العدد 3820 - الأربعاء 20 فبراير 2013م الموافق 09 ربيع الثاني 1434هـ

عندما يحاكم الطغاة

غانم النجار ghanim.alnajjar [at] alwasatnews.com

كاتب كويتي

تعود الناس عبر التاريخ أن يكون عقاب الطغاة عبر انتفاضات أو ثورات شعبية أو تدخّل عسكري أجنبي، أو حراك محلي مسلح ينتهي بقتل الطاغية، وفي الأغلب الأعم تثبيت طاغية آخر مكانه. فإن حدث ذلك، فحينها ينطبق عليها المثل «وكأننا يا بدر لارحنا ولاجينا» أو مثلنا السائد كويتياً «لا طبنا ولا غدا الشر»، أي أن ما في المجتمع من عوار علوي تم استبداله بعوار آخر.

وحتى تلك المحاولة اليتيمة التي جرت بعد الحرب العالمية الثانية لتطوير العدالة الجنائية الدولية، والتي قامت بها الدول المنتصرة، بإجراء محاكمات نورمبرغ وطوكيو، تم وصفها بأنها «عدالة المنتصر» وقد كانت فعلاً كذلك. وعلى الرغم من جودة بعض النواحي الإجرائية الشكلية التي أضافتها، إلا أنها ظلت عدالة منتصر. واستمرت دول العالم في موقفها الرافض لتطوير الأدوات الدولية لمحاسبة الطغاة، بل إن دولاً، يفترض أنها ديمقراطية كالولايات المتحدة، نجدها تقود العالم ضد تأسيس نظام دولي حصيف يحاسب الطغاة ويضعهم حيث مكانهم الطبيعي، وراء القضبان.

ويبدو أن تطور القانون الجنائي الدولي، لا من حيث نصوصه فحسب ولكن من حيث الممارسة على أرض الواقع، قد صار يشكّل تحدياً جدياً للطغاة صغيرهم وكبيرهم؛ فالآليات الدولية اليوم آخذة في الاستقرار، والطغاة سيضطرون إلى أمرين كلاهما مر، إما تحدي المسار الدولي، كما فعل ميلوسوفيتش أو تاديتش أو تايلور، ولكل منهم قصة تروى وحكاية تحكى، وسنروي بعضاً منها لاحقاً، أو تقديم التنازلات وإتاحة فرصة أكبر للحريات العامة والخاصة، وبالتالي إضعاف سلطة الطاغية بالتدريج.

استقرار النظام الدولي في محاسبة الطغاة صار مرتكزاً على جرائم ثلاث، وهي الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وبالطبع فإن وجود تلك المرجعية الدولية سيسهم في تغيير وعي دولي عام بالأشياء، قادر على التأثير في مسارات مكافحة الطغاة، وحتى يتسنى لذلك الرأي العام الدولي أن يؤثر في حنايا العملية السياسية الدولية، فإن الكثير من الأدوات المجتمعية والشعبية في طريقها إلى التكوّن، لكي نصل إلى عالمٍ لا تتكرر فيه المجازر ولا تهان فيه كرامة الإنسان. نعم مازال الطريق في بداياته، ولكن الزمن لن يكون في صالح الطغاة كما سنرى ونثبت بالأدلة.

إقرأ أيضا لـ "غانم النجار"

العدد 3820 - الأربعاء 20 فبراير 2013م الموافق 09 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 10:35 ص

      قالها من قبل

      لقد قالها العارفون: هذا عصر انتصار الشعوب

    • زائر 3 | 2:47 ص

      اي عدالة التي تشرف عليها دولا ظالمة ومستعمرة وقاتلة للشعوب

      تاريخ الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول الاستعمارية تاريخ مليء بالخزي والعار فكم انفس ازهقت وقتلت من اجل سيطرة هذه الدول على مقدرات وخيرات الدول الصغيرة والشعوب الفقيرة.
      هذه الدول لا يمكن ان تكون بحالة من الاحوال هي مناط العدل والمحاكمة العادلة
      ربما يوجد لهذه الدول نوع وبقية من شيء اسمه عدل يطبق احيانا لمآرب سياسية فقط

    • زائر 2 | 2:14 ص

      ما اكثر العبر

      عشنا وشفنا والحمد للله ويمكن نشوف اكثر. اللهم لك الحمد والشكر

اقرأ ايضاً