17 محرم 1434هـ

مخاوف المستثمرين تدفع السوق السعودية نزولاً

على رغم الآفاق الإيجابية للاقتصاد

تكبّدت البورصة السعودية خسائر ونزلت خلال الأسبوع إلى أدنى مستوى في عشرة شهور بسبب الاضطرابات في مصر التي تسببت في هبوط السوق هناك أيضاً والقلق بشأن صحة الملك عبدالله الذي أجرى عملية جراحية في الظَهر استغرقت 11 ساعة. وكشف تراجعات البورصتين المصرية والسعودية النقاب عن مخاطر كبيرة كون السوقين عرضة لموجات بيع من مستثمرين أفراد محليين قد تساورهم مخاوف حتى وإن بدت البيئة الاقتصادية إيجابية في المدى الطويل. وقال متعاملون ومحللون إن كثيراً من المستثمرين الأجانب والمؤسسات المحلية احتفظوا بحيازاتهم في السوق أو ربما اشتروا مزيداً من الأسهم لأنهم لا يتوقعون تغيراً في الآفاق الاقتصادية. لكن حركات بيع كثيفة من المستثمرين الأفراد المحليين دفعت السوق للهبوط. وتتراوح التوقعات للأداء الفني للمؤشر السعودي خلال الأسبوع المقبل بين الانخفاض إلى مستوى 6200-6300 نقطة وبين الارتفاع من 6400إلى 6800 نقطة. وقال متعاملون إن حركة البيع خلال الأسبوع الجاري والماضي اقتصرت على مستثمرين أفراد بينما احتفظت المؤسسات المحلية والأجانب بحيازاتهم. وتقتصر استثمارات الأجانب على الاستثمار غير المباشر عبر أدوات مثل المبادلات ولذلك ليس لهم وجود كبير بالسوق. وقال رئيس الأبحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار، تركي فدعق إن 90 في المئة من المتعاملين في السوق السعودية من الأفراد وتتحكم العاطفة في تعاملاتهم المالية وهذا هو السبب الرئيسي في تراجعات الأسبوع الجاري والماضي.

وتراجع المؤشر السعودي خلال الأسبوع بنحو 1.2 في المئة. وقال فدعق: «السوق عند أدنى مستوياتها منذ مطلع العام. التراجعات بسبب عوامل نفسية أكثر منها مالية». واعتبر محللون أن موضوع خلافة الملك عبدالله تم تسويته أيضاً بعد تسمية ولي عهده الأمير سلمان البالغ من العمر 76 عاماً. ويرى محللون أن السياسة الاقتصادية السعودية تسير في اتجاه مستقر ولن تتغير كثيراً نتيجة أي تغير سياسي على الأرجح. وقال كبير المحللين الماليين في شركة الاستثمار كابيتال، الذراع الاستثمارية للبنك السعودي للاستثمار، مازن السديري: «نزول السوق السعودية الفترة الماضية غير مبرر وليس له علاقة بالوضع الاقتصادي في المملكة بل كان بسبب الأحداث في مصر ودول المنطقة». واحتشد عشرات الآلاف من المصريين يوم الثلثاء (27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) في ميدان التحرير بوسط القاهرة وميادين وشوارع في مدن أخرى تصعيداً لضغوط تطالب بإسقاط إعلان دستوري أصدره الرئيس الإسلامي محمد مرسي قائلين إنه يؤذن بحقبة استبدادية جديدة بعد أقل من عامين من إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية.

وقال السديري: «أسعار الأسهم في السوق عند مستويات مغرية للشراء. أعتقد أن الأسعار ستشجع صغار المستثمرين على العودة إلى السوق مرة أخرى الأسبوع المقبل. هناك فرص سانحة في السوق». وقال وزير المالية السعودي إبراهيم العساف في أغسطس/ آب الماضي إنه لا يرى أي سبب يدعو لتغيير توقعات النمو الاقتصادي للمملكة هذا العام عند مستوى يقارب 6 في المئة. ونما الاقتصاد السعودي 6.8 في المئة العام الماضي (2011) مدعوماً بارتفاع إيرادات النفط والإنفاق الحكومي السخي في بلد يعيش فيه نحو 18 مليون مواطن. وقال رئيس الأبحاث بشركة الرياض كابيتال عاصم بختيار: «لا نتوقع تغيراً كبيراً في السياسة الاقتصادية. قد لا يكون هناك مبرر لبعض هذه المخاوف (في السوق) وهي رد فعل لعناوين الصحف وللشائعات». ويضيف «الاقتصاد يقوم على أرضية قوية ولا نتوقع تغيراً». ويحقق اقتصاد المملكة نمواً قوياً مع ارتفاع أسعار النفط وتوسع البنوك في الإقراض بأسعار فائدة في خانة العشرات.

العدد 3739 - السبت 01 ديسمبر 2012م الموافق 17 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً