العدد 4077 - الإثنين 04 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ

رسل السلام سفراء النوايا الحسنة

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

رسل السلام أو «سفراء النوايا الحسنة»، صفةٌ طالما تتردد على مسامعنا، يحلم أن ينالها محبو السلام في العالم، مصدرها منظمة الأمم المتحدة وما يتفرع عنها من منظمات مختصة تعمل تحت غطائها.

هم أشخاص متميزون يتمّ اختيارهم من قبل الأمم المتحدة، من بين الفنانين أو الرياضيين أو ذوي الأعمال الإنسانية المهمة، ويقومون من خلال ظهورهم العلني، واتصالاتهم بوسائل الإعلام العالمية، وأعمالهم الإنسانية، بالمساعدة في نشر الوعي بمطلب عناية كل فرد بأفكار المنظمة وأهدافها.

وقد أنشئ هذا البرنامج في أواخر القرن العشرين (العام 1998)، وذلك مع تعاظم الحاجة إلى تفعيل دور الأمم المتحدة في إرساء السلم ومحاربة الفقر والجهل وغيرها من الكوارث الإنسانية. ويتمّ اختيار رسل السلام التابعين للأمم المتحدة بعناية من ميادين الفن، والأدب، والموسيقى، والرياضة، بعد موافقتهم على المساعدة في جذب انتباه الرأي العام العالمي إلى أعمال الأمم المتحدة. وقد نالوا بهذا التكليف أرفع شرفٍ يمنحه الأمين العام للأمم المتحدة لمواطن عالمي لفترة مبدئية مدتها ثلاث سنوات، وبالمقابل تتكرّم هذه الشخصيات البارزة، رسل السلام وسفراء النوايا الحسنة، باستخدام أسمائها وسمعتها الطيبة وطاقاتها للدفع من أجل عالم أكثر سلماً، وتتطوع بوقتها، وموهبتها، وأحاسيسها لزيادة الوعي بجهود الأمم المتحدة لتحسين مستويات المعيشة لبلايين من البشر في كل مكان.

وليست صفة سفير النوايا الحسنة صفة سياسية دبلوماسية كالتي يحملها سفراء الدول المختلفة لدى الدول الأخرى، وإنّما هو تكليف تشريفي لمشاهير العالم، هدفه المساعدة في دعم مختلف القضايا التي تعالجها الأمم المتحدة، سواءً كانت اجتماعية أو إنسانية أو اقتصادية أو متعلقة بالصحة والغذاء، عسى أن تساهم شهرتهم في نشر الوعي والدعم تجاه هذه القضايا. ومن المنظمات التابعة للأمم المتحدة والتي لها سفراء النوايا الحسنة نذكر مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة واليونيسيف واليونسكو.

وقد كانت اليونيسيف رائدة في الاستعانة بمعاونة المشاهير لخدمة قضاياها. وكان دانى كاى رائداً حيث قام بدور السفير المتجوّل في العام 1954، ثم تبعته أودرى هيبورن وغيرها، ثم تزايد العدد لتزخر القائمة المرموقة الراهنة بعديد من سفراء النوايا الحسنة على المستوى الدولي والإقليمي والوطني.

ولعل من أبرز معايير اختيار سفراء النوايا الحسنة الشهرة على النطاق المحلي والعالمي، إذْ تقدم الشهرة بعض المزايا الواضحة في الاضطلاع بأدوار معينة مع اليونيسيف مثلاً؛ فالمشاهير يجذبون الاهتمام، ولذلك فإنهم يصبحون في وضع يمكنهم من تركيز أنظار العالم على احتياجات الأطفال، سواءً كان ذلك داخل بلدانهم، أو بزيارة مشروعات ميدانية وبرامج مواجهة حالات الطوارئ في الخارج. إنهم يستطيعون تقديم رسائل مباشرة إلى أصحاب القرار لإحداث التغيير المطلوب، ويستطيعون استخدام مواهبهم وشهرتهم في جمع التبرعات للأطفال والدفاع عن قضيتهم ودعم رسالة اليونيسيف التي تهدف إلى ضمان حق كل طفل في الصحة والتعليم والمساواة والحماية.

وعلى المستوى العربي وقع الاستعانة بالعديد من الشخصيات الفنية ومنحهم لقب سفراء النوايا الحسنة، ولعل أبرزهم الفنان كاظم الساهر الذي منح لقب سفير السلام، من قبل منظمة السلام العالمية، وذلك بعد الحفل الذي أحياه في العاصمة الأسترالية، إذ قدّم هذا الفنان العراقي الكبير، أو «قيصر الأغنية العربية» كما يحلو لنزار قباني أن يسمّيه، مجموعةً من الأغاني التي تدعو إلى السلام والتقارب بين الشعوب، ومنها أغنية «نريد السلام»، مع نجم الروك الأميركي ليني كرافيتز. إثر ذلك اختارته منظمة الأمم المتحدة للطفولة سفيراً جديداً للنوايا الحسنة للتحسيس بقضايا الطفولة المحرومة في العراق جرّاء تدهور الوضع الأمنيّ ببلاد الرافدين وانعكاس ذلك على الطفولة.

ولتسليط الضوء على شجاعة الأطفال العراقيين على مر السنوات، أنشد كاظم قائلاً: «نعم أذهلتم الدنيا نعم أنتم، نعم جاوزتم الأحزان بالأقلام والدفتر. تجاوزتم حدود الخوف والحرمان».

ودعا، خلال اضطلاعه بهذه المهمّة، جميع فئات المجتمع العراقي إلى المساعدة في تحسين حالة الأطفال، مضيفاً: «سلاماً يا جميع الناس، سلاماً يا أخي وأمي، نبارك خطوة اليونيسيف لنمنع لعبة الموت. أحباب الله في خطر، في سجن ضياعهم أسرى، وإن سكوتنا عنهم يعد جريمةً كبرى. تعالوا وافعلوا شيئاً يبدل عسرهم يسرا».

ومعلوم أنّ العراق، في سبعينيات القرن الماضي، كان واحداً من أفضل البلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث وضع الطفولة، ولكن وبسبب عقود من الحروب والإهمال، أصبح واحداً من أسوأ البلدان. وقد ركّز كاظم الساهر سفير اليونيسيف، على محنة الأطفال المحرومين، الذين يواجهون العديد من هذه المشاكل في وقت واحد، ولا توجد الخدمات الكافية للاستجابة لهم.

فإلى أيّ مدى تحقّقت دعوة سفير السلام كاظم الساهر حين قال: «يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الفرص التي يستحقها معظم الأطفال المحرومين في جميع أنحاء العراق والتي لهم الحق فيها»؟.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 4077 - الإثنين 04 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:38 م

      يستاهل كاظم

      وعلى المستوى العربي وقع الاستعانة بالعديد من الشخصيات الفنية ومنحهم لقب سفراء النوايا الحسنة، ولعل أبرزهم الفنان كاظم الساهر الذي منح لقب سفير السلام، من قبل منظمة السلام العالمية،

    • زائر 3 | 4:34 ص

      الله يحمي أطفال العراق

      «نعم أذهلتم الدنيا نعم أنتم، نعم جاوزتم الأحزان بالأقلام والدفتر. تجاوزتم حدود الخوف والحرمان».

    • زائر 2 | 11:54 م

      نرجو

      أن يزور ديارنا العربية سفراء سلام فمصر تحتاج واليمن تحتاج وتونس تحتاج والعراق تحتاج والقائمة تطول وتطول والدول العربية تحتاج وتحتاج

    • زائر 1 | 11:25 م

      حقا هو ذلك

      يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الفرص التي يستحقها معظم الأطفال المحرومين في جميع أنحاء العراق والتي لهم الحق فيها

اقرأ ايضاً