العدد 4030 - الأربعاء 18 سبتمبر 2013م الموافق 13 ذي القعدة 1434هـ

تصعيد بعد تصعيد!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

انتهت جلسات جنيف، وتمخض عنها بيان وقعت عليه 47 دولة في العالم، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، وجه انتقادات إلى سجل البحرين الحقوقي، وكنا نظن أن بلادنا ستعيش بعده ولو أسابيع قليلة نوعاً من التهدئة بين مختلف الأطراف المختلفة، إلا أن واقع الحال لايزال يؤكد أن مؤشر التصعيد آخذ في الزيادة.

خلال هذا الأسبوع، هناك الكثير من الأخبار التي تنبئ بأن الساحة المحلية مقبلة على مزيد من التعقيد، وزارة العدل تسعى قضائياً لإغلاق المجلس العلمائي وتصفية حساباته، اعتقال القيادي الوفاقي خليل المرزوق وحبسه 30 يوماً بتهمة صلته بتنظيم إرهابي (ائتلاف 14 فبراير)، طلب السلطات من الشيخ حسين النجاتي مغادرة البلاد بعد سحب جنسيته.

هذه التعقيدات اللافتة التي تمت أخيراً، تضاف إلى سلسلة طويلة من التعقيدات التي أفرزتها الأزمة التي تمر بها البحرين منذ 14 فبراير/ شباط 2011، وواقع الحال يؤكد أن مثل هذه الإجراءات لم تكن قادرة في يوم من الأيام على تقديم حل يجلب الاستقرار للبلاد والعباد.

البحرين لا تحتاج إلى المزيد من الحلول الأمنية، ولا إلى المزيد من العنف المشجوب من أي جهة تتبناه، البحرين تعيش أزمة سياسية حقيقية، وتحتاج إلى تجربة حل سياسي ذي مغزى يحقق الحرية والعدالة والكرامة لكل البحرينيين.

منذ بدء الأزمة الحالية في البحرين، والتفكير والممارسات كلها تصب في الاعتقالات والمداهمات والانتهاكات التي لا تتوقف، وهناك المزيد من الضحايا يسقطون بين فترة وأخرى من مختلف الأطراف، بسبب العنف الذي يراد له أن يكون الصوت الأعلى في البحرين بدلاً من صوت العقل والحكمة والحوار.

الحلول الأمنية ليست وليدة هذه الأزمة، بل كانت على الدوام الطريق الذي يتم الوغول فيه بلا رحمة، لمقابلة أي حراك شعبي ووطني يرفع شعار الحرية والكرامة والمساواة والديمقراطية، والنتيجة بعد كل هذه السنوات من تمكين هذا الحل، أننا اليوم وصلنا إلى الحال البائسة التي عادت عليها بلادنا.

وعند كل بارقة أمل تلوح في الأفق، لإعطاء فسحة لحل سياسي، نجد المزيد من حملات الكراهية تبث سمومها في الناس، مرة لتخويفهم من الآخر، ومرة لقطع الطريق على هذا الحل السياسي، والحال أن الساحة تتجه بعدها إلى التأزيم الذي يتلوه تأزيم أكبر.

المطالب العادلة لهذا الشعب، تحتاج إلى تغليب التبصر على لغة القوة، لذلك فإن من مصلحة الجميع التفكير في حل سياسي يجنب شعب البحرين المزيد من الآلام والعذابات التي تأخر الوقت على وقفها وإنهائها، وبث الأمل في قلوب الناس.

من حق كل البحرينيين أن يعيشوا متساوين بكرامة على أرضهم، ومن حقهم أن ينعموا بشيء من الحرية والديمقراطية، بدلاً من التصعيد الأمني المتلاحق، من حقهم جميعاً أن يعيشوا بكرامة وعزة، فالبحرين تسع الجميع.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4030 - الأربعاء 18 سبتمبر 2013م الموافق 13 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:14 ص

      ما يحصل نكاية بما حصل في جنيف

      معتقدين ان الوقوف امام المجتمع الدولي ومناكفته شطارة . اقول انتوا تاكلون وناس تعد الطعام عليكم

    • زائر 7 | 6:48 ص

      كل يوم اجتماع امني رفيع المستوى

      وماذا تنتظرون بعد كل اجتماع أمني رفيع المستوى انتهاكات اكثر لانه موعودون بالحماية ومن يقوم بالتنفيد يخاف الاقالة فيغوص في وحول التجاوزات وجب تغيير عقلية القرار والقصد واضح ولن نرجع حتى تثبيت حكم القانون وليس المزاج.

    • زائر 6 | 4:47 ص

      ردود

      لابد من تنفيذ القانون بحذافيرة للسيطرة على حثالة المجتمع التي تسعى دوما لحرق البلاد وجرها لمنزلقات وممرات دامسة وهذا ما هو متعارف علية دوليا ، فالارهاب والارهابيين يتمادون يوميا لتدمير البلاد والاقتصاد لذا ان الاوان لاجتثاثة من جذورة وفرا لينعم الجميع بالامن والامان

    • زائر 5 | 4:45 ص

      تنفيذ توصيات المجلس الوطني

      يا اخي الدولة تنفذ توصيات السلطة التشريعية ونحن في بلد ديمقراطي يجب على الجميع الالتزام بالقانون

    • زائر 4 | 4:01 ص

      قناص

      الاحداث في البحرين ليست وليدة سنوات قليلة ولكنها منذ زمن بعيد وهذا الشعب يطالب بحقوق مشروعة وليست ذات مغزى سياسي فمثلا المساوات بين جميع ابناء الشعب في التوظيف وتوزيع ثروات الوطن بالتساوي وليست لفئة دون اخرى وهذا حق مشروع . وكلما اقتربنا للتآلف والمحبة بين جميع الطوائف تدخلت الافاعي الرقطاء ذات السم القاتل وبثت سمومها بيننا لكي لا يكون هناك اي تقارب أو حل لما تمر به بلادنا وهذه الافاعي االمتسلقة التي تبحث عن اي ثغرة لتتدخل يجب التخلص منها لكي يسترد الوطن عافيته هؤلاء المستشارين هم البلاء .

    • زائر 3 | 3:45 ص

      لا تساوي بين الجلاد والضحية

      الضحاياة من الشعب فقط ولا نثق في الروايات الرسمية

    • زائر 2 | 2:43 ص

      مهتم

      المجلس العلمائي هي هيئة غير مسجلة وفقا لقوانين مملكة البحرين . والمرزوق موقوف وليس معتقل . كفاكم تلاعبا بالالفاظ ز

    • زائر 1 | 10:24 م

      الظلم ظلمات

      مادامت العقلية التي تدير البلد هي فلا يمكن أن يتغير وألم تسمع المثل أن الانسان يكبر وتكبر معه خصلتان الحرص وحب البقاء ونضيف إليها حب السيطرة واستعباد الخلق وشراء الذمم والدين والحياء وكل شيء فهؤلاء لا يمكن أن يتغيروا ولن يقبل المتمصلحون تغييرهمً لأنهم بالنسبةً لهم خيط السبحة إن انقطع تبدد شماهم وافتضحت أكذوبتهم ولهذا هم يعضون عليها بالنواجذ

اقرأ ايضاً