العدد 3783 - الإثنين 14 يناير 2013م الموافق 02 ربيع الاول 1434هـ

«الإسلاميون» يشنون هجوماً مضادّاً وسط مالي ويهددون بضرب فرنسا

المتمردون الطوارق: مستعدون لمساعدة الجيش الفرنسي

سكان من مالي ينظرون إلى الصحف التي ركزت في صفحاتها الأولى على التدخل العسكري الفرنسي - AFP
سكان من مالي ينظرون إلى الصحف التي ركزت في صفحاتها الأولى على التدخل العسكري الفرنسي - AFP

شن المقاتلون الإسلاميون هجوماً مضاداً في وسط مالي أمس الإثنين (14 يناير/ كانون الثاني 2013) حيث سيطروا على مدينة تبعد 400 كلم شمال باماكو، كما هددوا بضرب فرنسا «في الصميم» في اليوم الرابع للغارات الجوية الفرنسية على مواقعهم والتي تلحق بهم خسائر فادحة.

ومن المرتقب أن يجتمع مجلس الأمن الدولي بمبادرة من فرنسا التي ترغب في إطلاع شركائها على الوضع في مالي وتدخلها العسكري في هذا البلد.

وأعلن وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان أمس (الإثنين) أن المسلحين الإسلاميين سيطروا على بلدة ديابالي الصغيرة (وسط) على بعد 400 كلم شمال باماكو قرب الحدود مع موريتانيا.

وقال «كنا نعرف أن هناك هجوماً مضاداً في الغرب، نظراً لوجود عناصر في هذه المنطقة، يبدون تصميماً وهم أكثر تنظيماً وأكثر تطرفاً (...) سيطروا على ديابالي، وهي بلدة صغيرة بعد معارك عنيفة وبعد أن أبدى الجيش المالي مقاومة لم تكن كافية في تلك اللحظة المحددة».

وقال أحد وجهاء المدينة طالباً عدم ذكر اسمه لـ «فرانس برس» في وقت سابق إن «عدداً كبيراً من الإسلاميين في المدينة. تبادلوا في الصباح إطلاق النار مع جنود ماليين ثم توقف إطلاق النار ودخلوا إلى المدينة».

من جهته قال مصدر أمني مالي لـ «فرانس برس»: إن «ابو زيد أحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تولى شخصياً إدارة العمليات».

وقال وزير الدفاع الفرنسي لدى خروجه من اجتماع مجلس الدفاع في الإليزيه «في شرق مالي، تم قطع الطريق على المجموعات الإرهابية، أخليت مدينة كونا والمجموعات الإرهابية تراجعت نحو دوينتزا».

وتابع «في غاو، نفذ أمس الأول (الأحد) عدد من الضربات الهادفة على قاعدة خلفية لجماعة التوحيد والجهاد أعطت نتائج جيدة للغاية وأدت إلى تشتيت عناصر هذه المجموعة الإرهابية باتجاه الشرق والجنوب».

وقال الوزير «لا تزال هناك نقطة صعبة في الغرب» حيث تواجه القوات الفرنسية «مجموعات جيدة التسليح وحيث تتواصل العمليات حتى في هذه اللحظة مع القوات المالية التي أبدت بسالة عالية الجمعة في الشرق».

من جهة أخرى، أعلن مسئول في الحركة الوطنية لتحرير أزواد أمس (الإثنين) لـ «فرانس برس»، أن متمردي حركة الطوارق «مستعدون لمساعدة» الجيش الفرنسي على التصدي للمجموعات الإسلامية المسلحة في الشمال، من خلال «التحرك على الأرض».

وأكد موسى آغ أساريد «ندعم بقوة التدخل الجوي الفرنسي. وبالتأكيد، نحن مستعدون لمساعدة الجيش الفرنسي» و»التحرك على الأرض». وقد اتصلت به وكالة «فرانس برس» هاتفياً لدى وجوده في تينزاواتان في أقصى شمال مالي حيث عقدت الحركة الوطنية لتحرير أزواد مؤتمراً في الأيام الأخيرة.

وأضاف «نحن مستعدون للاضطلاع بدورنا بصفتنا سكان البلاد الأصليين الذين يقاتلون من أجل حقوق شعب أزواد». وقال ابو دردار أحد مسئولي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، بشمال مالي لـ «فرانس برس» في اتصال هاتفي من باماكو «إن فرنسا هاجمت الإسلام، وسنضرب فرنسا في الصميم».

ورداً على سؤال حول المكان الذي يقصده قال ابو دردار الذي ترجم أقواله شخص قريب منه، «في كل مكان، في باماكو، وفي إفريقيا وأوروبا».

وأفاد مصدر أمني بوركينابي حسن الاطلاع على الحركات الإسلامية المسلحة في مالي أمس إن قصف الطيران الفرنسي ألحق بعناصر تلك الحركات خسائر لكنهم لم يهزموا بعد.

وأعلن المصدر أن «الغارات الفرنسية أوقعت خسائر فادحة بالإسلاميين (...) إنهم يجدون صعوبات في تجميع قواتهم وشن هجمات».

لكنه تابع «رغم ذلك لم ينهزم المقاتلون الإسلاميون، إنهم يقاومون وسيقاومون حتى النهاية وسيحاولون فتح جبهات بمجموعات صغيرة».

وفي تمبكتو حيث قام الجهاديون في الأشهر الماضية بأعمال رجم وبتر أطراف، أشار مدرس إلى «بداية موجة ذعر» تنتاب عائلات الإسلاميين الذين توجهوا للقتال مؤكداً أن «الكثيرين يحاولون المغادرة إلى الصحراء».

وفي برلين، أعلن متحدث باسم الخارجية الألمانية عن إمكان تقديم دعم لوجستي طبي أو إنساني للعملية الفرنسية في مالي والتي وصفها بأنها مبررة.

وقال أندريسا بيشكي إن ألمانيا «لن تترك فرنسا وحدها في هذا الوضع الصعب»، موضحاً أن المساعدة ستكون لوجستية، طبية أو إنسانية. وأضاف أن ألمانيا تدرس كيف يمكن مساندة القوات الفرنسية، موضحاً أنه من «غير المطروح» إرسال قوات ألمانية.

من جهته اعتبر رئيس المجلس الأوروبي، هرمان فان رومبوي أنه «من الضروري وقف الإرهابيين والمجموعات المتمردة» التي استأنفت هجومها في مالي.

وأشاد حلف شمال الأطلسي أمس بالعملية التي أطلقتها فرنسا في مالي موضحاً في الوقت نفسه أنه لم يتلق أي طلب للمساعدة من باريس.

وأجرى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند (الإثنين) محادثات مع نظيره النيجيري غودلاك جوناثان الذي يفترض أن تتولى بلاده قيادة القوة العسكرية الإفريقية في مالي. كما سيلتقي اليوم «الثلثاء» في أبوظبي الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز.

وبدأت طلائع قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تنتشر تحت قيادة الجنرال النيجيري، شيهو عبد القادر. من جانب آخر، عبرت عائلات الرهائن السبع الفرنسيين المحتجزين لدى مجموعات إسلامية في منطقة الساحل عن مخاوفها من أن يعرض التدخل الفرنسي حياة الرهائن للخطر.

وتطرق مسئول حركة التوحيد أيضاً إلى مصير الرهائن الفرنسيين المحتجزين في منطقة الساحل. وقال «سنصدر بياناً حول الرهائن، واعتباراً من اليوم، كل المجاهدين يعملون معاً».

العدد 3783 - الإثنين 14 يناير 2013م الموافق 02 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً