العدد 3900 - السبت 11 مايو 2013م الموافق 01 رجب 1434هـ

السيناريوهات القائمة والقادمة على الساحة البحرينية (1)

يعقوب سيادي comments [at] alwasatnews.com

.كاتب بحريني

تدور رحى السيناريوهات الأمنية والسياسية في البحرين، إلى درجة اشتراك جميع الأطراف فيها، بما في ذلك المواطن البسيط، وتتمثل في معادلات معقدة ومبهمة القيم، غير مترابطة ومجهولة النتائج عند طرف، قياساً بالنتائج المحتملة عند الأطراف الأخرى.

فالحكم في جانب، ذو اليد الطولى للقرار وبأرفع من جميع السلطات، وقد بان ذلك واضحاً بقرار مرسوم السلامة الوطنية في مارس 2011، من بعد تردد ما بين مبادرة ولي العهد والخيار الأمني وتحريك الإعلام والصحافة الرسمية وشبه الرسمية، بما كاد أن يجر المجتمع للتطاحن الطائفي، لولا يقظة شعب البحرين ورجالاته، التي وأدت الطائفية في مهدها.

هذا الطرف وإن توحّد حول استمرار التفرد بالسلطة والثروة، والاحتفاظ باليد الطولى للقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إلا أن داخله عدة أجنحة، تتوزع السلطة في السياج القضائي والوزارات والهيئات المختصة بالرؤية الاقتصادية؛ والسلطة التنفيذية وأهم الوزارات السيادية، والوزارة المختصة بأهم أداتين، الأمن العام والهجرة والجوازات، وكذلك وزارة العدل والشئون الإسلامية ومنابرها، وهي الجهة المهيمنة على تراخيص العمل السياسي للجمعيات السياسية، إضافة لهيئات الإعلام والصحافة، في دمج وظائفها للتصدي للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان. ويخطئ من يقرأ نصاً لفصل السلطات ويأمن له، فالواقع غير ذلك في رسم سياسات الدولة وتعيين وزاراتها.

وجمعيات ائتلاف الفاتح تلتقي وتتداخل مع الحكم، الضامن لها وجودها عبر سياسات التمييز التي ارتضتها، وعبر دواعي إنشائها، إبان الميثاق، تحسباً لاحتمالات الحراكات الشعبية، وكثرة من مؤسسات الغونغو، التي تصطبغ بمسمى مؤسسات المجتمع المدني غير الحكومية، إلا أنها وليدة لقوى الحكم، وآخرها الإتحاد العمالي الحر. كل هذه المؤسسات قامت على أساس تحقيق غرض واحد، هو تمزيق اللحمة الشعبية الوطنية، ولها أيضاً عدة أطراف، من السلفيين متبنين الجهادية الإسلامية كالقاعدة ومثلما يجري في سورية، وإخوان المسلمين الذين لهم سراً لم يكشفوه، باختلافهم عن حركتهم العالمية عبر موالاتهم للسلطات، والعروبيين والقوميين والمتلبرلين، والمثقفين الأمساخ، ومشوّهي العلمانية، في عدائهم الأعمى للأديان، وفي نزقهم الطائفي. إلا أن ما يجمعهم هو عداؤهم للديمقراطية، بحجة أن الشعب الذي يدعون أنهم منه، غير راشد، الأمر الذي هو ضد مسار الصيرورة البشرية، ولذا تجدهم في قلتهم بعلو صوتهم، ولولا دعم السلطات لهم لما وجدت لهم أثراً، ولكن حين تطبيق الديمقراطية ستجدهم يحلّلون ما حرّموا، لترى كلهم، يركضون إلى المجتمع الديمقراطي من بعد ما حاربوه.

وجمعيات المعارضة الوطنية، التي تنادي بالديمقراطية وتسعى إليها، وغير وجلة منها، كما جمعيات «ائتلاف الفاتح»، هي الأخرى لها أطرافها، إلا أنها منسجمة، في مطلبها الإستراتيجي الأساسي بالمساواة والديمقراطية، التي معيارها «المواطنة» و«الشعب مصدر السلطات»، وتتمثل أطرافها في الدينيين والعلمانيين المنفتحين على الآخر، وفي القوميين العرب، وفي اليسار السياسي، والليبرال المتسلحين جميعاً بالتكامل مع الآخرين، وهم من يقود اليوم الحراك الشعبي المتنامي من أجل الديمقراطية. وقد تجاوزوا أخطاء الماضي، في الانفتاح على كل قادرٍ صادقٍ على العطاء الوطني، من بعد انغلاقهم على أعضائهم في مقراتهم.

ولا نغفل هنا عن طرف، له أهميته وله وقعه على الأحداث، وله تحليلاته ورؤاه، «ائتلاف 14 فبراير»، الذين دفعهم البطش والقمع المتزايد، الذي نالهم خصوصاً، ونال مجتمع القرية في تعداده السكاني الأكبر، ومن بعد فض تجمع الدوار، ومنع المسيرات بحجة متطلبات الإخطار المسبق، (هل أستأذن للإحتجاج مِمَن أَحتَجُ عليه)، وقادهم إلى التمرد على المألوف، ونهجوا التصدي والرد على العنف الرسمي وتخصيصاً متجاوزيها، بمثله، وبما تيسر.

كل هذه الأطراف الشعبية، ما كان لها أن تفترق في الأسلوب والأدوات، لو تم تطبيق النص الدستوري، الذي جاء معظمه بما توافق عليه الشعب في الميثاق، في الحرية والمساواة والديمقراطية، وتولي المواطن مهام الأمن والدفاع عن الوطن، وتم تطبيق معايير حقوق الإنسان في الحياة العادية والتعاملات الأمنية، ولم يسقط شهيد، في ميادين الحراك وفي السجون تحت التعذيب، ولم يُجرح مواطن جرحاً غائراً، في الأعلى من جسده، يُميلُه إلى الاستشهاد أكثر من الاستشفاء، ولم يُفصل أيٌ من عمله، ولم يسجن أحدٌ خارج القانون، وخارج التلفيقات والتوصيفات الاتهامية، التي لا أصل لها في الفعل الذي لم يتعدَ التعبير عن الرأي.

إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"

العدد 3900 - السبت 11 مايو 2013م الموافق 01 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 11:03 ص

      المصلي

      هكذا والا فلا هذه هي المواطنه الصادقه والتي خرجت لنا أناس افداد مثل الأستاذ يعقوب سيادي لاتأخده في الله لومة لائم توصيفات واقعيه لواقعنا المرير والذي نعيشه حاليا هو في واقع الأمر مخاض عسير يعيشه الوطن والمواطن على حد سواء نتمنى الخروج منه ومن عنق الزجاجه سالمين غانمين وهذا لايتأتى الا بتبطيق النص الدستوري والذي توافق عليه الجميع في ملحمة الميثاق التاريخيه والتي خرج لها الشعب عن بكرة ابيه ويهبه سوطته بحسن نيه لولا الخدعة والأنقلاب عليه مما سببب لناهذا التشظي الدائم مما ولد لنا هذا الواقع المرير

    • زائر 15 | 9:14 ص

      كاتب من الطراز الأول

      اتابعك من فترة بسيطه ولكن إبداعك في الوصف الحقيقي والواقعي وتحليلاتك الدقيقة واضحه جدا ، لك كل الشكر والتقدير يا أستاذ يعقوب..

    • زائر 14 | 4:01 ص

      ديمقراطيات عريقة ولكن عتج الصوف ولا جديد البريسم

      واحده هي السلطة التي عرفة في اليونان بعد حروب طاحنة وهي سلطة القانون. الحكمة من عدم تفويض وتوكيل الناس للقيام بدور القانون معروف. فالبعض يضن أن التمثيل فقط في السينما. فالتمثيل يمكن أن يكون في الحياة اليومية وعدد الأدوار التى قد يقوم بها الانسان كثيرة. فكما عاش في اليونان حكماء الاغريق، عاش في الصين كذلك. الشرق تشرق الشمس عليهم قبل الغرب وما تخلي اليونان كدولة أوربية عن ديمقراطية قدمائها الا من متابعتها الى الافلام الامريكيه وتمثال الحريه المغري والمغرض. فأي وحده أحسن القديمة أوالجديده بالانتخاب

    • زائر 13 | 4:01 ص

      بالمجان

      نستطيع بالكلام المجاني أن نبني قصوراً وعالماً لا أحد يطاله وندغدغ مشاعر ومعانات عالم جماهير البائسين والطيبين والمهضومة حقوقهم ..لقد تغذينا وتعشينا وتفطرنا على عبارات "الأمل" الجملية وجمل المواسىات التي لا تزيد معاناتنا إلا مزيداً من اليأس والبؤس ..أن العالم والصحيح والملح الذي نبحث عنه يا أستاذنا الكريم الآن عالم الوحدة الوطنية بعيداً من عنتريات وبطولات التخوين وتعميق الجروح ..هذا الوطن نحبه ونعشقه بكل آرائه وألوانه فليس للأحد الحق إدعاء الصفاء والنقاوة على حساب كرامة الآخرين.س.د

    • زائر 12 | 3:58 ص

      ديمقراطيات عريقة ولكن عتج الصوف ولا جديد البريسم

      واحده هي السلطة التي عرفة في اليونان بعد حروب طاحنة وهي سلطة القانون. الحكمة من عدم تفويض وتوكيل الناس للقيام بدور القانون معروف. فالبعض يضن أن التمثيل فقط في السينما. فالتمثيل يمكن أن يكون في الحياة اليومية وعدد الأدوار التى قد يقوم بها الانسان كثيرة. فكما عاش في اليونان حكماء الاغريق، عاش في الصين كذلك. الشرق تشرق الشمس عليهم قبل الغرب وما تخلي اليونان كدولة أوربية عن ديمقراطية قدمائها الا من متابعتها الى الافلام الامريكيه وتمثال الحريه المغري والمغرض. فأي وحده أحسن القديم أوالجديد بالانتخاب؟

    • زائر 11 | 3:09 ص

      رؤية خبير

      إنها رؤية خبير وشجاع بحق بوركت يا أخي الفاضل الأستاذ يعقوب سيادي وبوجود أمثالكم وهم كثر بل هم الأكثر والأغلب فالبحرين بخير ولابد للقيد أن ينكسر.

    • زائر 10 | 2:37 ص

      نويدري

      كم انت رائع يا أستاذ , أتمنى أن تزورنا في نويدرات العز

    • زائر 9 | 2:20 ص

      أنت في القلب يا يعقوب

      تعجز الكلمات عن توصيل الشكر التقدير لك ولقلمك الحر وعلى التحليل الموضوعي لمشكلة البحرين ، جل شعب البحرين ليسوا طلاب جاه ولا مناصب وإنما هم طلاب حق وعدل ومسارواة وحياة رغيدة حالهم كحال جيرانهم ، وتطبيق القانون على الجميع، لا أعتقد ان ثروة البحرين لا تكفي هذا الشعب البسيط العدد ولكن ماذا تقول لحكومة لا تكترث بذلك وتراوغ على شعبها وممثليها في السلطات التشريعية والتنفيذية وجلسات الحوار يشاطرونها الرأي حتى وهم يعرفون أنه خطأ وختمها بعضهم بأن شعب البحرين غير راشد .

    • زائر 8 | 2:01 ص

      شكرا لكم يادكتور

      تعجر الكلمات عن مدحك و تعجز الاحرف عن سمو اخلاقك (فشكرا لكم )

    • زائر 7 | 1:52 ص

      شكرا لك

      الحكومة لا تريد ان تتنازل عن حقوق الشعب

    • زائر 6 | 1:44 ص

      ان فلت العقال هذه المرة فلن يعود

      لأن البطش كان شديد والغضب المكتوم جد عنيف ينتظر لحظة الفوران ، لذا ان لم يستجاب لأمثال اصواتكم الحكيمة والأعتماد على ناشري الفتن والضغائن فلن يسلم احد بعدها ، لأن الجمر لا زال تحت الرماد واشتعاله لا يريد سوى من يزيل بعضا من اطرافه بعدها سيكون ناتج ضرب 2*2 ليس 4 بل سيكون رقم لا نتصوره وستنقلب المعادلات .

    • زائر 5 | 1:18 ص

      قائد الجيس السري يان وجحا وجنكيز خان

      جنود فرعون وثمود من الأقوام غير المعاصرة وقد لا يعرف عن جنكيز أنه خان الامانة ولا جحا عند ما سأله عن ملكيته لمنغوليا والبلدان التي حاربها وغزاها في غزواته التى سجلها التاريخ ليس كأهداف في مرمى وإنما حروب وقتال ونهب وسلب وهذه ليست من المسروقات المشروعة ولا المصرح بها لكنها في الحروب تستباح. ففي الحروب لا يأخد المحاربين طمع لكنهم قد تسول لهم أنفسم ويتوسلون. فهل يأخذون قليل من الغنائم المستولى عليها؟

    • زائر 4 | 12:50 ص

      السياسية الحال تجر البلد الى ما حصل في فبراير 2011

      يخطيء من يظن ان كثرة التجنيس وزيادة اعداد الشرطة بأنه يمكن ان يتحاشى ما حصل في فبراير 2011 .
      حسب اعتقادي ان ذلك قادم ان عاجلا ام آجلا ويظن الانسان انه على الدوام قادر على كل شيء ولكن هناك امور تخرج عن التوقعات والحسبان

    • زائر 3 | 12:39 ص

      ماذا لو !!

      فكر راقي وقراءة موفقة للواقع في زمن تعددت فيه الاكاذيب شكرا لكم..شكرا لكم

    • زائر 2 | 10:56 م

      تكتب ويكتبون والفرق بعيد

      هم يكتبون لبث الفتنة وانت تكتب ادرء الفتنة
      هم يكتبون لصاحب العطايا وانت تكتب لمن سلبت منه حقوقه
      هم يكتبون لشق الصف الوطني وانت تكتب عكسه
      هم يكتبون لينالوا رضا من له ونيابة عنه يكتبون وانت تكتب لمن لا يملك ما يعطيك
      لان ماله سلب واغتصب غير الشرف والكرامة التي لم يستطيعوا سلبها
      هم يكتبون ويهدون كرامتهم وعزتهم وشرفهم مقابل حفنة من مال وانت تكتب
      من اجل الاحتفاظ بكرامتك وعزتك وشرفك
      فهل للعاقل من عقل يميز بينك وبينهم غير التاريخ الذي سيكتب على جباههم
      كلمة عار عار عليكم

    • زائر 1 | 10:43 م

      شكر خاص من أهالي بلاد القديم

      تعجز الكلامات عن شكر زيارتك المفاجئة السارة لأهلك وناسك في بلاد القديم وكم استمتعنا بلقياك وأفكارك الوطنية البعيدة كل البعد عن النفس الطائفي البغيط وكثر الله من أمثالك
      كنت مثلا للمواطن البحريني الأصيل .. ولا تقطعنه

اقرأ ايضاً