العدد 4043 - الثلثاء 01 أكتوبر 2013م الموافق 26 ذي القعدة 1434هـ

السر وراء تراجع الوعد بالميثاق... (4) الخاتمة

يعقوب سيادي comments [at] alwasatnews.com

.كاتب بحريني

كل ما سردناه في الحلقات الثلاث السابقة، نتج عنه خلق مكون شعبي ثالث جديد، يقف ما بين مكوني المجتمع الشعبيين الأصيلين، وقد نجحت السلطات في بث روح الفرقة السياسية ما بين السنّة والشيعة، عبر نزع الخدمات من استفادة الثاني لحساب الأول، بما غَيّب وعي غالبية السنّة السياسي بما سينتظرهم من مستقبل التهميش، حالما تستتب الأمور، حيث لن ينفعهم مذهبهم الديني، طالما استبدلوا به لقاء تمييزهم المؤقت، مبدأ المواطنة المتساوية، وقد سهت عن ذلك القوى الدينية من الطائفتين بما تم التيسير لهم في ذلك، وبما تم مغازلتهم به من نصوص وإجراءات الميثاق.

وخلاصة القول، ان مملكة البحرين باتت منقسمة سياسياً وحقوقياً في مكونها البشري، أولاً الى جهات رسمية غير منسجمة مع فئات المجتمع، وثانياً الى شعب منقسم سياسياً وحقوقياً أيضاً، الى ثلاث فئات، إلا من رحم ربي، والثالثة طائفة المواطنين الجدد، والتي هي من صنع السلطات للفصل بين الطائفتين الأصيلتين، وأن وعود السلطات، باتت تاريخياً وبالتكرار الى يومنا الحاضر غير موفى بها، فهل من وعي بذلك؟

ونأتي للسؤال، ما السر وراء تراجع الوعد بالميثاق؟ وجواب ذلك يتمثل في عدة سيناريوهات، وقبلها نشير الى أن الميثاق في تشخيصه لشخصية البحرين التاريخية – حضارة ونهضة، أسهب في تمجيد الجانب الرسمي، بـِنَسْب التطورات المدنية والسياسية والحقوقية والدستورية، الى إرادته، دون ذكر ولو القليل من إسهامات الشعب في ذلك، ففي عهد الحاكم الشيخ حمد بن سلمان، كانت هناك حركة هيئة الاتحاد الوطني الشعبية، وفي عهد الأمير الشيخ عيسى بن سلمان، أشاد الميثاق بإرادة الأمير السامية بإصدار الدستور وانتخاب المجلس الوطني في عام 1973، والذي لم يطل مداه الى أكثر من عشرين شهراً، ساد بعدها لقرابة ربع قرن قانون أمن الدولة، ولكن الميثاق أهمل هذه الحقبة.

سيناريوهات عدة واحتمالات كثيرة تحيط بذلك، وأي كان السيناريو الأصح، فلا حاضن للسلطات ولا حامي لها وللوطن، إلا الشعب الأصيل، حين تسود العدالة والمساواة، ومواكبة العصر بالمشاركة الشعبية، ومراعاة حسن الجوار بما لا يسمح بالتدخل في شئونها الداخلية، وخاصة العلاقة بين الشعب والقيادة، كل ذلك من بعد حل الأزمة الحقيقة، بالتحول الى الملكية الدستورية الحقة انطلاقاً من الأصل بدستور 1973 العقدي الذي يضع التشريع للتعديلات الدستورية وللقوانين والرقابة للمجلس الوطني المنتخب بناء على آلياته ونصوصه، التي تضع الغالبية للسلطة التشريعية والرقابية للشعب مصدر السلطات، وتجرى على ضوء ذلك التعديلات الدستورية المحددة في الميثاق وهما تعديلان لا ثالث لهما، مسمى الدولة بالمملكة، وإضافة مجلس شورى معين من أصحاب الخبرة والدراية للمشورة والرأي، ولا صلة له بالتشريع لا من قريب ولا من بعيد، هذا المجلس المعين يأتي من خلال القبول الشعبي، عبر تمثيل أعضائه لمؤسسات المجتمع المدني غير الحكومية، ومجلس النواب لا يمنع أن يكون الوزراء أعضاء فيه بحد أقصى 14 وزيراً مقابل 40 عضواً منتخباً انتخاباً حراً مباشراً من الشعب كما أوصى الدستور بزيادة العدد من 30 الى 40 بدءاً من الفصل التشريعي الثاني، وقد مضت على حله في أغسطس/ اب 1975، قرابة العشر فصول تشريعية، أو جعل المعينين إبدالاً للوزراء وبعددهم، والدوائر الانتخابية تكون تطويراً لما كان في جعل البحرين دائرة انتخابية واحدة، وأسوأها كما كان تمثيلاً للمحافظات، ويستتبع ذلك الفصل الحقيقي بين السلطات، واستقلال القضاء في الإنشاء والإدارة القضائية والمالية وفي أحكامها، وأن ينتخب الشعب حكومته.

إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"

العدد 4043 - الثلثاء 01 أكتوبر 2013م الموافق 26 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 12:16 م

      أخي العزيز بو يوسف

      أحد الأسرار وراء الإنقلاب على الميثاق هو :
      أن مبادرة الإصلاح جاءت والبحرين وقطر يستعدان للحكم في جزر حوار ، وكان أحد الإحتمالات لجوء محكمة العدل الدولية لوضع المسألة للإستفتاء الشعبي ، او المواجهة العسكرية بين البلدين، في وقت كانت الجبهة الداخلية متصدعة نتيجة أحداث النسعينات وهو ما حدا بالحكم الى مبادرة الميثاق والميل 180 درجة مرة واحدة تحسباً للمجهول ، لكن ما أن صدر حكم لاهاي في صالح البحرين بدأ النكث والتراجع ...

    • زائر 15 | 9:14 ص

      الذنب ليس كله على السلطات

      يا أخي السلطات لم تنجح في بث روح الفرقة السياسية بين السنّة والشيعة إلا بالروح العدائية التي يبثها علماء السنة و الشيعة. و لقد ألقيت اللوم كله على السلطات، و كأن الشعب من سنة و شيعة برآؤ ليس لهم ذنب، و ليس بمقدوهم أن يفعلوا شيئاً. لكن الذنب الأعظم يقع على علماء السنة و الشيعة، الذين هم إما طائفيون أو لامبالون.

    • زائر 16 زائر 15 | 10:44 ص

      صدقت

      التخطيط والدعم من السلطات الحاكمة، والتنفيذ ساهمت فيه القوى الدينية، كلٍ بما لامس هواه.

    • زائر 14 | 6:06 ص

      طائفة المواطنين الجدد

      لعل بعضنا مرتاح من هذه الطائفة لا لشيئ إلا أنها ازعجت الطائفة الأخرى, وأظن ان ذلك لن يدوم. ستكشف لنا الأيام مدى ثبات هذه الطائفة على ولاءها المزيف, إذ أرى من وجهة نظري الضيقة ان ولاء هذه الطائفة لبلدانها التي أتت منها, كما هو ولاءي لبلادي. وهذه حقيقة كما درسنا ونحن أطفال بالإبتدائية ان الطيور تحن إلى أوكارها. فكيف بالبشر؟ (محرقي/حايكي)

    • زائر 13 | 4:13 ص

      كيف أسس أو تأسس الحكم إذا كان مبناه منهار؟

      أظهرت كما أوضحت كما بينت بعد أن تبين الباحثون في الدساتير والقوانين والشرع أنه يقال عن الحكم في البحرين وفي منطقة حوض الخليج عرفي وليس شرعي أو دستوري أو قانوني. فيكون إعتداء على الشعوب كما يقال إعتداء على الدستور (...) فهل لم يعتدوا على القانون؟

    • زائر 10 | 3:23 ص

      مقال هادف

      تحليل دقيق وتعليل لما حدث ويحدث من أزمات سببها المطبخ السري والهادف للالتفاف على المطالب الشعبية وابقاء الحال لما قبل مائة عام ، بارك الله فيك أستاذي الشريف والاصيل

    • زائر 12 زائر 10 | 4:00 ص

      صح لسانك نعم ما يطبخ في الكواليس ضد هذا الشعب

      المطابخ السرية والخطط الخبيثة المبيتة والتي تستهدف طائفة بأكملها في كيانها هي اللتي ادت الى هذا الحال. بل سوف نشهد اردى من هذه الحالة فالقائمون على المطبخ السري قد اسرعوا في تطبيق ما لم يحلقوا ان يطبقّوه في السابق والآن لا حسيب ولا رقيب والبحرين وكالة من غير بواب والحبل على الغارب والتقارير المثيرة تنفذ بسرعة

    • زائر 9 | 3:00 ص

      شعب البحرين وتاريخها يقول لكن من أين جاءوا بالفصول تشريعيه

      يقال السلطة للقانون والدستور عالي المقام كما شرعها يقال له حدود وقواعد ثابته التي تحكم الفرد كما تحكم المجتمع. هنا في البحرين قد يكون حددت بعض الحدود لكن لا يقال أن الحدود كما بينها الله وكشف عنها بعض العلماء ووضحها البعض الآخر. مجموعة من المشاكل المتراكمة والمتراكبة والمتداخلة وقد يكون الفصل فيها عند ما يعتمد أو يتكل على أهل الخبراء المصريين أو غيرهم من غير ذوي ألإجازات معضلة يعني. أوواليس من البدع أن يشرع مشروع غير مشروع أو مشرع له من خارج الدستور؟

    • زائر 8 | 2:53 ص

      ليس من السراء لكن فيه ضرر البرلمان بقبتيه كما الوراء ورئاستهم يشكلون حكومة من أجل خدمة الشعب وحماية ماله العام والمحافظة على خصوصية الشعب. كما الحفاظ على البيئة من التلوث وعلى الطبيعة وعدم التفريط في أي شبر من حدود البلد البحرية والبرية. اليوم وأمس وأول أمس منابع الغاز ومنابع البترول غير محافظ عليها، كما أن الإعتداءات المتكرره التي شهد بها القاصي قبل الداني لم تتغير بل من أسوء الي أسوء من السيء. يعني ما فائدة وجود حكومة ما تحكم بالعدل أو قد لا تعرفه؟

    • زائر 7 | 2:25 ص

      نعم ايها الكاتب مقالك ومقال الدكتور منصور = دولة مقسّمة ومتناحرة وهذه اكبر الانجازات

      دائما يتحدثون لنا عن الانجازات وهاهي اكبر الانجازات من يقرأ مقالك ومقال الدكتور منصور الجمري يرى الانجازات الحقيقية وطن مقسّم ومتحارب ومتضعضع يهتز لتصريح بسيط من رئيس دولة.
      نعم وطننا ضعيف جدا الى درجة انه اهتزّ هزة كبيرة لتصريح الرئيس الامريكي لا لشيء وانما للواقع الذي وصل له بسبب السياسات الطائفية العنصرية الخاطئة التي لو دخلت اقوى وطن لهدمته ولولا ان شعب البحرين شعب عظيم لهدم كيانه من زمان

    • زائر 6 | 2:20 ص

      تحية إجلال لولد ديرتي الحر

      تحية إجلال لك على فكرك النير وقلمك الشريف ونفسك الأبية الحرة شكراً والف شكر لك يا اخي

    • زائر 4 | 1:19 ص

      مقال جميل نحن من المتابعين

      لكم

    • زائر 3 | 1:17 ص

      الميثاق

      جاء الميثاق الوطني لإخراج البلاد من أزمته الطاحنة او قل زن عنق الزجاجة بين النظام والشعب، لكن في الحقيقة كان محاولة التفافية على المطالب الشعبية واستغفال له.

    • زائر 2 | 12:59 ص

      التاريخ يشهد

      مقال جميل وواضح
      سلمت يداك

    • زائر 5 زائر 2 | 1:20 ص

      مقال منصف

      بارك الله فيك عزيزي على هذا المقال الرائع لا عدمنا من هذا القلم الحر

    • زائر 1 | 12:15 ص

      الله يكون في العون

      لقد اسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي .

اقرأ ايضاً