العدد 3916 - الإثنين 27 مايو 2013م الموافق 17 رجب 1434هـ

الجارة العدوة

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أعلنت إيران منذ يومين قرب تدشينها للنسخة الإيرانية من الطائرة الأميركية من دون طيار آر كيو 170 التي أسقطتها في العام 2011 بعد اختراقها المجال الجوي فوق الأراضي الإيرانية.

طائرة التجسس تلك أثارت العالم منذ أعوام وطالب الأميركان باستعادتها، مستنكرين سقوطها بالنظر للتقنية المتطورة التي بُنيت على أساسها، ورغم ذلك فإن إيران لم تتحدّث طويلاً في الأمر، ولم تبالغ في ردة الفعل، ولم تهدّد وتتوعد وتشجب وتستنكر ذلك، بل طفقت تعمل بهدوء على الاستفادة من ذلك الحدث عبر استنساخ تقنيتها.

هنا في الخليج، تحديداً في المياه الاقليمية الواقعة بين البحرين والسعودية أثار خبر رصد طائرة بلا طيار منذ أيام بلبلة واستهجاناً من عدة جهات محلية وخليجية رفيعة المستوى، ورغم إنكار إيران صلتها بالأمر إلا أن سيل الاتهامات تواصل عبر ردة فعل انفعالية لا أكثر.

نتساءل اليوم ماذا لو كنا نمتلك التقنية للتعامل مع مثل هذه الحوادث كما حدث في إيران، واستغلال الأمور وإن بدت مزعجة وتشي بالتهديد والتدخل، تماماً كما حدث مع الطائرة الأميركية التي سيُعلن عن ولادة مثيلتها الإيرانية، ثم يصرح أحد المسئولين أن لا جرأة لإيران بتهديد الشعب البحريني، تماماً كما صرّح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني بخصوص أميركا.

الأعداء أضداد ونحن لسنا كذلك، إن أرادت إيران أن ترسل طائراتها للتجسس فما نحن فاعلون؟ هل سنقنص الطائرة كما فعلت هي بالطائرة الأميركية ونقوم باستنساخها، أم سنسقطها ونحطمها، أم سنقوم بالمثل بإرسال أخرى للتجسس عليهم. المؤسف أننا لا نملك ان نقوم بأيٍّ من ذلك.

إن أردنا حقاً التعامل مع إيران أو سواها كعدو، علينا أن نتهيأ لعداوةٍ تليق بنا، وأن نبدأ في تطوير تقنياتنا وتكنولوجيتنا لتواكب ما وصلوا إليه ذاتياً بعد 30 عاماً من الحصار.

إلى ذلك الحين لا يسعنا سوى «التولول» والتباكي من أجل حطام وقع في مياهنا الإقليمية ونحن لا نملك إزاءه حولاً ولا قوة.

إن كنا نريد أن نكون ضداً فلنكن ضداً كما يليق، وإلا فالصداقة أولى، فالحكمة تقول العدو الذي لا تملك أن تجاريه صاحبه، فما يمنعنا من كسب صداقة الجارة القوية بعد أن جرّبنا معاداتها لثلاثين عاماً.

الجارة العدوة صدرت لنا حسب الكثير من التصريحات، خلال ثلاث عقود، الارهاب والتحريض ورمقتنا طويلاً بنظرة الطمع والرغبة لكنهم نسوا أو تناسوا أنها صدّرت أيضاً صنوف لذائذ المطبخ الايراني وأنواع المكسرات وأجود السجاد والزعفران، ولم يجد المواطنون يوماً رسائل تحريضية بين ذلك ولم تجبرهم على معاداة دولتهم.

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 3916 - الإثنين 27 مايو 2013م الموافق 17 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 7:03 ص

      خوووووش خووووش ياسلااااااااام

      مشكورة على النصيحة مادري وين كنتي من زماان
      هذا اللي قاصر

    • زائر 16 | 6:52 ص

      حتى انت يا مريم !!

      ( اتركي يا إيران الخليج العربي في حاله , ولا تتعدي عليه ,ويا حزب الله لا تخرب على الشعب طموحهم في الحصول على الحرية والعدالة والكرامة ).
      يا أخت مريم ما هي الأدلة الموجودة أن إيران وحزب الله تدخلوا في شؤون البحرين فإيران إذا تم اتهامها وكيل الشتائم لها والى مذهبنا ومعتقداتها ترد عن نفسها وتنفي هذه التهم فهل هذا الرد تدخل وكذلك الحال مع حزب الله .

    • زائر 15 | 5:32 ص

      والله

      والله فشيله ،كل شلخ كل شلخ ،حكومة اتفشل

    • زائر 14 | 3:34 ص

      تذكرون منقاش

      اجوف الحل ياجماعة الخير نستعين ابمنقاش الي طيح طائرة امريكية في العراق لا وبمسدس مصنوع قبل مئة سنة
      يخلون صوب كل ساحل منقاش او منقاشين ويهذا نضمن امنه القومي
      بصريح العبارة قولي لهم انتو قد ايران لو بغت تحاربنه في ساعه ياخذون البحرين,,, بس عاد اعقلو خلو عنكم الحقد الي عمى قلوبكم ونفوسكم

    • زائر 13 | 3:26 ص

      ماذا يمكن ان يفعلوا ؟؟

      يمكن ان يستنسخوا الصدى التي على الحطام ان كان هناك حطام اصلا

    • زائر 12 | 3:24 ص

      استعداء ايران لأهداف ابعاد الاستحقاق الداخلي

      لا يوجد سبب لاستعداء ايران ولكن الهروب من الاستحقاق الداخلي يحتم عليهم ذلك ولولم توجد ايران لأوجدوا عدوا غيرها هذه امور مفهوهمة والغبي وناقص العقل من يصدق ما تردده الحكومات من تبريرات للاستحواذ بالسلطة فكل حكومة في بلد تضع لها ما يبرر وجودها على هرم السلطة بظلم وجور.

    • زائر 10 | 3:01 ص

      اين هي صور الطائرة؟ وماذا يعني تصوير جسم طائرة في الماء؟ ولماذا يتجاهل الامريكان الخبر

      لكي يثبت صحة الخبر من وزارة الداخلية لا بد من وضع الصور وتحليل الجسم الذي تم العثور عليه حتى تتبين حقيقة الامر والا فربما لا يعدون كونه ترهات لذلك القائمين على الاسطول الامريكي تنصلوا وباعدوا انفسهم عن الموضوع بتاتا لعلمهم ان الخبر ليس صحيحا.
      هل من المعقول ان الاسطول الامركي يرى مثل هذه الامور ويتعامل معهم بتجاهل
      الى هذه الدرجة؟

    • زائر 9 | 2:43 ص

      الحمد لله على نعمة العقل والدين

      الجماعة ما عدهم الا الولوال والتشكي عند امهم فلانة والمصيبة ان فلانة مو قادرة حتى تهاوش او ترد الا بتصريح الاستنكار لعلمها بعدم وجود هذه الخرافات
      فاحترموا عقول الناس .. عيييب فشلتونا!!!!

    • زائر 8 | 2:23 ص

      ايران قبلنا في كل شيئ

      يقولون ان طريق الحرير الجغرافي من ايران الى الصين والهند وروسيا وافغانستان وكازخستان وباكو وووووو...كلهم جيره لايران لم يسمعوا ولا يخافوا في يوم من الايام من ايران بل بالعكس اخذوا واعطوا معها تجاريا ومعنويا وبني لهم بفضل ايران الكثير وهم سعداء ومرتاحين البال من جارتهم بسبب فتح وعمل المطاعم والفنادق لمستثمرين الايرانيين

    • زائر 7 | 2:18 ص

      كن لائقا لتعادي

      مقال عجيبز يدل على ذكاء وحكمة الكاتبة. وكأنها تلمح إلى العيب في عداء الجيران لمصلحة الأعداء.

    • زائر 5 | 1:45 ص

      لمن الكلام ؟

      لمن تتكلمين يا استاذة ؟؟ لاٌناس لايستطيعون التفكير وكل ردودهم مجرد مسرحيات وكذب هم اضعف من مواجهة ايران ولهذا يلجؤن لاختلاق القصص الوهمية وجعل ايران الشماعة للهروب من تنفيذ الوعود واعطاء الشعب حقوقه

    • زائر 4 | 12:53 ص

      الجار وان جار

      ولكن الذي لا يقدر حقوق الجيريه باتهامات واهيه وبعيده عن الواقع هي من يرمي غيره باالتهم واتباع الشيطان الاكبر والإ ماذا لو غيرنا الوضع الى الأفضل بتفعيل حقوق المواطن واعطائه كل ما هو له دون تردد.

    • زائر 3 | 12:48 ص

      الحماقة الغبية

      لكل داء يستطاب به الا الحماقة أعيت من يداويها . ابو سيد حسين

    • زائر 2 | 10:23 م

      الحل ؟؟؟

      سحب البحرين من موقعها الحالى الى البحر الأحمر لتكون بين السعودية و مصر هو الحل الوحيد. المكسرات ستصل الى هناك دون مشاكل. أما الصداقة التى تشيرين اليها فهى خارج الإطار الفكرى.

    • زائر 1 | 10:07 م

      اللهم صلى وسلم على محمد وال محمد

      لا نستطيع نحن الخليجيون استغناء عن ايران من ناحيه الاقتصاديه وايضا المعنويه سواء منذالازمنه القديمه التي لا يوجد بها اي سياسه او التدخلات او الحساسيات بين الدول او حتى حاليا مع وجود مبالغات وتحريضات ومخاوف لان الشعوب هي بالاخير يتم التعامل معها وليس سياسات الدول

اقرأ ايضاً