العدد 4151 - الجمعة 17 يناير 2014م الموافق 16 ربيع الاول 1435هـ

موضة «البيانات الصفراء»!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

يتوجب علينا، بل ربما أراد البعض أن يلزمنا إلزاماً، أن نكون أكثر تفاؤلاً ونحن نتلقى ونرسل ونستمع ونُسمع تلك المفردة التي لم أجد لها في حياتي منافساً لمعنى «المهزلة» سواها! ألا وهي كلمة «الحوار»! ومع أن صميم معنى الكلمة عظيم دون شك، وهو أعلى مراتب التفاهم الإيجابي في الأزمات والملمات والنوائب، لكن صداها في مجتمعنا مذهل حقاً!

بالنسبة لنا في البحرين، أو بالنسبة لي على الأقل مع من يوافقني الرأي، فإن كلمة «حوار» ليست سوى مفردة أصبحنا نستخدمها في ظل الظروف السياسية القاسية والمربكة صعوداً ونزولاً، وكأنها حقنة تخدير في جسد مليء بالعلل، تريحه إلى حينٍ من الزمن ثم يعاود مجابهة الآلام والأوجاع بدرجة أعلى من السابق، لكن... علينا أن نتفاءل! نعم يتوجب علينا أن نتفاءل حتى ولو كان ذلك على حساب حقنا في التفكير العميق، مع وجود طرف لايزال في حفلة زاره، ولايزال يعتبر «الحوار/ المهزلة» محرماً بشدة مع الخونة والإرهابيين! وقد آن أوان البيانات الصفراء في موضتها الجديدة باستخدام وسائل التوصل الاجتماعي لتنشط منذ أن سمع الناس بأن هناك مساراً جديداً للحوار.

لم يعد مستغرباً أن يكون الحوار مضيعة وقت لإطالة أمد أزمة، ولم يعد خافياً حتى على المواطن غير المتابع، أننا أمام أزمة (لابد وأن تطول وتطول)، مادام هناك من انفجر غيظاً وهو يصدر البيانات الخفية، ويكتب التغريدات السوداء منذ أن سمع بأن الحكومة ستتحاور مع الإرهابيين الخونة!

على أي حال، ليقل ما يشاء وليقل غيره ما يشاء أيضاً، لكن لابد من أن يدرك هؤلاء أن المعارضة الوطنية تلقت الاتهامات طيلة سنوات. ولم يقتصر ذلك على السنوات الثلاث الماضية فحسب، بل أقدم منها، وبقيت، أي المعارضة الوطنية، تستقبل تلك الاتهامات وقائمة طويلة من الافتراءات السمجة والمسرحيات المرتبكة، بهدوءٍ وتمحيص، واستمرت في طرح مشروعها، والغريب، أن مناوئيها، حتى مع وجود إشارات جديدة لحوار «ذي مغزى» بقوا على حالهم: «إرهاب مع الخونة... إرهاب مع الإرهابيين... إرهاب مع من لا يستحقون أن يعيشوا أصلاً في البحرين فهم ليسوا منها»! عبارات وأوصاف واتهامات لا يمكن السكوت عليها في الدول التي تحترم مواطنيها وتطبق القانون على الجميع، وليس على من لا تحبهم من مواطنيها فقط.

واحدة من أغبى تلك البيانات الصفراء التي انتشرت بسرعة البرق في نصوص الـ «واتس أب»، هي تلك التي بعثت رسالة إلى طائفة من المواطنين مفادها أن «مرحلة الذل والهوان قادمة وعلينا ألا نرضخ للمجوس»! ومع افتراض أن تلك العبارات والنصوص المليئة بالمرض الطائفي والعلل والغايات المغرضة الدنيئة هي بقايا حفلة زار ملعونة، إلا أن البعض وجد فيها فرصة لتأليب يتماشى مع ما أراده هو، وكأنه يريد القول أن أي انفتاح أو انفراجة مهما كان حجمها أو أي إصلاح يعني أنه هو نفسه في خطر، فهو لا يستطيع العيش والمتاجرة في وضع مستقر.

وأعيد ما قلته ذات يوم: «لم تخرج المواجهة بين الناس في بلادنا وبين ما يتلون تحت ألوان كثيرة، ويتسمى تحت مسميات جديدة في شكل «تحرك ضد مواجهة الطائفية في البحرين» من حدود «المواجهة الكلامية»، وإن صدقت النوايا وتجذّرت المواقف وخلصت لحماية البلاد من هذه الحرب الجرثومية الخطيرة... أقصد وباء الطائفية طبعاً.

خلال السنوات الثلاث الماضية، وقبلها أيضاً، سجّل المجتمع بعض التحركات، منها ما ظهر بين الوجهاء والشخصيات الدينية والاجتماعية، ومنها ما ظهر بين جمعيات سياسية ودينية، لكننا لم نر حتى الآن ثماراً لذلك العمل الموجّه ضد الطائفية. وفي ظني المتواضع، فإن الثمار لن تظهر إلا إذا كان للحكومة دور أكبر في التصدي للطائفية. فإعلام الكراهية مستمر، وموجات التأجيج في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن شخصيات طائفية بعينها مستمرة. واليوم، همها الأول وشغلها الشاغل، التخويف من الحوار، وكأنهم صدقوا بأن هناك حواراً قادماً يقض مضاجعهم.

شخصياً، لست متفائلاً من أي حوار ذي مغزى أو غيره، لكن حالي حال الكثير من المواطنين، وضعوا الثقة في شخصيات صادقة ومعارضة وطنية شريفة تريد أن تخرج البلد من أزمتها، وفي ذات الوقت، نبصر مجموعة من الأصوات التي ترتفع حدتها لتقول: «لا حوار مع الخونة»... سؤالي، من يستطيع إسكاتها؟

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4151 - الجمعة 17 يناير 2014م الموافق 16 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 7:03 ص

      أيها الكاتب كن منصف 2

      البلد كانت بتروح من ايدنا ما سمعنا منكم كلمة حق.. هل كنتو بتفرحون لو ايران احتلت البلد؟ بعدين كل الوسائل وفرتها الحكومة للمعارضة لكنها رفظتها ومن ضمنها منحهم مناصب عليا في الدولة.. احسن من هللون شتبون بعد؟ لازم الأوامر تيي من ماما طهران... أستاذ سعيد ألاحض انك تدافع عن المعارضة وعن ارهاب 14 فبراير احنه ما نقصد اخونه الشيعة الخونة لا حاشاهم نقصد الارهابيين الذين يعتدون على الوطن.. ارجو ان فكرتي وصلت وشكراً

    • زائر 17 زائر 15 | 1:36 م

      زائر 14 و15 أشكرك كثيراً لصراحتك العبقرية

      جميلة آراء زائر 14 و 15 ضحكتني وضحكت زوجي وأولادي واحنه مستانسين بالمولد.. رحم الله والديك على هالعبقرية وعلى هالروح الطيبة الحلوة في الفكاهة... ههههههههه.... انت قريت كلامك وفكرت فيه قبل لا تطرشه لو بلهيملي.. يا جماعة اذا أني غلطانة اقرأوا كلامه.... الله يخليكم كوني في الكويت... هههههههه... يوسع الصدر صراحة .

    • زائر 14 | 7:00 ص

      لماذا أيها الكاتب؟

      لماذا تدافع عن الخونة وعن الإرهابيين وتنسى جرايم قتل الشرطة؟ وين كلمة الحق؟ هل رأيت شرطي واحد يقتل المتظاهرين أو يعتدي على الناس؟ الحمد لله سجون البحرين ليس فيها ولا معتقل ولا سجين سياسي ايران ما تنفعكم احنه نعرفك إنسان وطني ومخلص للوطن فاترك الطائفية وأهل الفاتح انقذوا البلد لابد من قول كلمة حق
      يتبع

    • زائر 12 | 4:14 ص

      لا يهمنا الحوار

      نعم ما يهمنا ان ينتقم الله للظالمين المتنفذين رخيصي الذمة الذين سرقوا الوظائف ويتموا الأطفال ورملوا النساء وحرقوا قلوب الأمهات على أولادهم

    • زائر 11 | 3:24 ص

      صدقت والله

      للأسف الطائفية منتشرة لدى دول الخليج ومن تأثر بفكرهم التكفيري . سلم الله الأمارات وسلطنة عمان من سمومهم آمين وهم يحولون تأجيج طلبة العلم الشرعي والشباب المتدين ضد وطنهم بحجج الأنكار بالقوة وهم قد أججوها وأشعلوها في البحرين وهاهي الكويت تسير بخطى متثاقلة نحو الفكر التكفيري إن لم ينتبه صاحب القرار، وقد صدرت فتنتها وفكرها لمصر الكنانة وسورية قلب العروبة النابض ولبنان الوطن الواحد ودعمت وجهزت لتلك الدول المال والسلاح بل وجلبت مقاتلين أرهابيين لتلك الدول

    • زائر 9 | 2:10 ص

      فرقعات طائفية

      فرقعات طائفية صوتية وهي أجبن من أن تتحرك بشكل تصادمي حقيقي لان النظام لن يسمح بذلك للمحافظة على الأمن والاستقرار وهؤلاء لم يعودوا على بذل التضحيات وخسارة مواقعم الوظيفية والاجتماعية ومدجنيين لاطاعة الأوامر من اول زجرة

    • زائر 8 | 1:34 ص

      من أنتم

      من أنتم حتى تضعون شروط للحوار انتم صفر على الشمال ولا قيمة لكم آليوم تقولون ان عهد الذلة قادم هل نسيتم ما فعلتم بالابرياء يا وشاة يا قاطعي الأرزاق القادم هو عهد العقاب الالهي لكم ترقبوه قريبا فالله يمهل الظالم ولا يهمله دعاء الأمهات والأرامل والأيتام سيطالكم ولو بعد حين

    • زائر 7 | 12:28 ص

      كلام على الجرح

      كلام جدا واقعي و نعيش احداثه يوميا .. احسنت على هذا المقال الرائع .. يوما ما سيقف كل شخص احتراما الى تضحية الشعب الاصيل و قريبا جدا سوف يظهر الحق و نعيش بسلاام دون اي فوضى .. و الاشخاص الذين يقفون بجانب الاجنبي على أبناء الوطن سيأاتيهم يوم يبكون دما .. فقط الصبر

    • زائر 6 | 12:26 ص

      جوابي على سؤالك في نهاية مفالك

      انت سألت عن من يستطيع اسكات الاصوات التي تقول لا للحوار مع الأرهابيين والخونة وأنا أقول لك انك أخطأت في التسمية والتوصيف لأن هذه ليست اصوات بشرية بل .....

    • زائر 5 | 11:19 م

      السؤال غلط

      متى يتم قطع المال عنها لتسكت؟ لأن هناك من هو أكبر منها يأمرها ...هؤلاء تلفون شوارع يشتغل بالخرده يعني بالفلوس. الله المستعان...البلد خرب اذا كان حاميها حراميها

    • زائر 4 | 11:16 م

      من يستطع إسكاتها من يعطيها علفها وهي الحكومة او الحكم فلافرق بينهم

      مند البدية تم اصطناع تجمع لينقدهم على الورق وهو صدق نفسه بانه انقد البلد من انقلاب عسكري بدون سلاح اعلام موجه ومسيطر عليه قادة موالين يمشون في الركب المرسوم لا يحيدون عنه جلهم لديهم نقاط الضعف فلا يستطيعون التمرد على المرسوم لهم وأقول لك الكثير واضع بيضه في سلة الاقليم بس في الجهة الخاسرة حتى الان فلنترك الامور ونفسنا طويل سيرجعون لااحجامهم

    • زائر 2 | 10:50 م

      عزيزى :

      نعم موضوع شيق وكلام صحيح ولكن سؤالك من يسكت تلك الافواه النتنه . هى الحكومه لأن هؤلاء هم انصارها وافواهها وهم ادواتها وهم ريموت كنترولها وشكرا .

    • زائر 1 | 9:51 م

      مقال واقعي

      أوافقك بالمطلق على كل ماجاء فيه

    • زائر 16 زائر 1 | 7:05 ص

      ليس واقعي وليس منصف

      اختلف معك المقال ليس واقعي وليس منصف ولك الحق توافق عليه بالمطلق على كل ما جاء فيه لاحظ أن الكاتب ما ذكر أهل ساحة الشرفاء اللي حموا البلد... بالنسبة لي آنه ماعندي مشكلة الشيعة والسنة أهل وأحباب لكن الخونة اللي يتآمرون مع ايران والعيب على الحكومة اللي ما حاكمتهم... موقف أهل الفاتح صحيح وسليم فهم حموا البلد وضحوا من أجل البلد وليس من أجل قوى خارجية

اقرأ ايضاً