العدد 3739 - السبت 01 ديسمبر 2012م الموافق 17 محرم 1434هـ

منغوليا: المناجم تحرم الأهالي من مياه الصحراء

أصبح منجم اويو تولغوي للنحاس والذهب في صحراء غوبي في منغوليا الجنوبية رمزاً لأزمة خطيرة تلوح في الأفق: أزمة إمدادات المياه المحدودة التي قد تستنفد خلال عقد من الزمنح الأمر الذي يهدّد على نحو خطير حياة الأهالي المحليين وسبل معيشتهم.

ويعتبر «اويو تولغوي» واحداً من أكبر مناجم النحاس في العالم، واجتذب كبار المستثمرين على مر السنين -من روبرت فريدلاند من «إفانهوي كابيتال كوربوريشن» إلى «ريوتينتو للتعدين» العملاقة - بملكية الحصة الأكبر من الاستثمارات، في وقت تسيطر فيه الحكومة المنغولية على 34 في المئة من المشروع.

وتشعر المجتمعات المحلية بالقلق العميق من أن تأتي أولوية عائدات مشاريع التعدين على حساب سبل معيشتهم؛ بل وحتى حياتهم، محذرة من أنها ستزيد من حدّة نقص المياه في المنطقة. وكمبرر لقلق الأهالي ومخاوفهم من أن تتمادى السلطات في منح تراخيص التعدين حتى على حساب احتياجاتهم من المياه وسبل معيشتهم، تكفي الإشارة إلى أن أنشطة التعدين تعتبر مربحة للغاية من الناحية الاقتصادية.

فعلى سبيل المثال، يقدّر أن منجم أويو تولغوي وحده سيساهم بنحو 30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لمنغوليا عندما يبدأ تشغيله في العام 2013.

يذكر، أن البنك الدولي قد وضع في تقرير له العام 2010 تقييماً بشأن عمر الموارد المائية في منطقة غوبي الجنوبية وذلك باحتساب عدد مشاريع التعدين المقبلة، وكذلك دراسة بشأن وضع أهالي المنطقة المتنامي عددهم والذين يقتاتون أساساً من الرعي وتربية الماشية.

وخلص التقييم إلى أن هذه المنطقة المكونة من ثلاث محافظات تشغل مساحة إجمالية قدرها 350 ألف كيلومتر مربع، هي ذات كثافة سكانية منخفضة، وتأوي 3.8 ملايين رأساً من الماشية، منها 120 ألفاً من الإبل، و260 ألفاً من الخيول، و100 ألف بقرة، و3.4 ملايين رأس من الأغنام والماعز.

هذا الحيوانات مجتمعة تحتاج إلى نحو 31.600 ألف متر مكعب من المياه يومياً. أما الاستهلاك البشري لسكان المنطقة المقدر عددهم بحوالي 150 ألف نسمة في المناطق الريفية والحضرية كافة في جميع أنحاء جنوب غوبي، فيبلغ 10 آلاف متر مكعب يومياً. يشار، إلى أن رعاة الكفاف يضطرون مشاركة إمدادات المياه المحدودة مع العديد من مشاريع التعدين. وبينت دراسات البنك الدولي أن تراخيص التنقيب والتعدين على مدى العام 2009 شملت 55 في المئة من مساحة هذه المنطقة. وعلى سبيل المثال، تم إصدار 63 رخصة استخراج و400 رخصة تنقيب في محافظة أومونغوبا وحدها.

ميشيل طولسون

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 3739 - السبت 01 ديسمبر 2012م الموافق 17 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً