العدد 4138 - السبت 04 يناير 2014م الموافق 02 ربيع الاول 1435هـ

«ائتلاف الفاتح»... كيف أكل الحنظل؟

محمود الجزيري Mahmood.Ridha [at] alwasatnews.com

.

في الـ29 من أكتوبر/ تشرين الأول 2013، عممت جمعية المنبر الوطني الإسلامي على الصحافة المحلية تصريحاً لرئيس الجمعية النائب علي أحمد نشرته «الوسط»، كشف فيه عن «وجود تحركات مستقبلية يتبناها ائتلاف جمعيات الفاتح، وذلك من أجل محاولة إيجاد طرق لحل الأزمة السياسية في البحرين».

هكذا وبعد صوم عن إنتاج الحلول للأزمة التي ضربت البحرين منذ 14 فبراير/ شباط 2011، قرر ائتلاف الفاتح تقديم الوصفة العلاجية التي يراها مناسبة لحلحلة الأوضاع المتأزمة في البلد.

وعلى رغم اليأس الذي يتملك قطاعات جماهيرية كبيرة من قدرة «ائتلاف الفاتح» على التقدم خطوة واحدة إلى الأمام في حل الأزمة، لما شاهدناه ولمسناه من طريقة أداء قيادات الفاتح مع مبادرات المعارضة للحل، وكثير من الأحداث التي مرت بنا، فإن مجرد نية ائتلاف الفاتح التفكير بإيجابية حيال الواقع من حوله، ليغادر في أدبياته هجاء المعارضة ومشروعاتها إلى تقديم مشروع يمكن أن يساعد في ترطيب الأجواء، وتخفيف الاحتقان الذي يسكن مفاصل البلد، أياً كان نوع هذه الصيغة أو المشروع المقدم، فذلك خير وأفضل من التكلس على وضعية التأزيم والمضادة المطلقة لكل مبادرات الحل التي تتقدم بها الأطراف الأخرى دون قدرة على إنتاج البديل المقنع.

لقد مضى على نبأ تبشير النائب علي أحمد بولادة المبادرة «الائتلافية» أكثر من شهرين، إلا أنها لم تبصر النور حتى هذه اللحظة. ولا أظن أنها ستبصر النور لاحقاً أيضاً، لأنه ببساطة «فاقد الشيء لا يعطيه»، وقيادات جمعيات الفاتح كما ظهر بالتجربة، لا تملك مشروعاً رديفاً لمشروع المعارضة في منهج إدارة الدولة، ولو كانت تملك رؤية واضحة ومشروعاً محدّداً لقدّمته دون حاجة إلى التأخير كل هذا الوقت.

افتقار «جمعيات الفاتح» إلى المشروع السياسي هو أكثر شيء يعيبها، وقد أدّى ذلك في أوج الأزمة إلى تورط بعض قياداتها في ارتكاب أخطاء كارثية، كالتصدر لتسعير حالة الاحتراب الطائفي البغيض وإعلان انهيار جدار الثقة بين الطائفتين السنية والشيعية، في الوقت الذي كانت البحرين أحوج ما تكون للقيادات العاقلة التي تسعى لاحتواء الموقف، وتهدئة الأجواء وبث روح التسامح والإخاء بين أبناء البلد الواحد.

هذا ليس ادعاء، فالسلطة نفسها كانت متنبهة لفقدان جمعيات الفاتح للاتزان والرؤية والروّية، لذلك ساقته (التجمع) وبكل يسرٍ للمصيدة عبر استغفاله و «استغلاله لضرب المكوّن الآخر» باعتراف التجمع في تقريره السياسي الرسمي.

منظمات العالم الحر، مبعوثو الدول الكبرى هم الآخرون أدركوا الوضعية التي انحدر إليها الائتلاف، ولايزال البحرينيون يتذكرون كيف تجاهل المبعوث الخاص للرئيس باراك أوباما لدى منظمة التعاون الإسلامي رشاد حسين اللقاء بقيادات الفاتح، بعد أن أتم عمله والتقى بمن يريد عند زيارته البحرين في مايو/ أيار الماضي.

«ائتلاف الفاتح» اليوم يأكل الحنظل الذي زرعه ولا شيء آخر، فمن ارتضى على نفسه العبث، واستحب دور الصدى، وقبل أن يبيع استقلالية قراره ليكون «روموت كونترول» بيد غيره، ليس له أن يتوقع من الآخرين أن ينحنوا إجلالاً لفرط إعجابهم بالدور العبقري الذي يضطلع به.

إقرأ أيضا لـ "محمود الجزيري"

العدد 4138 - السبت 04 يناير 2014م الموافق 02 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 9:46 م

      تقليل عدد المآتم و المساجد هو الحل

      طل علينا من قبل كم يوم الشيخ الحسيني متحدثا عن اهل السنه و هو يقول ان الحل هو في تقليل عدد المساجد و المآتم والحوزات وبالخصوص مأتم القراشية في المحرق لابد من ازالته لتحل قضية البحرين!!!!

    • زائر 3 | 6:37 ص

      الخط الساخن

      قبل ايام أعلن التجمع عن الحل وهو تدشين الخط الساخن لشكاوى المواطنين

    • زائر 2 | 5:04 ص

      مقال جيد

      هذا الكلام ينسجم مع واقع جميع جمعيات الفاتح الذين في كل يوم يطلع علينا احدهم ويقول بأنهم قدموا مرئياتهم للحلحلة الازمه والمعارضه لم تقدم شئ والعكس صحيح ولكن والحمدلله الشارع الذي كان مخدوعنا بهم قد وعى وهم عارفين بدللك والان ومن جديد قد صرح احدهم بأنهم سوف يطرحون مرئياتهم في الحوار ومن بعدها تعرض على الشعب وانشاالله نعاين خير.

اقرأ ايضاً